فنون تراثية سورية مرتبطة بصناعة نفخ الزجاج يدوياً
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
دمشق-سانا
خرج الحرفي محمد الحلاق عن المألوف بصناعة نفخ الزجاج يدوياً وتابع خطى أجداده ووالده وطور عليها بصناعة قطع زجاجية تراثية بألوان وأشكال متعددة في ورشته بخان الزجاج في باب شرقي بدمشق.
وتنوعت المشغولات وفقاً لما أوضحه الحلاق في تصريح لسانا على شكل “عناقيد العنب” و”كلوبات الحديد” وثريات “الوردات والدمعات” التي تتميز كونها مشغولة يدوياً بالكامل وبجميع مراحل تصنيعها.
ويعتمد الحلاق في حرفته على مواد أولية بسيطة “الزجاج الكسر والنحاس والحديد” ليقوم بتصميم أشكال متعددة من قطع زجاج مسطحة ومعلق بها قطع زجاجية منفوخة منها الدمعة أو الوردة ويعمل على إدخال عنصري النحاس والحديد عليها.
الرسم على الزجاج يعد نوعاً من أنواع الفنون المرتبطة بصناعة نفخ الزجاج يدوياً، ولهذا الفن صناع متمكنون من عملهم، وهو يعتمد على طلي الزهريات والأباريق وكاسات الماء بطبقة من الدهان ينفذ عليها رسوم لأزهار وورود وعروق نباتية تزيينية ترتاح إليها العين.
أصل الرسم على الزجاج بحسب كتاب “التراث الثقافي اللامادي السوري” الصادر عن وزارة الثقافة والأمانة السورية للتنمية يعود إلى نحو القرن العاشر للميلاد، فقد كانت الرسوم بسيطة تتمثل في الخيوط الزجاجية وأشكال خلايا النحل وبعض الكتابات، إلا أنه شاعت في سورية منذ العهد الروماني زخرفة الأواني الزجاجية بالخيوط والأقراص المضافة إلى سطح الإناء، وكانت تلك الخيوط إما متعرجة أو متموجة.
ويتطلب الرسم على الزجاج استخدام أدوات بسيطة كالريشة التي يستخدمها الرسام إضافة إلى الألوان، حيث اشتهرت دمشق وحلب في القرن الثالث عشر للميلاد بالزجاج الملون، فضلاً عن شهرة مصر به أيام الفاطميين، وتأثرت كل منهما بزجاج الأخرى وزخارفها نظراً للتبادل الثقافي والتجاري الكائن في تلك المرحلة.
ويعود الرسم على الزجاج بشكله الحالي في سورية بحسب الكتاب إلى نحو مئتي سنة، ويقوم الرسام بالرسم والزخرفة على القطع والأواني الزجاجية المصنوعة، ويكون أجره على الزخرفة والرسم على أساس ساعة الإنتاج وليس القطعة، وذلك حتى تأخذ القطعة حقها من الرسم والزخرفة مهما كان حجمها.
هذه الحرفة يتقنها أيضاً الحلاق إلى جانب النفخ على الزجاج وتشكيل القطع التراثية، حيث يعمل بحسب ما أوضح برسم الزخارف النباتية الدمشقية على الزجاج بدهان يقوم بتركيبه بنفسه من بودرة ناعمة باللونين الذهبي والفضي بشكل أساسي وعدة ألوان يخلطها بمواد ومثبتات.
وأشار الحلاق إلى أنه يستخدم الزجاج الذي تم الرسم عليه في تزيين البيوت وغرف الضيوف ولا سيما الرسمات التي تختص بها مدينة دمشق، مبيناً انه يرتبط فن الرسم على الزجاج بذوق ومهارة الرسام، إضافة إلى دقته في تنفيذ الرسومات المختلفة على الزجاج، كما يعتمد من جهة أخرى على نعومة وإتقان صنع الزجاج المُعد للرسم، ويعكس هذا الفن من خلال الرسومات الثقافة السورية في فترات زمنية مختلفة.
