هل تكون واعيا أثناء نومك ؟
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
أجاب عن هذا السؤال مجموعة أشخاص من خلفيات وتخصصات مختلفة، إليكم أبرز المشاركات
الإجابة الأولى: كانت من Bernard Norman وهو طبيب تخدير يقيم في المملكة المتحدة. يقول برنارد: هذه قضية معقدة نوعا ما لأنها تثير سؤالا آخر أكثر منطقية: ما هو الوعي أساسا؟. إذا قمت بإسقاط هذا الأمر على ما هو حولي لوجدت أن حتى دجاجاتي التي أقوم بتربيتها في منزلي تمتلك وعيا، لأن كل واحدة منها تعلم ترتيبها ودورها بين بقية الدجاج.
ولكن بعيدا عن دجاجاتي وبحكم عملي كطبيب تخدير فأنا مقتنع أن المرء يكون واعيا أثناء نومه، لأننا فور استيقاظنا نستطيع أن نتذكر بعض ما حدث في الليلة السابقة حتى وإن كنا نائمين، فمثلا نستطيع أن نتذكر أن جاء أحد واستلقى بجانبنا ونحن نائمون أو إن تساقط المطر بغزارة تلك الليلة، بينما الأشخاص الذين يكونون خاضعين للتخدير الكامل في المستشفى فهم يفقدون الإحساس بالوقت تماما، بل أن الكثير منهم لا يصدقون أنهم قد خضعوا لعملية جراحية حتى وإن كانت تلك العملية استغرقت ساعات طويلة!.
لهذا أستطيع القول، بأننا نكون واعين أثناء نومنا ولكننا نفقد ذلك الوعي إذا ما خضعنا للتخدير. وهذا الحال ينطبق كذلك على تناول الكحول أو الحبوب المنومة قبل الذهاب للسرير، فهذه المواد تقوم بتثبيط عملية معالجة المشاهد وما يجري حولنا أثناء نومنا، مما يجعل تذكرها عند الصحو في اليوم التالي أمرا صعبا وغير ممكن في كثير من الأحيان.
الإجابة الثانية: من ديفيد بورتين من الولايات المتحدة الأمريكية. يقول ديفيد: إجابتي ببساطة: نعم ، نحن نكون واعيين أثناء نومنا. فعلى الرغم من عدم وجود تعريف محدد للوعي معتمد ومتعارف عليه، إلا أن الغالبية تعتقد أن الوعي لا يمكن تحديده بإجابات قطعية: بـ نعم هو موجود أو لا هو غير موجود. وإن كان الوعي كما هو معلوم مرتبط بالتفاعل مع المدخلات الحسية، ففي هذه الحالة لابد أن نحدد على الأقل ٣ حالات قابلة للقياس: اليقظة والنوم والموت. ببساطة إن لم تكن هذه الحالات حقيقية لما استجابت أجسادنا لصوت منبه الساعة كلما رن!
من وجهة نظري، ربما سيكون من المفيد أن نحاول تحديد مقياس نظري لمستوى الوعي، تماما كالذي أوجدناه لقياس مستوى الذكاء الفردي، فأغلب المقاييس الحالية تعتمد على أدوات قياس حسية ومادية، وحتى الآن نتائجها لم تكن مرضية. أن الوضع الحالي يتطلب منا أكثر من أي وقت مضى محاولة فهم الوعي، فالذكاء الاصطناعي اليوم أثار أسئلة الوعي من جديد، فهل يمكن أن يمتلك الذكاء الاصطناعي وعيا أيضا! لهذا فالتعريف المطلوب والمثالي للوعي هو ذلك الذي يتضمن بالإضافة إلى المقياس للنظري مقياسا ماديا وبيولوجيا أو حتى دماغيا. كما أنه من المفيد إشراك صنوف الفلسفة التي تتعلق بفهم الوعي، كالفلسفة ( الروحية الشاملة) والتي تفترض أن أي جسم مادي يملك وعيا بدرجات متفاوته ولا يوجد أي جسم مادي مهما كان نوعه خال من الوعي.
وإلى جانب سؤال: ماهو الوعي؟ الذي نحاول الإجابة عليه هنا، هناك سؤال ولغز آخر يستحق أن نبحث عن إجابته وهو: لماذا الوعي؟ وهذا السؤال تحديدا يتقاطع مع فلسفة الحتمية القطعية والتي تقول إن كل ما نراه من أحداث هو سلسلة لمسببات محددة مسبقا!، و إذا ما نظرنا للوعي من هذا المنظور لوجدنا أننا كمن يرى فلما مكتوبا ونرى أحداثه تتوالى أمامنا أمام عجز تام منا على تغيير أي حدث فيه! أيعقل أن يكون الوعي – أيا كان تعريفه – قد تطور مسبقا دون حول منا ولا قوة لأجل تحقيق غاية ترفيهية كالأفلام لا أكثر !؟
الإجابة الثالثة: من جيليان بيل، المملكة المتحدة. ويقول: أرى أن طالما بإمكان كل من منا أن يتحرك أو يفكر فنحن بلا شك نملك وعيا ونحن نيام، وهذا الوعي نفقده في حالة التخدير الكامل أو الإصابة الدماغية و الغيبوبة التي تعقبها. وأستطيع القول كذلك بأنه طالما كنا مصنفين ككائنات حية تتنفس فنحن نملك وعيا وبالموت نفقد هذا الوعي.
غير أن كل ما كتبته هنا يعتمد عليك و على استخدامك لكلمة الوعي بالأساس.
