50 مليار دولار لإعادة تأهيل البنية التحتية..و 200 مليون فدان صالحة للزراعة
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
أكد الفريق عبد الرحمن عبد الحميد إبراهيم، والي الولاية الشمالية بالسودان، أن بلاده تقف اليوم "كمشاركين في كتابة فصل جديد من ملحمة السودان"، مشددا على أن المرحلة الحالية هي مرحلة "أفعال لا وعود، ومشروعات تقام لا خطابات تقال".
جاء ذلك خلال الورشة التحضيرية للملتقى المصرى السودانى الثانى، حيث وجه الوالي رسائل قوية حول رؤية الإعمار، مُطالباً بتحويل التركيز من الإعمار الإسمنتي إلى "الإعمار الإنساني" الذي يضع الإنسان السوداني في القلب، قبل وضع الحجر في الأساس.
وشدد على أن الهدف هو إعادة إعمار "الروح السودانية ذاتها"، التي صقلتها الحرب ولم تكسرها، مُشبهاً إياها بالذهب الذي تصقله النار.
وكشف عبد الرحمن عن أرقام اقتصادية صادمة، مشيرا إلى أن الإحصاءات تفيد بأن السودان يحتاج إلى ما لا يقل عن 50 مليار دولار لإعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية، من الكهرباء والمياه إلى التعليم والصحة لكنه أردف فوراً بأن "المال وحده لا يصنع المعجزة"، بل المعجزة يصنعها "الإنسان السوداني، حين يؤمن أن النهضة تبدأ من فأسه، ومن فكرِه، ومن إصراره".
وتساءل الوالي بمرارة: "فلماذا نظل فقراء ونحن أغنياء؟" في إشارة إلى أن السودان يملك أكثر من 200 مليون فدان صالحة للزراعة (المُستغل منها أقل من 20%)، وأكبر مخزون مائي جوفي في إفريقيا، وموارد من الذهب والبترول والثروة الحيوانية التي تكفي "لصناعة مستقبلٍ ذهبي حرفيًا".
وأعلن الوالي السوداني عن البدء في وضع خُطط تنموية واضحة لكل ولاية بناءً على ميزتها النسبية، مُشيراً إلى تحول الولايات من "محطة انتظار" إلى "مركز إنتاج". وتضمنت الرؤية ما يلي:
1. الشمالية: التركيز على الزراعة الحديثة والطاقة الشمسية، وتفعيل ممرات الربط مع مصر لتصدير القمح والمنتجات الزراعية.
2. الشرق (بورتسودان): تطوير الموانئ والتجارة البحرية وبناء مجمعات لوجستية لجعلها مركزاً إقليمياً للتجارة بين إفريقيا وآسيا.
3. الغرب (دارفور): تحويلها من "ساحة نزاع إلى مركز إنتاج" عبر مشروعات الثروة الحيوانية والمسالخ الحديثة والصناعات الجلدية.
4. الوسط: توطين الصناعات الغذائية والدوائية بالاستفادة من الجامعات والكوادر الوطنية.
5. الجنوب: مشروعات مشتركة للطاقة والمياه، وبناء "القرى المنتجة" بدلاً من المخيمات المؤقتة.
وأكد عبد الرحمن أن الإعمار ليس مشروعاً هندسياً فقط، بل "مشروع وطني أخلاقي".
وشدد على رفض إعادة الإعمار التي تُبنى "فوق أنقاض الفساد"، داعياً إلى إنشاء "صندوق وطني لإعادة إعمار السودان" تُدار أمواله بشفافية مطلقة تحت إشراف مشترك من الدولة والمجتمع المدني والمغتربين. كما أكد أن الإعمار يجب أن يتم بشراكة حقيقية بين رأس المال الوطني والأجنبي، وليس عبر الشركات الأجنبية وحدها.
في ختام كلمته، أكد الوالي على أهمية الدور الإقليمي للسودان كـ"قلب القارة"، مُسلطاً الضوء على علاقة الأخوة والمصير المشترك مع مصر. ووجه دعوة مباشرة للقاهرة، قائلاً: "مصر — أختنا الكبرى وشقيقتنا بالنيل والدم والمصير — هي السند الذي لا يُخذل نريدها معنا لا بمالها فقط، بل بروحها وعقلها وخبرتها، لتشاركنا إعادة الإعمار كما شاركتنا من قبل بناء التاريخ"، داعياً إلى صياغة مستقبل وادي النيل معاً، ليعود "النيل شريان حياة لا يفصل بيننا، بل يوصلنا إلى الغد الذي نحلم به سويا".
ودعا الوالي أهل السودان إلى وضع الخلافات جانباً، وبناء "السودان الجديد بالعقل قبل العاطفة، وبالصدق قبل الشعارات"، مختتما: "هذا السودان الذي حسبوه ساحة للفوضى، صار اليوم ورشة للبناء".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الولاية الشمالية بالسودان الإحصاءات الإنسان السوداني
إقرأ أيضاً:
الشركة المصرية السودانية: مصر "العمود الفقري" لإعمار السودان
أكد محمد حسن ممثل الشركة المصرية السودانية للتنمية والاستثمارات المتعددة، ممثلة في كلمتها بافتتاح أعمال الورشة التحضيرية الثانية للملتقى المصري السوداني الثاني، أن الحديث عن إعادة إعمار السودان هو "قضية قومية وإنسانية واستراتيجية في آن واحد".
ودعا ممثل الشركة إلى تبني رؤية تقوم على "التكامل لا التنافس، وعلى الشراكة لا التبعية، وعلى التنمية المشتركة لا المساعدات العابرة" لبناء مستقبل عربي وإفريقي جديد.
تهدف الورشة، بحسب ممثل الشركة، إلى وضع "خارطة طريق تنفيذية لإعادة الإعمار"، تقوم على شراكات متكاملة بين الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات التمويلية في البلدين.
وأشار إلى أن الإعمار لا يبدأ بالمعدات فقط، بل "يبدأ بالرؤية" والتكامل بين الموارد السودانية والإمكانات المصرية في مجالات التخطيط والإدارة، والتمويل، والبناء، والتصنيع، والتوريد والإشراف الفني.
وتمتلك مصر منظومة قوية من الشركات والخبرات يمكن أن تشكل العمود الفقري لبرنامج الإعمار في السودان، بينما يمتلك السودان الموارد والفرص والاحتياج الحقيقي، مما يجعل مشروع الإعمار "فرصة نادرة لبناء نموذج تكامل عربي - إفريقي فريد".
شدد المتحدث على الدور الحيوي للربط اللوجستي، مؤكداً أنه "العمود الفقري للتكامل الاقتصادي"، ويحدد سرعة تنفيذ المشاريع والقدرة على التنافس إقليمياً ودولياً.
وفي حين أشار إلى خطوات مهمة قطعتها الدولتان في تطوير الطرق البرية بين أرقين ووادي حلفا وقسطل وأبو سمبل، وتحديث الموانئ البحرية في بورتسودان وسفاجا والعين السخنة، وبدء الدراسات لربط السكك الحديدية والنقل النهري، أكد أن المطلوب حالياً هو تحويل هذه البنية التحتية إلى "منظومة تشغيل متكاملة" تربط الموانئ بالمصانع والمزارع بالأسواق.
وأكد أن مواجهة الضغوط الاقتصادية والمناخية والغذائية تتطلب تكاملاً حقيقياً في الإنتاج والتجارة والبنية التحتية وسلاسل الإمداد. وفي هذا الإطار، يجب أن يتحمل القطاع الخاص مسؤوليته "كشريك في التنمية، لا كمستفيد منها فقط"، مؤكدة أن المستثمر هو المحرك الأول لعجلة الاقتصاد.
و اختتمت الشركة كلمتها بدعوة مفتوحة لرجال الأعمال المصريين والسودانيين والعرب للمشاركة في بناء "هذا الجسر الجديد من التعاون".
وأوضحت أن الهدف ليس فقط إعادة إعمار السودان، بل "إعادة إعمار الثقة العربية - الإفريقية في قدرتنا على البناء الذاتي"، ورسم نموذج جديد من التعاون يقوم على الاحترام والمصالح المتبادلة.
وأكدت الشركة المصرية السودانية أنها تمد أيديها لكافة الشركاء في الحكومتين والقطاعين العام والخاص والهيئات التمويلية، لبناء نموذج يحتذى به في التكامل العربي الإفريقي الحديث، مشيرة إلى أن العلاقة بين مصر والسودان "لا تُقاس بالكيلومترات، بل بعمق التاريخ ووحدة المصير"