حاورته / نور علي صمد

تعمل الدول والحكومات على استقرار اقتصادها الوطني من خلال السياسات المالية والنقدية التي تنتهجها والتي تصب جميعها في مصلحة مواطنيها وتقاس هذه الدولة او تلك من خلال النمو الاقتصادي وحجم الاستثمارات التي تجرى وفق الثروات التي تمتلكها وبما يتواكب ويتلائم بين صادراتها وورادتها ، اما في بلادنا فالأمور صارت مغايرة في الوقت الحالي وذلك بسبب الحرب المستمرة منذ تسع سنوات وويلاتها المدمرة والتي سببت وضع اقتصادي صعب اثر على حياة الملايين من الناس اضافة الى تدهور سعر صرف العملة المحلية مقابل العملات الاجنبية.

للاطلاع عن كثب حول ذلك كان لنا هذا الحوار مع جولان احمد محسن بركات مدير البنك الاهلي اليمني فرع اروى

** متى تم تأسيس البنك الاهلي ؟

* تم تأسيسه في نوفمبر العام  1969م

** ماهي مهام البنك ؟

* مهام البنك تتمثل في عمليتين :
الاولى تختص بقبول الودائع من العملاء سواء كانت الودائع تحت الطلب والتي هي حسابات جارية او ودائع الادخار والتي هي عبارة عن  حسابات التوفير والودائع الثابتة.
والعمليه الثانية التي يقوم بها البنك هي  منح التسهيلات المباشرة والتي تتمثل في القروض النقدية للمرافق الحكومية ولعملاء البنك اضافة الى اصدار الحوالات الخارجية  والتسهيلات غير المباشرة وتتمثل في المبالغ الغير مغطاه من  قيمة خطابات الضمان و الاعتمادات المستندية


** هل هناك استثمارات يقوم بها البنك؟

* نعم  وتتجلى استثماراتنا في ودائع خارجية في بنوك خارجية اضافة الى مشاركتنا في مشاريع انمائية  واذون خزانات البنك المركزي وغيره

** هل سياسات  البنك النقدية تتواكب مع متطلبات المرحلة الراهنة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به بلادنا؟

* نعم فالبنك الاهلي بحمد من الله اولا ومن ثم  بحنكة قيادته استطاع ان يدير السياسة النقدية باقتدار رغم ظروف الحرب المندلعة العام 2015م  والمستمرة حتى الان وتجاوز كل المحن والصعاب .في حين  هناك بنوك اوشكت على الافلاس كليا .فنحن ليس لدينا اي ازمة في السيولة

**ما هي اسباب تدهور سعر العملة الوطنية مقابل العملات الاجنبية ؟

*اسباب رئيسية واسباب ثانوية السبب الاول للحرب الحاصلة في بلادنا  وادراجنا في البند السابع من قبل مجلس الامن هذا اثر علينا كثير اضافة الى قلة التدفقات النقدية من العملات الاجنبية المتمثلة بالحوالات حيث ينظرون الينا اننا نمول الارهاب . والسبب الاخر الصرافين الذين يقومون ببيع وشراء العملات الاجنبية دون رقابة حقيقية او ضبط من قبل الجهات المختصة عوامل اثرت على تدهور سعر صرف العملة الوطنية

**كتير من البنوك التجارية تقدم خدمات وقروض لانشاء مشاريع صغيرة وما شابة ذلك. هل البنك لديه هذه الميزات؟وما الشروط المطلوبة ؟

*كنا قد بدانا وفتحنا الفرع الاسلامي في صنعاء تابع للبنك الاهلي لتمويل المشاريع الصغيرة وجهزناه بكل المتطلبات حيث كنت اشغل فيه نائب المدير ولكن مع بداية الحرب العام 2015م توقف العمل فيه واصبح تحت سيطرة نظام صنعاء كما سيطروا على ثلاثة  فروع اخرى للبنك الاهلي اليمني

**لماذا يتم طلب تعريف من عاقل الحارة او فاتورة الكهرباء او الماء عند فتح حساب توفير لدى البنك ؟علما بان جميع البنوك او شركات الصرافة لا تطلب ذلك؟

*هذه المتطلبات طلبها البنك المركزي وادارة الامتثال بالبنك المركزي وفحص المعلومات  وليس نحن عند فتح اي حساب لاي عميل  من اجل  معرفة سكنه ومقر اقامته وهي إجراءات تاتي في اطار مكافحة غسيل الاموال