وعن ألوان الزجاج الذي تشتهر به دمشق بين الحلاق أن الألوان الأساسية هي الأزرق والفيروزي والبني ومنها يتدرج بقية الألوان، موضحاً أن هذه المهنة جهد فيها والده بالتجريب المستمر للخروج بقطع في غاية الجمال للوصول إلى الشكل الأمثل وتشارك معه بالرأي الحرفيان راغب الأسود ومعن أورفلي، ولافتاً إلى وجود العديد من المشغولات النادرة لوالده موجودة حالياً في قصر العظم بدمشق.
وأشار الحلاق إلى وجود العديد من الصعوبات التي تهدد استمرار الحرفة، أبرزها عدم تمكنه من تأمين مادة المازوت الضرورية في عملية صهر ونفخ الزجاج، ما يترتب عنه ارتفاع أسعار المنتجات إضافة إلى ندرة العاملين بها وقلة الراغبين بتعلمها وصعوبات في تصريف المنتجات.
ولفت الحلاق إلى أنه يقوم بعرض مشغولاته التراثية من خلال مشاركته بالمعارض كخان أسعد باشا ومحطة الحجاز ومكتب عنبر وبعض المراكز الثقافية ومعرض دمشق الدولي.
وأوضح أنه يسعى للحفاظ عليها من خلال تعليم ابنه ما تعلمه من أجداده والتي يحتاج إتقانها عدة سنوات من الصبر والحب، مشيراً إلى استعداده لتعليمها للشباب والشابات الراغبين باتقانها بعد أن كان تعلمها سابقاً مقتصراً على الذكور ومن العائلة نفسها التي حملت نفس اسم الحرفة.
وأعرب الحلاق عن سعادته لتسجيل عنصر نفخ الزجاج يدوياً على قائمة الصون العاجل في اليونيسكو يوم أمس، مؤكداً أن هذه الحرفة تعد مصدر رزق للعديد من العائلات التي تتقن العمل فيها إضافة لكونها هوية ثقافية سورية يتوجب الحفاظ عليها.
سيدات في بداية خطوات تعلم النفخ على الزجاج…
وبعد أن كان تعلم الحرفة حكراً على الرجال تخوض اليوم غمار تعلمها السيدة باسمة درويش التي عبرت عن حبها للحرفة التي بدأت بتعلمها هي وابنتها منذ عدة أشهر، حيث تعمل على فحص جودة القطع الزجاجية المنفوخة وقياسها وترتيبها بأشكال عديدة “عناقيد وشكل عنكبوت”.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الحلاق إلى
إقرأ أيضاً:
سورية إلى أين!
الوضع في سورية في مفترق طرق..! تعيش حقبة مختلفة تماما عما عاشته من قبل منذ عهد حافظ الأسد حتى سقوط المدعو بشار على أيدى ما تبقى من شعب جريح مناضل من أجل الحياة والحرية.
شعب عاش ألم التدمير من الداخل طوال سنوات الظلم والاستبداد والسجن والتعذيب والاغتيالات .
أما الآن فما زالت هناك مخاطر
من الداخل والخارج خاصة من
الكيان الصهيوني الذي دمر ما تبقى من سلاح الجيش السوري تحت مسميات وألاعيب كاذبة .!
أما عن الداخل مازالت هناك صراعات وانقسامات بين ملل وطوائف، تحالفات وتناقضات وتشابكات في المعادلة السورية داخليا مع عدم استقرار لهذا الوضع حتي الان لكي تتفرغ الحكومة لمهامها وتبصر أهدافها.
علينا أن نعترف بأن سورية في
أزمة كبيرة!
أزمة اقتصادية، أمنية، اجتماعية، حدودية في تهريب مع دول الجوار. أزمة حدودية مع الكيان الإسرائيلي.
يكفينا القول بأن قرابة ثلث الشعب السوري خارج وطنه مشرد في بقاع الأرض، وأن أكثر من ثلث الشعب السوري يحتاج الدعم من أجل حياة كريمة .
ولدينا آلاف المشردين في الداخل السوري بلا مأوى من جراء حروب ودمار حرب استمرت سنوات طويلة منذ عام 2011 حتي سقوط بشار الأسد.
