إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

تزايدت الدعوات العالمية خلال السنوات الأخيرة للتعامل مع تأثيرات الاحترار المناخي العديدة على صحة البشر، إلى جعل هذه المسألة محور اليوم الأول في مؤتمر الأطراف بشأن المناخ (كوب28) الذي انطلق الخميس في دبي ولغاية الثالث من كانون الأول/ديسمبر.

 فالحرارة الشديدة وتلوث الهواء والانتشار المتزايد للأمراض المعدية القاتلة ليست سوى بعض الأسباب التي دفعت منظمة الصحة العالمية إلى وصف التغير المناخي بأنه أكبر تهديد صحي يواجه البشرية.

 بحسب المنظمة، يجب أن يقتصر الاحترار المناخي على هدف اتفاق باريس المتمثل بـ 1,5 درجة مئوية "لتجنب الآثار الصحية الكارثية ومنع ملايين الوفيات المرتبطة بتغير المناخ".

 

اقرأ أيضاالتمويه الأخضر، إزالة الكربون، الحياد المناخي... مفاتيح لفهم تحديات قمة المناخ "كوب28"

 

  وكانت الأمم المتحدة حذرت الأسبوع الماضي أن الالتزامات المناخية الحالية للدول في العالم أجمع تضع الكوكب على مسار احترار كارثي يصل إلى 2,9 درجة مئوية خلال هذا القرن، فيما يتجاوز إلى حد بعيد السقف الذي حدده المجتمع الدولي.

 وفي حين لن يبقى أي من البشر في منأى عن التأثر بتغيّر المناخ، يتوقع الخبراء أن معظم المعرضين للخطر سيكونون من الأطفال والنساء وكبار السن والمهاجرين والأشخاص في البلدان الأقل نموا والأقل تسبّبا بانبعاث غازات الدفيئة المسببة لللاحترار المناخي.

 

اقرأ أيضاما هي أولويات مؤسسة التمويل الدولية في مجال التغيرات الـمناخية؟

 

   وسينظم مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب 28) في دبي "يوم الصحة" الأول من نوعه على الإطلاق في مفاوضات المناخ في الثالث من كانون الأول/ديسمبر.

   الحرارة الشديدة

   يتوقع على نطاق واسع أن يكون 2023 هو العام الأكثر سخونة على الإطلاق. ومع استمرار ارتفاع حرارة الأرض، من المتوقع أن يتبع ذلك موجات حارة أكثر تواترا وشدة.

   ويعتقد أن الحرارة تسببت بأكثر من 70 ألف حالة وفاة في أوروبا في صيف 2022، حسبما أعلن باحثون هذا الأسبوع، بزيادة عن التقديرات السابقة التي كانت عند مستوى 62 ألف وفاة.

   وذكر تقرير عن مجلة "لانسيت" الطبية صدر مؤخرا أنه في العام 2022، تعرّض البشر إلى درجات حرارة قد تسبب الوفاة لمعدل 86 يوما، موضحا أن عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما ولقوا مصرعهم بسبب الحرّ ارتفع بنسبة 85% بين 1991-2000 و2013-2022.

   وبحلول عام 2050، سيتضاعف عدد الوفيات بسبب الحرارة سنويا أكثر من خمس مرات، في ظل سيناريو ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين.

   وستؤدي زيادة حالات الجفاف إلى ارتفاع مستويات الجوع. ومن المتوقّع أن يعاني نحو 520 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي بدرجة متوسطة أو حادّة بحلول منتصف القرن، بحسب ما نشرت "لانسيت".

   وفي غضون ذلك، ستستمر الظواهر الجوية المتطرفة الأخرى، مثل العواصف والفيضانات والحرائق، في تهديد صحة الناس في جميع أنحاء العالم.

   تلوث الهواء

   يتنفس ما يقرب من 99 بالمائة من سكان العالم هواء ملوثّا بمعدلات تتخطى إرشادات منظمة الصحة العالمية.

   ويتسبب تلوث الهواء الخارجي الناجم عن انبعاثات الوقود الأحفوري بوفاة أكثر من أربعة ملايين شخص كل عام، وفقا للمنظمة.

   وهو يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والسكتات الدماغية وأمراض القلب وسرطان الرئة والسكري وغيرها من المشاكل الصحية، مما يشكل تهديدا يعد مماثلا لأخطار التبغ.

  ينجم الضرر جزئيا عن جسيمات دقيقة (PM2.5) يأتي معظمها من الوقود الأحفوري. ويتنفس الناس هذه الجزيئات الصغيرة وتدخل الرئتين حيث بإمكانها بعد ذلك الانتقال إلى مجرى الدم.

   وبينما تؤدي الزيادات في تلوث الهواء، مثل الظروف التي شهدتها العاصمة الهندية نيودلهي في وقت سابق من هذا الشهر، إلى مشاكل في الجهاز التنفسي والحساسية، إلا أنه يعتقد أن التعرض طويل الأمد سيكون أكثر ضررا.

رغم ذلك، تبرز بعض الأنباء الجيدة. فقد خلص تقرير مجلة "لانسيت" إلى أن الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء بسبب الوقود الأحفوري تراجعت بنسبة 16% منذ عام 2005. ويرجح أن ذلك يعود للجهود المبذولة للحد من تأثير حرق الفحم.               

 الأمراض المعدية

 سيدفع تغير المناخ البعوض والطيور والثدييات إلى التجول خارج بيئاتها الطبيعية، ما يزيد من خطر نشرها الأمراض المعدية.

 وتشمل الأمراض المنقولة من البعوض والتي تهدد بانتشار أكبر بسبب التغير المناخي، حمى الضنك، وشيكونغونيا، وزيكا، وفيروس غرب النيل، والملاريا.

 وقد يرتفع معدّل انتقال حمى الضنك بنسبة 36%، بحسب تقرير "لانسيت"، مع ارتفاع حرارة الأرض بمقدار درجتين.

   وتترك العواصف والفيضانات خلفها مياها راكدة تشكل أرضية خصبة للبعوض، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض التي تنقلها المياه مثل الكوليرا والتيفوئيد والإسهال.

   يتخوف العلماء أيضا من إمكانية تشارك الثدييات التي تتجول في مناطق جديدة الأمراض مع بعضها البعض، ما قد يتسبب بفيروسات جديدة قد تنتقل بعد ذلك إلى البشر.

  الصحة النفسية

   يحذر علماء النفس من أن القلق بشأن حاضر الكوكب ومستقبله تسبّب أيضا بزيادة القلق والاكتئاب وحتى إجهاد ما بعد الصدمة، خاصة للأشخاص الذين يعانون بالفعل من هذه الاضطرابات.

   وفي الأشهر العشرة الأولى من 2023، بحث الأشخاص عبر الإنترنت عن مصطلح "القلق المناخي" بأكثر من 27 مرة من الفترة ذاتها عام 2017، وفقا لبيانات من مؤشرات غوغل نشرت هذا الأسبوع.

  فرانس24/أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل قمة المناخ 28 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج منظمة الصحة العالمية الأمم المتحدة مناخ قمة المناخ 28 الإمارات العربية المتحدة التغير المناخي تلوث بيئة الاحتباس الحراري وقود طاقة غابات إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة حماس النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا تلوث الهواء أکثر من

إقرأ أيضاً:

انقسام تاريخي في ألمانيا.. الحزب الاشتراكي: التطرف اليميني أكبر تهديد للديمقراطية

اتُّهم الحزب مرارًا بالبحث عن كبش فداء بدلاً من معالجة القضايا الأساسية التي تهم المواطن، مثل التضخم وأزمة السكن وغلاء المعيشة. اعلان

في تصعيد جديد ضد اليمين المتطرف، أعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) في مؤتمره الحزبي، السبت، أن "أكبر تهديد لديمقراطيتنا هو التطرف اليميني"، في إشارة مباشرة إلى حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD)، الذي يثير جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والمجتمعية بألمانيا.

وكان المكتب الاتحادي لحماية الدستور قد صنّف، في مايو الماضي، حزب AfD على أنه "يميني متطرف مؤكد"، وهو تصنيف ردّ عليه الحزب برفع دعوى قضائية أدت إلى تعليق القرار مؤقتًا.

