أمين البحوث الإسلامية يشارك بتكريم مبادرة: «إسناد السودانيين في الحروب والكوارث»
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد الجندي نيابةً عن الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في فعاليات تكريم مبادرة "إسناد السودانيين في الحروب والكوارث"، التي أقيمت بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية، وسفير دولة السودان بالقاهرة، والدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق، وعدد من الشخصيات العامة والدبلوماسية.
وأكد الدكتور محمد الجندي في كلمته أن مشاركة الأزهر الشريف في هذه المبادرة تأتي تجسيدًا لرسالة الأزهر الإنسانية، التي تتجاوز حدود الأوطان لتدعم قيم التكافل والتراحم بين الشعوب، انطلاقًا من مسؤولية دينية وأخلاقية تجاه معاناة الإنسان في أي مكان.
وأوضح أن فضيلة الإمام الأكبر يولي اهتمامًا كبيرًا بكل المبادرات التي تُعزز التضامن العربي والإسلامي، وتُسهم في التخفيف من آثار الأزمات والكوارث الإنسانية، مؤكدًا أن الأزهر ومؤسساته وفي مقدمتها مجمع البحوث الإسلامية مستمرون في أداء دورهم الإنساني والدعوي في دعم المتضررين وإغاثة المحتاجين.
وشهدت الفعالية تكريم عدد من الجهات الداعمة للمبادرة تقديرًا لجهودهم في مساندة الشعب السوداني خلال فترات الأزمات، كما تم استعراض أبرز أنشطة المبادرة ومشروعاتها الميدانية في مجالات الإغاثة والرعاية الاجتماعية.
أمين البحوث الإسلامية: السلام في الرسالات السماوية منطلق فطري وغاية إنسانيةوعلى صعيد اخر، أكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد الجندي خلال خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالجامع الأزهر، بعنوان: «السلام ضرورة وجودية»، أن السلام سنة كونية من شذَّ عنها شذَّ عن الحياة، مشيرًا إلى أن الحرب دمار وخراب لا بناء وعمار، متسائلًا: «ماذا أثمرت الحروب غير الدمار والتشريد وانتهاك الحرمات والتجويع؟».
وقال: «فيا أيها الكون، أما آن لك أن تعود إلى فطرتك الأولى حيث السلام؟ فالحياة من غير سلام تشبه حياة الغابة، وحوشٌ منطحِنة ووعولٌ متصارعة»، مؤكدًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خلَّص الكون كله من عناء الحروب، ورسّخ السلام في الأرض والقلوب.
وأضاف الأمين العام أن السلام منطلق مركزي في كل الرسالات السماوية، وأنه قيمة أصيلة في فطرة الإنسان وسنن الكون، فالكون يدور بانتظام من الذرّة إلى المجرّة، كما قال تعالى: (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)، محذرًا من أن أيّ اختلال في هذا النظام يؤدي إلى اضطراب في الحياة، تمامًا كما يؤدي اضطراب الصفائح التكتونية إلى الزلازل.
وأوضح أن سكون الكون وأمانه مرهون بانتظامه لا بانتقامه، فالسلام سنة كونية إذا تحقق قامت قائمته، وإذا انقشع قامت القيامة، مؤكدًا أن السلام في الإنسان والمجتمع يقوم على ثلاثة أركان: الأولى، العفو وكظم الغيظ، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيّره من الحور ما شاء»، وبموقف النبي الكريم مع أهل مكة حين قال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، والثانية، وحدة الشعور الإنساني، وهي التي تجعل الإنسان يحسّ بغيره، فينفق في سبيل الله ويشعر الغني بالجائع والصحيح بالمريض، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد»، أما الثالثة، محبة الخير للغير، مستدلًا بما رُوي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال في دعائه لها: «اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر، ما أسرت وما أعلنت، ثم قال لها: «والله إنها لدعائي لأمتي في كل صلاة».
وأشار الأمين العام إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن السلام عنده مجرد قول، بل كان منهج حياة، حتى الجماد والحيوان شعرا بأمانه، فقد سلّم عليه الحجر والشجر، كما في حديث عليٍّ رضي الله عنه: «ما استقبله جبل ولا شجر إلا قال: السلام عليك يا رسول الله»، كما رقّ قلبه لجمل اشتكى إليه الجوع والتعب فقال لصاحبه: «أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملككها الله؟ إنها شكت إليّ أنك تجيعها وتدئبها».
