الإفتاء توضح مفهوم الحسد وبيان خطورته
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الحسد، هو تَمَنِّي الحاسد زوال النعمة من المحسود؛ وهو من الأخلاق الذميمة والأمراض المهلكة التي أمر الله تعالى بالاستعاذة منها، قال تعالى: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 5]؛ ولذا ورد النهي عنه؛ فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا.
واستشهدت الإفتاء بما ورد من أحاديث في السنة تثبت أَنَّ العين حق ولها تأثير على المعيون -أي: مَن أصيب بالعين-؛ منها ما روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «العَيْنُ حَق، وَلَو كَانَ شَيءٌ سَابِقُ القَدَرِ سَبَقَتهُ العَين»، وفي الصحيحين من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمرها أن تسترقي من العين.
الحسد يضر الحاسد في دينه ودنياه أكثر ممَّا يضر المحسودقال الإمام النووي في "شرحه على مسلم": [فيه إثبات القدر، وهو حق بالنصوص وإجماع أهل السنة.. ومعناه: أَنَّ الأشياء كلها بقدر الله تعالى، ولا تقع إلَّا على حسب ما قَدَّرها الله تعالى، وسبق بها علمه، فلا يقع ضرر العين ولا غيره من الخير والشر إلَّا بقدر الله تعالى، وفيه صحة أمر العين، وأنها قوية الضرر]، وقال الإمام ابن حجر في "فتح الباري": [الحق أن الله يخلق عند نظر العائن إليه وإعجابه به إذا شاء ما شاء من ألمٍ أو هلكةٍ، وقد يصرفه قبل وقوعه؛ إمَّا بالاستعاذة، أو بغيرها، وقد يصرفه بعد وقوعه بالرقية].
وتابعت الإفتاء: والحسد يضر الحاسد في دينه ودنياه أكثر ممَّا يضر المحسود، فيضره في دينه؛ لأنَّه يجعل الحاسد ساخطًا على قضاء الله كارهًا لنعمته التي قَسَّمَهَا بين عباده، ويضره في دنياه؛ لأنه يجعل الحاسد يتألم بحسده ويتعذب ولا يزال في غم وهم، فيهلك دينه ودنياه من غير فائدة. أما المحسود فلا يقع عليه ضرر في دينه ودنياه؛ لأنَّ النعمة لا تزول عنه بالحسد، بل ما قَدَّره الله تعالى عليه لا حيلة في دفعه، فكل شيء عنده بمقدار.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الافتاء المحسود الله تعالى
إقرأ أيضاً:
هل يفسد الوضوء لشخص مصاب بجروح؟.. الإفتاء توضح
يتساءل عدد كبير من المصلين عن كيفية إسباغ الوضوء على المكاره، حيث يرغب كل مسلم في معرفة كل ما يتعلق بالأحكام الشرعية عن الوضوء لأنه من دونه تفسد الصلاة وتكون باطلة وفي السطور التالية نتعرف على كيفية إسباغ الوضوء وما الفرق بينه وبين إسباغ الوضوء على المكاره.
كيفية إسباغ الوضوءوقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن إسباغ الوضوء يكون بإكماله وإتمامه وإعطاء كل عضو حقه، ويتحقق بالماء البارد والدافئ على السواء، وأما "إسباغُ الوضوء على المكاره" فمعناه: أن يحرص المكلف على غسل أعضائه ويتمم مسح رأسه وأذنيه، مع ما قد يعتريه من مشاقَّ عند وضوئه يمكن تحملها كالوضوء بالماء البارد في الشتاء القارص، وكذا كل حال يُكرِه المسلم فيها نفسه على الوضوء متى تمكن من الوضوء ولم يترتب على ذلك ضرر به.
وأضافت دار الإفتاء، في فتوى لها عبر موقعها الإلكتروني، أما إذا تضرر من الوضوء بالماء البارد في الشتاء فاستعماله للماء الدافئ أولى، بل يثاب بترك الوضوء بالماء الشديد البرودة الذي يُلحق به ضررًا من استعماله أو يمنع من إسباغ الوضوء على الوجه الكامل، وحديث "إسباغ الوضوء على المكاره" مقيدٌ بالمشقة غير الشديدة.
