جريدة الوطن:
2025-05-09@06:51:14 GMT

سلطنة عمان : آفاق الدور التجاري المأمول

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

سلطنة عمان : آفاق الدور التجاري المأمول

حظِيَتْ سلطنة عُمان بموقع جيواستراتيجي فريد يؤهِّلها للاطلاع بأدوار إقليميَّة ودوليَّة مُهمَّة للغاية في حالتَي السِّلم والحرب (لا سمح الله)، فهي تحتلُّ موقعًا يشرف على فتحة الخليج العربي، الَّذي يُعدُّ أهمَّ ممرٍّ مائي/اقتصادي في العالَم بسبب مرور أغزر صادرات النفط عَبْرَه نَحْوَ البحار «السبعة»، كما كان يُقال في حقبات سابقة.


وإذا ما تأهَّلت السَّلطنة المزدهرة لدَوْر تجاري مُهمٍّ من هذا العيار الدولي، فإنَّ وقوعها على كُلِّ مضيق هرمز، سويَّةً مع كُلٍّ من إيران ودَولة الإمارات العربيَّة المُتَّحدة، يؤهِّلها للاضطلاع بِدَوْر تجاري واقتصادي استثنائي، خصوصًا إذا ما حَظِيَ قِطاع التجارة في السَّلطنة بما يستحقُّ من عناية استثماريَّة بعيدة النظر وطويلة المدى، لترتفعَ مُدُن السَّلطنة إلى مصافِّ مُدُن التجارة الكبرى عَبْرَ العالَم، مِثل «هونج كونج» الَّتي حظِيَتْ بعناية وحماية الصين (بعد جلاء بريطانيا)، وذلك بناءً على دَوْرها التجاري الَّذي لا يُمكِن للصين ولدوَل القارَّة الآسيويَّة الأخرى الاستغناء عَنْه. وللمرء أن يتساءلَ (في دخيلته على أقلِّ تقدير) هل يصعب على الصين الشَّعبيَّة ابتلاع هونج كونج إن أرادت؟ لا شكَّ بأنَّ هذا لَمْ ولَنْ يحدُثَ نظرًا لِدَوْر هذه المدينة العظمى تجاريًّا!
أمَّا إذا ما أمعن المرء النظر متفرسًا في خريطة السَّلطنة التضاريسيَّة الطبيعيَّة، فإنَّه لا يُمكِن إلَّا أن يلاحظَ امتداد خطوط التجارة البَرِّيَّة المتشابكة الَّتي تربط بَيْنَ أقاليم السَّلطنة الخصبة، من ناحية، وبَيْنَ مسارات قوافل الصحارى المحيطة الَّتي تربطها، بفضل الطُّرق والخطوط البَرِّيَّة بأهمِّ حواضر الجزيرة العربيَّة شمالًا وغربًا كذلك، أي على الطريق الساحليَّة عَبْرَ ظفار، باتِّجاه اليمن السَّعيد.
وعَلَيْه، فإنَّ فكرة اضطلاع سلطنة عُمان وحواضرها المطلَّة على الخلجان والبحار إلى مراكز تجاريَّة عالَميَّة، إنَّما هي فكرة تستحقُّ الرصد والإغناء، ثمَّ الاستثمار المالي الفعلي: لِنتذكَّر بأنَّ طريق الحرير التاريخي لا بُدَّ أن يمرَّ بسلطنة عُمان، الأرض الَّتي خرَّجت أهمَّ الملَّاحين والربَّان في التاريخ من أمثال الجغرافي، أسد البحر «أحمد بن ماجد»، هؤلاء الَّذين أطلقوا خطوط التجارة بَيْنَ العالَم العربي والصين والهند، شرقًا، وبَيْنَهما وبَيْنَ السَّاحل الإفريقي (الصومال وإثيوبيا) غربًا.

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

بوساطة عمانية: اتفاق لوقف إطلاق النار وضمان الملاحة اليمن

شمسان بوست / خاص:

كشفت وزارة الخارجية في سلطنة عمان، يوم الثلاثاء، عن نجاح مساعٍ دبلوماسية قادتها بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية والسلطات المعنية في صنعاء، أسفرت عن التوصل إلى اتفاق يهدف إلى تهدئة التوترات العسكرية ووقف إطلاق النار بين الأطراف المعنية.

ووفقاً لبيان رسمي صادر عن الوزارة، ينص الاتفاق على وقف الهجمات التي تستهدف السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بهدف تأمين الملاحة الدولية وضمان استمرار حركة الشحن التجاري العالمي دون عوائق.


وأشادت سلطنة عمان بنتائج الاتفاق، مؤكدة أنه يعكس التزامها المستمر بنهج الحوار والحلول السلمية. كما أعربت عن تقديرها لجميع الجهات التي شاركت في إنجاح هذا المسار، معربة عن أملها في أن يسهم هذا التفاهم في الدفع نحو تسوية أوسع للقضايا الإقليمية وتعزيز فرص الاستقرار والتنمية في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • الإمارات ترحب بإعلان عمان التوصل لوقف إطلاق النار في اليمن
  • اتفاق تجاري جديد بين لندن وواشنطن يشمل الصلب والزراعة والمعايير الغذائية
  • الذهب يبدد مكاسبه ويتراجع وسط آمال بالتوصل لاتفاق تجاري بين أمريكا وبريطانيا
  • «قصر السلطان».. قصة نجاح من عبق البيئة العُمانية
  • زيارة السيسي لليونان تفتح آفاق التعاون.. مشروع استراتيجي بـ4 مليارات يورو وتبادل تجاري بـ 1.6 مليار دولار
  • السعودية ترحب بإعلان عمان التوصل لوقف إطلاق النار في اليمن
  • ترحيب عربي واسع باتفاق الهدنة بين اليمن وأمريكا
  • سلطنة عمان تعلق على التصعيد العسكري بين الهند وباكستان
  • سلطنة عمان تتقدم بنسبة 6٪ في مؤشر نضوج الخدمات الحكومية الإلكترونية
  • بوساطة عمانية: اتفاق لوقف إطلاق النار وضمان الملاحة اليمن