جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-28@03:40:05 GMT

فلسطين في قلب كل عُماني

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

فلسطين في قلب كل عُماني

 

علي بن بدر البوسعيدي

منذ السابع من أكتوبر الماضي وأنا أتابع لحظيًا ما يجري في غزة العزة، من أهوال وجرائم ومذابح ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعدما نجحت المقاومة الفلسطينية الباسلة في زلزلة جيشهم المزعوم، وبث الرعب في نفوس قادتهم العسكريين، ليُدركوا أن هذه المقاومة لن تتخلى يومًا عن حقها في النضال من أجل استعادة الأرض وتحرير كل الأسرى في سجون الاحتلال.

كشفت لنا الحرب العدوانية الغاشمة على قطاع غزة، مدى الإجرام الذي يمارسه جيش الاحتلال؛ إذ لم يتوقف ساعة على مدى 46 يومًا من العدوان، عن القصف والتدمير، وتنفيذ المذابح واحدة تلو الأخرى، بل لم تسلم المستشفيات والمدارس من هذا القصف الهمجي والوحشي، حتى بلغ عدد الشهداء أكثر من 16 ألف شهيد، حسب بيانات وزارة الصحة في غزة، فيما وصل عدد الجرحى إلى ما يزيد عن 35 ألفًا، علاوة على وجود الآلاف من المفقودين وتحت الأنقاض، فضلًا عن تدمير البنى التحتية المدنية وهدم 40% من المنازل في القطاع، كل ذلك بينما العالم في سبات عميق، والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان لا تحرك ساكنًا.

وفي خضم هذه الأحداث المؤسفة والحزينة، أثبت العمانيون إيمانهم العميق بقضية فلسطين، وبرهنوا للعالم أجمع أن الضمير العماني لن يصمت في مواجهة الجرائم الإسرائيلية البشعة بحق أشقائنا في فلسطين المحتلة، ولذلك شاهدنا جموع العُمانيين يخرجون في مسيرات ومظاهرات مُنددة بما يجري في غزة، ومُتضامنة مع الشعب الفلسطيني الأبي ومؤازرة لحقه الأصيل في العيش بسلام في دولة مستقلة عاصمتها القدس. أما الموقف الرسمي فكان محل فخر واعتزاز لنا جميعًا، وهو ما تأكد في تصريحات معالي السيد وزير الخارجية، والذي دعا إلى تقديم المسؤولين عن العدوان الإسرائيلي الى المحاكمة الدولية.

وختامًا.. نؤكد أن القضية الفلسطينية مستقرة في وجدان كل عماني، لأنها قضية الشرفاء، ولا شك أن فلسطين ستتحرر يومًا، والمقاومة ستنتصر بإذن الله، بفضل المجاهدين الأشداء والإرادة الصلبة التي يتحلون بها في مواجهة عدو غاشم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المنهج السياسي العُماني الحكيم

 

 

 

د. صالح الفهدي

 

تساءلتُ حينما وقعَ حادثٌ معيَّنٌ كيف سيصاغُ البيان السياسي العُماني إِثْر ذلك الحادث، وكيف يمكنُ لسلطنة عُمان أن تخرجَ ببيانٍ متوازنٍ، واقعي، بعيدٍ عن العاطفةِ، مرتهنٍ للأسباب، فإذا بالبيان السياسي يخرجُ على درجةٍ عاليةٍ من الواقعيةِ دون إغفالِ العلاقات بين الطرفين في ذلكم الحادث.

البيانُ في الحقيقةِ ليس مجرَّد كلماتٍ جاهزةٍ تقال، وإِنما هو تأكيدٌ على المبادئ التي ترتهنُ إليها السياسة العُمانية؛ مبادئ ليست مبتدعةً، وإنما متأصِّلةً تعكسُ أصالة التاريخ العُماني، وتعبِّرُ عن المعتقدات التي تؤمنُ بها الشخصية العُمانية.

إنَّ صنع التوازنات مع الثبات على المبادئ في مختلف المواقف ليس أمرًا يسيرًا في عالمٍ تتجاذبه القوى على اختلافها؛ قوى لا تعرفُ في كثيرٍ من الأحيان إلا منطق القوةِ القاهرة، بينما تسوِّقُ-زيفًا وكذبًا- شعارات الديمقراطيةِ، وحقوق الإنسان، وغيرها من الشعارات التي تروِّجُ لها وسائل قواها الناعمة.

في هذا العالم يدفعُ الثابتُ على المبدأ الواضح السليم أثمانًا لمبادئه، وكثيرًا ما يقفُ بين عداوةٍ بسبب ثباته، أو صداقة زائفةً بسبب ميولهِ عن المبادئ التي تأسس عليها أو يُغرى بمصالحَ مؤقَّتة لتخديره وشراء مواقفه.

