يُعد الاقتصاد الأزرق عنصرا مهما من عناصر الاقتصاد القومي المصري لأنه يولد فرص عمل للكثير من المواطنين، ومن بين ذلك توفير فرص عمل في قطاع السياحة.

وقال الدكتور علاء سرحان، أستاذ الاقتصاد البيئي بجامعة عين شمس، إن الاقتصاد الأزرق هو الاستهلاك المستدام لكل الموارد الموجودة في المحيطات أو أي نوع من أنواع المسطحات المائية سواء بحار أو أنهار أو حتى المناطق الساحلية.

وأضاف سرحان، خلال حديثه لـ«الوطن»، أننا نستخدم الاقتصاد الأزرق حتى يكون هناك نمو اقتصادي وتحسن في النواحي الحياتية للأفراد ونستطيع من خلالها توفير فرص عمل، وكل هذه التنمية والنشاط التنموي في المحيطات والأنهار والمناطق الساحلية يجب أن تكون أنشطة تحافظ على صحة وسلامة النظام الأيكولوجي في هذه المناطق، وذلك حسب تعريف البنك الدولي الذي استند عليه دائما لأنه يأخذ في الاعتبار موضوع النمو الاقتصادي وتوفير الوظائف.

وتابع أستاذ الاقتصاد البيئي بجامعة عين شمس، أنه يمكننا استغلال الموارد الموجودة في مصر، سواء في البحار أو البحيرات الشمالية أو بحيرة ناصر بما فيها من موارد وتنوع بيولوجي، وذلك من خلال التنمية المستدامة وهي التي تستدام وتتواصل بين الأجيال وبعضها البعض، بين الجيل الحالي والأجيال القادمة.

ظاهرة الاحتباس الحراري ستؤدي إلى تغيرات مناخية

وأشار سرحان، إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري ستؤدي إلى تغيرات مناخية، منها أن درجة حرارة المياه ستزيد، وهو ما يعني أن زيادة نسبة الحرارة ستؤثر على الثروة السمكية وكل الكائنات البحرية التي تعد أمنا غذائيا بالنسبة لنا ومدخلا بروتينيا لنا في الغذاء، وحينما يحدث تغير في درجات الحرارة من الممكن أن يؤدي إلى موت الأسماك، وهو ما يعني التغير في التركيبة الكيميائية التي يعيش فيه الوسط بالثروة السمكية، وتتأثر أيضا نسبة الملوحة، ما يسفر عن زيادة نسبة الملوحة وهو الذي يؤثر على الكائنات البحرية، ويحدث للشعب المرجانية ما يسمي بظاهرة «التبييض» أي تتحول لون الكائنات البحرية إلى الأبيض وبذلك تفقد صفة من صفاتها الجميلة وهي التنوع في الألوان الذي يأتي السياح لرؤيته، ما سيؤثر على سياحة الغوص والأيكولوجية لأن الشعب المرجانية ستتأثر.

مَن يمتهن الصيد سيتأثر الدخل الخاص به

واستطرد، أن من يمتهن الصيد سيتأثر الدخل الخاص به، كما أنه مع ارتفاع مستوى سطح البحر في البحر المتوسط ستغمر المياه جزءا كبيرا من الدلتا المصرية، ما سيؤثر على الزراعات والمباني والاستثمارات لذلك قامت الدولة المصرية خلال السنوات القليلة الماضية بعمل الكثير من الإجراءات الحمائية الاستباقية للتصدي ومواجهة تداعيات التغيرات المناخية، خاصة القادمة من الساحل الشمالي.

