هل يجوز اعتبار التبرعات للشعب الفلسطيني من زكاة المال؟.. دار الإفتاء ترد
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم التبرع لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة هذه الأيام؟ وهل هو واجب؟ وهل إخراج زكاة المال لهم أولى من غيرهم؟
وأجابت دار الإفتاء، على السؤال، بأن الجهاد في سبيل الله تعالى شعيرةٌ ماضيةٌ إلى يوم القيامة، وهو حق كَفَلته القوانين الأرضية أيضًا؛ دفعًا للصائل وردعًا للمعتدي، وحفاظًا على العِرض والنفس والمال.
وذكرت أن الجهاد -في اللغة- هو: استفراغ ما في الوُسع والطاقة مِن قول أو فعل، منوهة أن الشرع الشريف لم يجعله قاصرًا على الجهاد بالنفس فقط، فهناك جهاد الكلمة وجهاد المال.
وأشارت إلى أن النصوص الشرعية العامة في الجهاد تنطلق على كل ما يكون في طَوق المكلف وقدرته، وليس مقصورًا على الجهاد بالسِّنان فقط، وبعضها يُصَرِّح بذلك فعلا؛ فيقول الله تعالى عن القرآن الكريم: ﴿وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾ [الفرقان: 52].
وعن الجهاد بالمال يقول سبحانه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الصف: 10-11].
وأكدت أنه إنَّ كلَّ مَن وجد نفسَه عاجزًا بنفسه عن دفع المعتدي الصائل على الأرض والعِرض مِن المسلمين فإنه مُطالَب شرعًا ببذل ما يستطيع بماله عينًا أو نَقدًا لصَدِّ العدوان وتسلية المُعتَدَى عليهم مِن المستضعفين مِن الرجال والنساء والولدان.
وذكرت أن زكاة المال لها مصارف ثمانية مذكورة في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60].
وأشارت إلى أن زكاة المال يُشرَع دَفعُها لأبناء الشعب الفلسطيني في غَزَّة من سَهم: "في سبيل الله"؛ لأنَّ دَفع العدو في حقهم مُتَعَيِّنٌ عليهم من باب جهاد الدَّفع. وكلُّ ما يُعِينُهم على البقاء ومقاتلة العدو وصَدِّ العُدوان هو مِن جُملة آلات الجهاد، سواء أكان مالًا أم طعامًا أم دواءً، وليست آلة الجهاد مُنحَصرة في السِّلاح فقط، بل هي شاملة لما ذُكِر أيضًا.
وقد قَرَّر الفقهاء أنه يُشرع دفعُ الزكاة للمجاهد في سبيل الله وإن كان غنيًّا؛ قال العلامة الخِرَقي الحنبلي عند كلامه على مصارف الزكاة: [وسَهم في سبيل الله، وهم الغُزاة، يُعطَون ما يشترون به الدواب والسلاح وما يتقوَّون به على العدو، وإن كانوا أغنياء] اهـ، قال شارحه الإمام ابن قدامة: [وبهذا قال مالك والشافعي وإسحاق وأبو ثَور وأبو عبيد وابن المنذر] اهـ. "المغني" (6/ 333، ط. دار إحياء التراث العربي).
ومُستَنَد ذلك قولُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم -فيما رواه الإمام مالك في "المُوَطَّأ"-: «لا تَحِلُّ الصدَقةُ لغَنِيٍّ إلا لخَمسة» اهـ، وعَدَّ منهم: الغازي في سبيل الله.
وأما فقراؤهم ومساكينهم -وما أكثرهم- فإنهم يأخذون من هذا المَصرَف ومِن مَصرَف الفقراء والمساكين؛ لأنهم قد جمعوا وصفَ الفقر والمسكنة مع وصف الجهاد.
وعليه: فأبناء الأرض المحتلة الآن لهم أولوية في الجملة في استحقاق أموال الزكاة؛ نظرًا لشدة ظروفهم وحاجتهم المتعينة إلى الغوث -لا سِيَّما في قِطاع غَزَّة- ممَّا يعلمه القاصي والداني.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الشعب الفلسطيني التبرع زكاة زكاة المال فی سبیل الله زکاة المال
إقرأ أيضاً:
استشهاد قائد كتيبة جنين في نابلس واقتحامات تطال رام الله
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، عن اغتيال نور البيطاوي، قائد كتيبة جنين التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، خلال عملية عسكرية استهدفت منزلاً كان يتحصن فيه بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية.
وذكر المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، أن العملية نُفذت بمشاركة قوات من لواء السامرة، ووحدة "اليمام" الخاصة، بالإضافة إلى جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك"، وذلك عقب محاصرة المنزل الذي كان بداخله البيطاوي، حيث دارت اشتباكات مسلحة أدت إلى استشهاده.
وفي سياق متصل، صعّدت قوات الاحتلال من عملياتها في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، حيث شهدت مدينة رام الله، يوم الجمعة، اقتحامين متتاليين نفذتهما آليات عسكرية وناقلات جنود، شملت محيط مقر الرئاسة الفلسطينية المعروف بـ"المقاطعة"، بالإضافة إلى ميداني ياسر عرفات والمنارة وشارع الإرسال.
وأفادت مصادر محلية بأن الاقتحام امتد إلى بلدة سردا القريبة، ما أثار توتراً واسعاً في المنطقة.
أما في نابلس، فقد أسفرت اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال عن استشهاد فلسطينيين، عقب محاصرة منزل قيد الإنشاء وقصفه بقذائف ثقيلة في حي المساكن الشعبية شرق المدينة.
وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى موقع الحدث لتقديم المساعدة الطبية.
على صعيد الانتهاكات الميدانية الأخرى، واصلت سلطات الاحتلال سياسة هدم منازل الفلسطينيين، حيث سلّمت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة إخطارًا بهدم عقار سكني يُعرف بـ"عمارة الوعد" في حي وادي قدوم شرقي المدينة.
وتضم البناية 12 شقة سكنية يعيش فيها نحو 85 مواطناً مقدسياً، وقد منحتهم سلطات الاحتلال مهلة لا تتجاوز أسبوعين لتنفيذ الهدم الذاتي، وإلا ستقوم آلياتها بذلك بالقوة، تحت ذرائع إدارية تعتبرها الأوساط الحقوقية "واهية وممنهجة".