جريدة الوطن:
2025-07-04@11:19:21 GMT

من دراسات الشورى «16ـ 16»

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

من دراسات الشورى «16ـ 16»

السادس عشر: الإضاءة الأخيرة.
أعمال المؤسَّسة الشورويَّة، من دراسات وتقارير وأوراق عمل ومذكّرات… بتناولها لشتَّى الملفات والقضايا الوطنيَّة، ومناقشات أعضائها مع الوزراء والمسؤولين والخبراء والمواطنين، وملاحظاته وتوصياته ـ أي مجلس الشورى ـ على مشروعات الخطط الخمسيَّة والميزانيَّات العامَّة السنويَّة والقوانين والاتفاقيَّات وتقارير جهاز الرقابة… وتفعيله للأدوات الَّتي يمتلكها المجلس مِثل «طلبات المناقشة والأسئلة البرلمانيَّة والإحاطة والرغبة…»، تُشكِّل في مجملها ثروة معلوماتيَّة ضخمة ومكسبًا وطنيًّا عالي القِيمة، ينبغي استثمارها والكشف عَنْها وجمعها وتصنيفها وفقًا لكُلِّ موضوع وتخصُّص، وتوثيقها في موسوعة تحمل عنوان «دراسات الشورى»، لِتكُونَ شاهدًا على إنجازاته وجهوده ومبادراته ومحتوى أعماله، وتعبيرًا عن الوفاء والتقدير وسيرة طيِّبة لمئات من الشخصيَّات البارزة الَّتي خدمت الوطن عَبْرَ فضاء الشورى، من رؤساء ونوَّابهم وأعضاء وأمناء عامِّين وموظفي أمانته العامَّة، تعرف بأفكارهم ورؤيتهم وملاحظاتهم ومحتوى نقاشاتهم في مختلف الموضوعات الَّتي تمَّ تناولها، ولأنَّها، كذلك، سوف تؤرِّخ وتوثِّق لمحطَّات مُهمَّة من مَسيرة نهضة عُمان الحديثة، ومراحل التطوُّرات والتحوُّلات الَّتي شهدتها ثقافة وتقاليد المُجتمع وأنماط حياته في جوانبها المُتعدِّدة، والبنى التحتيَّة والقِطاعات الحيويَّة كالتعليم والصحَّة والخدمات والأنشطة الاقتصاديَّة، ومَسيرة صلاحيَّات وأداء وممارسات الشورى عَبْرَ أربعة عقود.

وأخيرًا، فإنَّ جمع وتوثيق تلك الدِّراسات في موسوعة واحدة سوف تصبح مرجعًا مُهمًّا ومصدرًا معتمدًا يخدم الباحثين والمهتمِّين والمطَّلعين، وتُغني المكتبات وتُصبح معينًا لأصحاب الرسالات العلميَّة في المجالات الَّتي تحتويها… إنَّ ما أفصحت عَنْه سلسلة المقالات الـ»15»، الَّتي نشرتها هذه الجريدة الغرَّاء «الوطن» تباعًا، خلال الأشهر الماضية، بعنوان «من دراسات الشورى»، ما هي إلَّا قليل من كثير ونموذج بسيط وإضاءة سريعة لإنجازات وأعمال المجلس. ففي كتابي «صفحات من الشورى.. ذكريات ثلاثة عقود…»، تحدَّثتُ ـ على سبيل المثال ـ عن أعمال ندوة «تبسيط الإجراءات الإداريَّة في الدَّولة»، الَّتي نظَّم جلساتها مجلس الشورى، بمباركة سامية وذلك خلال الفترة من 27 مايو إلى الأوَّل من يونيو 2000، وكان من بَيْنِ أهمِّ أهدافها «إصلاح وتطوير القِطاع الإداري، وشارك في أعمالها خبراء من مؤسَّسات عربيَّة ودوليَّة إلى جانب عددٍ من مؤسَّسات الدَّولة والمسؤولين فيها بلغ عددهم مئة وعشرة، واشتقَّت المحاور الرئيسة للنَّدوة من أهدافها العامَّة، فاستقرَّت في أربعة محاور، هي: القِطاع الاقتصادي وجذب الاستثمار ـ قِطاع الخدمات والمرافق العامَّة ـ الإطاران التنظيمي والتشريعي ودَوْرهما في تبسيط الإجراءات وسرعة إنجاز المعاملات ـ وأخيرًا نماذج لتطبيقات معاصرة نجحت في تبسيط الإجراءات الإداريَّة وإنجاز المعاملات. وبلغ عددُ البحوث المقدَّمة للنَّدوة أحد عشر بحثًا وتسعة تعقيبات مكتوبة وعشر أوراق عمل غطَّت المحاور الرئيسة وشكَّلت أساسًا للمناقشات والمحاورات خلال الجلسات. ورفعت توصياتها إلى السُّلطان في مجالات التطوير الإداري الشامل ـ مراجعة وتحديث القوانين ـ تحسين نُظُم العمل وتطوير الممارسات الإداريَّة ـ توظيف التقنيَّات الحديثة لِنُظُم المعلومات واستخدامها في تبسيط الإجراءات وسرعة إنجاز المعاملات. فهل تمَّت الاستفادة من توصياتها…؟ أشكُّ في ذلك فما نراه ونعيشه من إشكاليَّات وأزمات تتعلق بهذه القضايا الوطنيَّة في الماضي والحاضر والَّتي من المتوقع أن تتواصلَ في المستقبل وفقًا للمؤشِّرات والقراءات تؤكِّد أنَّ الكثير من الجهود والأعمال والدِّراسات والتوصيات والنَّدوات تذهب ـ للأسف ـ أدراج الرياح. واستعرض الكتاب بالتفصيل عددًا من المذكّرات وأوراق العمل والتقارير والدِّراسات الَّتي أعدَّها المجلس وترتبط بتقييم وتقويم أدائه، وعرض المعيقات والتحدِّيات الَّتي تواجه ممارساته البرلمانيَّة وآليَّات معالجتها، والمطالبة بصلاحيَّات موسَّعة، وإصلاح منظومة الهيكل الإداري وتعيين رئيس لمجلس الوزراء… ومناقشتها والتعليق عَلَيْها ومراجعتها ورفع بعضها إلى سُلطان البلاد أو نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، وأخرى للتداول والنقاش والتوجيه والتقويم داخل المجلس لفائدة رئيسه وأعضائه وأمانته العامَّة في الإدارة والنقاش والتعريف بنظام عمل المجلس… وهي جهود مضمَّنة في الكتاب بالأمثلة والنماذج والقراءات. الدِّراسات والتوصيات، كذلك، تناولت ملفات وموضوعات هي من الزخم بحيث يصعب الإحاطة بها في هذه السلسلة، من بَيْنِها ـ على سبيل المثال لا الحصر: «حوادث السَّير والآثار الناجمة عَنْها والأساليب الَّتي تحدُّ مِنْها ـ تنظيم سباقات دَوْريَّة للهجن العربيَّة الأصيلة ـ إحلال قانون للإجراءات التجاريَّة محلَّ نظام نظر الدعوى وطلبات التحكيم أمام هيئة حسم المنازعات التجاريَّة ـ إنشاء الطُّرق البديلة ووسائل تمويلها ـ أضرار حفر الآبار الاستكشافيَّة بالقرب من أُمَّهات الأفلاج ـ حماية مصادر مياه الشرب من التلوُّث ـ الرعاية الاجتماعيَّة للمعوقين وتطوير الخطط وتنسيق الجهود الحكوميَّة والأهليَّة الخاصَّة بها ـ تنظيم وتوحيد القضاء على أُسُس حديثة في إطار سياسات تطوير استراتيجيَّة الدَّولة ـ فريضة الزكاة وتحديث قواعد وأساليب تطبيقها ـ الاستراتيجيَّة الوطنيَّة لحماية البيئة ـ السِّياسات الوطنيَّة للسكَّان ـ أوضاع منطقة الكثبان الرمليَّة بولاية بوشر ـ واقع ذوي الإعاقة في السَّلطنة…». لقَدْ دأب مجلس الشورى كذلك، على التذكير والتنبيه والتأكيد مرارًا وتكرارًا بالعديد من الموضوعات المُهمَّة والحيويَّة ذات العلاقة بجودة الصحَّة والتعليم وهيكلة وصلابة البنية التحتيَّة والخدمات والتوسُّع في شبكاتها والعناية بالمواهب ورعاية كُلِّ ما من شأنه تطوُّر عُمان وتنمية قِطاعاتها ومواردها المُتعدِّدة، ورفع الأجور وتحسين معيشة المواطنين وتوفير الوظائف للعُمانيِّين وإصلاح الشركات الحكوميَّة ومعالجة أوضاعها ومراجعة القوانين والتشريعات بما يواكب التوسُّع الَّذي تشهده البلاد ويُحقِّق تطلعات المواطن، والتنبيه إلى ارتفاع «رسوم التأمين على المَركبات، وتباين «فواتير تحصيل خدمة الكهرباء…» وكُلُّ تلك الجهود موثَّقة في أرشفة المجلس وملفاته ووثائقه، فهل استفادت الجهات الحكوميَّة ومسؤولوها من هذا الجهد الكبير؟ إنَّ المشكلات الَّتي تتفاقم وتتشابك، والسّخط والإحباط الَّذي يسود فضاء الإعلام الإلكتروني وما تنبَّأت به دراسات المجلس يشير إلى أنَّ الاستفادة والمراجعة لتوصيات ودراسات المجلس ومرئيَّاته كانت متواضعة، وأنَّ مُعْظم تلك الجهود حفظت فنسيت في الأدراج، وأنَّ مصطلح «الشراكة» الَّذي تُعلن عَنْه الرؤى والخطط ووسائل الإعلام الرسميَّة أقرب إلى التنظير مِنْه إلى التعاون العميق في كُلِّ ما من شأنه تحقيق الصالح العامِّ.

