كيف يكون في الابتلاء لطف.. ما هو حق الله تعالى في العسر واليسر؟
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
كيف يكون في الابتلاء لطف؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.
كيف يكون في الابتلاء لطف؟وقال جمعة إن العوام يقولون: "قَدَّر وَلَطَف"، ويقولون أيضاً : "يعطى البرد على قدر الغطاء" فكلامهم فيه حِكَم لأنه مستنبط من كلام المشايخ، فالعلماء عَلَّموا الناس.
وتابع: لا تظن أن قَدَرَهُ فيه بلاء محض أو انتقام محض لك، وإنما قد يبتليك بالبلاء كي تراجع نفسك، ومن الممكن أن يبتليك بالبلاء كي يُعْلِىَ من درجتك عنده، وقد يبتليك بالبلية كي يصد عنك بلية أشد منها، ومن الممكن أن يبتليك بالبلاء فيكون سبب سعادتك في الدنيا والآخرة، ومن الممكن أن يبتليك بالبلاء فيتنزلُ عليكَ من رحماته سبحانه وتعالى ما يُلْقِى القَبُولَ عليك {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} فلقد كان فرعون ينظر إلى سيدنا موسى عليه السلام ويحبه رغم أنه يعلم أن على يديه هلاكَه.
وشدد عضو هيئة كبار العلماء: احذر من أن تظن أن القدر قد خلا من اللطف، بل قل : الحمد لله .. قدر ولطف، فإنه أهل لكل الثناء سبحانه وتعالى، لأنه لا يكونُ منه إلا الخير، ومن لا يعرف ذلك لا يوجد عنده فَهم صحيح.
وفي جواب حق الله تعالى في العسر واليسر، قال الإمام علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه: ما أبالي بالعسر رميت، أو باليسر، لأن حق الله تعالى في العسر الرضا والصبر، وفي اليسر الحمد والشكر.
وفي بيان منهج حياة يجب أن نعيش فيه للتعامل مع الابتلاء، يقول علي جمعة إنه ينبغي التزام أمور ثلاثة، وهي:
أولاً: الرضا عن الله، هذا الرضا سيجعلك تتأمل ويُنمي عندك قدرة التأمل، وهذا الرضا لن يجعلك محبط أبدًا لأنك تبحث عن الحكمة وراء ما ترى، لن يجعلك تتهور أبدًا، وتعلم أنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سيجعلك تفعل كل فعل من أجل الله، سيجعلك تبحث في كل فعل عن رضا الله، فإذا نزلت بك المصائب لن تحبط ولن تنهار وإنما ينزل عليك الصبر لماذا؟ لأنك راضي {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} .
ثانيا : التسليم . تسلم لله، فالله غالب لابد عليك أن تفعل الأسباب وتفعل الأوامر والأمر لله لا تنتظر النتائج ولا يتعلق قلبك بالنجاح.
ثالثا : التوكل على الله. أن تثق بما في يد الله تعالى {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} فلا تخف إلا الله؛ ولو خفت الله سبحانه وتعالى أخاف الله منك كل شيء، ولو لم تخف الله خُفت من كل شيء؛ خُفت على رزقك وعلى حياتك وعلى أمنك وعلى سلامتك وعلى جسدك وعلى أولادك وعلى أهلك وعلى مالك.
ودعاء قائلا: اللهم صلِ علي سيدنا محمد الحبيب إذا عُدِمَ الحبيب، والطبيب إذا عز الطبيب، راحة القلوب إذا اشتدت الكروب، سر الدواء وأصل الشفاء، وعناية السماء، ومصدر الرجاء، صلي الله عليه وعلي آله الأوفياء، وأصحابه الرحماء ، صلاة محيطة بجميع الكمالات، عالية علي سائر الصلوات، تُطهرنا بها من غرور النفس وشواغل الحس، وسيئات الذنوب، وخائنة الأعين، وما تخفي الصدور، صلاة تغفر لنا بها جميع الزلات والهفوات، وتسترنا بها فى الحياة وترحمنا بها بعد الممات.
4 أمور يغفل عنها عند الابتلاءيقول إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله: عجبتُ لأربع يغفلون عن أربع:
1 - عجبتُ لمن ابتُـلى (بغم) ، كيف يغفل عن قول : «لا إلهَ إلاّ أنتَ سُبحانكَ إني كنتُ من الظالمين»، والله يقول بعدها ؛ «فاستجبنا لهُ ونجيناهُ من الغم».
