جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-26@11:39:54 GMT

رحلة التعليم المستمر

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

رحلة التعليم المستمر

 

سلطان بن محمد القاسمي

 

تجاربي وتحدياتي من مرحلة البكالوريوس إلى كلية مزون

عندما يتعلق الأمر بمسيرة التعليم، فإنها تمثل رحلة مليئة بالتحديات والفرص الممتدة التي تصقل الفرد وتساهم في تطويره، ومن خلال استكشاف مساري التعليمي الذي امتد من مرحلة البكالوريوس إلى الماجستير والدكتوراه خارج حدود سلطنة عمان، وجدت نفسي مشتغلًا برحلة شيّقة مليئة بالتحديات والفرص، والتي ترسخت فيها مكتسبات النمو الشخصي والمهني.

في رحلة التعليم، تكمن العديد من العوامل التي تشكل مسار الفرد وتؤثر في تطويره، فلقد بدأت هذه الرحلة بخطواتي الأولى في مرحلة البكالوريوس، حيث انطلقت بشغف وطموح لاكتشاف عالم المعرفة والتعلم، حيث كانت هذه المرحلة لحظة انطلاق حلمي وبداية رحلتي في تجربة مليئة بالمعرفة والتحديات الأكاديمية.

لكن التعليم لم يكن مقتصرًا على تلك اللحظة الأولى؛ بل استمر وتطور في مسيرتي الأكاديمية؛ حيث إنني وبعد الانتهاء من درجة البكالوريوس، قررتُ المضي قدمًا في رحلتي التعليمية، وتوجهتُ نحو الدراسات العليا لأكمل رحلتي التعليمية في مسار الدراسات العليا؛ حيث اتسمت السنوات اللاحقة بالتحدي والتفاني في استكشاف مجالي التخصصي والتفرغ التام لاكتساب المعرفة والخبرة.

كانت هذه المرحلة من أبرز المحطات التي شكلت مساري الأكاديمي؛ إذ أتاحت لي الفرصة لتوسيع آفاقي وتطوير مهاراتي البحثية والتحليلية، ولكن الرحلة التعليمية لم تقتصر فقط على الجوانب الأكاديمية؛ بل تجاوزتها إلى تعلم الثقافات المختلفة وتبادل الخبرات مع أشخاص من خلفيات وثقافات متنوعة، مما أضاف بعدًا جديدًا لتجربتي التعليمية.

عبر هذه الرحلة المليئة بالتحديات، تشكلت لديّ قدرات الصمود والمرونة، وأصبحت قادرًا على مواجهة التحديات الأكاديمية والمهنية بثقة أكبر، وتعلمت كيفية التكيف مع البيئات المختلفة وتقبّل التنوع كمصدر غني بالفرص والتعلم.

هذه الرحلة لم تكن مجرد مجموعة من الدروس الأكاديمية؛ بل كانت تجربة معرفية شاملة شكلت نموي الشخصي والمهني. واليوم، وبعد قطع هذا المسار الطويل والمثمر، أدرك أن التعلم مسؤولية مستمرة، وأن كل تحدٍ جديد يمثل فرصة للنمو والتطور في رحلة التعلم المستمرة.

وعندما يشتد الفضول وتتبدل الرغبة في اكتشاف عوالم جديدة، يمكن أن يحمل الاكتشاف في طياته مفاجآت لا تُنسى، هذا ما حدث معي أثناء تسجيلي في كلية مزون حيث كانت مفاجأة مذهلة لي، حيث كان هدفي الحصول على شهادة في اللغة الإنجليزية، من أجل الممارسة، واستغلال أوقات الفراغ بعد العمل، ولكني وجدت أن هذه التجربة كانت أكثر من مجرد ذلك.

منذ البداية، كنتُ مترددًا ولم أكن متوقعًا أن أستفيد بشكل كبير، ولكن سرعان ما تغيرت تلك النظرة تمامًا، تفاجأت بالطريقة التي استقبلت بها في الكلية والموظفين والأساتذة. كانوا لطفاء وداعمين وأظهروا اهتمامًا حقيقيًا بتقدمي الأكاديمي والشخصي.

إنَّ البيئة الصحية والمتعاونة التي وجدتها في هذه الكلية كانت محورية في تجربتي، وكان ذلك المزيج من الدعم والتحفيز والانفتاح على التعلم يجعل من الدراسة تجربة ممتعة ومفيدة حقًا.

ولم أكتفِ فقط باللغة الإنجليزية؛ بل تعلمت الكثير من زملائي في قاعة الدراسة والذين جلبوا معهم خلفيات وثقافات مختلفة؛ حيث كانت هذه التنوعات تُضيف قيمة حقيقية للمناقشات والتفاعلات الصفية، مما جعل تجربة التعلم أكثر غنى وتنوعًا.

