"المقاومة رفضت شروط الاحتلال".. عادل حمودة يكشف أسباب تأجيل تطبيق الهدنة
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
كشف الكاتب الصحفي عادل حمودة، عن الأسباب وراء تأجيل تطبيق الهدنة في قطاع غزة، موضحًا أن فصائل المقاومة الفلسطينية رفضت تطبيق شروط الاحتلال الإسرائيلي.
أحداث غزةوقال حمودة، في حواره مع الإعلامي جمال عنايت، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، إنّ العالم يشهد تغيرا نوعيا في الرأي العام إزاء الأحداث في غزة وسياسات كثيرة من الدول الغربية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي، أصبح بعضهم يرى أنه من مصلحة دولة الاحتلال أن توجد دولة فلسطينية، ولكن هناك تفاصيل لم تُحسم مثل حدود هذه الدولة الفلسطينية.
وأضاف، أنّه جرى تأجيل تطبيق الهدنة 24 ساعة حيث إن نقاطها موجودة في 6 صفحات تعتبر نتاج مفاوضات 5 أسابيع على المستويات والاتصالات كافة، وتضمنت تبادل الأسرى والمحتجزين ودخول المساعدات إلى قطاع غزة.
وتابع الكاتب الصحفي: "نتنياهو صرح منذ أيام بأنه لا حاجة لها في الهدنة، ولكن دولة الاحتلال تراجعت عن هذا الأمر وقبلت المفاوضات".
هزيمة الاحتلالوحول التأجيل، أوضح عادل حمودة أن المجتمع الإسرائيلي عدا ذوي المحتجزين كان غاضبا لأنه يرى أنه الأوحد والأقوى والذي لا يمكن هزيمته، ولكن حدثت فكرة الهزيمة ولم تتحقق أهداف الحرب، وتم تأجيل تطبيق الهدنة بسبب بعض التفاصيل المتعلقة بتفاصيل تبادل الأسرى والمحتجزين، وكانت هناك مراجعة لشروط التعامل مع الفلسطينيين.
عادل حمودة: رفض تهجير الفلسطينيين أصبح قضية محسومة عند مصر وأمريكا والعالم كله عادل حمودة: الحرب لم تحقق هدفها لإسرائيل.. ونتنياهو يحاول البحث عن مكسب (فيديو) تبادل الأسرىوأشار إلى أن دولة الاحتلال قالت إنها ستفرج عن 150 أسير خلال 4 أيام، وجرت مراجعة الأسماء أكثر من مرة وبدأ الأسرى يخضعون لكشف طبي، وهنا بدأ الاعتراض على الشروط، فقد أعلنت دولة الاحتلال أنها ستفرج عن الأسرى مكبلين بالحديد، وسيفتشون تفتيشا يقترب من إخلاع ملابسهم كافة، فرفضت المقاومة واعترضت على هذا الأسلوب في التعامل، كما اعترضت على التبادل في معابر أخرى مثل العوجة وأصرت على أن يكون التبادل عبر معبر رفح.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: غزة المقاومة الفلسطينية الاحتلال الاسرائيلي احداث غزة هزيمة الاحتلال تبادل الاسرى الفلسطينيين دولة الاحتلال عادل حمودة
إقرأ أيضاً:
غزة.. وجهٌ آخر للنصر
منذ اندلاع «طوفان الأقصى»، والعالم يشهد أعظم اختبارات المعنى والصبر في غزة، تلك البقعة الصغيرة التي فرضت على الاحتلال تحديات لم يعرفها من قبل. في محرقة لا مثيل لها، انهارت الجدران، لكن الإنسان لم ينكسر. سقط الجسد، لكن الروح ظلّت تقاتل. والآن، وفي لحظة فارقة، يُطرح السؤال الجوهري: من ينتصر حقًا؟ ومن ينهزم فعلاً؟ تشير التقديرات إلى أن محرقة غزة تقترب من نهايتها بصفقة تبادل أسرى وهدنة طويلة، تمهيدًا لتحولات سياسية إقليمية، أبرزها تفكك حكومة نتنياهو وإنضاج «طبخة أمريكية» تعيد تموضع الاحتلال. لكن الحقيقة الأعمق تكمن في أن وقف الحرب لا يعني نهاية المعركة، وأن النصر لا يُقاس بإحصاءات القتلى أو تغيّر الخرائط.
في حروب التحرر- كما يوضح كل من كلاوزفيتز وغرامشي وماو تسي تونغ- لا يُقاس النصر بامتلاك الأرض، بل بامتلاك الوعي. الهزيمة في نظرهم ليست خسارة عسكرية، بل انكسار في الإرادة، بينما النصر يتجلى في بقاء الشعلة مشتعلة، في استمرار المقاومة رغم الفقد. هذا ما فشلت فيه عصابات الاحتلال رغم الإبادة والدمار. من الزاوية القرآنية، نستحضر صلح الحديبية، الذي رآه الصحابة «دنية»، لكن الله وصفه بأنه «فتحٌ مبين»، فالنصر ليس دومًا في الظاهر، بل في تمهيد الطريق، وفي صبر يقود إلى التمكين.
وغزة، بما قدّمت، لا تمهد لوقف إطلاق النار فقط، بل لفتح جديد في وعي الأمة وسرديتها. الاحتلال لم يُسقط غزة، لم يُنه المقاومة، ولم يستعد توازن الردع. بالمقابل، فإن المجتمع الصهيوني يتفكك؛ الثقة بالجيش والقيادة تتآكل، والانقسامات السياسية والأخلاقية تتعمق. الجنرال يتسحاق بريك اعترف بأن حرب غزة كشفت انهيار الجيش البري، وفضحت نخبة «القرود الثلاثة» التي لا ترى ولا تسمع ولا تقول الحقيقة، محذرًا من أن تكرار أخطاء الماضي يُنذر بسقوط داخلي يتجاوز كل حسابات الحرب. ورغم المجازر، فإن المقاومة تواصل عملياتها النوعية، وفي الأسبوع الأخير فقط، سقط أكثر من عشرين جنديًا من عصابات الإبادة. إنها رسالة حية: «حجارة داوود» لم تتوقف، والميدان لا يزال يحكم. أما الشعب، فقد تجاوز حدود الاحتمال البشري، ليصنع من الرماد بارودًا، ومن الجراح شعلة لا تنطفئ. الصمود هنا ليس رواية عاطفية، بل معجزة متكررة. والأهم، أن الالتفاف الشعبي حول رجال المقاومة لم يتزحزح؛ أهل الشهداء، العشائر، العائلات، وقفوا سدًا منيعًا ضد الخيانة، ولفظوا المتعاونين. لم تتشقق الجبهة الداخلية رغم الجوع والدمار. بل رسّخت غزة مبدأ: لا حياد في زمن الوضوح الأخلاقي. غزة اليوم تُعيد تعريف النصر: ليس من ينتصر عسكريًا، بل من يبقى واقفًا على الحق، مرفوع الرأس، ملتفًا حول مشروعه، متمسكًا بكرامته. الانتصار هنا في سقوط رواية الاحتلال، في انكشاف زيف دعايته، في تحوّل غزة إلى ضمير عالمي، وفي ولادة وعي مقاوم يصعب كسره. فمن ينتصر في غزة؟ من لا يُهزم، حتى وهو تحت الركام. من لا يبدّل، حتى وهو جائع. من لا ينهزم، حتى وهو يدفن أطفاله بيديه.. «وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ» [الحج: 40].
* رئيس مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات