فضيحة كبرى في إسرائيل.. كيف حاول نتنياهو وبن غفير إخفاءها؟
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
أخفى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن القومي الموغل في التطرف، إيتمار بن غفير، تفاصيل خطيرة من الهجوم الذي وقع في القدس، صباح الخميس، قبل أن يكشفها مقطع فيديو جرى تداوله ليل الخميس الجمعة، مما أثار تساؤلات كثيرة عن سياسة الرجلين.
وكان مهاجمان ينتميان إلى حركة حماس وصلا صباح الخميس إلى موقف حافلات عند مدخل مستوطنة راموت شمال القدس، وشرعا بإطلاق النار على المستوطنين.
وأسفرت العملية، وفق الأرقام الرسمية الإسرائيلية، عن مقتل 3 مستوطنين وإصابة 12 آخرين.
وذكرت إسرائيل أن مدنيا وجنديين إسرائيليين قتلا المهاجمين بالرصاص على الفور، ونشرت مقاطع فيديو توثق العملية.
لكن تبين أن المقاطع لا تظهر كل الحقيقة، إذ ظهر في وقت لاحق أن جنديين إسرائيليين قتلا مستوطنا يهوديا بالرصاص ولم يشفع له توسله وصراخه بأن إسرائيلي.
وكان هذا المستوطن هو الذي أطلق النار في البداية على المهاجمين الفلسطينيين.
فقط ثناء
وفي البداية، أثنى نتنياهو على قيام الجنود والمستوطن بقتل المهاجمين، وقال: "رد الفعل السريع لمقاتلين اثنين ومدني قضى على الإرهابيين وحال دون وقوع هجوم أكثر خطورة في القدس".
وفي السياق ذاته، قال بن غفير إن قرار توزيع الأسلحة على المستوطنين كان صائب.
واعتبر أن الهجوم يوضح "مدى أهمية سياسة توزيع الأسلحة، وعلى الرغم من انتقادات مختلف الجهات، سأستمر في هذه السياسة لتوزيع الأسلحة في كل مكان (...)".
وأضاف:"الأسلحة تنقذ الأرواح، نرى ذلك مرارا وتكرارا، في أي مكان يوجد فيه أسلحة، ينقذ المواطنون والشرطة والجنود الأرواح".
ولم يذكر المسؤولان أي شيء عن وقوع أخطاء فادحة في العملية.
وتظهر العملية أن تسليح المستوطنين بالأسلحة النارية لم تمنع قتلهم.
إعدام خارج القانون
يظهر تصرف الجنديين الإسرائيليين أنهما أعدما خارج القانون شخصا مصابا على الأرض، لا حول له ولا قوة.
ولم يكتف العسكريان بإصابة المهاجم وتسليمه إلى سلطات إنفاذ القانون.
وكانت هناك لحظات توسل فيه المستوطن الإسرائيلي للجنديين، وكان بوسعهما تمييز حالته، لكنهما واصلا إطلاق النار.
واستخدمت عائلة المستوطن يوفال كاسلمان (37 عاما)، كلمة "إعدام" لوصف الكيفية التي قتل فيها الجنديان ابنها، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وقالت عائلته إنه كان متجها بسيارته إلى عمله عندما لاحظ أن هناك مقاتلين فلسطينيين يطلقان النار على الجانب الآخر من الطريق.
وأضافت أنه أوقف سيارته وترجل منها، ثم باشر بإطلاق النار صوب الفلسطينيين، من سلاح ناري كان بحوزته.
واعتبرت أنه "أنقذ حياة كثيرين" في المكان.
وبعد ذلك وصل الجنديان اللذان لم يتوقفا عن إطلاق النار رغم أن المستوطن ألقى سلاحه ورفع يديه وهو على الأرض وصرخ بالعبرية "لا تطلق النار ".
وذكرت العائلة أن لا أحد حتى الآن من المسؤولين الإسرائيليين تحدث معها رسميا.
انتقادات لسياسة تسليح المستوطنين
ويضيف هجوم القدس انتقادات جديدة لسياسة تسليح المستوطنين.
تبنت إسرائيل منذ هجوم حماس سياسة تسليح المستوطنين، ولم تأبه من التحذيرات المتتالية لتسهيل الحصول على الأسلحة النارية.
وذكرت وزارة الأمن القومي الإسرائيلية، في وقت سابق، أنها تصدر 1700 رخصة حياز سلاح ناري في المعدل يوميا لمواطنيها في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة، مما أشاع وجود الأسلحة على نطاق ضخم بالدولة العبرية.
وعلى سبيل المثال، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن توزيع السلاح دون مراقبة يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في الديناميات الأسرية وزيادة في حالات العنف.
أما وزارة الخارجية الفلسطينية فرأت أن قرار تسليح المستوطنين يهدف "لإرهاب الشعب الفلسطيني"، مشيرة إلى مقتل مدنيين فلسطينيين برصاص مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية.
لكن حادثة القدس تظهر أن امتلاك المستوطنين للسلاح أنه يوفر لهم الأمن، إذ باتوا هدفا لعناصر قوات الأمن.
النيران الصديقة كثيرة
وبعدما أطلقت حركة حماس هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، والذي سمته "طوفان الأقصى"، تكررت حوادث إطلاق النار بين الإسرائيليين الذين يسمونها "نيران صديقة".
ووقعت تلك الحوادث داخل إسرائيل، حيث لاحقت قوات أمن مثلا مستوطنا قرب حدود غزة وقتلته ظنا منها إنه مقاتل فلسطيني، في حين أن هذه الحوادث تكررت على نحو أشد بين القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة بعد بدء الهجوم البري.