ولست أدري مثل الكثيرين غيري
هل أجندة الشرع من موضوعات
محل نقاش مع ترامب وإدارته
في زيارته الأخيرة لأمريكا كل
ما فيها ينقل الواقع المرير
في سورية؛ ومناقشة هذا الوضع وحاضر ومستقبل سورية
بلاد العروبة والإسلام؟
وهل تم مناقشة ما تضمنته هذه
الأجندة قبل ذهابه إلى واشنطن، السوريون فيما بينهم قبل طرحها على سيد البيت الأبيض؟
خاصة وأنه تم الاتفاق على شرعنة الوجود الأمريكي على أرض سورية بإقامة قاعدة عسكرية أمريكية وضخ استثمارات ورفع الحظر والتبادل التجاري وفتح آفاق
للتعاون في مجالات عديدة .
وهل بذلك هي خطوة البداية
لشرق أوسط جديد يعتمد على
الوجود الأمريكي في الخليج
وسورية والعراق والكيان الصهيوني.
وهذا بطبيعة الحال يخدم الجوانب الأمريكية والإسرائيلية في آن واحد..
وفي ظل هذا الوضع حان وقت التخلص من أذرع إيران في المنطقة وهي حزب الله وحماس والحوثيون
في اليمن؟.
وسؤال آخر:
ماذا حصد المواطن السوري
من وجود قواعد أمريكية وروسية وتركية؟
ما مغزى وجود هذه القواعد
رغم عدم حدوث أي استقرار
في سورية والتخلص من فلول
النظام السابق واغتيالات من هنا
وهناك.
هل كان يجب مناقشة أمن الدولة أولا قبل كل شيء وأسباب عدم استقرار سورية حتى الآن؟.
لا أحد ينكر أنه يجب تطهير
سورية من كل خفافيش الظلام
معا.... قوة نتخلص بها هنا..
ضرورة توحيد الإرادة في كل عموم سوريا تحت راية العلم السوري..
فتح باب إعمار سورية حتى
يعود كل السوريين إلى بلدهم
وهنا ستظهر مواقف الدول من إعمار سورية خاصة الدول الغربية وآخرين......
من يريد الاعمار؟ ومن يرقص
على أطيافها وجثثها وانقاضها؟!.
كل ذلك ووضع تل أبيب له شأن آخر..
تريد أن تلعب على المسرح بمفردها طبعا بموافقة الوكيل الأمريكي في الشرق الأوسط..!
السؤال الذي يطرح ذاته بقوة:
أين الدول العربية من الأزمة السورية في ظل أعمال عدوانية
واستفزازية يوميا من قبل كيان
تل أبيب خاصة زيارة نتانياهو
ورفاقه لمنطقة الجنوب السوري
والتي استنكرها العالم بما فيها
أمريكا التي لوحت بالرفض.
المنطقة العربية على صفيح ساخن ويبدأ من سورية ولا يعرف أحد إلى أين يتجه.
هناك أولويات لترتيب البيت
السوري؛ منها القضاء على الإرهاب تجميع سورية الشعب
تحت راية واحدة. والسؤال الأهم: ما أهداف القواعد العسكرية الأجنبية في سورية، وماذا عن خروجها إلى بلدها؟ هل تبقى الطوائف
والمشاحنات والفرقة بين شعاب
سورية المختلفة.. فيبقي التناحر
والاقتتال والخراب لكل عموم
سورية!
الحقيقي الوضع السوري يحتاج
الكثير والكثير من دول العالم
خاصة الدول العربية والجامعة
العربية..لماذا..؟
لأننا دم واحد.. وأصل واحد ..
ولغة واحدة وتاريخ واحد
ومصير مشترك واحد
وعدونا واحد مهما افتعل
الأكاذيب والألاعيب..بمساندة
الباب العالي له!
إن الأمة العربية جاء دورها
على الصمود والتحدي قبل
أن تضيع سورية في أيدي
من لا يرحمون!
الوقت ليس في صالحنا؛
إنما لابد من وقفة، والتاريخ
معنا ليس ضدنا والشعوب المحبة للعدل والاستقرار والحياة السليمة بجانبنا حتى نصل بسورية إلى
بر الأمان والاستقرار..
عضو اتحاد الكتاب
A.mahmoud [email protected]