جريدة الوطن:
2025-12-11@10:22:02 GMT

سلطنة عمان : آفاق الدور التجاري المأمول

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

سلطنة عمان : آفاق الدور التجاري المأمول

حظِيَتْ سلطنة عُمان بموقع جيواستراتيجي فريد يؤهِّلها للاطلاع بأدوار إقليميَّة ودوليَّة مُهمَّة للغاية في حالتَي السِّلم والحرب (لا سمح الله)، فهي تحتلُّ موقعًا يشرف على فتحة الخليج العربي، الَّذي يُعدُّ أهمَّ ممرٍّ مائي/اقتصادي في العالَم بسبب مرور أغزر صادرات النفط عَبْرَه نَحْوَ البحار «السبعة»، كما كان يُقال في حقبات سابقة.


وإذا ما تأهَّلت السَّلطنة المزدهرة لدَوْر تجاري مُهمٍّ من هذا العيار الدولي، فإنَّ وقوعها على كُلِّ مضيق هرمز، سويَّةً مع كُلٍّ من إيران ودَولة الإمارات العربيَّة المُتَّحدة، يؤهِّلها للاضطلاع بِدَوْر تجاري واقتصادي استثنائي، خصوصًا إذا ما حَظِيَ قِطاع التجارة في السَّلطنة بما يستحقُّ من عناية استثماريَّة بعيدة النظر وطويلة المدى، لترتفعَ مُدُن السَّلطنة إلى مصافِّ مُدُن التجارة الكبرى عَبْرَ العالَم، مِثل «هونج كونج» الَّتي حظِيَتْ بعناية وحماية الصين (بعد جلاء بريطانيا)، وذلك بناءً على دَوْرها التجاري الَّذي لا يُمكِن للصين ولدوَل القارَّة الآسيويَّة الأخرى الاستغناء عَنْه. وللمرء أن يتساءلَ (في دخيلته على أقلِّ تقدير) هل يصعب على الصين الشَّعبيَّة ابتلاع هونج كونج إن أرادت؟ لا شكَّ بأنَّ هذا لَمْ ولَنْ يحدُثَ نظرًا لِدَوْر هذه المدينة العظمى تجاريًّا!
أمَّا إذا ما أمعن المرء النظر متفرسًا في خريطة السَّلطنة التضاريسيَّة الطبيعيَّة، فإنَّه لا يُمكِن إلَّا أن يلاحظَ امتداد خطوط التجارة البَرِّيَّة المتشابكة الَّتي تربط بَيْنَ أقاليم السَّلطنة الخصبة، من ناحية، وبَيْنَ مسارات قوافل الصحارى المحيطة الَّتي تربطها، بفضل الطُّرق والخطوط البَرِّيَّة بأهمِّ حواضر الجزيرة العربيَّة شمالًا وغربًا كذلك، أي على الطريق الساحليَّة عَبْرَ ظفار، باتِّجاه اليمن السَّعيد.
وعَلَيْه، فإنَّ فكرة اضطلاع سلطنة عُمان وحواضرها المطلَّة على الخلجان والبحار إلى مراكز تجاريَّة عالَميَّة، إنَّما هي فكرة تستحقُّ الرصد والإغناء، ثمَّ الاستثمار المالي الفعلي: لِنتذكَّر بأنَّ طريق الحرير التاريخي لا بُدَّ أن يمرَّ بسلطنة عُمان، الأرض الَّتي خرَّجت أهمَّ الملَّاحين والربَّان في التاريخ من أمثال الجغرافي، أسد البحر «أحمد بن ماجد»، هؤلاء الَّذين أطلقوا خطوط التجارة بَيْنَ العالَم العربي والصين والهند، شرقًا، وبَيْنَهما وبَيْنَ السَّاحل الإفريقي (الصومال وإثيوبيا) غربًا.

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الشيبانية تلتقي وفدا من جمعية أكسفورد الدبلوماسية

مسقط- الرؤية

استقبلت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، وفدًا من جمعية أكسفورد الدبلوماسية، ضم عددا من طلبة وخريجي جامعة أكسفورد في تخصصات العلاقات الدبلوماسية والتعاون الدولي ودراسات الشرق الأوسط، بحضور عدد من المختصين بالوازرة.

وفي بداية اللقاء رحبت معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم بالوفد، مشيدة بالجهود التي تبذلها الجمعية في كل ما من شأنه تطوير العمل التربوي.

وأكدت معالي الوزيرة خلال اللقاء أهمية الشراكات الدولية في دعم جهود الوزارة لتطوير منظومة التعليم، مشيرة إلى الدور الذي يمكن أن تسهم به الجمعية في تعزيز البرامج النوعية وبناء القدرات.

وجرى خلال اللقاء التعريف بنظام التعليم في سلطنة عمان وأولويات الوزارة وخططها المستقبلية. كما تم التطرق لأوجه التعاون المحتملة بين الجانبين في المجالات التعليمية والتدريبية عن طريق تنفيذ مبادرات مشتركة في تمكين الشباب وتنمية المهارات الدبلوماسية والقيادية للطلبة.

وأشاد الوفد بما تحقق في سلطنة عمان من إنجازات تنموية على كافة الأصعدة، مرحبا بمجالات التعاون بين الوزارة والجمعية في كل ما يخص الهيئة التعليمية والطلبة، وبما يحقق الأهداف الغايات المرجوة.

مقالات مشابهة

  • رئيس غرفة التجارة العربية الفرنسية: المياه والبيئة في صميم الأزمات والفرص بالعالم العربي
  • الشيبانية تلتقي وفدا من جمعية أكسفورد الدبلوماسية
  • وزير التجارة الخارجية الفرنسي يؤكد عزم بلاده توسيع الشراكة الاقتصادية مع سلطنة عمان
  • اتفاقية الشراكة الاقتصادية العُمانية - الهندية تعيد رسم ملامح الاقتصاد العماني
  • الرئيس عون اختتم زيارته الى سلطنة عمان وعاد الى بيروت
  • عمان عاصمة الحلم العربي اليوبيل الماسي
  • عون في سلطنة عُمان لتحصين المناخ التفاوضي وبن طارق يؤكِّد الاهتمام بلبنان
  • سلطنة عُمان تشارك في أعمال الدورة الـ 28 للمجلس الوزاري العربي للسياحة ببغداد
  • الرئيس عون بدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان
  • عون غادر الى سلطنة عمان في زيارة تستمر يومين