ثمن المندوب الفلسطيني الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) السفير منير أنسطاس، اتفاق الهدنة الذي جرى بوساطة مصرية قطرية، بين حركة حماس وإسرائيل، موجه الشكر للإخوة في مصر وقطر، لجهودهما في المفاوضات مع دولة الاحتلال، لكي تتم هذه التهدئة وتبادل الأسرى.

وأعرب المندوب الفلسطيني لدى اليونسكو، على هامش وقفة تضامنية مع فلسطين جرى تنظيمها أمام مقر اليونسكو اليوم الأربعاء، عن أمله في أن تكون هذه الهدنة، خطوة أولى مشجعة للوصول الى وقف دائم لإطلاق النار، مشيرا إلى أن هذه الهدنة، ستسمح للشعب الفلسطيني أن يتنفس قليلا.

وأشار إلى أن الوقفة - التي جرى تنظيمها اليوم بدعم من المجموعة العربية بمقر اليونسكو - كانت رسالة دعم للشعب الفلسطيني بشكل عام وسكان غزة بشكل خاص، لنقول لهم /إننا لا ننساكم وفي المحافل الدولية أيضا حاضرون ونعتبر أهلنا في غزة كلهم ضحايا لهذا العدوان الاسرائيلي.

وقال: "بهذه الوقفة، أردنا أن نوجه لهم رسالة مفادها بأننا /لا ننساكم ونحن معكم قلبا وقالبا وفي المحافل الدولية أيضا حاضرون/، ونعتبر أهلنا في غزة كلهم ضحايا هذا العدوان.. ليس فقط من استشهد منهم أو قتل أو جرح منهم ولكن أيضا الأحياء منهم هم أيضا ضحايا لهذا العدوان".

وأضاف: "الحضور كان مشرفا من جميع الدول العربية وأيضا الإسلامية، ولكن ما يلفت النظر أن عددا من الدول الأجنبية كانت حاضرة - أيضا - وتضامنت مع أهلنا في غزة"، مشيرا إلى فتح سجل تضامن مع الشعب الفلسطيني وتم توقيع عدد كبير من الحاضرين للتعبير عن دعمهم للشعب الفلسطيني.

وتابع: "هذا الحدث رغم بساطته، لكن رسالته مهمة جدا لأهلنا الذين لا أعلم إن كانت تصل لهم الأخبار، وكلنا نعلم أن إسرائيل ليس فقط تواصل العدوان، ولكن أيضا تقطع الكهرباء والمياه وبالتالي الاتصالات صعبة.. ونحن على ثقة بأن رسالتنا ستصل إليهم وسيعولون على دعمنا وعلى مثابرتنا لإعادة إعمار غزة وللحفاظ على حياة أهلنا في غزة وفي الضفة الغربية".

وقد نظمت المجموعة العربية بمنظمة (اليونسكو) اليوم وقفة تضامنية مع فلسطين، بمقر المنظمة، وذلك للتعبير عن تضامن الدول العربية مع الشعب الفلسطيني في محنته في ظل العدوان الاسرائيلي المستمر في قطاع غزة.

وقد أكد السفير منير أنسطاس - في كلمته - أن هذه الوقفة هي رسالة ولحظة تضامن مع الشعب الفلسطيني، وخاصة مع عائلاتنا في غزة، مشيرا أن كل أهل غزة ضحايا لهذا الهدوان الاسرائيلي سواء الشهداء والمصابين، وأيضا الأحياء منهم.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: قوات الاحتلال قطاع غزة اسرائيل الاحتلال الاسرائيلي حركة حماس الكيان الصهيوني المقاومة الفلسطينية قصف غزة العدوان الاسرائيلي تهجير الفلسطينيين مخطط اسرائيل مجزرة جباليا أهلنا فی غزة

إقرأ أيضاً:

الشعور بحبّ الوطن يحتاج إلى الغذاء أيضاً

يمكن الافتراض أن كل الأفكار والمشاعر والقيم تسير على خطى الكائن البشري في حاجاته المادية مثل الشراب والمأكل، وفي بحثه الوجودي عن إشباع هذه الحاجات وغيرها. ربما كلمة «الحاجة» هي من كلمات الحياة السريّة، ولكننا لا ننتبه إلى طبيعة النسق الثقافي العربي الذي ننتمي إليه والذي يتميز بنظرة قدسية لعدد من المشاعر والقيم ويتعاطى معها بثبوتية.

وصراحة لا تكفي المعرفة النظرية للانتباه إلى الكينونة الحيّة لمشاعر وأفكار عدّة. التجربة في الحياة تمثل مصدراً مهماً من مصادر تراكم المعرفة عموماً، وكذلك في بعدها الذاتي، أي أن لكل واحد منا تراكماً من المعرفة الذاتية نجمعه من تجاربنا وخيباتنا والمحن التي نمر بها.

لنضرب مثلاً الحبّ، ألم تثبت تجارب المحبين أن الحبّ يحتاج إلى تلبية حاجات ورعاية مخصوصة كي يستمر أكثر ما يمكن؟ ألم نكتشف من خلال تجارب أفراد المجتمع أن عدم الاهتمام بين الزوجين يقتل مشاعر الحبّ ببطء شديد؟ أليس الفقر وتراكم فواتير الماء والكهرباء ومصاريف تربية الأولاد ودراستهم... كل هذا يُؤدي في حالات عدّة إلى الطلاق، باعتبار أن السبب الاقتصادي هو من أهم أسباب ظاهرة الطلاق، ومن ثم فإن هذا الحبّ لم يستطع في حالات لا تحصى ولا تعد الصمود أمام الإكراهات الاقتصادية، مما يفيد بأن الحبّ يشترط حاجات مادية للاستمرار كي لا يتحول إلى جحيم ولعنة.

المعنى الذي نريد إيصاله من خلال هذا المثال الأقرب إلى تجارب النّاس هو أن المشاعر ليست ثابتة، ولا تمتلك قدرة خارقة للعادة على الصمود في حال استحالة تلبية حاجاتها للبقاء والثبات. كل المشاعر الجميلة وذات القيمة الإنسانية العالية تعطش وتجوع ولا بد من توفير الأكل والشراب لها، ومن دون ذلك فمصيرها الانكسار والموت. بلغة أخرى، فإن للمشاعر غذاء أيضاً، وهي تتغذى منه كي تستمر في الحياة. وكما أن المشاعر السلبية مثل الكراهية والحقد والانتقام تكبر وتنمو بالأفعال السيئة فإن المشاعر الموصوفة بالإيجابية تحتاج أيضاً إلى الغذاء، وهذا ما يفوتنا مع الأسف، وذلك لأن المخيال الثقافي العربي الذي يشكل إدراكنا للمشاعر الكبرى التي نتغنى بها شعراً وموسيقى وفناً وحياة، إنما هي مصاغة على نحو ثبوتي، وننسى أن الشعور بوصفه قيمة ميتافيزيقية شيء، وعند استدعائه بوصفه رابطة في العلاقات التي يقيمها الفرد مع الآخر بأشكاله المتعددة شيء آخر.

هذا بشكل عام، إضافة إلى معطى آخر يتمثل في أن المشاعر والأفكار والقيم تتغير درجة أو أكثر من عصر إلى آخر، ومن جيل إلى آخر. فالحبّ القوي اليوم قد لا يساوي أكثر من علاقة عابرة في زمن الحبّ العذري.

بيت القصيد في هذا المقال هو أن المشاعر الوطنية، أو حبّ الوطن يحتاج أيضاً إلى الغذاء، وإذا ما عززنا ذلك فإن هذا الحبّ يصاب بالوهن. أعرف أن هذه الفكرة صادمة ولكنّها حقيقية. ومن الوهم الاعتقاد أنه يمكن للمواطن اليوم أن يحافظ على حبّه للوطن، خصوصاً فئة الشباب التي نشأت على قيم الفردانية ومركزية الذات في صورة تيقنهم أن هذا الوطن لا يقدم لطموحاتهم وأحلامهم شيئاً.

فالبعد المادي اليوم يهيمن على كل أنواع العلاقات: العلاقة بين الأولياء والأبناء، والزوج وزوجته، والصديق وصديقه، وأيضاً المواطن ووطنه. ما يجعل أي علاقة من هذه العلاقات تستمر هو أن يجد الشعور الغذاء الذي يشبعه.

لقد تغير النّاس وتغيرت نظرتهم لتركيبة المشاعر وصياغتها الكيميائية. فانسداد الأفق داخل الوطن يخنق الشعور بحبّ الوطن. والشيء نفسه يفعله الفقر والبطالة وضيق ذات اليد. ذلك أن ذات اليد الضيقة ضعيفة وهشة ولا تقدر على الانخراط في أي مشاعر إيجابية.

إن قرار الهجرة والبحث عن أرض أخرى يعني البحث عن وطن آخر. في الستينات والسبعينات وحتى الثمانينات كان السبب الغالب على الهجرة هو الدراسة وإثراء التجربة المهنية، أما اليوم فالسبب الغالب على قرار الهجرة هو البحث عن وطن جديد وحياة جديدة. إنه الرفض المقنع بالهجرة. والنتيجة هو أن الوطن الأصلي الجدير بالشعور بحبّ الوطن يتحول إلى مجرد ذكرى وزيارة من سنة إلى أخرى، وبعد فترة تبدأ وتيرة الزيارات بالانخفاض، مع ما يعنيه ذلك من نوم الشعور الوطني في سراديب الذاكرة، وخروجه من مجال الحياة اليوميّة للفرد.

الرّهان: على كل دولة أن تقدم كل ما في وسعها من غذاء للشعور بحبّ الوطن لدى مواطنيها. فالمشاعر الوطنية لا تقتات من نفسها، بل تقدم لها الدولة ما يلبي حاجاتها من حلم وعمل وكرامة وحياة كريمة وإبداع. هكذا يمكن للمواطن أن يحبّ حتى بلاد من حجر، ولا شمس فيها ولا بحر.

الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السوري: لا يمكن التوصل لاتفاق سلام مع "إسرائيل"
  • رئيس بعثة الجامعة العربية: 145 دولة بالأمم المتحدة تُدعّم عمل الأونروا بغزة
  • “الشعبية” تشيد بالدور الصيني الداعم للشعب الفلسطيني ووقف العدوان “الإسرائيلي”
  • تهرّب إسرائيلي من المرحلة الثانية لاتفاق شرم الشيخ.. وتصعيد ميداني وتعزيز للشعبية على حساب الدم الفلسطيني
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان على غزة إلى 70354 شهيدا و171030 مصابا
  • رئيس المجلس الوطني الفلسطيني يثمن دعم الأمم المتحدة للفلسطينيين
  • وقفات حاشدة في مأرب نصرة للشعب الفلسطيني وتأكيدا على الجهوزية العالية
  • بالتعاون مع اليونسكو.. الأكاديمية العربية تطلق مناظرات الثقافة الإعلامية والمعلوماتية
  • الشعور بحبّ الوطن يحتاج إلى الغذاء أيضاً
  • الشواربة يثمن دعم الجامعة العربية لجهود أمانة عمان