غير أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يسعى إلى إعادة تفعيل هذا التصنيف عبر إنشاء مجموعة عمل خاصة على مستوى الولايات الاتحادية، تهدف إلى جمع أدلة ومعلومات دقيقة ضد AfD. وسيتم عرض النتائج على هيئة حماية الدستور لتقييم مدى مخالفة الحزب اليميني للدستور، تمهيدًا لطلب رسمي جديد بإعادة التصنيف وربما الدفع نحو حظره.

Relatedألمانيا: المؤبد لطبيب سوري متهم بارتكاب جرائم حرب في سورياألمانيا تعتزم زيادة عدد جنود "البوندسفير" بـ60 ألفاً لتلبية متطلبات الناتو

وقال الحزب في بيانه: "لأننا نعرف تاريخنا، ولأننا ندافع عن الحرية... إنها مهمتنا التاريخية".

وزير المالية وزعيم الحزب لارس كلينجبايل أعرب عن دعمه للخطة، كما أبدى حزب الخضر تأييده لها. في المقابل، أبدى الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) والاتحاد الاجتماعي المسيحي (CSU) تحفظات واضحة، محذرَين من أن حظر حزب سياسي قد يُفسّر على أنه محاولة لإسكات الخصوم السياسيين بدل مواجهتهم بالحجج.

انقسام جديد في الحكومة؟

الجدل حول حظر حزب AfD يثير تساؤلات عن تماسك الحكومة الفيدرالية الحالية، التي تتكوّن من ائتلاف يضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي مع آخرين. وقد عبّر المستشار الاتحادي السابق فريدريش ميرتس عن تحفظه قائلاً: "هذا يشبه إلى حد كبير القضاء على المنافسين السياسيين"، مؤكدًا رغم ذلك رفضه لأي تعاون مع حزب البديل.

من جانبه، قال ماركوس سودر، زعيم الاتحاد الاجتماعي المسيحي، إن "الحظر ليس الحل"، مضيفًا: "علينا مواجهة البديل من أجل ألمانيا... لكن ليس من خلال منعه"، داعيًا إلى حوار سياسي واضح ومباشر بدل التجنب أو الإقصاء.

يرى محللون أن هذا التوجه قد يكشف أزمة داخلية أعمق في الحزب الاشتراكي الديمقراطي نفسه، الذي يعاني من انقسامات داخلية وتراجع في الشعبية، بحسب ما أظهرته نتائج الانتخابات الأخيرة.

وقد اتُّهم الحزب مرارًا بالبحث عن كبش فداء بدلاً من معالجة القضايا الأساسية التي تهم المواطن، مثل التضخم وأزمة السكن وغلاء المعيشة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • تقرير أممي يدعو لتجريم التضليل المناخي وفرض تعويضات
  • أعربت عن قلقها من تقويض العجز لقدرة “النامية”.. المملكة تدعو لالتزام دولي بتمويل العمل المناخي
  • في مجلس حقوق الإنسان.. المملكة تدعو لالتزام دولي عادل في تمويل العمل المناخي
  • انقسام تاريخي في ألمانيا.. الحزب الاشتراكي: التطرف اليميني أكبر تهديد للديمقراطية
  • أحمد موسى: نحتفل غدًا بذكرى أعظم ثورة في تاريخ البشرية.. 30 يونيو أنقذت الوطن
  • الأعظم في تاريخ البشرية.. أحمد موسى يحتفل بذكرى 30 يونيو في حلقة خاصة| غدا
  • سقطرى على حافة الخطر.. التغير المناخي والسياحة العشوائية يهددان “جنة اليمن”
  • البيئة تترأس اجتماع لمشروع تعزيز دور مصر القيادي في ابتكار التكنولوجيا النظيفة للعمل المناخي
  • البيئة تترأس اجتماع مشروع الابتكار المناخي بدعم من اليونيدو وGCF
  • وزارة البيئة:مشروعاً مقترحاً مع البنك الدولي لمعالجة مشكلة تلوث الهواء في بغداد