تراجع أجور النساء مع عودة العمل المكتبي في أميركا
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
تشير بيانات حديثة نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن الفجوة في الأجور بين النساء والرجال في الولايات المتحدة اتسعت لتصل إلى 81 سنتا مقابل كل دولار يحصل عليه الرجال، وهو أوسع فارق منذ عام 2016.
ويربط خبراء الاقتصاد هذا التراجع بالعودة إلى العمل من المكاتب بعد سنوات من العمل الهجين خلال جائحة كورونا.
ووفقا لتقرير وول ستريت جورنال، فإن الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الأميركي تظهر أن النساء العاملات بدوام كامل كسبن أقل من نظرائهن الرجال، في حين أظهرت بيانات وزارة العمل أن نمو الأجور الأسبوعية للرجال في 2025 تفوّق على النساء.
وترى الصحيفة أن الجهود التي تبذلها الشركات لإعادة الموظفين إلى مكاتبهم دفعت كثيرا من النساء إلى رفض الترقيات أو ترك وظائفهن أو قبول رواتب أقل مقابل المرونة.
وقالت الخبيرة الاقتصادية في جامعة كورنيل، فرانسـين بلاو، إن المشكلة "تعود إلى الأعراف الاجتماعية التي تضع مسؤوليات المنزل ورعاية الأطفال على النساء بشكل غير متناسب".
ومن بين الأمثلة، روت جين فاربل، وهي محاسبة في سانت لويس، أنها استقالت من وظيفتها الحكومية بعد إنهاء خيار العمل الجزئي عن بُعد عقب ولادة طفلها الثاني. وقالت: "كنت أبكي في طريقي إلى العمل، لأنني كنت مرهقة تماما".
وأضافت أنها قبلت وظيفة جديدة عن بُعد بالكامل لكنها خسرت 25% من راتبها مقابل الحفاظ على وقتها مع أطفالها.
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن نسبة النساء بين سن 25 و54 عاما اللاتي يعملن أو يبحثن عن عمل تراجعت هذا العام، بينما ارتفعت النسبة لدى الرجال.
كما وجدت دراسة لشركة "كيه بي إم جي" أن مشاركة النساء الحاصلات على شهادة جامعية ولديهن طفل دون الخامسة انخفضت بمقدار 2.3 نقطة مئوية منذ بداية 2023.
إعلانوفي المقابل، ارتفعت المشاركة بين النساء بلا أطفال وبلا شهادات جامعية بنحو نقطة مئوية واحدة، وتضيف الصحيفة أن هذا الاتجاه يعكس ضعف التوظيف، وارتفاع تكاليف رعاية الأطفال، وصعوبة التوفيق بين العمل والأسرة.
تجارب شخصية تسلّط الضوء على المشكلةوتقول غابرييلا روميو، وهي إدارية جامعية في ميامي، إن العمل الهجين بعد الجائحة منحها شعورا بأنها "تملك قوى خارقة لتفعل كل شيء"، لكن مع قرار العودة الكاملة إلى المكتب في أغسطس/آب، اضطرت لدفع تكاليف رعاية إضافية وقضاء ساعات أطول في التنقل.
أما كريستينا هيرمينيانو، وهي عاملة تقنية في تورنتو تتعامل مع عملاء أميركيين، فذكرت أنها رفضت وظيفتين بأجر أعلى لأنهما تتطلبان حضورا مكتبيا أكبر، واختارت وظيفة أقل دخلا، لكنها عن بُعد بالكامل. وقالت: "أحتاج إلى توازن بين التزاماتي الأسرية وعملي، لكنني أشعر بأن مساري المهني متوقف".
وخلصت دراسة أجراها باحثون من جامعة بيتسبرغ -نقلتها وول ستريت جورنال- إلى أن النساء أكثر عرضة بـ3 مرات من الرجال لترك وظائفهن في شركات التقنية والتمويل عند فرض العودة إلى المكاتب.
وعلّق الباحث مارك ما، قائلا: "النساء يضحّين بفرص التقدم المهني مقابل المرونة، وهذا ما يفسر فجوة الأجور الحالية".
وبعد 4 عقود من التقدم المستمر في تضييق الفجوة بين الجنسين، تشير الصحيفة إلى أن المسار انقلب للمرة الأولى منذ 20 عاما، مع تراجع النسبة من 84 سنتا في 2022 إلى أقل من 83 سنتا في 2023، قبل أن تتعمق الفجوة العام الحالي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات وول ستریت جورنال إلى أن
إقرأ أيضاً:
استشارية تربوية: بعض الرجال يرفضون انفتاح المرأة لضعف شخصيتهم
قالت الدكتورة إسراء سمير، استشارية التربية والعلاقات الأسرية، إن بعض الرجال يرفضون انفتاح المرأة ليس بدافع الغيرة على القيم أو الخوف من الانحراف الأخلاقي، وإنما نتيجة ضعف شخصيتهم وعدم قدرتهم على تقبّل نموذج المرأة القوية والواعية.
وأضافت خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الرجل الواثق من نفسه لا يرى في انفتاح زوجته أو شريكته تهديدًا لرجولته، بل يعتبره دليل نضج ووعي ومسؤولية، مشيرة إلى أن الانفتاح الحقيقي لا يعني كسر التقاليد أو تجاوز القيم، بل هو تفاعل إيجابي وعقلاني مع متغيرات العصر.
وأكدت أن المرأة المنفتحة الواعية تساهم في بناء أسرة متوازنة ومجتمع متحضر، لأنها تمارس حريتها في إطار من الاحترام والأخلاق، قائلة: “الحرية ليست تمردًا على القيم، وإنما وعي بكيفية استخدامها بما يخدم الإنسان والأسرة والوطن”.
اقرأ المزيد..