ومن خلال تجاربي السابقة وتلك الرحلة الملهمة في كلية مزون، تأكد لي أن التعلم لا ينحصر فقط في الجوانب الأكاديمية؛ بل يمتد ليشمل التواصل والتفاعل والتعرف على الآخرين. إنها فرصة لاستكشاف العالم وتوسيع آفاق المعرفة بطرق لم أكن أتوقعها.

وفي الختام.. وباستكمال رحلتي التعليمية، وصلت إلى استنتاج مهم مفاده أن التعلم لا يتوقف عند حدود معينة؛ بل هو مغامرة متجددة تفتح أبوابًا جديدة من المعرفة والتفاعلات الثقافية، وتجربتي في كلية مزون أظهرت لي قيمة البيئة الداعمة وتأثيرها الكبير على تطور الفرد.

إنَّها دعوة للاستمرار في رحلة التعلم، استكشاف العالم بكل تنوعه، والتواصل مع الآخرين لنمو وتطوير مستمر، فالتعلم ليس مجرد اكتساب لغة أو مهارة؛ بل هو تجربة شاملة تُشكِّل طريق الإنسان نحو النمو الشخصي والاحترافي.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عوض تاج الدين: المبادرات الرئاسية حافظت على صحة أولادنا في المدارس

أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، أن مواصلة جهود الكشف المبكر عن السمنة والتقزم والأنيميا تسهم في حماية صحة الأطفال بالمدارس.

التعليم العالي: تفعيل المبادرة الرئاسية "تمكين" لدعم الطلاب ذوي الإعاقة بالجامعاترئيس الوزراء يتابع مستجدات الموقف التنفيذي للمبادرة الرئاسية "حياة كريمة"

وأضاف في مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، أن هذه المبادرة تغطي جميع المدارس على مستوى الجمهورية وتوفر العلاج مجاناً، مما يُحدث فارقاً كبيراً في صحة الطفل ونموه العقلي والجسدي، وبالتالي في مستواه الدراسي والتعليمي.

وتابع، أن الكشف المبكر يبدأ منذ لحظة الولادة، حيث يتم تحليل نقطة دم من كعب قدم الطفل لقياس هرمونات الغدة الدرقية، مؤكداً أن هذا التحليل ضروري لتفادي التقزم أو المشكلات الوراثية. 

وأضاف أن المبادرات الصحية تشمل الكشف عن ضعف السمع أو البصر، لأن هذه المشكلات قد تؤثر على قدرة الطفل على التعلم والاستيعاب داخل الفصل، مشدداً على أهمية ملاحظة أي أعراض غير طبيعية والتعامل معها سريعاً.

وأشار مستشار الرئيس إلى أن التعاون بين الأسرة والمدرسة يمثل ركناً أساسياً في إنجاح هذه الجهود، موضحاً أنه في حال لاحظت الأسرة أي تغير في سلوك أو قدرات الطفل، يجب التواصل فوراً مع المدرسة أو الجهات الطبية المختصة، وبالمقابل، على المدرسة إخطار الأسرة إذا لاحظت ضعفاً في السمع أو البصر أو فرط حركة أو مشاكل في التركيز، حتى يتم علاج المشكلة في مراحلها المبكرة.

وذكر، أن التأمين الصحي يلعب دوراً محورياً في متابعة وعلاج الأطفال، حيث يغطي جميع طلاب المدارس ويقدم لهم خدمات علاجية متكاملة تشمل توفير السماعات الطبية وصيانتها، فضلاً عن متابعة الأمراض المزمنة مثل السكري في مراحله المبكرة.

 وأكد أن الملاحظة الدقيقة والكشف الدوري يسهمان في تشخيص الأمراض وعلاجها في وقت مبكر، مما يضمن جيلاً صحياً قادراً على التعلم والإبداع والمشاركة الفعالة في بناء المجتمع.

طباعة شارك الكشف المبكر عن السمنة الأنيميا صحة الطفل

مقالات مشابهة

  • اعتقال شخصين على صلة بسرقة متحف اللوفر
  • من الصناعة إلى التعليم.. مدبولي يفاجئ مدرسة ابتدائية بالسويس ويتفقد سير العملية التعليمية
  • المُستكشف البريطاني مارك إيفانز يحاضر حول "رحلة جوهرة العرب"
  • استيراد 186 فصيلًا .. رحلة جديدة فى قلب حديقة الحيوان
  • «دبي للثقافة» تُطلق الموسم السادس من مبادرة «التعلم الإلكتروني»
  • منة هيكل: جناح توت عنخ آمون تجربة فريدة تحاكي رحلة الملك إلى الأبدية
  • عوض تاج الدين: المبادرات الرئاسية حافظت على صحة أولادنا في المدارس
  • من مسقط إلى العالم... شيراتون عُمان يأخذ ضيوفه في رحلة نكهات لا تنتهي
  • ​من "عمر مكرم" إلى المطار.. أسيوط تدعم الركاب بأتوبيس مكيف مجاني في رحلة القاهرة الجديدة
  • هاني حسن الأسمر: الغناء عندي أهم من التمثيل.. والانتقادات كانت قاسية بالبداية