وقالت صحيفة "يديعوت آخرونوت" إن بعض هذه الحوادث كانت مميتة وقتل فيها جنود دون أن تعطي رقما محددا.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات حركة حماس مستوطنة راموت القدس المستوطنين إيتمار بن غفير إسرائيل نتنياهو إطلاق النار طوفان الأقصى حركة حماس أخبار فلسطين حركة حماس مستوطنة راموت القدس المستوطنين أخبار إيران تسلیح المستوطنین
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تغلق أبواب 6 مدارس تابعة للأونروا بالقدس الشرقية وتجبر التلاميذ على المغادرة
تهدد هذه الخطوة المستقبل التعليمي لحوالي 800 طالب فلسطيني في المرحلة الابتدائية والإعدادية. فرغم تعهد وزارة التعليم الإسرائيلية بنقل الطلاب الفلسطينيين إلى مدارس أخرى في القدس، يقول الآباء والمعلمون إن ذلك لم يحصل بعد، ولو حصل، فإنه سيتسبب في زيادة نسب التغيب والتسرب. اعلان
مع دخول قرار إسرائيل حيّز التنفيذ، اليوم الخميس، اقتحم الجنود 6 مدارس تابعة لوكالة "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (الأونروا) في القدس الشرقية، مطالبين بإخلائها فورًا.
قبل ذلك ببضع أيام، كان الطفل ليث الشويكة، البالغ من العمر تسع سنوات، جالسًا على أحد المقاعد الملونة في واحدة من تلك المدارس، يقول إنه يحلم بأن يصبح طبيبًا عندما يكبر، لكن حلمه يبدو أنه سيكون بعيدا المنال ، مع قرار تل أبيب الأخير.
وكانت إسرائيل قد أصدرت في 26 يناير/ كانون الثاني 2025 أوامر بإغلاق المدارس التابعة للأونروا في جميع أنحاء القدس الشرقية، بعد منع الوكالة من العمل في الأراضي الواقعة تحت سيطرة الدولة العبرية.
وأعطت الأونروا وقتها مهلة حتى 8 مايو/ أيار 2025.
وقالت إسرائيل إن مدارس الوكالة تعمل دون تراخيص، وتشجع على معاداة السامية، وهو ما تنفيه الأونروا، التي تستشهد بمراجعة أجرتها للكتب المدرسية لعام 2022-2023 أثبتت أن أقل من 4% من الصفحات في مناهجها تحتوي على "قضايا تثير القلق بالنسبة لقيم الأمم المتحدة أو توجيهاتها أو موقفها من النزاع".
وتترك هذه الحادثة المستقبل التعليمي لحوالي 800 طالب فلسطيني في المرحلة الابتدائية والإعدادية في خطر شديد. فرغم تعهد وزارة التعليم الإسرائيلية بنقل الطلاب الفلسطينيين إلى مدارس أخرى في القدس، يقول الآباء والمعلمون إن ذلك لم يحصل بعد، ولو حصل، فإنه سيتسبب في زيادة نسب التغيب والتسرب.
Relatedقتلى وجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي طال عيادة تابعة للأونروا في جباليا شمال غزةالمفوض العام للأونروا: إسرائيل تستخدم قطع المساعدات الإنسانية عن غزة كـ"سلاح"التعليم في مرمى الاستهداف: أوامر إسرائيلية بإغلاق مدارس الأونروا في القدس الشرقية واقتحام لحرم جامعيخطورة الأمربالنسبة للطلاب في مخيم شعفاط للاجئين، مثل ليث، الانتقال إلى مدرسة أخرى يعني عبور الحاجز الذي يفصل منازلهم عن بقية القدس يوميًا.
وعن ذلك، يحذر فهد قطوسه، نائب مدير مدرسة الأونروا للبنين في شعفاط، من أن بعض الطلاب ليسوا مؤهلين حتى لاستخدام المعبر، مشيرًا إلى أن حوالي 100 طالب في تلك المدارس يحملون هويات من الضفة الغربية، مما سيعقد دخولهم بسبب الحاجة إلى تصاريح خاصة.
محافظة القدس قالت إن قرار إغلاق المدارس يأتي ضمن "سياسة التهجير القسري والتطهير العرقي التي تنتهجها إسرائيل في القدس"، وأن استهداف التعليم الفلسطيني، خصوصًا في مدارس الأونروا، "ليس إلا محاولة لتزوير الوعي وتشويه الهوية الفلسطينية".
وكان لقرار الدولة العبرية أثر شديد على الطلاب والمعلمين في تلك المدارس، الذين شعروا وكأنهم ينسلخون من بيئتهم ومحيطهم، وفقًا لدعاء زربا، المعلمة التي تعمل في المدرسة منذ 21 عامًا.
إلقاء غاز مسيل للدموع على الطلابوكان لافتًا، قول مراسلي وكالة "أسوشيتد برس" إن الشرطة الإسرائيلية أطلقت، أثناء زيارتهم للمبنى، الغاز المسيل للدموع في ساحة المدرسة الأمامية بينما كان الأولاد يلعبون كرة القدم في الخارج.
ووفقًا لهم، فقد تأثر هؤلاء الأطفال جراء استنشاقهم الغاز، ما دفعهم للركض نحو المبنى وهم يسعلون ويبكون، غير أن المتحدثة باسم الشرطة، ميريت بن مايور، زعمت أن القوات كانت ترد على إلقاء الحجارة داخل المخيم، ونفت استهداف المدرسة بشكل مباشر.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة