صحيفة الاتحاد:
2025-05-25@05:50:50 GMT

كيف تقوّي البيئة مناعتنا النفسية؟

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

شريف عرفة (أبوظبي)

أخبار ذات صلة مبادرات «رياضية» لحماية البيئة سماء أبوظبي تُمطر «أشجار القرم» مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

نعرف أن التواجد في الطبيعة مفيد لصحتنا الجسدية، حيث الهواء الطلق النقي والطعام الطازج الخالي من الكيماويات.. لكن هل تعلم أن التواجد في الطبيعة لمدة تتراوح بين 20 و90 دقيقة مفيد لصحتنا العقلية حتى للذين يعانون من أمراض نفسية؟
هذه إحدى النتائج التي توصلت إليها دراسة بريطانية تحمل عنوان: «الأنشطة الخارجية القائمة على الطبيعة للصحة العقلية والجسدية: مراجعة منهجية وتحليل تلوي» حيث قام الباحثون بتحليل نتائج 50 دراسة شملت آلاف المشاركين، لمعرفة مدى تعرضهم للبيئة الطبيعية بشكل منتظم، ومدى تأثير ذلك على الحالة النفسية متمثلة في أمور مثل: أعراض الاكتئاب والقلق، والحالة المزاجية والمشاعر الإيجابية والسلبية.

.. إلخ.
تشمل الأنشطة التي قام الباحثون برصدها أموراً مثل ممارسة الزراعة والعناية بالحدائق، أو الاسترخاء وممارسة التأمل في الطبيعة، أو ممارسة الفنون التي تتضمن التواجد في الطبيعة واستخدام المواد الطبيعية لصنع أعمال يدوية، وكذلك ممارسة التمارين الرياضية في الطبيعة، أياً كان نوع الرياضة، معتدلة كانت كالمشي أو مرهقة كالعدو.
خلصت الدراسة التي نشرت في دورية إس إس إم بوبيوليشن هيلث، إلى أن ممارسة كل هذه الأنشطة كان لها تأثير ملحوظ في تحسين الصحة العقلية لدى قطاع كبير من الناس، بمن فيهم كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة، والأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية، وكذلك الأصحاء. وتنص الدراسة على أن هذه الأنشطة «فعالة كوسيلة علاجية لمشاكل الصحة العقلية الموجودة مسبقاً، كما يمكن اعتبارها نهجاً وقائياً للحفاظ على الصحة العقلية لعموم الناس». كما وجد الباحثون أن كل نشاط في حد ذاته كان يتميز عن غيره في طبيعة الفوائد. 

الانغماس في الطبيعة
سواء كنت تتأمل الأفق في الصحراء أو تشاهد تتابع الموج على شاطئ المحيط، أو تسترخي فوق جبل، فإن كل هذا يندرج تحت فئة الانغماس في الطبيعة، والذي يعني التعرض لأي منظر طبيعي، والاندماج فيه بكل حواسك من دون أن يشغل بالك أي شيء آخر. هذا الانفصال عن مشاكلك اليومية يصفي الذهن، ويساعد في تقليل المزاج الاكتئابي وأعراض القلق والمشاعر السلبية، ويساعد في زيادة المشاعر الإيجابية. 

البستنة
الزراعة وتنسيق ورعاية الحدائق، نشاط يمنح المشاركين إحساساً بالهدف والمعنى والسكينة والشعور بالإنجاز، وبالتالي يساعد في تقليل الحالة المزاجية الاكتئابية لدى الأصحاء، وكذلك الذين يعانون مشاكل صحية مزمنة، وأيضاً لمن يعانون مشاكل في الصحة العقلية، كما قللت الزراعة من أعراض القلق وعززت المشاعر الإيجابية. 

الرياضة الخضراء
وارتبطت ممارسة التمارين في أماكن طبيعية مفتوحة (كالحدائق والمتنزهات والشواطئ..) بتأثيرات ملحوظة لصالح تقليل أعراض الاكتئاب وتخفيف القلق. وبشكل عام كانت الأنشطة الجماعية أو الفردية التي استمرت ما بين ثمانية إلى 12 أسبوعاً هي الأكثر فعالية. وقد لاحظ الباحثون أن المكاسب النفسية للتمارين الخضراء أكبر نسبياً من النشاط السابق «رعاية الحدائق» لأن النشاط البدني في حد ذاته له تأثير مضاد للاكتئاب والقلق.

الجرعة المثالية
في جدول حياتنا المزدحم. ما هي الفترة التي ينبغي أن نخصصها لإحداث هذا الأثر؟ ما هي الجرعة المثلى للتعرض للطبيعة؟ 
تقول الباحثة «راشيل بيتمان» التي أجرت هذه الدراسة مع فريقها البحثي «من كلية هال يورك الطبية بجامعة يورك، ومركز الرعاية الصحية المستدامة في أكسفورد، ومعهد برادفورد للبحوث»: إنه بشكل عام، كانت مدة الأنشطة الأكثر فعالية تتراوح بين 20 إلى 90 دقيقة بانتظام على مدار بين 8 و12 أسبوعاً.
في الحالات المرضية، لوحظ تحسن في الحالة المزاجية لدى الأشخاص المصابين بالخرف بعد التعرض للحدائق الطبيعية لمدة 20 دقيقة فقط، لكن النتيجة المثلى لهم كانت بين 80 و90 دقيقة.
وعند الأصحاء، تشير دراسات إلى أن قضاء 120 دقيقة أسبوعياً في الطبيعة، كان مرتبطاً بمستويات أعلى من السعادة وتحسن الصحة النفسية عند عموم الناس.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الصحة النفسية البيئة الصحة العقلية الأمراض النفسية الصحة العقلیة فی الطبیعة

إقرأ أيضاً:

الطبيعة تغضب.. 230 مليون شخص في خطر| ماذا حدث؟

يواجه العالم كارثة مناخية قد تتسبب فى ذوبان الصفائح الجليدية في غرينلاند والقطب الجنوبي، حيذ حذر العلماء الدول بضرورة الاستعداد لارتفاع منسوب مياه البحار بمقدار أمتار عدة خلال القرون التالية فما القصة؟.

ذوبان  الصفائح الجليدية في غرينلاند والقطب الجنوبي

كشفت أبحاث جديدة أن الصفائح الجليدية في العالم تتجه نحو ذوبان لا يمكن السيطرة عليه، ما سيؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحار بمقدار عدة أمتار، وهجرة كارثية من السواحل، حتى في حال تمكن العالم من تحقيق المعجزة والحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.

بعد الهزة الأرضية الجديدة.. هل دخلت مصر في حزام الزلازل؟المُنفذ قردة.. أغرب عملية سرقة في التاريخ | ما القصة؟

أكثر ما يدعو للقلق في نتائج الدراسة، التي نُشرت في مجلة Communications Earth and Environment، يتمثل بأن حد 1.5 درجة مئوية قد لا يكون كافيًا حتى لإنقاذ الصفائح الجليدية.

رأى العلماء أنه حتى إذا حافظ العالم على مستوى الاحترار الحالي، الذي يبلغ 1.2 درجة مئوية، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع سريع للصفائح الجليدية وارتفاع كارثي في منسوب مياه البحار.

تحتوي الصفائح الجليدية في غرينلاند والقطب الجنوبي معًا على كمية كافية من المياه العذبة لرفع مستوى سطح البحر العالمي بحوالي 65 مترًا، وهو سيناريو غير مرجح، لكنه يجب أن يُؤخذ بالاعتبار لفهم حجم المخاطر بالكامل.

منسوب البحار تضاعف خلال الثلاثين سنة 

منذ تسعينيات القرن الماضي، تضاعفت كمية الجليد المفقودة من هذه الصفائح بمعدل أربع مرات، وتخسر حاليًا حوالي 370 مليار طن سنويًا.

يُعتبر ذوبان الصفائح الجليدية العامل الرئيسي في ارتفاع منسوب البحار، كما أن معدل الارتفاع السنوي لمستوى سطح البحر قد تضاعف خلال الثلاثين سنة الماضية.

230 مليون شخص فى خطر

يُشكل الانهيار السريع  للصفائح الجليدية تهديد وجودي لسكان السواحل حول العالم، إذ أن حوالي 230 مليون شخص يعيشون على ارتفاع يقل عن متر واحد (3.2 قدم) فوق مستوى سطح البحر.

كيف يمكن تجنب انهيار الصفائح الجليدية

وعليه خلص مؤلفو الدراسة بهدف تفادي الانهيار السريع لواحدة أو أكثر من الصفائح الجليدية، إلى أنه يجب الحد من الاحترار العالمي ليقترب من 1 درجة مئوية فقط فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

يتطلب هذا خفض جذري في كمية الوقود الأحفوري الذي يحرقه البشر، وهو أمر يبدو غير مرجّح بشكل كبير في ظل استمرار دول، بالاعتماد على النفط، والفحم، والغاز.

أشارت العديد من الدراسات إلى أن الوصول إلى 1.5 درجة مئوية من الاحترار يُعد "مرتفعًا جدًا" لمنع التراجع السريع للصفائح الجليدية، وهو تراجع سيكون غير قابل للعكس ضمن المقاييس الزمنية البشرية.

طباعة شارك كارثة مناخية ارتفاع منسوب مياه البحار القطب الجنوبي الاحتباس الحراري

مقالات مشابهة

  • الحمادي: أغلب الطلاب يعانون من الاكتئاب ويزورون العيادات النفسية .. فيديو
  • كيف يؤثر نظام المناوبات الليلية على الصحة النفسية
  • “الأغذية العالمي”: أكثر من 70 ألف طفل في غزة يعانون سوء التغذية
  • استشاري: التمارين العقلية لها تأثير إيجابي على الذاكرة .. فيديو
  • القش والقطيع.. قرية جنوبية تجمع الطبيعة والعمل في آن واحد (صور)
  • 7 نصائح للوقاية من الصداع بعد ممارسة الرياضة
  • الطبيعة تغضب.. 230 مليون شخص في خطر| ماذا حدث؟
  • «مختبر التشريعات» يناقش قانون الصحة النفسية
  • «وادي شيص».. وجهة مثالية لعشاق الطبيعة
  • طبيبة توصي بالرقص كجزء من علاج الأمراض النفسية الخطيرة