وأوضح فضيلته أن الإيمان الحق هو ما وقر في القلب وصدقه العمل، وأن الشعور بالآخرين هو عنوان هذا الإيمان، مستشهدًا بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها عندما ذبحت شاة فقال النبي ﷺ: «ما بقي منها؟» قالت: ما بقي منها إلا كتفها، فقال ﷺ: بقي كلها غير كتفها»، مبينًا أن النفس الإنسانية عزيزة حرّم الله الاعتداء عليها، لقوله ﷺ: «من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا».
واختتم فضيلته خطبته بالتأكيد على أن السلام هو الإطار الجامع لاستقرار الكون والبشرية، وأن من خرج عنه خرج عن فطرته، قائلًا: «ان سكون الكون كله وأمانه مرهون بانتظامه لا بانتقامه، فالسلام سنة كونية إذا تحقق قامت قائمته، وإذا انقشع قامت القيامة»
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: امين البحوث الإسلامية البحوث الإسلامية محمد الجندي الدكتور محمد الجندي إسناد السودانيين البحوث الإسلامیة الأمین العام أمین البحوث السلام فی أن السلام النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية تكرم المشاركين في مبادرة إسناد السودانيين المتأثرين بالحرب
استضافت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حفل تكريم المشاركين في مبادرة "إسناد السودانيين المتأثرين بالحرب" والتي أقيمت تحت رعاية جامعة الدول العربية وسفارة السودان بالقاهرة، تقديرا وعرفانا لعديد من الشخصيات المصرية والسودانية والعربية لما قدموه من عون وإسناد للمتأثرين بالحرب في السودان .
وشارك في الفعالية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق رئيس اللجنة العليا للمبادرة، وسفير السودان بالقاهرة والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير عماد الدين مصطفى عدوي.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمة له خلال الفعالية أن الحرب في السودان أظهرت خطورة وجود ميليشيات داخل الدولة الوطنية وهو الأمر الذي ترفضه جامعة الدول العربية، و تؤكد على أهمية الدولة الوطنية وشرعيتها في القيادة والحكومة والجيش الوطني.
وقال إن العلاقات بين مصر والسودان تمثل نموذجًا فريدًا في عمق الروابط بين الأشقاء، مشيرًا إلى أن ما يجمع البلدين يتجاوز حدود الجغرافيا إلى روابط التاريخ والمصير المشترك .
وأوضح أن كلاً من مصر والسودان يرتبطان بعدد كبير من محاور التفاهم والتنسيق، سواء في الملفات السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية، فضلًا عن التعاون المستمر في قضايا التنمية وحماية الأمن المائي، مشيرًا إلى أن نهر النيل يظل شريان الحياة الذي يوحّد إرادة الشعبين.
وأضاف أن الحضارة العربية والإسلامية تشكل الإطار الثقافي والإنساني الجامع بين البلدين، وهو ما يعزز من قدرتهما على مواجهة التحديات المشتركة، ودعم الأمن والاستقرار في محيطهما العربي والإفريقي.
من جانبه.. أشاد السفير عماد الدين مصطفى عدوي بجمهورية مصر العربية قيادة ممثلة في السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي ، وحكومة بقيادة دولة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ، ووزارة التضامن الاجتماعي بقيادة الدكتورة مايا مرسي وكافة وحداتها على التسهيلات الكبيرة التي قدمتها ولازالت تقدمها لمختلف المبادرات المجتمعية السودانية والمصرية الداعمة للوجود السوداني في مصر .
وأكد أهمية المبادرة وقدرتها على تحقيق اختراق في تعزيز التعاون بين منظمات المجتمع المدني في البلدين وتوسيع نطاق عمل المبادرة ليشمل عدد من الدول العربية التي تمر بظروف طارئة.
وأضاف: " لعل ما قامت به جمعية إسناد تجاه ابناء وبنات الشعب السوداني في الظرف الراهن يعكس التزام وفهم عميق لاهمية دور المجتمع المدني ، وقدرته على تقديم الدعم متى ما توافرت البيئة المناسبة، والحقيقة ان البيئة ظلت مناسبة ومواتية دوما بفضل الشركاء وبفضل المتطوعين من الشباب السوداني والمصري والذي جسد عمق العلاقة في انخراطه ومساعدته في دعم الفئات المنتظرة .
وتابع قائلا: " نحن في السودان نفتخر بتلك الجهود الوطنية المخلصة ونثق ان تجربة المبادرة جديرة ان تكون محل دراسة وتبادل مع المنظمات الوطنية والعربية النظيرة ، في ضوء ما تحتويه من اهمية لا سيما قدرتها على خلق شراكات ناجحة مكنتها من الترقي والإنجاز في مختلف المحاور بشكل مواز .