2 - عجبتُ لمن ابتُـلى (بضرّ)، كيف يغفل عن قول : «ربي إني مسّنيَ الضرُ وأنتَ أرحمُ الراحمين»، والله يقول بعدها؛ «فا ستجبنا له وكشفنا ما به من ضر».
3 -عجبتُ لمن ابتُـلى (بخوفٍ)، كيف يغفل عن قول : «حسبي الله ونعم الوكيل» والله يقول بعدها ؛ «فانقلبوا بنعمةٍ من اللهِ وفضلٍ لم يمسسهم سوء».
4 - عجبتُ لمن ابتُـلى (بمكرِ الناس)، كيف يغفل عن قول: "وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ" والله يقول بعدها؛ «فوقاهُ اللهُ سيئاتِ ما مكروا».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور علي جمعة هيئة كبار العلماء البلاء حسبي الله ونعم الوكيل الله تعالى
إقرأ أيضاً:
اتحاد المسلمين.. زوال للصهاينة والهيمنة الغربية
سالم البادي (أبومعن)
في هذا الطرح وددنا تقديم نداء للأمة المحمدية من أجل إيقاظها من غفوتها وغفلتها فقد طالت غفوتها وتأخرت استفاقتها.. ندعوها إلى وحدة القلوب، والعودة إلى منهاجها الإسلامي القويم وتعاليم دينها الحنيف، وتقوية إيمانها، وتوحيد صفوفها، وتطهير القلوب من النزاعات والخلافات والأحقاد للوصول للاتحاد الحقيقي للأمة الإسلامية، واستعادت مكانتها بين الأمم واستعادت عزتها وكرامتها، وخروجها من حالة الشتات والضياع التي تعيشها آلامه.
لقد تخلفت الأمة الإسلامية لأكثر من 400 عام عن ركب الحضارة الغربية، وتعرضت لطوفان استعماري واسع، أدى إلى نهب مواردها وتقسيمها وتفكيكها وتمزيقها، مما أثر سلبًا على التطور الاقتصادي والاجتماعي فيها، وشهد العالم الإسلامي صراعات داخلية وفكرية واضطرابات سياسية، مما أضعف قدرته على التنافس مع القوى الغربية.
كلمة صادقة من قلب مخلص أكتبها لقادتنا الميامين في الخليج العربي وفي جميع أقطار الدول العربية والإسلامية قاطبة، أدعوهم فيها إلى نبذ الخلافات فيما بينهم، وأن يوحدوا صفوفهم وكلمتهم، ويجعلوا همهم وهدفهم وحدة واستقرار وأمن وسلامة ورفاهية الأمة، ورفعة وإعلاء كلمتها.
حال الأمة اليوم
ما كنَّا نتمنى أبدًا ولا أظن أحدًا يتمنى أن يرى مثل هذه المناظر المأساوية البشعة والمجازر الإنسانية والإبادة اليومية في قطاع غزة منذ ما يقارب العامين، ولا أحد يحرك ساكنا لإغاثة القطاع بالمعونات والأدوية والغذاء، حتى وصل الحال بهم إلى مستوى المجاعة وهو السلاح الذي فرضه الكيان المغتصب كأحد أسلحته المحرمة إنسانيا ودوليا.
وأمة المليار باتت عاجزة عن إدخال الماء والطعام لشعب غزة الذين تزهق أرواحهم أمام العالم، كل لحظة وكل ساعة وكل يوم، وللأسف هذه المناظر المأساوية الدامية تحدث في قلب العالم الإسلامي، والعالم اكتفى بالتنديد والمشاهدة، وترك شعبا محاصرا جائعا مشردا تنهش في جسده الكلاب الضالة والحيوانات السائبة.
أي زمن وفي أي عالم نحن نعيش؟
زمن قلّت فيه النخوة والشهامة وأصبحت الإنسانية عملة نادرة!
وضُرب بالمبادئ والقيم والأخلاق الإنسانية عرض الحائط، فهل من مجيب!
أصبح بعض المسلمين غرباء في أوطانهم، أذلاء في ديارهم، مغلوبون على أمرهم في كثير من الأصقاع والأمكنة، فقد استبيحت مقدراتهم ومقدساتهم، واستبيحت دماءهم في غزة وغيرها..، إنا لله وإنا إليه راجعون.