** هل بامكان العميل  ايداع او سحب النقود من اي فرع من فروع  البنك اكان داخل المحافظة او المحافظات الاخرى ؟

* بكل تاكيد نعم فالعميل يستطيع ايداع اوسحب  نقوده من  اي فرع من فروعنا  فنحن لدينا نظام موحد جديد ومن احداث الانظمة البنكية المعمول بها حاليا  

** كانت هناك خدمة بيع العملات الاجنبية  وباسعار منافسة  تقدم للمرضى  الذين لديهم تقارير طبية للعلاج في الخارج هل لازالت هذا الخدمة تقدم ام لا ؟

*الخدمة متوقفة لانها تؤدي الى حدوث خسائر للبنك اذا قدمت بسعر اقل من السوق .لكن اعتقد ان البنك المركزي يقدم هذه الخدمة ولفئات معينة وبفارق  سعر بسيط عن سعر السوق

** نلاحظ  ان محلات الصرافة تزداد يوما عن يوم على الرغم من تدهور سعر العملة ياترى ما السبب؟

*  سبب انتشار شركات الصرافة يعود الى  عدم وجود استثمارات حقيقية في المناطق المحررة وتوجه اصحاب رؤوس الاموال لفتح شركات الصرافة وانتشارها في ظل عدم ممانعة البنك المركزي بمنحه للتراخيص بدون دراسة جدوى من هذه المشاريع التي قد تضر الاقتصاد الوطني وتتسبب بزيادة تدهور اسعار الصرف

** لماذا يعزف المواطن عن ايداع امواله لدى البنك الاهلي اليمني ويلجاء الى  البنوك التجارية وشركات الصرافة ؟

* بالعكس الاقبال يتزايد يوما عن يوم حيث يصل عدد العملاء الراغبين بفتح حسابات طرفنا لاكثر من 300 في اليوم الواحد وهذا يدل على ثقة العملاء بالبنك الاهلي اليمني فرأس مالنا الحقيقي هو ثقة عملاءنا واخلاصهم  لنا دوما و هذه نعمة من الله عز وجل وبفضل آداء البنك الثابت برغم كل الظروف


** كلمة اخيرة لكم ؟


* نتمنى دوما الازدهار لبنكنا الاهلي اليمني الذي  له اكثر من نص قرن من الزمان يعمل بكل كوادره المخلصة رغم كل المحن والأزمات التي حدثت في بلادنا .الا انه مازال  قويا حيث يساهم بفاعلية كبيرة في عملية التنمية والبناء على الرغم من حالة الانكماش التي تشهدها  الحركة التجارية والتي اثرت على كثير من البنوك التجارية ورجال الاعمال .. فالبنك الاهلي حاصل على جائزة افضل بنك على مستوى اليمن قاطبة للعام الثالث على التوالى .
* نشكركم لتواجدكم معنا وتلمس همومنا ومهامنا وهذا  ان دل على شيئ فانما يدل على دوركم الفعال  في استقصاء المعلومات والحقائق من مصادرها .
وختاما نستطيع القول انه اذا صلح الوضع السياسي وحل الامن والسلام كل ربوع بلادنا فبالتاكيد سيصلح الوضع النقدي وستتحسن  اوضاع الصرف وستستقر العملة الوطنية وستعود الى وضعها الطبيعي بمشيئة الله تعالى

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: العملات الاجنبیة الاهلی الیمنی البنک المرکزی البنک الاهلی اضافة الى تدهور سعر

إقرأ أيضاً:

اعترافات الخلية التجسسية تكشف جانبا من مؤامرات أمريكا على اقتصاد اليمن وقطاعاته الحيوية

يمانيون – متابعات
في سياق الاعترافات التي نشرتها الأجهزة الأمنية لعدد من عناصر خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية، كشف أحد أفراد الخلية عن المؤامرات التي تعرض لها الاقتصاد الوطني، وقطاعاته الحيوية.

الجاسوس جميل الفقيه أقر في اعترافاته عما كان يقوم به من دور تجسسي خطير مع شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية وما كلف به من مهام تستهدف بشكل رئيسي البنك المركزي والبنوك التجارية والعملة وغيرها من القطاعات الاقتصادية.

وذكر أنه تم تجنيده للعمل لصالح المخابرات الأمريكية في العام 2009م، من قبل الضابط “براين مقراث” المسؤول في القسم الاقتصادي بالسفارة الأمريكية.. مبينا أن طبيعة العمل التي كلف بها هي تجميع معلومات عن القطاع الاقتصادي بشكل عام.

وأقر أنه جمع على مدى 12 عاما معلومات عن البنك المركزي ونشاطه، والبنوك التجارية والحكومية ووزارة المالية والجمارك، والضرائب، وهي فترة تجنيده في السفارة الأمريكية.