بينما تثبتُ سلطنة عُمان على مبادئها العادلة الشرعية في الدفاعِ عن الظلمِ، وعدم جواز التدخل في شؤون الغير، ولا في جواز التدخل في شؤونها، وتؤمنُ بحرية الشعوب في تقريرِ مصيرها، ساعيةً في ذلك إلى تحقيق السلام العادل الأصيل، والارتباط بالعلاقات السَّامية مع الدول والشعوب.

ولهذا فإِننا نجدُ أن صوتَ سلطنة عُمان لا يتردَّدُ أبدًا في إظهارِ تنديدهِ بأيِّ عدوان سافرٍ على دولةٍ ذات سيادةٍ دون وجهِ حق، أو شعبٍ دونَ وجهِ حق، حتى وإن كانت القوى العظمى في العالم هي المعتدية، فلا صوتَ يعلو صوتَ المبدأ الحُر، فهذا الصوت تعبيرٌ عن السيادةِ بما فيها من مبادئ وأُسس لا يمكنُ إخفاؤها، ولا المساومة عليها.

وإذا كانت العبارة السائدة في السياسة تقول "لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة وإنما مصالح دائمة" هي عبارةٌ تصدقُ في العلاقات السياسية، وتبرهنُ على ذلك المواقف التاريخية فإننا نتوقفُ عن كلمة "المصالح" التي تقبلُ الوجهين: مصالحَ فيها من الخذلان والإذلالِ، أو فيها من حفظِ السيادة والقرار، وهُنا نجدُ أن السياسة العُمانية حكيمةً في واقعية "المصالح" لكنها أيضًا حازمةً في أن لا تكون هذه المصالح على حساب المبادئ التي آمنت بها الدولة العُمانية وقامت عليها أركانها.

وإذ إنها دولةُ سلام أصيل، فإنها ليس لديها من مواقفَ ظاهرةً وباطنة، وليس لديها مصالح فوق الطاولةِ، وتحت الطاولة، وليس لديها نوايا ظاهرة وأُخرى مبطَّنة، وإنما لديها مبادئ جليَّةً لا تساومُ عليها، ولذلك وثقَ بها من وثق، وأعرضَ عنها من لم توافقهُ هذه السياسة السامية المنهج.

إنَّ الأثر النفسي والوطني من هذا المنهج السياسي العُماني على المواطن العُماني لهو أثرٌ بالغُ الأهمية؛ فالمواطنُ العُماني يرى في مواقف بلده نحو القضايا العادلة، والمواطن الذي يتابع البيانات السياسية في مختلف الأحدث ليشعرُ بأن هذا صوته النابع من القناعة الراسخة، بل يشعرُ أن هذا صوتُ التاريخ العُماني ورجالاته، ولذلك كان هذا التناغم والانسجام بين السياسة العُمانية والمواقف الشعبية أكان على صعيد المستوى أم على صعيد الأفكار واضحًا لا ازدواجيةَ فيه، وهُنا كانت مساحة الحرية للتعبيرِ عن الرأي الشعبي واسعةً ما دامَ ذلك الرأي مستندًا إلى أُسس بنَّاءةً وليس مشاعرَ انفعاليةً عارضة.

المنهج السياسي العُماني مصدرُ فخرٍ للإنسان العُماني، ولا شكَّ بأنه أسهم في تكوين نظرة الشخصية العُمانية الوازنة نحو مختلف الأحداث والوقائع بما تأسس عليه من مبادئ كريمة تحفظُ للوطنِ سيادته ورفعته، وتصونُ لمواطنيه العزة والحرية والكرامة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 79 شهيدًا
  • استشهاد 14 فلسطينيا بينهم 5 أطفال في قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق بـ قطاع غزة
  • الرئيس اللبناني: إسرائيل تواصل ضربها عرض الحائط بالقرارات والدعوات الدولية
  • رئيس الهلال الأحمر يبحث مع وزير الصحة البريطاني التحديات الصحية في فلسطين
  • استشهاد 8 فلسطينيين .. مجـ.زرة جديدة في مدرسة بـ حي التفاح
  • فلسطين تطالب بتحرك دولي جاد لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
  • الأهلية الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي يضرب عرض الحائط بكل القوانين والاتفاقيات الدولية
  • بالفيديو والصور: مواطنون في غزة يستلمون مساعدات غذائية عبر المؤسسات الدولية
  • فلسطين تدين استمرار هجمات المستوطنين الإسرائيليين على المدنيين العزل
  • المنهج السياسي العُماني الحكيم