سعود بن علي الحارثي
Saud2002h@hotmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: تبسیط الإجراءات

إقرأ أيضاً:

السودان ومجلس الأمن الدولي: سبع جلسات في الأشهر الستة من هذا العام، ماذا هناك ؟

إذا تجاوزنا حساب الجلسات التي عقدها مجلس الأمن الدولي، بخصوص السودان، خلال العام 2024، فإننا نلاحظ أن المجلس خصص لموضوعات السودان، منذ بداية هذا العام، نحو سبع جلسات أو يزيد، إذ لم يكد يمضي شهر من الشهور الستة الماضية، إلا وتم عرض موضوع السودان على أنظار المجلس، مع ملاحظة أن المجلس خصص في مايو الماضي جلستين لموضوع السودان، الأمر الذي يثير أكثر من علامة استفهام حول المقصد النهائي الذي ترمي إليه “حاملة القلم”، حكومة المملكة المتحدة، من وراء ذلك.

آخر جلسة عقدها مجلس الأمن حول السودان كانت يوم الجمعة الماضي، وكانت من شقين، جلسة مفتوحة و أخرى مغلقة، بحث فيهما تطورات أوضاع السودان وخصص غالبية مداولاته فيها للأوضاع الإنسانية.

و تأتي جلسة الجمعة الماضية ضمن سلسلة طويلة من الجلسات العلنية و المغلقة ظل يعقدها المجلس منذ اندلاع الحرب فى السودان و بصورة مكثفة خلال هذا العام، كما أشرنا، دون الخروج بنتائج ملموسة تفضي إلى إنهاء الحرب و المعاناة الإنسانية للملايين من النازحين و المحاصرين من خلال الضغط على مليشيا الدعم السريع المتمردة و رعاتها الإقليميين، وإلزامهم بوقف تقديم الدعم العسكرى و اللوجستي للمليشيا.

ويرى مختصون في شؤون مجلس الأمن، أن السبب الرئيسي وراء عجز المجلس عن اتخاذ خطوات و قرارات أكثر حسماً تجاه المليشيا و تصنيفها كجماعة إرهابية، ومعاقبتها على عدم تنفيذ قراراته، يعود إلى للنفوذ الكبير للراعية الاقليمية للمليشيا، وعلاقاتها المتشعبة مع عدد من الدول دائمة العضوية فى المجلس، وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.

متحدثون راتبون
خلال الجلسات المتتابعة للمجلس، طوال الأشهر الستة الماضية، يتم التركيز على الجوانب الإنسانية والمعاناة التي يتعرض لها السودانيون جراء الحرب، وغالباً ما تتحدث مساعدة الأمين العام لشؤون أفريقيا في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام وإدارة عمليات السلام، مارثا أما أكيا بوبي، ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، والمبعوث الشخصي للأمين العام للامم المتحدة إلى السودان، رمضان لعمامرة، كما درج المجلس على الاستماع لمن يسميهم “ممثلي المجتمع المدني” وهم في الغالب، ناشطين، تمولهم منظمات دولية.
وفي حال كان موضوع إحدى هذه الجلسات مخصصاً للقضايا الصحية مثلاُ يخاطب الجلسات المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أو أحد مدراء منظمة أطباء بلا حدود.

ردود السودان
وما لم تكن الجلسة مغلقة – وقد حدث هذا مرة واحدة على الأقل – تحاط البعثة الدائمة للسودان في نيويورك علماً بالجلسة وأجندتها، مسبقاً، وتعد ردها الكتابي على التقارير التي تعرض أمام الأعضاء، حتى كاد السفير الحارث إدريس أن يصبح العضو رقم (16) في مجلس الأمن!!

