أزمة الكهرباء.. «هنا عز النهار»
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
أصبحت أزمة انقطاع الكهرباء يوميًا لمدة ساعتين مأساة تعيشها كل أسرة فى مصر، خاصة فى المحافظات وتحديدًا فى بعض القرى التى يتم فيها قطع الكهرباء بين الحين والآخر لإجراء الصيانة لقرابة الساعتين أيضا، بالإضافة لفترة الانقطاع اليومية، دون مراعاة لأحوال ومصالح العباد، وفى تجاهل من القائمين على الأمر.
والحقيقة أنه لا يليق بمصر المحروسة فى القرن الحادى والعشرين أن تبقى أزمة انقطاع الكهرباء يوميًا طوال هذه الفترة، خاصة فى ظل بعض الأزمات الأخرى التى تتعلق بمواد الغذاء والسوق السوداء لها، الأمر الذى يزيد من الأعباء على كاهل المواطن.
ونتحدث هنا بمناسبة مواعيد انقطاع الكهرباء التى تأتى بعد الخامسة مساءً فى بعض القرى، فى الوقت الذى يتم فيه تحديد مواعيد أخرى قبل الخامسة مساء للبعض الآخر دون أسباب واضحة ومقنعة، لنجد المعاناة فى أبهى صورها، ومن ثم العيش ومواصلة العمل والمذاكرة للطلاب فى ظلام الليل وعلى الشموع وكشاف الموبايل وهى أجواء تليق بدول ليست فى حجم مصر وشعبها.
والأمر الآخر الآن هو حتمية مواجهة الأزمة الحالية، ومعرفة الجدوى التى عادت على الدولة المصرية من هذه الخطوة، خاصة فى فصل الشتاء، وفى هذه الأيام والشهور المقبلة التى تشهد إجراء الامتحانات فى الجامعات، وكذلك الثانوية العامة التى تحدد مصير ومستقبل الطلاب.
والحقيقة أننا الآن بصدد أسئلة مشروعة عن موعد انتهاء الأزمة الحالية، خاصة أن التصريحات التى خرجت فى هذا الصدد من قبل لم تنفذ، إلى جانب حق الشعب المصرى فى معرفة كل ما يتعلق بالأزمة وأسبابها الحقيقية، وتأثير فترات الانقطاع على مستوى الجمهورية فى إيرادات شركة الكهرباء، لأن فترات الانقطاع بالتأكيد كانت تستهلك كميات كهرباء كبيرة ومن ثم دفع المواطن لتكلفتها.
على الجانب الآخر لابد من اجتماع عاجل يدعو إليه الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، والدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى مع وزير الكهرباء ورئيس الوزراء لبحث آثار استمرار الأزمة الحالية خلال الشهور المقبلة، ومستقبل طلاب الثانوية تحديدًا، وطلاب الجامعات، إلى جانب الأمور الأخرى المتعلقة بالإنتاج وتوقف المصانع وغيرها من المنشآت المنتجة.
وإذا كانت الحكومة قد قررت خلال فترة الصيف عدم انقطاع الكهرباء فى المحافظات والمناطق السياحية ومدن الشواطئ والمصايف حتى لا تتأثر السياحة وعلاقتها بالدخل القومى وغيرها من الأمور، فما المانع الآن من صدور قرار عدم الانقطاع خلال الفترة القادمة بعد انتهاء فصل الصيف وتوفير الكهرباء المستخدمة فى مناطق المصايف، أم أنه مكتوب علينا الانقطاع فى الشتاء والصيف؟!.
ويجب على الحكومة التدخل العاجل والفورى لحل الأزمة سواء بعدم الانقطاع أو على الأقل بتحديد مواعيد الانقطاع نهارًا قبل الخامسة مساءً كى يتمكن قرابة ٣٠ مليون طالب من المذاكرة ليلًا، وهو الوقت الذى يعرفه الجميع بأنه المناسب للاستذكار والتحرك والعمل المكتبى للملايين الذين يواصلون العمل ليلًا ونهارًا لتوفير متطلبات الحياة اليومية فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
ويبقى السؤال الأهم فى هذا الشأن وهو هل يليق بمصر وشعبها أن تتضمن الآمال والأمانى عدم انقطاع الكهرباء يوميًا، فى ظل ما نراه من تقدم غير مسبوق فى بعض الدول التى لم تكن على الخريطة منذ عقود فقط؟!.
خلاصة القول إن مصر بتاريخها أكبر بكثير مما يحدث الآن فى قطاع الكهرباء، وشعبها يستحق ما هو أفضل، لأنها صاحبة التاريخ العريق والحضارة القديمة، وهى التى غنت لها كوكب الشرق أم كلثوم فى أغنية «طوف وشوف»، حينما قالت:
شوف آثار أجيال ملأوا الدنيا حضارة وابتكار.
علموا قلب الحجر يوصف معارك الانتصار.
علموه يبقى سفير الدهر ليهم بالفخار.
كان نهار الدنيا ما طلعشى وهنا عز النهار.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ازمة انقطاع الكهرباء الشعب المصرى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني انقطاع الکهرباء
إقرأ أيضاً:
كرة القدم تحت رحمة السياسة.. أمريكا تفرض حظرًا على سفر 12 دولة قبل المونديال
أزمة مشاركة إيران في كأس العالم 2026 تكشف مرة أخرى كيف تُستخدم الرياضة كساحة للصراع السياسي، وكيف يمكن لقرارات سيادية أن تهدد أكبر حدث رياضي في الكوكب ، فالقرار الأميركي بحظر السفر على مواطني 12 دولة ليس وليد اللحظة، لكنه جاء ضمن سياق سياسي متشابك يرتبط بتوترات إقليمية ودولية ممتدة.
هذه الأزمة تُعيد إلى الواجهة السؤال الأهم: هل الرياضة فعلاً بعيدة عن السياسة؟ الواقع يقول إن كرة القدم أصبحت جزءاً من القوة الناعمة للدول، وأي قرار يمس المنتخبات يُقرأ دائماً ضمن الحسابات الجيوسياسية، وهذا ما يحدث مع إيران اليوم.
تحليل الأزمة يكشف كذلك أن الولايات المتحدة قد تجد نفسها مضطرة لتقديم تنازلات حفاظاً على سمعتها أمام المجتمع الرياضي الدولي ، فاستضافة المونديال تتطلب ضمان "الحياد الكامل" في التعامل مع جميع الدول، وهو ما تراه إيران غير متحقق حالياً.
كما يبرز الدور المفترض للفيفا في إدارة الصراع، خصوصاً أنه المنظمة الوحيدة القادرة على فرض حلول ملزمة، سواء عبر ضمانات رسمية من الدولة المستضيفة أو عبر نقل بعض فعاليات البطولة خارج الأراضي الأميركية، وهو أمر حدث سابقاً في بطولات أخرى.
الأزمة أيضاً تعكس هشاشة الاتفاقات الرياضية عندما تتداخل مع السياسات الداخلية، فقرارات الهجرة الأميركية تم تمريرها بدوافع سياسية داخلية، لكنها أثّرت على ملف دولي ضخم يحضره أكثر من 200 دولة.
وفي النهاية، قد تكون أزمة إيران مجرد بداية لسلسلة أزمات مشابهة إذا لم تُوضع آليات واضحة تضمن عدم خضوع البطولات الكبرى لتقلبات السياسة. فالعالم اليوم أكثر انقساماً، وأي حدث عالمي، مهما كان رياضياً، قد يقع في مرمى التجاذبات.