وقفة لمراجعة النفس
المسلمون بحاجة ماسة اليوم أكثر مما مضى إلى استعادة ثقتهم بهويتهم التي شابها الكثير من الخلل، ومحاسبة النفس حتى تكون أنموذجًا لدين الله -تبارك وتعالى- حتى لا نرضى ولا نسمح بأن يضع الغرب الإسلام في قفص الاتهام ويصفه بأنه دين دموي وإرهابي ودين مختلق رجعي كما يدعي الليبراليون والعلمانيون لذلك نقول إن الأمة الإسلامية كانت وستظل -بإذن الله تبارك وتعالى- منارة للعالم ونور يهتدى به وشعاعا منقذا للبشرية جمعاء.
تظُن بعض النخب السياسية في الدول العربية والإسلامية أن التقرب مع الكيان الصهيوني أو ما يسمى بعمليه "التطبيع" يفتح لهم أبواب الغرب خاصة أمريكا، ويجعل الإدارة الأمريكية طوع طموحاتهم السياسية، وهذا التوجه بلا شك مرفوض جملة وتفصيلا لدى الشعوب المسلمة وبعض الدول العربية والإسلامية وتعتبره تفكير خاطئ، لما له من تداعيات خطيرة على الامة الإسلامية على المدى القريب والبعيد.
من يريد أن يعرف مزيدا من الدلائل والحقائق ليتأكد من مخططات الصهاينة وأعداء الإسلام ومؤامراتهم وكيدهم فعليه بقراءة «مذكرات هيلاري كلنتون» التي تتحدث بصراحة عن خطط إسقاط الدول العربية والإسلامية، فهل بعد كل هذا وذاك وتلك المواقف والأحداث التي تعصف بالأمة ابتداءً من فلسطين ولبنان وأفغانستان والعراق مرورا بليبيا وسوريا، والجريحة المحاصرة اليتيمة "غزة الصمود" وآخرها حرب الصهاينة والأمريكان والغرب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي كانت وما زالت تؤازر وتدافع وتدعم القضية الفلسطينية منذ أكثر من 30 عاما ولاقت ما لاقته من قرارات تعسفيه وعقوبات أممية وغربية وأمريكية طيلة 4 عقود.
سرطان في جسد الأمة
الكيان الصهيوني هو السرطان الذي زرع في جسد الأمة الإسلامية منذ أكثر من سبعة عقود، من قبل المستعمر الغربي لكي يقوم بأعمال وظيفية لخلق أزمات وتوترات سياسية مستمرة ومن عدم الاستقرار بالمنطقة.
وظل يمارس العداء على دول المنطقة وأشعل فتيل الأزمات والحروب وآخرها اعتدائه هذه الأيام على إيران بحجة منعها من امتلاك سلاح نووي، ودعمها لغزة ولبنان واليمن، فشنت حربها الشعواء، في ظل المفاوضات القائمة بين إيران والولايات المتحدة، ولكن هؤلاء الصهاينة ومن حالفهم لا عهد لهم ولا ميثاق، والغدر والخيانة أحد ممارساتهم الخبيثة.
أهمية الوحدة الإسلامية
ولتحقيق الوحدة بين المسلمين، يجب تعزيز الوعي بأهمية الوحدة، والتركيز على المشتركات الدينية والثقافية، وتجنب ونبذ الخلافات والنزاعات المذهبية، وتعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الفئات، ودعم المشاريع والأنشطة التي تجمع المسلمين.
إن مفهوم وحدة المصير يتجاوز الحدود الجغرافية، ويدعو إلى الاعتراف بالترابط بين جميع طوائف المسلمين، ويدرك أن الأفعال لها عواقب عالمية، وأن رفاهية كل فرد مرتبطة برفاهية الآخرين.
هذا المنظور يشجع على التفكير على نطاق أوسع، والتعاون عبر الحدود، وإعطاء الأولوية لصالح الأمة.
نسأل الله تعالى أن يحفظ بلاد المسلمين من كيد الكائدين الحاقدين الحاسدين الطغاة المتكبرين، وأن ينصر المسلمين ويرفع رايتهم ويحقق أهدافهم، ويوحد قلوب المؤمنين الصادقين المخلصين، ولكل من كان حريصًا على هذا الدين، ولمن كان حريصًا على هذه الأمة التي وصفها الله تعالى أنها خير أمة أخرجت للناس في قوله عزوجل:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}( آل عمران: 110).
وحدة المسلمين هي زوال للكيان الصهيوني وزوال الاستعمار الغربي، واستعادة الدول العربية والإسلامية حريتها وسيادتها وعزها وكرامتها.
يخبرنا الله تعالى عن عظيم قدرته أنه من تولى عن نصرة دينه وإقامة شريعته فإنِّه تعالى يستبدل به من هو خير منه، وأشد منعة، وأقوم سبيلا، يقول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[المائدة: 54].
رابط مختصر