شاهد: نساء مخيم جنين يواجهن تداعيات الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة منذ عقود
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة تخشى مادلين صبّاغ الحامل في شهرها السابع من تواصل أعمال العنف المستمرة منذ سنوات لأجيال مقبلة بعد أن كان زوجها من بين آخر من قُتلوا.
تجلس المرأة عند نافذة تطل على مخيم جنين البالغ الاكتظاظ، وتقول إنها توقفت عن الأكل منذ مقتل زوجتها إثر إصابته في القلب في وقت سابق هذا الشهر.
وتوضح العائلة أن محمد صباغ (30 عاما) كان يقف بجانب شقيقه أمام النافذة نفسها خلال عملية دهم للقوات الإسرائيلية، عندما أصيب برصاص قناص.
وللزوجين ثلاثة أولاد، وقالت صبّاغ (24 عاما) "بالتأكيد كأم، أخشى على سلامتهم".
نوافذ مثقوبة بالرصاصأضافت "هم أطفالي وأنا والدتهم. لكن الآن أنا أمهم وأبوهم".
تعتاش العائلة من صالون تجميل كان في أوقات أفضل يستضيف حفلات أعراس، لكن النوافذ أصبحت الآن مثقوبة بالرصاص.
وقُتل مئات الفلسطينيين، من بينهم مسلحون ومارة وأطفال هذا العام خلال عمليات دهم إسرائيلية في جنين، التي طالما اعتبرت معقل الفصائل الفلسطينية المسلحة.
تصاعدت وتيرة العنف في أنحاء الضفة الغربية إثر هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر على الدولة العبرية وما أعقبه من حملة عسكرية إسرائيلية ضد الحركة الفلسطينية. وعائلة صبّاغ واحدة من العديد من العائلات التي قتل أقارب لها، غالبيتهم من الرجال، في جولات عنف سابقة.
وتتحمل نساء تلك العائلات التداعيات طوال حياتهن، ويتردد صدى ذلك عبر الأجيال.
وتقول إيمان صبّاغ والدة محمد "هذه ليست حياة، من استشهدوا هم المحظوظون والمباركون".
دوي صفارات الإنذاركان مخيم جنين مركز الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، والمعروفة بالانتفاضة الثانية، في مطلع الألفية الثانية.
في 2002 حاصر الجيش الإسرائيلي المخيم لأكثر من شهر وسط قتال شرس، سوّيت فيه مئات المنازل بالأرض فيما قتل 52 فلسطينيا و23 جنديا إسرائيليا.
وتغطي صور شبان فلسطينيين قتلوا في معارك ضد القوات الإسرائيلية جدران المخيم المنخورة بالرصاص.
وبينما كان أولاد عائلة صبّاغ يلهون، لم يكترثوا لسماع رشقات نارية أطلقت في جنازة شاب يبلغ 21 عاما توفي متأثراً بجروح أصيب بها في عملية إسرائيلية مؤخرا.
وقال العديد من أهالي جنين لوكالة فرانس برس إن سنوات من أعمال العنف كان لها تداعيات كبيرة على المجتمع وخصوصا في ما يتعلق بالصحة العقلية.
وقالت مجد أبو سلامة التي تعمل لدى مركز محلي للنساء إن "معظم الأطفال لا يستطيعون النوم ليلا، وكذلك أمهاتهم لأن الأطفال يصرخون كلما دوت صفارات الإنذار".
وأضافت "عندما تسير في المخيم لا ترى إلا أطفالا".
وتابعت "الأمر يؤثر علينا لاننا نخسر المعيلين ولا يبق سوى كبار السن، فيما أبناؤهم الأصغر إما غادروا المخيم وإما استشهدوا".
سرير فارغاحتلت إسرائيل الضفة الغربية في حرب 1967، ومحادثات السلام مع القادة الفلسطينيين في حكم الميتة منذ سنوات.
وحمل بعض الفلسطينيين السلاح ضد القوات الإسرائيلية مثل الفتى يامن جرار الذي قتل في 3 تشرين الثاني/نوفمبر.
ووضعت عشرات الصور للفتى البالغ 16 عاما إلى جانب سريره الفارغ.
وقالت والدته جيهان جرار إن ابنها "طالما أراد أن يكون شهيدا، مثلما يحب آخرون السفر مثلا".
أضافت "لم يحب ما كان يحصل ... وعندما يكون أحدهم متعلقا بشدة بوطنه لا يمكن وقفه".
يحدق أحد ابنيها إلى صور شقيقه المعلقة في غرفة الجلوس، وتدمع عيناه عندما تقول والدته إنها لا تريد "شهيدا" آخر بين أبنائها.
وتصف سميحة زويد، جدة يامن جرار، تأثير الحزن والصعوبات على العائلة.
