جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-13@17:49:20 GMT

فلسطين في قلب كل عُماني

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

فلسطين في قلب كل عُماني

 

علي بن بدر البوسعيدي

منذ السابع من أكتوبر الماضي وأنا أتابع لحظيًا ما يجري في غزة العزة، من أهوال وجرائم ومذابح ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعدما نجحت المقاومة الفلسطينية الباسلة في زلزلة جيشهم المزعوم، وبث الرعب في نفوس قادتهم العسكريين، ليُدركوا أن هذه المقاومة لن تتخلى يومًا عن حقها في النضال من أجل استعادة الأرض وتحرير كل الأسرى في سجون الاحتلال.

كشفت لنا الحرب العدوانية الغاشمة على قطاع غزة، مدى الإجرام الذي يمارسه جيش الاحتلال؛ إذ لم يتوقف ساعة على مدى 46 يومًا من العدوان، عن القصف والتدمير، وتنفيذ المذابح واحدة تلو الأخرى، بل لم تسلم المستشفيات والمدارس من هذا القصف الهمجي والوحشي، حتى بلغ عدد الشهداء أكثر من 16 ألف شهيد، حسب بيانات وزارة الصحة في غزة، فيما وصل عدد الجرحى إلى ما يزيد عن 35 ألفًا، علاوة على وجود الآلاف من المفقودين وتحت الأنقاض، فضلًا عن تدمير البنى التحتية المدنية وهدم 40% من المنازل في القطاع، كل ذلك بينما العالم في سبات عميق، والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان لا تحرك ساكنًا.

وفي خضم هذه الأحداث المؤسفة والحزينة، أثبت العمانيون إيمانهم العميق بقضية فلسطين، وبرهنوا للعالم أجمع أن الضمير العماني لن يصمت في مواجهة الجرائم الإسرائيلية البشعة بحق أشقائنا في فلسطين المحتلة، ولذلك شاهدنا جموع العُمانيين يخرجون في مسيرات ومظاهرات مُنددة بما يجري في غزة، ومُتضامنة مع الشعب الفلسطيني الأبي ومؤازرة لحقه الأصيل في العيش بسلام في دولة مستقلة عاصمتها القدس. أما الموقف الرسمي فكان محل فخر واعتزاز لنا جميعًا، وهو ما تأكد في تصريحات معالي السيد وزير الخارجية، والذي دعا إلى تقديم المسؤولين عن العدوان الإسرائيلي الى المحاكمة الدولية.

وختامًا.. نؤكد أن القضية الفلسطينية مستقرة في وجدان كل عماني، لأنها قضية الشرفاء، ولا شك أن فلسطين ستتحرر يومًا، والمقاومة ستنتصر بإذن الله، بفضل المجاهدين الأشداء والإرادة الصلبة التي يتحلون بها في مواجهة عدو غاشم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بعد استهداف مطار “بن غوريون”.. تأثيرات القصف اليمني تتعاظم

يمانيون/ تقارير

سيبقى مطار اللد “بنغوريون” في الكيان الإسرائيلي مغلقا أمام الحركة الملاحية إلى أجل غير محدد، عشرات شركات الطيران العالمية أوقفت رحلاتها إلى المطار، فيما سلطات العدو الإسرائيلي عاجزة عن القيام بأي فعل مؤثر يرفع عنها هذا الحصار الذي فرضته القوات اليمنية.

تذكر صحيفة “معاريف” العبرية عن مسؤول أمني في كيان العدو الإسرائيلي أن المطار “سيظل مهجوراً حتى نهاية الصيف ما لم يحصل تغيير أمني جذري، أو توقيع اتفاق سلام”، المسؤول الأمني -حسب الصحيفة- أكد أن شركات الطيران تشترط تحقيق استقرار أمني، مضيفاً أن الهجمات الصاروخية اليمنية حولت الكيان إلى وجهة محظورة وغير آمنة.

