رهاب السرطان.. لماذا يخاف الناس من المرض الخبيث أكثر من غيره؟
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
بغداد اليوم - متابعة
يشكل الخوف من مرض السرطان ظاهرة عامة في أوساط الناس على اختلاف أعمارهم وأجناسهم، وهو ما درج خبراء علم النفس على تسميته "رهاب السرطان"، ويتفاوت بين شخص وآخر، ولدرجة أن يتصور البعض أن شعوره بآلام أو أعراض غير عادية هي مقدمة الإصابة بالمرض.
وعلى الرغم من انتشار "رهاب السرطان" في العالم فإن الغريب هو أن الإحصاءات والأرقام تشير إلى أنه ليس السبب الرئيس للوفيات في العالم، كما أن العديد من الأورام السرطانية أصبح الأطباء قادرين على السيطرة عليها والتخلص منها بشكل تام.
وبحسب مقال متخصص نشره موقع "سايكولوجي توداي"، واطلعت عليه "العربية.نت"، فإن الخوف من الإصابة بمرض السرطان يرجع إلى "نظام إدراك المخاطر العاطفية لدينا".
ويقول الباحثون إنهم وجدوا "أننا أكثر خوفاً من أي تهديد نشعر أنه خارج السيطرة، ولا يزال من المعتقد على نطاق واسع أن تشخيص السرطان هو بمثابة حكم بالإعدام، وأنه لا يوجد شيء يمكننا القيام به".
ويستعرض المقال الذي كتبه الأستاذ في جامعة "هارفارد" ديفيد روبيك ما ذكره بعض المرضى في دراسة أجريت عام 2014 عن الخوف من السرطان، حيث عبر أحدهم عن مشاعره: "الخوف، الموت، الشعور بأنك لا تستطيع السيطرة عليه، الأمر خارج عن سيطرتك".
وعلق مريض آخر: "السرطان يجعلك تفكر في النهاية. لا يوجد شيء أكثر من ذلك".
وينقل المقال عن أنجلينا جولي ما أعلنته عام 2013 عندما خضعت لعملية استئصال الثديين قولها: "لا يزال السرطان يبث الخوف في قلوب الناس، ويثير إحساساً عميقاً بالعجز".
ويلفت روبيك في مقاله إلى أن أعداداً كبيرة من الناس يتدفقون على المستشفيات من أجل إجراء فحوص السرطان.
ويضيف: "الحاجة إلى الشعور بالسيطرة تفسر الإيمان العام الأعمى تقريباً لدى عامة الناس بفحص السرطان، حيث يتم فحص ملايين الأشخاص سنوياً، أي أعداد أكبر من التي يوصي الأطباء بفصحها، والفحص في النهاية يمنحنا شيئاً يمكننا القيام به".
وينقل روبيك عن الباحث الرائد في مجال علم الأورام النفسي جيمي هولاند قوله: "تشعر العديد من النساء وأطبائهن أن تصوير الثدي بالأشعة السينية هو الإجراء الإيجابي الوحيد الذي يمكنهم اتخاذه لتهدئة مخاوفهم".
كما أنَّ السرطان مخيف بشكل خاص لأن الوفاة بسبب هذا المرض في كثير من الحالات تنطوي على ألم ومعاناة شديدين.
وذكر باحثون أن ما يشكل مخاوفنا من تهديد معين ليس احتمالية أن يؤدي إلى وفاتنا وإنما المخيف أكثر هو الطريقة التي يمكن أن نموت بها.
وفي دراسة استقصائية أجرتها الجمعية الأميركية لعلم الأورام السريرية عام 2018 كان السبب الأكبر لخوف البشر من تشخيص السرطان ليس الموت نفسه وإنما الألم والمعاناة اللذان يسبقان الموت.
المصدر: العربية
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
عمرو أديب: عقلية الخوف داخل إسرائيل تتجدد مع أي تعاون مصري – تركي
سلّط الإعلامي عمرو أديب الضوء على حالة الارتباك المتصاعدة داخل إسرائيل بعدما أعلنت تقارير صحف إسرائيلية عن تخوفات كبيرة من التعاون العسكري المتنامي بين مصر وتركيا، خاصة في مجالات التصنيع الدفاعي.
موازين القوى الإقليميةوقال أديب خلال تقديم برنامج “الحكاية” والمذاع عبر قناة “ام بي سي مصر” إن المجتمع داخل إسرائيل يعيش منذ سنوات طويلة في حالة من القلق المزمن تجاه أي تغيّر في موازين القوى الإقليمية، موضحًا أن هذه “العقلية” ظهرت بوضوح خلال فترات التوتر الكبرى، حيث كان كثيرون يلجأون للسفر والعودة إلى دولهم الأصلية، وهو ما يعكس هشاشة داخلية ظلت ملازمة للمشهد الإسرائيلي منذ نشأته.
وأوضح أديب أن هذا الشعور بالخوف عاد للواجهة مع التقارير التي نشرتها صحيفة معاريف الإسرائيلية، والتي عبّرت فيها عن حالة “رعب” من التعاون العسكري بين مصر وتركيا، ليس فقط في صفقات السلاح، ولكن في دخول القاهرة مرحلة متقدمة من تصنيع منظوماتها العسكرية محليًا.
وأضاف: “همّا مرعوبين مش من سلاح مصر اللي بتيجيبه من برّا… لأ، الرعب الحقيقي من إن مصر بقت تصنّع سلاحها بإيدها، ومع دولة زي تركيا دا بيغيّر حسابات تانية خالص في الإقليم”.
التحول الاستراتيجي المصريوأشار إلى أن التحول الاستراتيجي المصري في ملف التسليح يطرح معادلة جديدة تمامًا في شرق المتوسط، تفرض على إسرائيل إعادة حساباتها، وهو ما ظهر في خطاب إعلامها خلال الأسابيع الأخيرة.
واختتم أديب بأن المنطقة تشهد الآن سيناريو جديدًا تمامًا لم يكن متوقعًا قبل سنوات، قائلًا: "التحالفات اتغيّرت… والقوى بتتحرك… واللي بيحصل النهارده واضح إنه مقلق جدًا لإسرائيل. وده في حد ذاته رسالة عن حجم وقدرة مصر.