أما الإجابة الرابعة: فأتت من مارك طومسون من المملكة المتحدة. قال: أعتقد أننا نفقد وعينا حين ننام وتحديدا حين نبدأ في الحلم. وإذا ما أخذنا في عين الاعتبار النظرية التي تقول أننا نحلم ونحن في حالة حركة العين السريعة المسماة بـ REM، فإذن نحن لا نملك وعيا حين نغرق في النوم العميق بعيدا ونفقد حركة العين السريعة. ومن المثير للاهتمام أن زوجتي تسرد لي تفاصيل أحلامها كل صباح بينما لا أستطيع في المقابل تذكر أي شيء من أحلامي.
خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
حكايات موت تتكرر كل شتاء.. سببها غياب الوعي
الأسرة/خاص
لا يكاد يمر شتاء في المناطق شديدة البرودة في بلادنا إلا ونسمع أخبارًا عن وفيات وإصابات بين أفراد الأسر والعائلات اليمنية بسبب التعامل الخاطئ مع وسائل التدفئة.
وبصورة سنوية تتجدد معاناة الأسر في مواجهة البرد القارس، خصوصًا في المناطق المرتفعة مثل صنعاء وذمار وإب. وفي ظل غياب الكهرباء وارتفاع أسعار الغاز المنزلي، يلجأ الكثيرون إلى وسائل تدفئة تقليدية مثل الفحم والحطب والديزل. ورغم أنها متاحة ورخيصة نسبيًا، إلا أنها تحمل في طياتها مخاطر صحية وبيئية جسيمة، في وقت يظل فيه الوعي المجتمعي بمخاطرها محدودًا للغاية، بينما تغيب الرسالة التوعوية والإرشادية الفاعلة في مختلف وسائل الإعلام الجماهيري.
أخطاء قاتلة
يلجأ الكثيرون إلى الاعتماد على المواقد التقليدية التي تعتمد على الفحم أو الحطب، وتوضع غالبًا داخل المنازل المغلقة، فيما يعتمد آخرون على الديزل ويستخدمونه في مواقد معدنية صغيرة، ولا يدركون أن ذلك يطلق أبخرة شديدة السمية قد تؤدي بحياة الأشخاص.
ومن الأخطاء القاتلة التي يلجأ إليها البعض بحثًا عن التدفئة حرق البلاستيك والمواد المستعملة أو الملابس القديمة، ما يزيد من خطورة الانبعاثات.
ومن أبرز المخاطر الصحية الناجمة عن تلك الممارسات الخاطئة – كما يقول مختصون – الاختناق بغاز أول أكسيد الكربون، ويتعاظم الخطر مع قيام كثير من الأسر بإغلاق النوافذ لضمان دفء المكان، مما يؤدي إلى تراكم الغاز القاتل الذي لا لون له ولا رائحة.
ويؤكد أطباء أن وسائل التدفئة التقليدية والأخطاء في استعمالها تعد سببًا رئيسيًا للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي؛ إذ إن الدخان الناتج عن الحطب والفحم يفاقم أمراض الربو والحساسية ويؤثر بشكل خاص على الأطفال وكبار السن.
كما أن استخدام المواقد داخل غرف النوم أو بالقرب من الأثاث يزيد من احتمالية اندلاع الحرائق. إضافة إلى أن الاعتماد على الحطب يؤدي إلى قطع الأشجار، ما يفاقم مشكلة التصحر ويهدد الغطاء النباتي.
قلة الوعي
رغم تكرار الحوادث سنويًا، يظل الوعي المجتمعي ضعيفًا؛ فكثير من الأسر ما زالت تعتبر هذه الوسائل جزءًا من العادات الشتوية، ولا تدرك خطورة استخدامها في أماكن مغلقة، دون إدراك المخاطر الجمة. كما أن غياب الحملات التوعوية المستمرة يمكن أن يغير السلوكيات ويتلافى الكثير من النتائج الكارثية.
ونظرًا لغياب الوعي الكافي، لا تزال الظاهرة في تنامٍ؛ حيث سجلت مستشفيات أمانة العاصمة – وفقًا للطبيبة ليلى العوامي في حديثها لـ”الأسرة” – خلال شتاء العام الماضي عشرات الحالات من الاختناق بسبب الفحم داخل المنازل. ولم تتوقف الحوادث في صنعاء، بل امتدت إلى العديد من المحافظات، فقد سجلت في محافظة إب وذمار اندلاع حرائق في منازل نتيجة استخدام مواقد الحطب، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية. وهذه الحوادث تتكرر كل عام لكنها لا تترك أثرًا كافيًا لتغيير السلوكيات.
معالجات ملحّة
تبقى هذه الظاهرة ذات مخاطر محققة، ولمعالجتها – وفقًا لمختصين – يجب تنفيذ حملات توعية إعلامية مستمرة عبر التلفزيون والإذاعة ووسائل التواصل الاجتماعي.
وكذلك العمل على توفير بدائل آمنة عبر دعم استخدام المدافئ الكهربائية أو الغازية عند توفر الكهرباء والغاز بأسعار معقولة، كما يتطلب الأمر تشجيع المبادرات المجتمعية مثل:
– توزيع أجهزة كشف أول أكسيد الكربون
– نشر كتيبات إرشادية
– إطلاق برامج لإعادة التشجير والحد من قطع الأشجار
وفي الأخير يجب التأكيد على أن وسائل التدفئة التقليدية تهدد حياة الناس وصحتهم، ومع استمرار ضعف الوعي المجتمعي تظل المخاطر قائمة وتتكرر المآسي كل شتاء. ويجب البحث عن حلول عملية فاعلة تبدأ من الجمع بين التوعية المستمرة وتوفير بدائل آمنة، حتى لا يبقى الدفء في الشتاء ثمنًا باهظًا تدفعه الأسر اليمنية من حياتها وصحة وسلامة أبنائها.