سلاح الجو الروسي يتسلم دفعة من طائرة (سو 34) عالية الدقة
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
موسكو-سانا
تلقت الوحدات القتالية التابعة لقوات الجوفضائية الروسية قاذفات القنابل الجديدة من طراز “سو 34″، والتي تم تصنيعها في مصنع تشكالوف للطيران، التابع لشركة روستيخ في نوفوسيبيرسك.
ونقل موقع “آر تي” عن الخدمة الصحفية لشركة روستيخ قولها: “إن القاذفات اجتازت سلسلة من الاختبارات الأرضية والطيران في الجو، مشيرة إلى أن “سو 34″ الجديدة تم تكييفها لاستخدام أسلحة الطيران المتقدمة، ونتيجة لذلك، زاد مدى تدمير الأهداف الأرضية والسطحية، كما زادت دقة القصف”.
يذكر أن قاذفة الخطوط الأمامية “سو 34” التي تم اعتمادها، في عام 2014، تتمتع ببصمة رادارية منخفضة، ومدى يصل إلى 4000 كيلو متر وسرعة طيران عالية تصل إلى 1900 كيلومتر في الساعة، كما يمكن للطائرة حمل 8 أطنان مع 12 نقطة تعليق، وقمرة قيادة محمية بكبسولة مدرعة من التيتانيوم.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
طهران بلا أجنحة.. لماذا غاب سلاح الجو الإيراني عن ضرب إسرائيل؟
تتواصل الضربات العسكرية ليل نهار بين إيران وإسرائيل منذ يوم الجمعة الماضي عقب سلسلة من الضربات الجوية غير المسبوقة وواسعة النطاق، التي شنتها تل أبيب على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، وشملت منشآت نووية، ومصانع صواريخ باليستية، وقادة عسكريين، وعلماء نوويين.
ودخلت الضربات المتبادلة بين طهران وتل أبيب يومها الرابع وسط تصعيد غير مسبوق في الهجمات من قبل طهران، والتي رفضت التفاوض لوقف إطلاق النار في ظل مواصلة تل أبيب هجماتها واستهدافها لمنشآت البلاد الحيوية، وكذلك قتل عدد كبير من القادة العسكريين.
ووسط الحرب الدائرة والهجمات التي تنفذها إيران داخل الأراضي العربية المحتلة "إسرائيل" برز إلى حد كبير اعتماد طهران على قوتها الصاروخية الباليستية، إضافة إلى مجموعة من الطائرات المسيرة وصواريخ كروز، فيما غاب سلاح الجو تماما عن المعركة.
وتمتلك القوة الجوالفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني أكثر من 100 قاذفة صواريخ باليستية متوسطة المدى، قادرة على إطلاق مقذوفات يصل مداها إلى أكثر من 1000 كيلومتر، وهو ما يكفي لضرب إسرائيل، وفقًا لتقرير "التوازن العسكري 2025" الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) وبحسب "سي إن إن" عربية.
سلاح الجو الإيرانيوحول أسباب فقدان إيران لقوة سلاح الجو خلال صراعها الدائرة مع إسرائيل والذي تتفوق فيه الأخيرة بفضل قوة سلاحها الجوي، يقول الكاتب الصحفي والخبير في شؤون الدولية عزت إبراهيم، إن تساؤلات حادة طُرحت في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع حساسة في إيران، حول مدى كفاءة سلاح الجو الإيراني في صد مثل هذه الهجمات أو الرد عليها بفعالية.
يضيف إبراهيم خلال تصريحات له، أنه على الرغم من أن إيران تمتلك أسطولاً جوياً يزيد عن 300 طائرة مقاتلة، إلا أن معظم هذا الأسطول يعود إلى عقود مضت ويعاني من تقادم خطير في التجهيزات والتكنولوجيا، مما يحد من قدرته على مجابهة طائرات حديثة مثل الـ (F-35) أو حتى الـ (F-15) بنسخها المطورة.
يتابع الخبير في الشؤون الدولية - حسب مجلة "Military Watch Magazine" تتكون القوة الجوية الإيرانية من خمسة عشر سرباً مقاتلاً، تعتمد في معظمها على طائرات أميركية من حقبة السبعينيات مثل الفانتوم (F-4D/E) والنمر (F-5E/F)، إلى جانب عدد محدود من المقاتلات الروسية (ميج -29) و(السوخوي -24) ومقاتلات صينية (J-7).
يواصل: كما يعتمد الحرس الثوري على سرب خاص من طائرات (سو-22) المطورة، والتي تُستخدم في مهام الإسناد الجوي القريب، لافتا إلى أنه رغم الجهود التي بذلتها إيران في التسعينيات لتحديث هذا الأسطول عبر صفقات مع روسيا، إلا أن الضغوط الأميركية حالت دون تنفيذ تلك الصفقات بشكل واسع، مما أبقى الأسطول الإيراني رهيناً لمقاتلات قديمة.