الدولة المصرية انتهجت منهج التنمية المستدامة، أي ترغب في تحقيق تنمية للمواطنين تكون قادرة على التواصل مع الأجيال القادمة بحيث نعمل جاهدين لكي تكون مستوى جودة الحياة ونوعيتها للأجيال القادمة لا تقل عن الحياة الموجودة حاليًا وهذه هي التنمية المستدامة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاقتصاد الأزرق التنمية المستدامة السياحة الموارد المائية الاقتصاد الأزرق

إقرأ أيضاً:

«الإيسيسكو» وصندوق الأمم المتحدة يبحثان التعاون في مجال التنمية الاجتماعية

أكد الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، الأهمية الكبيرة التي توليها المنظمة لتعزيز قدرات الشباب، باعتبارهم ركيزة أساسية للتنمية والتطور، وثروة بشرية هائلة، مشيرا إلى أن (الإيسيسكو) قطعت شوطا كبيرا في هذا الصدد، وذلك لإيمانها بأن الشباب هم مصدر الإبداع والابتكار.

جاء ذلك خلال لقاء المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، اليوم الخميس، ماريال ساندر ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) في المملكة المغربية، لبحث تطوير آليات التعاون المشترك في مجالات التنمية الاجتماعية.

تطرّق اللقاء الذي عُقد بمقر (الإيسيسكو) في الرباط، إلى مناقشة مقترحات لبرامج ومشاريع تعاون مشترك بهدف تعزيز قدرات الشباب والنساء وتأهيل الدول للاستفادة من العائد الديمجرافي المؤهل، باعتباره قوة المجتمعات، إلى جانب تنظيم مؤتمرات وندوات تبلور رؤى واقعية لتحقيق التنمية المستدامة.

كما تناول اللقاء آليات بدء تنفيذ هذه المبادرات في المملكة المغربية كمرحلة أولى، ثم العمل على تعميمها على باقي دول العالم الإسلامي، وذلك وفقا لاحتياجات كل دولة.

من جهتها.. استعرضت ساندر أهداف وبرامج صندوق الأمم المتحدة للسكان في المملكة المغربية، والهادفة إلى دعم الأسر ودفع عجلة تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال تحسين وضعية السكان، وتمكين الشباب والنساء، وتأهيلهم اقتصاديا واجتماعيا.

كما تم الاتفاق على مواصلة النقاشات الثنائية، لبحث آليات تنفيذ البرامج والمشاريع المشتركة ودراسة أفضل سبل تمويلها.

اقرأ أيضاًشراكة مرتقبة بين وكالة الفضاء المصرية و«الإيسيسكو» لتعزيز التنمية المستدامة

مناقشة آليات إطلاق «كرسي الإيسيسكو لفهم القرآن الكريم» بجامعة ألمانية

الإيسيسكو تؤكد ضرورة الحفاظ على الحواضر التاريخية في العالم الإسلامي وتجديد إشعاعها الحضاري

مقالات مشابهة

  • «الإيسيسكو» وصندوق الأمم المتحدة يبحثان التعاون في مجال التنمية الاجتماعية
  • «الاقتصاد والسياحة» تتعاون مع «WORKSTUDIO» اليابانية بمجالات الاقتصاد الدائري
  • قنا تفوز بـ3 مراكز على مستوى الجمهورية في التنمية المستدامة
  • تركيا تعزز حضورها في أفريقيا عبر الاقتصاد الأزرق باتفاق جديد مع الصومال
  • صاعدة بقوة.. خبير بالمنظمة الأوروبية للسياسات يتوقع أسعارا صادمة للذهب خلال خمس سنوات
  • هل أثرت حرب إيران وإسرائيل على مصر؟ خبير اقتصادي يوضح
  • ليبيا تتسلم رئاسة لجنة التنمية الاجتماعية في الإسكوا خلال دورتها الـ 16 بالجزائر
  • هالة السعيد: التكنولوجيا المالية ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في مصر
  • مجدي البدوي: نجدد العهد بالعمل مع الدولة لتحقيق التنمية الشاملة
  • سكن كريم.. جمعة: التكامل بين الدولة والمجتمع المدني نموذج يحتذى لتحقيق التنمية المستدامة