مطالب على المنضدة
وقد ظل السودان، عبر مندوبه الدائم، يضع أمام المجلس مطالب محددة كل مرة ، يمكن إجمالها في إدانة سلوك المليشيا المتمردة واعتبارها جماعة إرهابية وحظر أنشطتها وتحركاتها، وتصنيف قادتها عناصر إرهابية و إدانة سلوك دولة الإمارات لتورطها في الانتهاكات الممنهجة والإبادة الجماعية بالسودان، والضغط عليها لوقف دعمها للمليشيا المتمردة وإلزامها بدفع تعويضات عن الخسائر التي لحقت بالسودان والسودانيين.

حاملة القلم :
مصدر دبلوماسي رفيع تحدث لـ”المحقق”، آثر حجب اسمه، قال إن مجلس الأمن عقد عدة جلسات بخصوص الحرب فى السودان معظمها بإيعاز من بريطانيا، كونها، فيما يتعلق بأوضاع السودان فإن كل المبادرات و مشروعات القرارات تصدر عنها، باعتبار أنها حاملة القلم عن السودان، وهذا وضع قد يحتاح أن يعيد السودان النظر فيه !!

جانبها التوفيق
المصدر أكد بأن بريطانيا لم توفق إطلاقاً حتى قبل الحرب، في محاولاتها لتمرير أجندة بعينها، وقد لازمها ذلك منذ أيام بعثة فولكر .

و اعتبر المصدر أن كل ذلك يأتي فى إطار محاولات ضغط من بريطانيا، التي تقف إلى جانبها كل من أمريكا و فرنسا، بهدف الإضرار بالحكومة القائمة في السودان.

و مضى المصدر قائلاً: “لحسن الحظ لم يوفقوا حتى تم طرد فولكر رغماً عن أنفهم” وأن الشئ الوحيد الذي نجحوا فيه هو التمديد لفريق الخبراء المعني بالعقوبات على دارفور حيث تم ذلك بعد أن كان، في فترة من الفترات، على وشك إلغاؤها لكن نجحوا فى الابقاء عليها.

لهذا ..فشلوا
أما فيما يلي موضوع الحرب في السودان و فرض عقوبات فلم ينجحوا فيها إطلاقاً بفضل حسن التنسيق مع كل من روسيا و الصين.

الطرفان
المصدر أشار إلى أن جلسات المجلس دائماً تركز تحديداً في حالة فرض عقوبات أن تفرض على الطرفين كما يسمونهم “طرفي القتال”، و تتم المطالبة بأن يجلسوا لطاولة المفاوضات

إلى ماذا ترمي حاملة القلم؟
مصادر دبلوماسية في نيويورك تتابع أعمال مجلس الأمن، تحدثت إلى موقع “المحقق” الإخباري، أبدت خشيتها من أن المجموعة الغربية ممثلة في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، تخطط لشكل من أشكال “التدخل الإنساني” في السودان، خاصة وأنها سبق وأن ألمحت لذلك، وحاولت أن تمهد لقرار يحدد مناطق “محايدة” داخل البلاد تكون خارج سيطرة الدولة، يؤوب إليها السودانيون لتلقي العون الإنساني، وتدار بواسطة الأمم المتحدة.

المحقق – مريم أبشر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الأمين العام لمجلس الشورى : الأمانة العامة طورت آليات عمل متكاملة لمواكبة زخم العمل التشريعي والرقابي
  • دراسات تكشف ارتفاع التعاطي بين شباب ليبيا وتحذيرات من خطره على المؤسسات
  • مجلس الشورى.. دبلوماسية برلمانية ترسخ مكانة قطر الدولية وتعزز التفاهم بين الشعوب
  • بأوامر سامية.. فض دور الانعقاد العادي الثاني من الفترة العاشرة لـ"الشورى".. 13 يوليو
  • بعد إعلان جدول الانتخابات الزمني .. واجبات ومحظورات لعضو مجلس الشيوخ
  • السودان ومجلس الأمن الدولي: سبع جلسات في الأشهر الستة من هذا العام، ماذا هناك ؟
  • مجلس الشورى.. دور تشريعي فاعل وتعزيز للمشاركة في صنع القرار
  • هيئة رئاسة مجلس الشورى تستعرض تقرير اللجنة المجتمعية
  • بناء على الأوامر السّامية.. 13 يوليو الجاري فضّ دور الانعقاد العادي الثاني من الفترة الـ 10 لمجلس الشورى
  • بناء على الأوامر السامية.. الشورى يفض دور انعقاده الثاني 13 الجاري