وتقول إن العائلة تواجه صعوبة في تسديد أقساط مدرسة الولدين وتحتفظ بالأموال.
وترى أن "هذا يؤدي إلى رد فعل معين ... عند عدم ارتياد المدرسة وعدم توافر أي شيء للقيام به، كيف سيكون رد فعل الشبان؟".
ما هي الفئات الخمس من الرهائن الإسرائيليين الذين اتفق عليها رؤساء المخابرات المجتمعين في قطر؟تداعيات إقتصادية عالمية في حال اتسعت الحرب الإسرائيلية على غزة شاهد: هذا ما رواه الأسرى المحررون عن معاناتهم داخل السجون الإسرائيليةوبعد أن تحدثت العائلة لفرانس برس دوت صفارات الإنذار في أنحاء جنين محذرة من اقتراب القوات الإسرائيلية.
استمر القتال لساعات وكانت تُسمع خلال الليل أصوات المعارك والانفجارات القوية وهدير الطائرات المسيّرة.
صباح اليوم التالي أقيمت جنازة ثلاثة رجال من الأهالي، وقال الجيش الإسرائيلي إن عدد القتلى الفلسطينيين خمسة.
وقالت مادلين صبّاغ لوكالة فرانس برس إنها ستشعر "دائما بالخوف".
أضافت "لا نعلم ما يخبئه المستقبل للأولاد عندما يكبرون".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد الدمار في مدينة جنين بعد اقتحامها من قبل القوات الإسرائيلية شاهد: تشييع 3 فلسطينيين قتلتهم إسرائيل في جنين مقتل طفلين على يد الجيش الإسرائيلي في جنين واجتياح ليلي آخر للمخيم الملاصق للمدينة الشرق الأوسط قتل الضفة الغربية مخيمات اللاجئين جنين - الضفة الغربية اعتداء إسرائيلالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الشرق الأوسط قتل الضفة الغربية مخيمات اللاجئين جنين الضفة الغربية اعتداء إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة حركة حماس الشرق الأوسط روسيا أسرى طوفان الأقصى الأمم المتحدة أوكرانيا اليابان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة حركة حماس الشرق الأوسط روسيا القوات الإسرائیلیة الضفة الغربیة یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
خارج من فيلم.. شاهد أول موتوسيكل طائر وموعد إطلاقه
يشهد عالم التنقل الشخصي ثورة جديدة مع دراجة Volonaut Airbike الهوائية، التي تبدو وكأنها قادمة مباشرة من مشاهد أفلام «حرب النجوم».
هذا الابتكار المذهل هو من توقيع رائد الأعمال البولندي توماس باتان، المعروف بابتكار الطائرة الكهربائية Jetson One التي خطفت الأنظار عام 2022.
أول موتوسيكل طائر بسرعات خياليةتستطيع الدراجة الطائرة الجديدة الوصول إلى سرعة 200 كلم/ساعة، بفضل نظام دفع يعتمد على قوة قريبة من المحركات النفاثة، مع إبقاء التفاصيل الفنية الدقيقة طي الكتمان حتى الآن.
ويقول باتان إن نظام التثبيت المعزز بكمبيوتر طيران يوفر تجربة قيادة تلقائية وسهلة التحكم، ما يجعلها أقرب إلى «التحليق» منها إلى القيادة التقليدية.
تعتمد الدراجة في بنائها على ألياف الكربون وتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، مما يمنحها وزنًا فارغًا مذهلًا لا يتجاوز 39 كجم، أي ما يقارب سبع مرات أخف من الدراجة النارية التقليدية.
وتوفر الدراجة رؤية بزاوية 360 درجة، بفضل تصميمها الخالي من السقف والشاشات، ما يمنح الراكب إحساسًا بحرية لا مثيل لها.
نشرت شركة فولونوت ثلاثة مقاطع فيديو تكشف عن قدرات الدراجة، بينها مقطع يظهر راكبًا يرتدي زي جندي عاصفة الشهير من «حرب النجوم»، ما يزيد من جاذبيتها لدى عشاق الخيال العلمي.
موعد انطلاق الدراجة الطائرةحتى الآن، لم تُعلن الشركة عن تفاصيل السعر أو موعد الإطلاق الرسمي، لكن باتان أكد لمجلة Robb Report أن طرح الدراجة في الأسواق «مرجح جدًا» قريبًا، مع وعد بالكشف عن مزيد من التفاصيل قريبًا.
باختصار، يبدو أننا نقترب خطوة إضافية من المستقبل الذي لطالما حلمنا به… وربما من شوارع تعج بدراجات تحلق في السماء بدلًا من الالتزام بالطرق الأرضية المزدحمة.