ما هي المشكلة الأكبر؟بحسب إبراهيم - تقول المجلة - إن المشكلة الأكبر تكمن في القدرات الإلكترونية والتسليحية لهذه المقاتلات، فمعظم الطائرات الإيرانية ما زالت تعمل برادارات ميكانيكية من الحقبة الفيتنامية، مما يجعلها عرضة للتشويش الإلكتروني بسهولة، خاصة أن أنظمة (الميج -29) و(الإف -14) معروفة تماماً لأعداء إيران بعد تفكيك حلف وارسو وسيطرة واشنطن على تقنياتها، مضيفا: بالنسبة للصواريخ، فإن طائرات (الميج -29) الإيرانية تعتمد على صواريخ (R-27) التي لم تعد فعالة في البيئات القتالية الحديثة، فيما تُعد صواريخ (AIM-54) الخاصة بـ (الإف -14) غير موثوقة وقديمة.
يؤكد الخبير في الشؤون الدولية، أنه رغم كل هذه التحديات، فإن الحجم العددي للأسطول الإيراني لا يزال يشكل عبئاً تكتيكياً على أي خصم، مشيرا: فمجرد وجود هذا العدد الكبير من الطائرات يتطلب من إسرائيل أو الولايات المتحدة ضرب عدة قواعد جوية في وقت واحد، وتخصيص عدد كبير من طائراتها لمهام الدفاع الجوي، مع اعتماد كثيف على خزانات الوقود الإضافية.
يتابع إبراهيم، قائلا أن العقيدة العسكرية الإيرانية باتت تعتمد بصورة شبه كاملة على الدفاعات الجوية الأرضية، والصواريخ الباليستية، والطائرات المسيّرة، بينما تراجع دور المقاتلات التقليدية إلى حدٍّ كبير.
يشير إلى أنه لا تزال الطائرات الإيرانية تُستخدم بكفاءة في مهام الهجوم البحري، خاصة بفضل تزويد طائرات (F-4D/E) بصواريخ كروز صينية تم إنتاجها محلياً، مما زاد من فعاليتها في هذا المجال.
يقول: قد أُثيرت تكهنات كثيرة خلال السنوات الماضية بشأن نية إيران شراء مقاتلات حديثة لتجديد أسطولها، وهو ما سيغيّر ميزان القوى الإقليمي في حال تحققه، كما سيقلّص تكاليف التشغيل التي تتفاقم نتيجة تقادم الهياكل الجوية الموجودة حالياً.
صفقات تسليحية جديدةيشير الخبير في الشؤون الدولية إلى أنه بعد رفع حظر السلاح المفروض على إيران من قبل الأمم المتحدة في عام 2020، أصبحت طهران أكثر قدرة على عقد صفقات تسليحية جديدة، خاصة مع ازدياد اعتماد روسيا على الطائرات المسيرة الإيرانية منذ بداية حربها في أوكرانيا.
يتابع أن إيران قد استفادت من هذا الوضع لطلب شراء طائرات (سو -35) الروسية، حيث أشارت تقارير مؤكدة إلى توقيع عقود رسمية في يناير 2025، بينما تُشير تسريبات أخرى إلى نية طهران شراء (64) طائرة من هذا الطراز.
يوضح الكاتب الصحفي بأنه رغم أن مقاتلات (سو -35) ليست الأحدث عالمياً، إلا أنها تمثل قفزة نوعية مقارنة بما تمتلكه إيران حالياً، خصوصاً في مجال الاشتباكات الجوية بعيدة المدى، والتعامل مع المقاتلات الشبحية، كما أن حجم الأسطول الإيراني الكبير يسمح له باستيعاب أنواع أخرى من الطائرات لاحقاً، ما قد يُحدث تحولاً كبيراً في الهيكل الدفاعي الإيراني على المدى المتوسط.
يؤكد إبراهيم، أن تأخر إيران في اقتناء مقاتلات جديدة بشكل فوري أسهم في بقاء فجوة واضحة بينها وبين خصومها، خاصة في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل والغرب، وهذا التأخر جعل من التخطيط لشن هجمات على الداخل الإيراني عملية أكثر سهولة من الناحية العسكرية، إذ لم تكن هناك منظومات ردع جوية فعالة تواجه الطائرات المهاجمة.
تطور النزاع مع إسرائيلبحسب إبراهيم - تُظهر هذه المعطيات أن إيران ما زالت تسير في اتجاه عسكرة الردع بعيداً عن التفوق الجوي، معتمدة على التكنولوجيا المحلية وتعدد جبهات التهديد، لكن هذه المقاربة تبقى عرضة للاختبار الحقيقي في حال تطور النزاع مع إسرائيل إلى مواجهة طويلة الأمد تتطلب توازناً جوياً وليس فقط نيراناً أرضية.
يختتم الكاتب الصحفي تصريحاته مؤكدا أنه في ظل استمرار هذا الواقع، يبقى تطوير سلاح الجو الإيراني رهناً بالظروف السياسية والاقتصادية، ومدى قدرة النظام على تجاوز القيود الغربية، وإبرام صفقات تسليحية حيوية تُعيد إلى السماء الإيرانية بعضاً من فعاليتها المفقودة، أما في الوقت الراهن، فإن السماء الإيرانية تظل مكشوفة نسبياً في وجه خصم يمتلك أحدث ما أنتجته الصناعة العسكرية الأميركية من طائرات وتكنولوجيا متفوقة.