البوابة نيوز:
2025-12-15@03:14:50 GMT

بتعملوا إيه دلوقتي؟

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

رأيت أحد الأصدقاء كرر كتابة السؤال على صفحته، وطالعت إجابة أهله وأحبابه، ثم تذكرت قصة كان حكاها لي أحد الكتاب عن انفصاله عن حبيبته بسبب هذا السؤال، الذي وجهته له بانفعال في الهاتف: بتعمل إيه دلوقتي؟!. 

في الحقيقة تتغير صيغة الكلمات ومعناها باللهجة مع أنها نفس الحروف لكن الإحساس هو من يضع عليها التنوين، فالأول يطمئن، وحبيبة الثاني تشك.

وبرغم من ذلك قال لي هذا الكاتب: لم يشغلني أمر الشك من عدمه، لكن السؤال كان مع تكراره يؤلمني، لأنني لا أعمل أي شئ، ليس لي إنتاج فكري الآن، ليس هناك شئ مهم الآن أتحدث عنه، وتفاديًا لهذا السؤال أخبرتها بكل شئ.. بكل التفاصيل، حتى بحالتي المزاجية حينما تسوء، بخاطرة الكتابة حينما تلح، بأوراقي المبعثرة وأحلامي البعيدة صعبة التحقيق، وبفرحي بانقطاع الكهرباء في الشتاء، حيث أن الأعمدة لدينا عرايا من الثياب ترتجف من البرد فتصعق الصغار، بحبي للقهوة المرة مضطرًا حتى لا أتسول السكر كالنمل، بركوني للكسل لأن عائد النشاط لا يجنيه صاحبه بل شخص آخر، وشرحت لها مفارقة العسل والنحل وشطح النخل وأن الغنى في القلب وفيه البخل.. كل شئ حتى معاندة الحرف وضيق آخر الشهر ومناكفة النفس..

وإذ بي أتفاجأ بتكرار السؤال بانفعال: بتعمل إيه دلوقتي؟ وكأنني فجأة وبوجهي العبوس أصبحت شهريار، أو أنني بين ليلة وضحاها فزت بونوبل، أو أن الحظ الأعمى قرع الباب، ووصلت أمانينا السحاب، أو كأن أبي الغائب عاد أو زال جفاء الأحباب.. أو كأن الـ"ولا حاجة" أصبحت حاجة.

إذا كنت قلت كل هذا من قبل ولم تصل هي إلى الإجابة بعد!، فليس هذا حب، إنما الحب أن تعرف ما أفعله الآن وما سأفعله في الغد، وترفع عني حرج السؤال لا الإجابة إذا كان ليس للوقت معنى ولا أنا ولا هو نفعل شئ.

فإجابة البشر الذي يعيشون هنا الآن عن هذا السؤال بتعملوا إيه دلوقتي؟

ولا حاجة..

ولا حاجة نقولها أولًا حتى وإن تبعناها بإجابة.

ولا حاجة.. في الشغل

ولا حاجة.. في البيت

ولا حاجة.. نايم

نحن في زمن الـ"ولا حاجة".. فعلى الأقل لنوفر جهد السؤال والإجابة بـ"ولا حاجة".

فنحن هنا في هذا الزمن نصنع الفنكوش ونروجه لأنفسنا ونشتريه، نحن مصنعي الفنكوش ومستهلكيه.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ولا حاجة ولا حاجة

إقرأ أيضاً:

الوقاية خير من العقاب.. لميس الحديدي تدعو لحملة توعية شاملة في كل المدارس ضد التحرش

أشادت الإعلامية لميس الحديدي بسرعة استجابة وزارة التربية والتعليم للواقعة في إحدى مدارس النيل الدولية.

وقالت الحديدي في برنامجها "الصورة" على قناة "النهار"، إن الوزارة اتخذت إجراءات عاجلة وفعالة، مضيفة أن حملة التوعية الموسعة المقرر إطلاقها ستغطي مواجهة السلوكيات غير اللائقة والإيذاء النفسي والجسدي لكل أطراف المنظومة التعليمية.

أوضحت الحديدي أن الحملة يجب ألا تقتصر على المدارس الخاصة والدولية، مشيرة إلى حاجة المدارس الحكومية إلى حملات تفتيش واسعة ونظرة دقيقة.

وتابعت مقدمة "الصورة" أن عودة الأخصائيين الاجتماعيين بأدوارهم الحقيقية داخل المدارس أمر ضروري، مؤكدة أن تركيب الكاميرات لم يعد رفاهية بل حاجة أساسية للرقابة.

أكدت الحديدي، أن المواجهة الحقيقية تتطلب فتح "الصندوق الأسود" على مصراعيه في جميع المدارس، داعية إلى تعميم الحملة على مستوى الجمهورية.

وأشارت إلى أن الوقاية دائماً خير من العقاب والعلاج، معربة عن أملها في توسيع الجهود لضمان سلامة الطلاب في كل المنشآت التعليمية.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

لميس الحديدي وزارة التربية والتعليم مدارس النيل الدولية التحرش أخبار ذات صلة

مقالات مشابهة

  • أديب: الذكاء الاصطناعي سيطر عليا.. الـAI بيرد قبل ما أخلص السؤال
  • الوقاية خير من العقاب.. لميس الحديدي تدعو لحملة توعية شاملة في كل المدارس ضد التحرش
  • نتيجة القبول فى كلية الشرطة 2025/2026 .. اعرفها دلوقتي
  • ماعندناش حاجة نخبيها.. وزير الصحة: 30% زيادة في عدد المصابين بفيروس H1N1
  • كل حاجة وعكسها.. تصفيات إفريقيا للمونديال والكان مليئة بالمفاجآت والفشل
  • عمرو أديب لوزير التعليم: طب التعليم مبنعرفش عنه حاجة.. التربية أخبارها إيه؟
  • مش محتاجة حاجة.. عبلة كامل تطمئن محبيها على صحتها في رسالة نادرة
  • نهم السؤال وظمأ الذات
  • سؤال: هل اللَّغة الصينية حاجة لنا أم رفاهية؟
  • مدرب توتنهام يشعر بالملل من تكرار هذا السؤال!