القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول صدق الكنيست الإسرائيلي بالقراءة الأولى، فجر الثلاثاء، على مشروع قانون “حجة المعقولية” ما ينذر بتفجير موجة غضب في أنحاء البلاد دعت إليها المعارضة الإسرائيلية. وما زال يتعين التصويت عليه بقراءتين ثانية وثالثة في الكنيست قبل أن يصبح قانونا نافذا. ولم يتحدد موعد التصويت على مشروع القانون بالقراءتين الثانية والثالثة، ولكنه واحد من عدة مشاريع قوانين تدفع بها الحكومة وتقول المعارضة إنها تحول إسرائيل إلى ديكتاتورية.

ما هو مشروع قانون “حجة المعقولية”؟ هو مشروع قانون تعديل للقانون الأساسي: السلطة القضائية، والذي من شأنه أن يمنع المحاكم الإسرائيلية، بما فيها المحكمة العليا، من تطبيق ما يعرف باسم “معيار المعقولية” على القرارات التي يتخذها المسؤولون المنتخبون. وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الإثنين: “يسمح شرط المعقولية حاليًا للمحاكم، بما في ذلك المحكمة العليا، بإلغاء قرار السلطات المنتخبة، إلى الحد الذي يتبين أنه غير معقول”. وأضافت: “معيار المعقولية هو جزء من آلية الضوابط والتوازنات، وهو أداة مهمة تستخدمها المحكمة لحماية حقوق الجمهور ضد القرارات التعسفية للحكومة وسلطات الدولة”. وتابعت: “إذا تأثرت قرارات المسؤول المنتخب باعتبارات خارجية أو تمييزية أو تعسفية، أو إذا لم تؤخذ معلومات مهمة في الاعتبار، فيمكن استبعاد مثل هذه القرارات على أساس أنها غير معقولة”. وهو واحد من عدة مشاريع قوانين تدفع بها الحكومة الإسرائيلية الحالية تحت مسمى “الإصلاح القضائي” والتي تقول المعارضة إنها تهدف للحد من سلطة القضاء وتحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية. ماذا تقول المعارضة؟ قال زعيم حزب “الوحدة الوطنية” المعارض بيني غانتس في جلسة للكنيست، الشهر الماضي: “يدور الحديث حول قانون نحن غير مستعدين لقبوله، سواء على مستوى القانون أو كعملية إجرائية”. وأضاف غانتس: “هذا قانون لتبييض الفساد وهو يلغي التقييدات المفروضة على الجمهور والحكومة”. وبدوره قال نائب المستشارة القضائية للحكومة المحامي غيل ليمون، في جلسة لجنة الدستور البرلمانية الأسبوع الماضي: “إذا تم إلغاء حجة المعقولية، وفتح الباب أمام القيام بتعيينات سياسية غير سليمة لمسؤولين كبار وللمدافعين عن الديمقراطية، وأخطر من ذلك، القيام بإقالة المسؤولين عن تطبيق القانون وآخرين لأسباب سياسية، فإن من شأن ذلك أن يمس بصورة صعبة باستقلالية مسؤولية المدافعين عن الديمقراطية، ونتيجة لذلك المساس بشكل خطير بسلطة القانون”. وأضاف: ” في حال المصادقة على الاقتراح فإن ذلك يعني إلغاء ضمان قيام السلطة بعملها بشكل نزيه، والمساس بالقيم الديمقراطية الأساسية”. وقال قادة الاحتجاجات في بيان، الإثنين: “بدءا من الليلة، تصبح إسرائيل دولة على حدود الديكتاتورية”. وأضافوا: “هذا هو التدمير الكامل لدولة إسرائيل. بسرعه”. وتابعوا: “ليس لدينا خيار. ينبغي على كل واحد منا منع هذه الكارثة”. ماذا تقول الحكومة؟ يجادل مؤيدو مشروع القانون بأنه أداة ذاتية للغاية للنشاط القضائي تسمح للمحكمة بتخريب سياسة الحكومة بآرائها الخاصة. ويقول سيمحا روثمان، رئيس لجنة الدستور والقانون والقضاء البرلمانية: “عندما تتخذ المحكمة، في كل هذه القيم، قرارًا مخالفًا لقيم الجمهور العام في دولة إسرائيل ومخالفًا لقيم المسؤول المنتخب المكلف بموجب القانون باتخاذ القرار – إنها مسألة قيم”. وأضاف في جلسة برلمانية الأسبوع الماضي: “هل نحن في دولة ديمقراطية تتجلى فيها قيم الجمهور في قرارات نوابها المنتخبين، أم أن كل الأسئلة، كبيرها وصغيرها، يقررها شخص لم ينتخب ويفرض قيمه على البلاد” ماذا يقول الخبراء؟ يقول يوفال شاني، من معهد ديمقراطية إسرائيل (خاص)، في ورقة موقف حصلت الأناضول على نسخة منها، إنه في حال إقرار مشروع القانون: “سيكون الوزراء قادرين على “تحصين” العديد من قرارات البيروقراطيين في وزارتهم ضد المراجعة القضائية من خلال تقديم القرار على أنه قرار خاص بهم”. وأضاف: “كما أن مثل هذا التحصين من شأنه أن يضعف بشكل كبير الحماية القانونية المتاحة للمواطنين ضد الإجراءات الحكومية التعسفية ويفتح الباب على مصراعيه لتفشي الفساد”. ويشير شاني إلى أنه “يلعب معيار المعقولية – الذي يشار إليه عمومًا على أنه معيار اللامعقولية المفرطة – دورين حاسمين في مجموعة التدابير المصممة لحماية المواطنين من إساءة استخدام سلطة الحكومة”. وقال: “يُقصد به منع الموقف الذي تتخذ فيه الحكومة قرارًا غير منطقي ومتقلب بشكل واضح دون محاولة جادة لمراعاة العديد من العوامل ذات الصلة وتحقيق التوازن بينهما”. وأضاف: “يهدف معيار المعقولية إلى توفير حماية إضافية للمواطنين من الاستخدام غير السليم لسلطة الحكومة في الحالات التي يكون فيها من الصعب أو حتى المستحيل تحديد الخلل الخفي، والذي قد ينطوي على فساد خطير”. وتابع: “عندما يكون القرار غير معقول إلى أقصى حد، يجوز للمحكمة أن تلغيه حتى لو لم تتمكن من تحديد الدافع غير اللائق الذي دفع الوزير إلى تشويه التوازن بين العوامل المختلفة التي تؤثر على قراره”. ويلفت شاني إلى أنه “خلاصة القول هي أن إلغاء معيار المعقولية المتطرفة من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من تركيز السلطة في أيدي السلطة التنفيذية – وهي سلطة أكبر بالفعل في إسرائيل منها في العديد من الديمقراطيات الأخرى بسبب سيطرة الحكومة على السلطة التشريعية”. كيف سيتم الاحتجاج عليه؟ أعلنت المعارضة الإسرائيلية الاثنين إنه في حال إقرار الكنيست لمشروع القانون بالقراءة الأولى، فإنه ابتداءً من الساعة السابعة صباح الثلاثاء، سينظم المتظاهرون “مظاهرات ومسيرات وقوافل واضطرابات في جميع أنحاء البلاد” ضمن “يوم شلل”. وفي وقت لاحق، ينتظر أن تبدأ مظاهرة حاشدة خارج مطار بن غوريون، قرب تل أبيب، وستستمر مظاهرات ومسيرات أخرى في المساء خاصة في القدس الغربية وتل ابيب، بحسب بيان للمعارضة اطلعت عليه الأناضول.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: قرار ا

إقرأ أيضاً:

زيادات مالية | 3 ملفات ساخنة أمام البرلمان

يبدأ مجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، سلسلة من الجلسات العامة المكثفة أيام الأحد والإثنين والثلاثاء 25، 26، و27 مايو الجاري، لمناقشة عدد من مشروعات القوانين المهمة التي تمس البنية التشريعية للدولة، والحقوق الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين، فضلاً عن عدد من الاتفاقيات الدولية.