وأكد الفقيه، أنه عمل على تزويد الأمريكيين بمعلومات عن القطاع التجاري في وزارة الصناعة والتجارة، والغرفة التجارية، وعدد من المؤسسات الأخرى، وتم تكليفه من قبل القسم السياسي والاقتصادي في السفارة، بتجنيد مصادر في الجهات الحكومية المختلفة، لتزويد السفارة بالمعلومات.

وأوضح أن المعلومات التي جمعها عن البنك المركزي كانت حساسة وهامة، تتعلق بطبيعة عمل البنك ونشاطه، والاحتياطي النقدي.. لافتاً إلى أنه وبعد إغلاق السفارة الأمريكية بصنعاء في العام 2015م، تم تكليفه بجمع معلومات عن إيرادات حكومة صنعاء، والموازنة العامة للدولة، وكيفية إعدادها في وزارة المالية.

وبحسب اعترافات الجاسوس الفقيه فقد تم تكليفه من قبل العناصر الأمريكية بجمع معلومات عن العملة الصعبة، والأسباب المانعة من ترحيل وتهريب العملة الصعبة.. موضحاً أن الجانب الأمريكي سعى من وراء جمع المعلومات المختلفة لاستهداف الاقتصاد بشكل أكبر، والتركيز على القطاعات الحيوية.

كما أكد أن الجانب الأمريكي ركز على استهداف العملة الوطنية، بشكل كبير، حيث تم تكليفه إلى جانب ذلك، بجمع معلومات حول ما يمنع تداول العملة غير القانونية التي أقدم المرتزقة على طباعتها وإغراق السوق المصرفية بها.

وبحسب الاعترافات فقد ساعد أعضاء الشبكة الجانب الأمريكي ممثلا بوكالة المخابرات المركزية الـ”سي آي إيه” في الحصول على المعلومات عن مدى تأثير نقل وظائف البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، وما ترتب على ذلك من تداعيات على الاقتصاد والأوضاع المعيشية ومدى تدهور أسعار صرف العملة وانعدام الخدمات الأساسية وارتفاع أسعارها.

جندت شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية بعض الاقتصاديين، ومالكي الشركات النفطية والتجارية، وربطتهم بمخابراتها، ووظّفتهم لتنفيذ التوجهات والمخططات الإفسادية والتدميرية، التي تخدم مصالح العدو الأمريكي والإسرائيلي، وتزويد أجهزة المخابرات المعادية بكافة المعلومات والتقارير، والدراسات السرية لكل القطاعات الاقتصادية، كالقطاع النفطي والتجاري والمصرفي والاتصالات وغيرها، ورصد المؤشرات الاقتصادية في المجالات المختلفة، وذلك بهدف التحكم والسيطرة على الاقتصاد وضربه، وضمان استمرار النهب للثروات اليمنية.

كما اعتمدت المخابرات الأمريكية على جواسيسها لمعرفة الإجراءات والسياسات المتبعة لمنع تهريب العملة الصعبة، ومنع تداول العملة غير القانونية، بما يمكن الجانب الأمريكي من اتباع ترتيبات جديدة تزيد من تدهور العملة الوطنية وتراجعها أمام العملات الأجنبية.

وبحسب الوثائق التي نشرتها الأجهزة الأمنية فقد شكل الجاسوس الفقيه إحدى النوافذ التي اعتمدت عليها الحكومة الأمريكية في الحصول على كل ما تريد من معلومات حول الجانب الاقتصادي في اليمن.

سبأ

مقالات مشابهة

  • ضياء السيد: خالد بيبو ناجح في منصب مدير الكرة.. والحديث عن الصفقات أمر غير طبيعي داخل الاهلي
  • اعترافات الخلية التجسسية تكشف جانبا من مؤامرات أمريكا على اقتصاد اليمن وقطاعاته الحيوية
  • تعرف على اعترافات الجاسوس جميل الفقيه
  • ضبط قضايا إتجار في العملة بـ7 ملايين جنيه خلال 24 ساعة
  • أزمة سيولة خانقة.. تهالك العملة في صنعاء يطول فئة الـ1000 ريال
  • عقب الانهيار الجنوني.. أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية تتوقف عند هذا الحد
  • إقبال كبير من المناطق المحتلة إلى مراكز استبدال العملات في الراهدة وعفار
  • Ooredooتُنظم عملية تنظيف غابة ”المداد“ تحت شعار ”بلادنا ديما نظيفة“
  • 9 ملايين جنيه حجم الاتجار في العملة خلال 24 ساعة
  • ضبط قضايا اتجار في العملة الأجنبية بقيمة 9 ملايين جنيه خلال 24 ساعة