وتابعت الإفتاء "ورد إسباغ الوضوء في السنة النبوية المطهرة، فعن رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّهَا لَا تَتِمُّ صَلَاةُ أَحَدِكُمْ حَتَّى يُسْبِغَ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، وَيَمْسَحَ بِرَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ يُكَبِّرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيَحْمَدَهُ، ثُمَّ يَقْرَأَ مِنَ الْقُرْآنِ مَا أَذِنَ لَهُ فِيهِ وَتَيَسَّرَ» أخرجه أبو داود والنسائي".
كيفية إسباغ الوضوء على المكاره؟ .. دار الإفتاء تجيب
هل المسح بالمناديل المبللة يجزئ عن الوضوء ..المفتي يحسم الخلاف
منتج جديد عبارة عن مناديل مبللة بديلة للوضوء.. دار الإفتاء تكشف الحكم
هل يجوز الوضوء والاغتسال بماء البحر؟.. أمين الفتوى يجيب
كشف الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن حكم الوضوء لشخص مصاب بجروح، مشيرا إلى أن الصحابة كانوا يحاربون وكانوا يدخلون الغزوات ويصلون بهم جروح، وكان الصحابة يصلون بالملابس التي بها دم نتيجة المشاركة فى الغزوات".
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء، أن " الدم ليس نجسا إذا صلي فيه الإنسان.. ولو كان فيه جرح أو دم فهذا لا يفسد الوضوء.. والدم إذا خرج من أحد السبيلين يفسد الوضوء.. أم الدم نتيجة الجروح هذا ليس بنجس".
متى يتم المسح على الخفين والجوارب؟أكدت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن المسح على الخف أو الحذاء الملبوس بدلًا من غسل القدمين في الوضوء هو رخصة شرعية ثابتة في السنة، ولكن لها ضوابط وشروط يجب الالتزام بها حتى تكون صحيحة.
وقالت عضو الأزهر العالمي للفتوى، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم الاثنين: "أول شرط لصحة المسح على الخفين أن يكونا قد لُبسا بعد طهارة كاملة، أي بعد وضوء صحيح غُسلت فيه القدمان".
وأضافت عضو الأزهر للفتوى، أن من الشروط أيضًا أن يكون الخف أو الحذاء مما يمكن متابعة المشي عليه دون أن يتلف بسهولة، وأن يكون مانعًا لوصول الماء إلى القدم عند المسح، وإلا فلا فائدة من المسح عليه، موضحة أن مدة المسح تختلف بحسب الحال، فالمقيم يُسمح له بالمسح يومًا وليلة، أما المسافر فله أن يمسح ثلاثة أيام بلياليها.
وفي سياق متصل، تحدثت عن مبطلات الوضوء، موضحة أنها تشمل كل ما يخرج من السبيلين، مثل البول أو الغائط أو الريح، مؤكدة أن خروج أي شيء من القبل أو الدبر يُبطل الوضوء ويستلزم الإعادة قبل الصلاة.
كما أشارت إلى أن الحائض والنفساء لا يُطلب منهما الوضوء أثناء فترات الحيض أو النفاس، لأن الصلاة غير واجبة عليهما في هذه الحالة، وبالتالي لا أثر شرعي للوضوء حتى ينقطع الدم وتغتسل المرأة، وأن الطهارة لا تكون صحيحة بوجود مانع شرعي مثل الحيض.
وتابعت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى "من مبطلات الوضوء أيضًا زوال العقل، سواء بسبب الإغماء أو السكر أو غيره، فإذا عاد العقل وجب الوضوء من جديد، وكذلك النوم إذا كان نومًا عميقًا غير متمكن، أي لم يكن الشخص في وضع يمكنه فيه التحكم بجسده، وهذا ما عليه جمهور الفقهاء".
واستطردت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى "فقه الطهارة من أهم أبواب الدين، وهو المدخل لكل عبادة، والوضوء الصحيح هو جسر العبور للصلاة المقبولة، ولذلك يجب على المسلم أن يتعلم شروطه وأحكامه، وأن يحرص على إتقانه والالتزام بآدابه".