المستشار محمود فوزي: تعديل قانون مجلس النواب يراعي عدالة التمثيلترامب يرحب بإقرار مشروع قانون ضخم للسياسة الداخلية في مجلس النواب الأمريكيتشريعية النواب توافق نهائيا على تعديل قانوني مجلس النواب وتقسيم الدوائر الانتخابيةتعديل مادة طلبات الترشح لعضوية مجلس النواب فى دوائر النظام الفردىأبرز الملفات المطروحة على جدول الأعمال:

تعديل قانون مجلس النواب وتقسيم الدوائر الانتخابية
يناقش المجلس، الأحد، مشروع القانون المقدم من النائب الدكتور عبد الهادي القصبي وأكثر من عُشر عدد الأعضاء، لتعديل بعض أحكام قانون مجلس النواب رقم 46 لسنة 2014، وقانون تقسيم الدوائر رقم 174 لسنة 2020، بما يضمن التمثيل العادل والمتوازن للسكان والمحافظات، استنادًا لأحدث البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء والهيئة الوطنية للانتخابات لعام 2025.

 تنظيم مرفق مياه الشرب والصرف الصحي
كما يناقش المجلس مشروع القانون المقدم من الحكومة لتنظيم مرفق مياه الشرب والصرف الصحي، ويهدف إلى إنشاء جهاز مستقل لضبط وتنظيم القطاع، وضمان جودة الخدمات، ومنع التعديات، وتشجيع الشراكة مع القطاع الخاص، مع مراعاة الالتزام بالمعايير البيئية والصحية، وتوجيه الدعم للفئات المستحقة.

 قانون العلاوة وزيادات يوليو
على جدول أعمال جلسة الثلاثاء، يناقش النواب مشروع القانون الخاص بالعلاوات الجديدة للعاملين بالدولة، والذي يشمل:

علاوة دورية بنسبة 10% للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية.

علاوة خاصة بنسبة 15% لغير المخاطبين بالقانون.

زيادة الحافز الإضافي بقيمة 700 جنيه شهريًا.

منحة خاصة للعاملين بشركات القطاع العام وقطاع الأعمال العام.
ويتضمن المشروع كذلك آلية لضمان حد أدنى للدخل الشهري لا يقل عن 7000 جنيه للعاملين بالقطاع العام بعد تطبيق الزيادات.

اتفاقيات دولية للتصديق

كما تشمل جلسات الأسبوع مناقشة عدد من الاتفاقيات الدولية، منها اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وصربيا، واتفاقيات خدمات جوية مع كل من سلطنة عُمان ونيوزيلندا، إلى جانب اتفاق تمويلي مع الوكالة الفرنسية للتنمية والاتحاد الأوروبي لتنفيذ المرحلة الثالثة من محطة معالجة الصرف الصحي بالجبل الأصفر.

طباعة شارك مجلس النواب المستشار الدكتور حنفي جبالي قانون مجلس النواب تقسيم الدوائر الانتخابية تعديل قانون مجلس النواب عبد الهادي القصبي

مقالات مشابهة

  • اليوم.. مجلس الشيوخ يناقش تعديلات قانون انتخاب أعضائه
  • مشروع قانون الإنفاق الفيدرالي الأمريكي يمر بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب
  • لا زيادة فى عدد المقاعد.. الحكومة توافق على مشروع قانون مجلس الشيوخ
  • الريادة: قانون الإيجارات القديمة خطوة نحو العدالة الاجتماعية والمساواة
  • زيادات مالية | 3 ملفات ساخنة أمام البرلمان
  • النواب الأميركي يقر مشروع قانون ترامب لخفض الضرائب
  • معركة الإيجارات تصل القومي لحقوق الإنسان.. شكوك حول المادة 5 من القانون
  • السجيني: البرلمان لم يُقر مشروع قانون الإيجار القديم بعد
  • أحمد السجيني: مشروع الحكومة للإيجار القديم دون دراسة مرفقة
  • الشورى يحيل مشروع قانون مؤسسات المجتمع المدني إلى الدولة