ضربة أربكت تفاصيل المعركة

كان من السذاجة أن يتعاطى الكيان باستخفاف مع التأكيدات اليمنية بأن التصعيد في غزة لن يمر دون تأديب، ومن السذاجة أكثر أن يتصور بأن لجوءه الفاشل إلى قصف مطار صنعاء الدولي ومولدات الكهرباء ومعمل الأسمنت يمكن أن يغيّر من شكل الرد اليمني على أي تصعيد ضد الفلسطينيين، بحيث يغرق اليمن في الشعور بالإحباط نتيجة الهجمات الجبانة. لذلك جاء الفعل بمستوى التحذير، ومثّل صاعقة أخرى أربكت مشهد المعركة لدى الكيان، وكذلك لدى أمريكا التي وجدت في الانسحاب خيراً وأفضل وسيلة للنجاة. فحينها، كان الجميع على موعد مع إعلان القوات المسلحة اليمنية فرض حصار جوي شامل على “إسرائيل” ردا على قرار توسيع عملياتها العسكرية في قطاع غزة، “من خلال تكرار استهداف المطارات وعلى رأسها “مطار اللد” المسمى إسرائيليا مطار بن غوريون”. فيما كان رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، أكد الذهاب إلى خيارات تصعيدية أخرى في حال استمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. مؤكدا على أنه “لا يزال بمقدور الصهاينة العودة إلى أوطانهم ومغادرة فلسطين قبل ألا يتمكنوا من ذلك”.

هذا الأمر عزز القناعة بأن القول اليمني المهدِد للملاحة الجوية أمر لا ينبغي تجاهله، ولذلك كان تعليق الرحلات من كبريات الشركات العالمية حتى منتصف الشهر القادم أمراً فيه مصلحة لهذه الشركات. نذكر من هذه الشركات، الخطوط الجوية البريطانية التي ألغت جميع رحلاتها من وإلى “إسرائيل” حتى 15 يونيو القادم، وشركة طيران “إيبريا إكسبرس” الإسبانية التي مددت إلغاء رحلاتها من وإلى الكيان الى بداية الشهر. وأخرى مثل شركة الطيران اليونانية وشركة ايربالتيك وشركة إير يوروبا وشركة إير فرانس-كيه.إل.إم، وشركة دلتا إيرلاينز، وشركة آي إيه جي، وشركة ايبيريا اكسبريس، وشركة إيتا إيروايز الايطالية، وشركة لوت البولندية ومجموعة لوفتهانزا الألمانية التي تشمل أيضا شركات “سويس” و”النمسا للطيران” و”بروكسل للخطوط الجوية”، وشركة رايان اير الاوروبية، وشركة يونايتد ايرلاينز، وشركة ويزار المجرية.

والأحد نقل موقع “واللا” العبري عن مسؤولين بما تسمى “وزارة المواصلات الإسرائيلية” تأكيدهم تراجع نشاط مطار اللد ” بن غوريون” (أكبر المطارات الصهيونية) إلى ما دون الثلث. وبحسب المصادر سجل المطار انخفاضا في حركة المسافرين إلى ما دون 26%، في حين سجلت حركة الطيران انخفاضا أيضا إلى نحو 34%.

تغيّر موازين القوى وقواعد الاشتباك

يؤكد المراقبون بأن هذا الواقع يكشف عن متغيرات وتحولات استراتيجية جديدة على صعيد موازين القوى وقواعد الاشتباك، ينبغي التعاطي معها كحقائق  ومسلمات، وسيكون من الغباء تجاهلها أو تجاوزها، فالاستباحة الغربية للمنطقة لم تعد تتوفر لها تلك البيئة القابلة بها، والتمادي الإسرائيلي المفتوح بالعبث بحياة الفلسطينيين لم يعد قابلا للحياة.

فحتى وقت قريب ظل مسار الاستهداف الغربي الأمريكي للمنطقة يتسم بالكثير من التمكين لجهة الاستباحة للمكان والزمان، ولفرض خطط وتصورات ليس لشعوب المنطقة فيها ناقة ولا جمل، وهو ما بات اليوم مشكوكاً في امكانية استمراره على ذات النحو بعد ظهور القدرات اليمنية الفتية.

وتذهب التقارير والتحليلات إلى الاتفاق على أن القوة اليمنية أصبح لها حضورها المؤثر في تغيير مسار الأحداث، مستندة على جملة ما أفرزت عنها المواجهة من نتائج، وكان اليمن فيها طرفا قويا وقادرا على فرض معادلات جديدة.

قواعد قانونية وأخلاقية وإنسانية

كما استندت تحليلات الخبراء لهذا الطرح، على منطلقات اليمن الثابتة في هذه المواجهة إلى جانب الإيمان بجدوى وحتمية التحرك. يؤكد الخبراء أن الفعل اليمني -منذ إعلان الدخول في معركة الإسناد للشعب الفلسطيني ومواجهة عدوان الكيان الإسرائيلي على غزة- استند إلى قواعد قانونية وأخلاقية وإنسانية، ولذلك كانت الثقة بصوابية التحرك في مستوى يؤهله للاستمرار والتصعيد وتوسيع نطاق المواجهة.

