الإعلام والخطط الاقتصادية
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
خلفان الطوقي
أحد ركائز أي مشروع أو مبادرة حكومية هو إعلام الفئة المستهدفة؛ فلا يمكن إهمال الجانب الإعلامي، والسبب أن هذا الجانب جوهري وجوهري جدا، وربما في أحيان كثيرة تصل أهميته لما هو أكبر من بعض الجوانب الأخرى. ورغم الجهود الإعلامية الوطنية التي تقوم بها بعض الجهات الحكومية في توصيل رسائلها للجمهور، إلا أن كثيرًا من المستهدف إيصال الرسالة الإعلامية لهم، لا يعملون بها، بل ولا يعلمون عن المشاريع والمبادرات القائمة الموجودة حاليا، لذلك تجد عددا منهم في حالة عدم رضا مستمر.
ليس من المناسب في الوقت الحالي لوم الجهة الحكومية أو المتلقي على سبب عدم معرفة البعض عن المشاريع والمبادرات الحكومية القائمة أو المستقبلية، لأن الملامة لن تؤدي لأي نتيجة ملموسة، وهدف مثل هذه المقالات اقتراح ما يمكن اقتراحه للتحسين والتطوير والمساهمة في تقديم الحلول.
ومن هذا المنطلق، ولتقليل الفجوة بين ما هو مخطط إعلامه للفئة المستهدفة وما هو حاصل على أرض الواقع، ولتكثيف الجهود المركزة، يمكن اقتراح القيام بما يلي:
- الاستمرارية: بمعنى أن لا يتم الاكتفاء بالإعلام قبل وأثناء الإعلان أو تدشين المشروع، بل يمكن أن يستمر وفي أوقات متفرقة، وفق مراحل مختلفة.
- المنهجية: من خلال وضع خطط إعلامية لكل مشروع أو أي مبادرة حكومية، وتحديد الأوقات المناسبة للإعلام، وأدواته المناسبة، وتحديد كافة التفاصيل اللازمة، والتأكد من فاعلية المهنجية الموضوعة، وأخذ الدروس المناسبة بعد تقييم المنهجية المتبعة، لتقويتها في المستقبل، وتفادي كافة نقاط الضعف السابقة.
- التوثيق: بكتابة تفاصيل المشروع أو المبادرة الحكومية في ملف شامل ومفصل، يكون هذا الملف متاحا للجميع يمكن العودة إليه بسهولة وفي أي وقت؛ سواء من الجهة الحكومية نفسها أو من الباحثين الأكاديميين أو المهتمين، أو أي من أعضاء مجلسي الدولة والشورى، أو من الفئات المستهدفة من المتلقين، وبهذا يمكن تطوير المحتوى الإعلامي عند الحاجة اإيه، وهو في الوقت ذاته أحد متطلبات تطبيق مبدأ الشفافية.
- الابتكار والتجديد: فالمحتوى الإعلامي التقليدي كان مؤثرا في الماضي، لكنه يحتاج إلى إعادة صياغة تتناسب مع لغة العصر، وتحديد الأدوات التسويقية بدقة تتوافق مع سلوكيات الفئات المستهدفة، وعليه فإنه من المناسب الاستعانة بالذكاء الاصطناعي (AI) واستخدام الخوارزميات لضمان وصول الرسائل الإعلامية للأشخاص المستهدفين في الوقت المناسب.
... إنَّ الإعلام عالم ديناميكي، حاله حال كل العوالم الحديثة السريعة في تغيرها وتطورها، ولأهمية الاعلام في كل دولة، فمن الضروري الاستفادة منه بمختلف درجاته ووسائله؛ من خلال فرق عصرية مؤهلة تعمل بشكل غير تقليدي، لكي تستطيع تحقيق توجهات الدولة والخطط المرسومة للحكومة، والأهداف المنشودة لحظة بلحظة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
حقيقة العلاج بالقرآن وتحديد عددٍ للقراءة.. عالم أزهري يوضح
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن العلاج بالقرآن الكريم أمرٌ ثابت من حيث الجواز، باعتباره دعاءً وتوسلًا بكلام الله عز وجل، موضحًا أن الشفاء في حقيقته بيد الله وحده، وأن العلاج – سواء كان بالدواء أو بالقرآن – إنما هو سبب لتحصيل الشفاء وليس هو الشفاء ذاته، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى هو الشافي، وأن العبد مأمور بالأخذ بالأسباب مع تمام التوكل واليقين.
وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال لقاء تلفزيوني السبت، أن الأصل في التداوي أن يأخذ الإنسان بالأسباب المعروفة والمجربة، استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «يا عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له دواء»، مبينًا أن المسلم يتداوى بالأدوية المادية، ويجعل الدعاء ملازمًا له في كل أحواله، لأن حياة المسلم كلها دعاء، وصلاته كلها دعاء، فإذا وجد الدواء المعروف والمجرب، أخذه مع الدعاء، أما إذا كان المرض لا يُعرف له علاج، أو عجز الطب عن مداواته، ففي هذه الحال يكون اللجوء المباشر إلى القرآن وآيات الشفاء وسورة الفاتحة مشروعًا، ويأخذ الإنسان من القرآن ما شاء، ومتى شاء.
وأشار إلى أن قراءة القرآن على الماء والشرب منه، وقراءة آيات الشفاء أو الفاتحة بعددٍ معين، لم يرد فيها تحديدٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم بعدد مخصوص، لكن هذا لا يمنع الأخذ بتجارب الصالحين والعباد عبر القرون، حيث نشأت عبر أكثر من أربعة عشر قرنًا تجارب بشرية واسعة لأهل القرآن وأهل الصلاح في قضاء الحوائج والاستشفاء، فصار لديهم تجريب في آيات معينة تُقرأ بعدد معين، ونُقلت هذه التجارب لمن بعدهم، ولا حرج في الأخذ بها من باب التجربة لا من باب التعبد الملزم، مع التأكيد على أن الإنسان قد يأخذ بهذه الأسباب ولا يُشفى، كما قد يأخذ الدواء الطبي ولا يُشفى، ومع ذلك فهو مأجور، لأن الشفاء ليس متعلقًا بفعل العبد وإنما بمشيئة الله.
وشدد على ضرورة التفريق بين السبب والمسبب، فقراءة القرآن، وتناول الدواء، والذهاب إلى الطبيب، كلها أسباب، أما النتيجة فيخلقها الله عز وجل، فقد يخلق الشفاء مع الأخذ بالسبب، وقد لا يخلقه، وقد يخلقه حتى من غير سبب، فالأمر كله راجع إلى إرادة الله وحكمته، والعبد يتعبد لله بالأخذ بالأسباب وقلبه موقن بأن الله هو الشافي يفعل ما يشاء.
وبيّن الدكتور يسري جبر أن استمرار المرض مع الدعاء لا يعني عدم الاستجابة، فقد تكون الاستجابة على غير ما يتوقع الإنسان، مستشهدًا بقصة أحد الصالحين الواردة في «الرسالة القشيرية»، الذي كان مستجاب الدعاء للناس مع كونه مبتلى بالأمراض، حتى جاءه خاطر رحماني يُفهمه أن مرضه هو عين العافية له، وأن بقاء المرض سبب لقبول دعائه، وأن رفع البلاء عنه قد يكون سببًا لفساد حاله، موضحًا أن من عباد الله من لا يصلحه إلا المرض، ومنهم من لا يصلحه إلا الفقر، ولو عوفي أو أُغني لفسد حاله.
وأكد على أن على المسلم أن يُسلِّم أمره لله تعالى، وأن يأخذ بالأسباب المباحة والمتاحة، سواء كانت على أيدي الأطباء أو أهل القرآن والصلاح، مع اعتماد القلب الكامل على الله، واليقين بأن الله قد استجاب، ولكن استجاب كما يريد هو سبحانه لا كما يتصور العبد، والله تعالى أعلم.