عمار العركي – مليشيات الدعم السريع.. حصار عسكري.. و إنهزام سياسي
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
عدد من التداعيات العسكرية والسياسية التى صاحبت التطورات الميدانية بالخرطوم ، ودارفور ، خاصة بعد التمدد العسكرى الغير مدروس عاقبته للميلشيات في اقليم دارفور، فوصلت مدينة الفاشر 200 عربة قتالية لعرب البِدِيّات لقتال الميلشيات، ولذات الغرض قرر السودانيين الذين نزحوا إلي تشاد في عام2003 ترك خدمتهم بالجيش التشادي والعودة إلي دارفور، وقد تجاوز عددهم (32000) جندي بكامل أسلحتهم، فيما قررت القيادات العسكرية من أبناء “قبيلة الزغاوة “بالإجماع الانسلاخ من مليشيا التمرد السريع ، وقد بدأ ذلك.
فى ذات الأثناء ، أعدت الحركات المسلحة الدارفورية العائدة من الحياد مؤخراًعدتها ورفعت من جاهزيتها وإستعدادها التام للتصدي لأي محاولات هجوم من الميلشيات تستهدف مدينة الفاشر ،
وذلك تزامناً مع إعلان حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد إعادة إنفتاحها وسيطرتها على عدة مناطق بشمال دارفور منها محلية طويلة (6٠ كيلومتر) غرب الفاشر، فيما شملت المناطق التي انفتحت فيها قوات الحركة كدنير وكانكورو في ولاية جنوب دارفور إلى جانب كتروم وسبنقا وبرقوا وروفتا في ولاية وسط دارفور فضلا عن مناطق أخرى في جبل مرة.
وفى تطور سياسي لافت أ تواصل “قحت” محاولاتها السياسية الفاشلة فى “اديس ابابا” بعد أن أكملت اللف والدوران حول عواصم الكرة الأرضية ، ثم عادت لنقطة البداية ” اديس”.
هذه المرة ، انخرط أبناء دارفور فى “قحت” فرع “تيار” د. حمدوك وحكومته السابقة ، الذين إنخرطوا فى إجتماعات مكثفة مع البعثات الدبلوماسية وداعمي مخطط التقسيم الذى إكتشفه أخيراً “مناوي” خلال جولته الخارجية فنفد بجلده وزميله “جبريل” وفارقا جحيم الحياد الى نعيم القوات المُسلحة ، التى استقبلتهم خير إستقبال وأفسحت لهم المجال فى “دارفورهم” لتكفير خطأ التأخير ، وإتبات ولايتهم وسلطتهم الإقليمية التى منحها لهم إتفاق “جوبا للسلام” ، وحتى يتفرغ الجيش لاكمال كنس وتنظيف الخرطوم والولايات الأخرى من دنس التمرد وارسال من نفد بجلده الى محرقة دارفور .
يسعى “تيار” حمدوك الدارفورى فى خطوة بائسة جديدة وتحقيق حلم إقناع دول المحيط الإقليمي والدولي للإعتراف بسلطة مليشيا الدعم السريع المتمردة بإعتبارها الحكومة الشرعية بالإقليم وأنها القوة الوحيدة المسؤولة عن دارفور مع الضغط علي الجيش الموجود في بقية مدن دارفور بالإنسحاب الفوري، مع وإسناد مهمة توزيع الإغاثة للتنسيقيات المكونة من مليشيا الدعم السريع بدارفور ،، والإقرار بأن إقليم دارفور خارج إمرة الحكومة السودانية والتعامل معه إقليم مستقل يخضع لحكم مليشيا الدعم السريع.
بالمقابل ، وعلى النقيض الذى يوضح مدى التشظى والتفكك والعشوائية داخل “قحت” المتحولة سياسياً الى “تقدم”، رفض مجلس السيادة الانتقالي طلب الاجتماع المقدم من قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان؛ وذلك لبعض المشاورات، الممهورة بطلب “الحصانة والحماية لدخول الخرطوم للتشاور هذا ”
وفى تطور ذو صلة ، يعقد رؤساء دول الايغاد قمة طارئة في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر بجيبوتي لمناقشة الوضع الراهن بالسودان ، لمناقشة الأوضاع الأمنية في السودان ، وكيفية تسريع منبر جدة للأطراف السودانية للتوصل الي وقف اطلاق النار ، وفتح ممرات امنة لإيصال المساعدات الإنسانية ، بمشاركة الدول الداعمة والمنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة ، علماً ، أن كل هذه الجهات أدانت وشجبت جرائم وانتهاكات وفظائع ميلشيات الدعم السريع.فى الخرطوم ودارفور.، فبالتالى نتوقع ان لا تخرج القمة بجديد ، “وإن خرجت” سيكون خصماً على الميلشيات، ومزيد من الفشل السياسى القحتي.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: العركي عمار الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
ابتزاز سياسي.. أول تعليق من السودان علي العقوبات الأمريكية ضد الخرطوم
عبًرت الحكومة السودانية عن رفضها القاطع للاتهامات الأمريكية الأخيرة بشأن استخدام أسلحة كيميائية، ووصفتها بأنها محاولة جديدة لـ”الابتزاز السياسي وتزييف الحقائق”.
وفقًا البيان الصادر عن وزير الثقافة والإعلام والناطق باسم الحكومة خالد الإعيسر ، فإن الولايات المتحدة ظلت تنتهج، على مدى سنوات، سياسات تعيق جهود السودان نحو الاستقرار والسلام.
وأشار البيان إلى أن هذه الاتهامات عادة ما تتجدد في كل مرة يحرز فيها السودان تقدماً ملموساً على الصعيدين السياسي والميداني.
ولفتت الحكومة السودانية إلى أن توقيت هذه المزاعم – التي اعتبرتها "مفبركة وعديمة الأساس” – تزامن مع تطورات هامة في البلاد، من بينها النجاحات العسكرية الأخيرة وتعيين رئيس وزراء جديد، معتبرة أن ذلك يعكس محاولات خارجية للتشويش على عملية بناء مؤسسات الدولة.
كما انتقد البيان اعتماد الإدارة الأمريكية على روايات قديمة، مرتبطة بخارطة الطريق التي وضعتها واشنطن عام 2005، والتي قال إنها تُعدّل لخدمة مصالحها الخاصة. كما استشهد بتصريحات للسيناتور الأمريكية سارة جاكوب، التي انتقدت تواطؤ بلادها مع الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع، متهمة الإمارات بدعم هذه القوات، وداعية إلى فرض حظر تسليحي عليها.
وسلط البيان الضوء على واقعة قصف مصنع الشفاء للأدوية في 1998، معتبراً إياها مثالاً على “ادعاءات زائفة” استخدمتها الولايات المتحدة لتبرير تدخلاتها، محذراً من تكرار النهج نفسه في الاتهامات الحالية بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية.
وهاجم البيان ما وصفه بـ”الرواية المزيفة” التي تسعى واشنطن إلى تمريرها للرأي العام العالمي، متهماً الإدارة الأمريكية بمحاولة شرعنة وجود جهات فقدت شرعيتها، عبر اتفاق إطاري “مصطنع” يهدف لإبقاء الميليشيات ضمن العملية السياسية.
وأتمت الحكومة السودانية بيانها بالتأكيد على المضي قدماً في ما سمته “معركة الكرامة”، والتمسك بخيار الدولة المدنية المرتكزة على القانون والسيادة الوطنية، مع تجاهل أية محاولات خارجية لإعاقة مسارها.