من هنا كانت مراحل التصعيد اليمنية في عملية الإسناد تتسم بالثقة والجرأة والقدرة على التأثير، لذلك كان من نتائج هذا التحرك بهذه العوامل أن تجاوز السلاح اليمني حدود المعركة مع الكائنات الأمريكية والإسرائيلية إلى فرض واقع جديد للمنطقة، يمنع عنها أي تدخلات لإعادة تشكيلها وفق مصالح أمريكا و”إسرائيل”.

القوة والتكتيك والحضور والتأثير

يؤكد الخبراء أن أمريكا غامرت حين دخلت المعركة قبل أن تحدد طبيعة هذه المعركة، وغامرت عندما لم تستفد من معطى الحالة اليمنية التي كانت ولا زالت منذ عشرة أعوام تشهد تصاعدا بيانيا على مستوى القوة والتكتيك والحضور والتأثير والقدرة على التغيير، كما أن أمريكا غامرت في عدوانها على اليمن عندما لم تقرأ واقعها وظروفها التي لا تؤهلها للاستمرار -كما اعتادت- على منهجية الضربة الخاطفة وفرض الإرادة في يوم وليلة، واعتبر المراقبون كل ذلك مؤشرا على أن أمريكا قد ركنت إلى حالها، متصورة أن هيبتها لا تزال تمثل نصف أسباب الانتصار في المواجهة، لذلك ظهرت بليدة في تقدير الأمور مع اليمن.

تقارير أمريكية أكدت أن استناد اليمن على مسائل قانونية وإنسانية منحته مصداقية أكبر، وجذبت لموقفه تأييدا لا بأس به على مستوى عالمي، وأن اليمن -في سياق الدفاع عن الثوابت ورفض الانتقائية والازدواجية الدولية عند ما يتعلق الأمر بالحقوق العربية والإسلامية- أصبح العنصر الفاعل الوحيد المؤثر في “الشرق الأوسط”، وربما هو الممثل لهذه المنطقة من العالم، فيما يمثل آخرون الجهات الأخرى من العالم.

انتهاء صلاحية القطبية الأمريكية

تُسلِّم الكثير من التحليلات بأن ما صارت إليه مواجهة أمريكا مع اليمن من انسحاب، وبهذا الشكل المخزي الذي لم يشهد تاريخها مثيلا له، هو نتيجة مؤكدة على أن قطبية أمريكا قد انتهت صلاحيتها، ولولا أن الخوف لا يزال يسيطر على معظم الأنظمة العربية لكان التحول قد صار في المنطقة دفعة واحدة، بحيث لا يبقى الحضور الأمريكي من ذات الموقع الذي يتيح لها فرض الإملاءات والتدخل في الشؤون الداخلية للدول.

تؤكد التحليلات بأن تغيير موازين القوى العالمية يبدأ من المنطقة العربية، التي تحتضن أهم مقومات القوة من الثروات والممرات الاستراتيجية، وأن تشكيل المنطقة يبدأ من الأراضي المحتلة. لذلك تستمر المؤامرة لسلب الشعوب العربية كل عوامل القوة، مع ذلك، وطالما وأن أكثر من (75) عاما لم تستطع “إسرائيل” خلالها تجاوز المكان الجغرافي الذي تحتله مع كل أشكال الدعم الذي تلقته من دول الغرب، فإنه لن يكون بإمكانها اليوم فعل شيء من هذا، وقد ظهرت تعقيدات حديثة

 

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • البرغوثي للمقابلة: فلسطين في أخطر مراحلها والوضع أصعب من نكبة 48
  • بالصور.. مستشفى ناصر الطبي يُقصف بمرضاه
  • بعد استهداف مطار “بن غوريون”.. تأثيرات القصف اليمني تتعاظم
  • سفير فلسطين بالقاهرة يؤكد ضرورة العمل من أجل وقف حرب الإبادة وإنهاء الاحتلال
  • نساء غزة.. كفاح مرير ومآسٍ لا تنتهي
  • استئناف القصف على غزة بعد توقف استمر لساعات أثناء الإفراج عن المحتجز ألكسندر
  • إرادة المقاومة سلاح فلسطين الأبدي
  • 3 موانئ في اليمن تحت نيران القصف الإسرائيلي
  • السودان تحت القصف
  • غزة: حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي للقطاع بلغت 52810