ما هي الأحداث الهامة المتعلقة في استهداف السفن في باب المندب والخليج؟
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
ما هي الأحداث الهامة المتعلقة في استهداف السفن في باب المندب والخليج؟
شمسان بوست / بي بي سي
لا تزال التوترات في مضيق باب المندب مستمرة، بعد استهداف جماعة أنصار الله الحوثي سفينتين تجاريتين يوم الأحد في جنوب البحر الأحمر بطائرات مسيرة بحسب ما أعلن الحوثيون والجيش الأمريكي.
وأوضح الحوثيون في بيان إن “قواتهم هاجمت سفينتين إسرائيليتين رفضتا الرسائل التحذيرية من القوات البحرية اليمنية”.
يأتي هذا الهجوم بعد نحو أسبوعين على احتجاز الجماعة لسفينة تعود ملكيتها لرجل أعمال إسرائيلي.
هذه الحوادث ليست الأولى من نوعها في باب المندب، وهو ممرّ ضيّق بين اليمن وجيبوتي في أقصى جنوب البحر الأحمر. ويعدّ أحد أكثر الممرّات البحريّة ازدحامًا في العالم، إذ يعبر خلاله ما يوازي خُمس الاستهلاك العالمي من النفط.
فما هي أبرز حوادث الاستهداف والاحتجاز في منطقة باب المندب ومحيطها؟
يوم الأحد الثالث من ديسمبر/ كانون أول الجاري أعلنت جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن أن قواتها البحرية هاجمت سفينتين إسرائيليتين هما يونيتي إكسبلورر وسفينة “نمبر 9″، بطائرة مسيرة مسلحة وصاروخ بحري، وقال متحدث باسم الجماعة إن السفينتين استهدفتا بعد أن رفضتا التحذيرات.
وأضاف المتحدث العميد يحيى سريع أن الهجمات “جاءت استجابة لمطالب الشعب اليمني ودعوات الدول الإسلامية للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع الحرب على غزة”.
من جهته أعلن الجيش الأمريكي أن المدمرة الأمريكية كارني استجابت لنداءات استغاثة من قبل السفينتين السابقتين، ورصدت صاروخًا أُطلِق من منطقة يسيطر عليها الحوثيّون في اليمن وسقط قرب سفينة “يونيتي إكسبلورر” التي ترفع علم جزر البهاما. وقد أبلغت السفينة لاحقًا عن إصابتها بأضرار طفيفة جرّاء صاروخ آخر أطلِق من منطقة يسيطر عليها الحوثيّون، كذلك، أبلغت سفينة الشحن “نمبر 9” التي ترفع علم بنما عن وقوع أضرار مادّية بسبب صاروخ أطلِق من اليمن.
وفي وقت سابق الأحد، أعلنت شركة “أمبري” للأمن البحري أنّ سفينة شحن بريطانيّة تعرّضت لقصف صاروخي أثناء عبورها البحر الأحمر. ووفقا لـ”أمبري”، فإنّ ملكيّة وإدارة السفينة التي تعرّضت للهجوم مرتبطتان بالمدعو دان ديفيد أونغار، وهو مواطن بريطاني مدرج كمقيم إسرائيلي في دليل الأعمال الرئيسي في المملكة المتحدة.
ويأتي هذا الاستهداف بعد أن أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية منع مرور السفن الإسرائيلية من البحر الأحمر في منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رداً على الحرب على غزة.
سفينة “غالاكسي ليدر“
في التاسع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أعلن الحوثيون عن استيلائهم على سفينة “غالاكسي ليدر” الإسرائيلية واقتيادها إلى الساحل اليمني، واحتجاز طاقمها، المكوّن من 25 شخصًا لا يحمل أي منهم الجنسية الإسرائيلية.
هذه العملية كانت الأولى من نوعها بعد إعلان الحوثي إغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية إثر الحرب على غزة، ولا تزال السفينة ترسو في ميناء الحُديدة في اليمن منذ نحو الأسبوعين.
وأعلن الحوثي قبل أيام أن مصير السفينة “مرتبط بخيارات المقاومة الفلسطينية وبما يخدم أهدافها في مواجهة العدوان الإسرائيلي” بحسب تغريدة للمتحدث باسم الجماعة عبر منصة إكس.
وكانت السفينة في طريقها من تركيا إلى الهند، عندما انقطع الاتصال بها جنوب غرب مدينة جدة، قبل أن تعلن جماعة الحوثي عن احتجازها، في عملية اعتبرتها إسرائيل ودول غربية بأنها تشكل تهديدًا خطيرًا على أمن الممرات البحرية والملاحة.
وترفع السفينة علم جزر باهاما وتملكها شركة بريطانية صاحبها رجل أعمال إسرائيلي.
من جهته أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً وصف فيه الحادثة “بالخطيرة جداً على المستوى العالمي”، نافياً أن تكون السفينة إسرائيلية.
سفينة روابي الإماراتية
في 3 يناير/ كانون الثاني 2022 احتجز الحوثيون في اليمن سفينة شحن ترفع علم الإمارات أثناء إبحارها قبالة سواحل البلد.
وفي تغريدة بموقع إكس، قال المتحدث باسم الحوثيين، يحي سريع، إن السفينة كانت تحمل “معدات عسكرية” و”دخلت المياه اليمنية بدون أي ترخيص” وكانت “تمارس أعمالا عدائية”، وتم إحالتها للسلطات القضائية.
من جهته أعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، أن سفينة الشحن روابي كانت تقوم بمهمة من جزيرة سقطرى إلى ميناء جازان، وتحمل على متنها معدات خاصة بمستشفى ميداني سعودي.
ومنذ تدخل التحالف في اليمن عام 2015 احتجز الحوثي العديد من السفن التي تعود ملكيتها لدول التحالف، آخرها كان احتجاز روابي، والتي أطلق سراح طاقمها بعد نحو أربعة شهور.
القاطرة البحرية رابع 3
في نوفمبر/ تشرين ثاني عام 2019 أعلنت جماعة الحوثي أنهم ضبطوا ثلاث سفن إحداها سعودية وتحمل اسم رابع 3 في جنوب البحر الأحمر، قالت الجماعة إنها دخلت إلى المياه الإقليمية دون إشعار مسبق، ودون استجابة لنداء القوات البحرية اليمنية، ما يعتبر” تحدياً واضحاً لكل القوانين الدولية البحرية وخرقاً للسيادة اليمنية” بحسب تصريح صدر عن الجماعة الحوثية.
من جهته أعلن التحالف الذي تقوده السعودية الحادث بمثابة “عملية خطف وسطو مسلح” و يمثل تهديداً حقيقياً على حرية الملاحة الدولية والتجارة العالمية، وسابقة إجرامية لأمن مضيق باب المندب”، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية حينها.
البارجة الحربية الدمام
في عام 2018، أعلن وزير النفط السعودي خالد الفالح تعليقا فوريا ومؤقتا لجميع صادرات النفط عبر مضيق باب المندب بعد هجوم شنّه الحوثيين على سفينتين محملتين بالنفط الخام. وكان التحالف الذي تقوده السعودية قد أكد أن الحوثيين استهدفوا ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر.
بينما أعلن تلفزيون المسيرة اليمنية التابعة للحوثيين أن مقاتلي حركة انصار الله الحوثية استهدفوا بارجة حربية سعودية قبالة السواحل الغربية لليمن تحمل اسم الدمام.
وأكدت شركة الشحن البحرية السعودية “بحري” أن إحدى ناقلاتها أصيبت بأضرار بسيطة دون وقوع ضحايا أو تلوث بيئي.
واستمرّ تعليق صادرات النفط لمدة أسبوعين، قبل أن يُستأنف الإبحار.
سفينة “سويفت“
في أكتوبر / تشرين الأول 2016 أعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية أن جماعة أنصار الله الحوثية استهدفت سفينة ” سويفت” المدنية، والتي كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة عدن لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن، مشيراً أنه قام بإنقاذ الركاب المدنيين.
ونقلت وكالة أنباء سبأ المدعومة من الحوثيين حينها أن قواتهم دمرت سفينة عسكرية كانت تتقدم صوب ميناء المخاء على البحر الأحمر، كانت تشارك في حرب التحالف على اليمن.
البارجة الحربية الأمريكية ‘يو إس إس ماسون’
في 2016 و بعد حادثة السفينة الإماراتية سويفت بأيام قليلة، أعلن الناطق باسم البحرية الأمريكية أن صاروخين أطلقا من مناطق يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين باتجاه سفينة حربية أمريكية كانت في المياه الدولية قبالة سواحل اليمن في حادث هو الأول من نوعه بالنسبة للبحرية الأمريكية في المنطقة منذ اندلاع الصراع مع الحوثيين وتدخل قوات التحالف العسكري.
ولم يسبق للحوثيين التعرض مباشرة لسفينة حربية أمريكية منذ اندلاع النزاع في اليمن بعد سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 وتدخل الحلف العسكري بقيادة السعودية بمواجهتهم
استهداف قوارب صيد بتهمة تسليح الحوثيين
في الفترة بين نوفمبر/ تشرين ثاني من عام 2022 وحتى آذار/مارس 2023، أعلنت كل من البحرية الأمريكية والبريطانية عن سلسلة استهدافات لقوارب وزوارق صيد كانت في طريقها من إيران إلى اليمن، متهمة إياها بأنها تحمل شحنات أسلحة لجماعة أنصار الله الحوثية التي تسيطر على أراض واسعة في اليمن وعلى رأسها العاصمة صنعاء.
وتُتهم إيران بدعم وتسليح جماعة الحوثي وبأنها تخالف قرار حظر الأسلحة الصادر عام 2015، في وقت تنفي فيه إيران علانية هذه الاتهامات.
استهداف نواقل النفط في الخليج العربي
ساهمت العقوبات الأمريكية على إيران بمنع تصدير المنتجات البترولية أو المنتجات البتروكيماوية الإيرانية، ما أدى إلى ظهور توترات ومواجهات في مياه الخليج بالقرب من بحر عُمان ومضيق هرمز.
ويرزح النفط الإيراني تحت عقوبات وعوائق أمام تصديره، إذ تصادر العديد من الدول مثل الولايات المتحدة من خلال قواتها البحرية المنتشرة في المنطقة، السفن المحملة بالنفط الإيراني، وتقوم باقتيادها وتفريغها في موانئ أجنبية، ما دفع طهران في مرات عدة إلى احتجاز ناقلات نفط تُبحر عبر مياه الخليج وترفع أعلام دول مختلفة، رداً على احتجاز تلك الدول لناقلاتها النفطية وللضغط من أجل الإفراج عنها.
وخلال العامين الماضيين أقدمت إيران على “مضايقة أو مهاجمة” 15 سفينة تجارية ترفع “أعلاماً دولية” بحسب بيان صدر عن البحرية الأمريكية في مايو/ أيار الماضي، ما تعتبره الولايات المتحدة بأنه “مضايقات غير مبررة وغير مسؤولة لحقوق الملاحة في المياه الإقليمية، وتشكل تهديداً للأمن البحري والاقتصاد العالمي”، بحسب البيان.
وأعادت واشنطن عام 2018 فرض عقوبات على طهران، ومن ضمنها تصدير النفط.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: الله الحوثیة البحر الأحمر جماعة الحوثی باب المندب من البحر فی الیمن
إقرأ أيضاً:
المعلومات هي السلاح النووي الفعلي
صحيح أنه منذ سنوات -وأغلب الظن من تاريخ حرب الخليج الأولى التي تمثل المنعرج السياسي الأم في المنطقة والعالم في القرن الحادي والعشرين- وأغلبية المحللين والخبراء وأعلام التفكير الاستراتيجي يضعون الفرضيات من دون أن ينتهوا إلى واحدة قابلة للتبني الواثق. ولكن في مقابل ذلك فإن الأحداث التي وقعت، وإن لم تمنحنا البعض من أسرارها في بداياتها إلا أنها تُمكِّننا من استخلاص الاستنتاجات الصالحة للبناء عليها وأخذ الدروس والعبر.
وللتدقيق يمكن القول إن الأحداث المتتالية منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 حتى إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقف الحرب الإسرائيلية - الإيرانية الأسرع في تاريخ الحروب على ما يبدو، يربط بينها خيط ناظم وأصابت أهدافاً عدّة مختلفة ومتشابكة فيما بينها.
الآن نرى ما لم نكن نستطيع الجزم فيه. واضح جداً أن كل شيء كان مدروساً بالنسبة إلى إسرائيل منذ أحداث «7 أكتوبر» إلى غاية هذه اللحظة. وعندما نقول إسرائيل، فإن دعم الولايات المتحدة لها ووضع هذه الأخيرة الخطة أو الموافقة على البعض منها ووضع بقية أجزائها، هي من الأمور التي أضحت مؤكَّدة بالواقع والمنطق والوقائع.
الخطابات التي رافقت أحداث الفترة المعلنة كانت تركز على هدف القضاء على حركة «حماس» وأيضاً وقف مشروع امتلاك السلاح النووي في إيران.
ليس المهم حالياً ما تحقق من هذه الأهداف وتوصيف النتائج لأنها أمور معلومة من الجميع حتى وإن اختلفت القراءات بشكل نسبي في تقييم الخسائر والأرباح بالنسبة إلى أطراف النزاع.
ما يعنينا صراحةً: ما العامل الحاسم في الأحداث الحاصلة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى اليوم؟ وأيُّ العوامل كان الأكثر حسماً في كل الأحداث التي زعزعت منطقة الشرق الأوسط وحتى العالم، إذ إن أثر هذه الأحداث على العالم سيظهر في المدى القريب والمتوسط؟
هل من الصواب تقييم النتائج في ضوء القوة العسكرية والسكوت عن القوة الأخرى التي كانت أكثر فتكاً في حرب إسرائيل على غزة و«حزب الله» ونظام بشار الأسد وصولاً إلى إيران، أُمّ المعارك الإسرائيلية والهدف الأكبر بعد إصابة الأذرع في مقتل؟
إن الاستنتاجات كثيرة بلا شك: أولها تأكيد الولايات المتحدة سيطرتها على العالم. كما أن الصين التي أجمع العالم العربي على قرب ندِّيتها للولايات المتحدة، أظهرت الأحداث أنها ليست قادمة بسرعة، وأنها في أفضل الحالات قادمة على مهل ولن تقطع تراكم تأسيسها للقوة بتحالف أو خوض حرب تعطلها عن مشروعها العالمي. بل إن روسيا حتى لم نسمع لها صوتاً، وتركت المجال للولايات المتحدة بعد تفاوض حول صفقة أخذت فيها ثمن إدارة الظهر مرحلياً. ذلك أن الولايات المتحدة تجنبت أن تكون موجودة في الحرب بشكل مباشر وجهَّزت سير الأحداث بشكل يكون فيه المستهدفون من الحرب من دون سند دولي أو حليف فاعل. كل هذه الاستنتاجات وغيرها كثير يمكن الاختلاف في شأنها بالكامل أو نسبياً، ولكن الاستنتاج الذي نزعم أنه محل إجماع حتى وإن لم يمثل مادة أساسية للكتابة والتعليق والنقاش في وسائل الإعلام فهو ما يتعلق بالعامل الحاسم الذي أثَّر عميقاً وجوهرياً في النتائج الحاصلة اليوم في منطقة الشرق الأوسط. ونقصد بذلك سلاح امتلاك المعلومات العالية الدقة والخطورة من خلال الاختراق الاستخباراتي.
يعلم الجميع أن الاستخبارات عنصر أساسي في الحروب من قديم الزمان. ولكن نحن في نوع من الحروب اليوم باتت فيها الاستخبارات أهم عنصر في الحرب. فهي السلاح النووي الحقيقي والفعال وغير المحظور دولياً.
لقد استفادت الاستخبارات من الثورة السيبرانية. وكل أرباح إسرائيل هي نتاج امتلاك المعلومات، وبالتالي فإن الجيش الإسرائيلي الفعليّ هو الموساد الذي لم يحقق نتائج كما فعل منذ أحداث 7 أكتوبر 2023 إلى اليوم.
لا نريد الخوض في الاختراق الاستخباراتي من ناحية حجم الخيانات، فذلك موضوع يصعب تناوله ولا فائدة من تناوله. أما الاختراق القائم على القوة الاتصالية والسيبرانية فهو الجدير بالنظر واستخلاص الدرس.
لنتذكر أن الاختراق المعلوماتي هو الذي أودى بحياة غالبية من جرى اغتيالهم في حركة «حماس»، وهو السبب كذلك في اغتيال قادة «حزب الله» والعديد من جماعته. بالمعلومات تمكنت إسرائيل من حصد رؤوس كثيرة في ضربات قليلة ودقيقة. بالمعلومات الدقيقة نجحت إسرائيل في ضرب رموز فشلت في ضربها منذ سنوات طويلة. لقد تجمعت معلومات كثيرة خطيرة في يد إسرائيل، الأمر الذي جعلها تخوض الحرب بثقة وبعنجهية من دون أن تأبه بالمظاهرات المندِّدة بمجازرها.
بالمعلومات أيضاً قضت إسرائيل على خوفها من إيران لأن المعلومات مكَّنتها من قياس الخطر والحد منه بالاختراقات. بالمعلومات استطاعت أن تخوض الحرب البرقية السريعة ضد إيران. فامتلاك المعلومات يعني التمكن والقدرة على الرؤية ووضع العدو تحت الضوء الكاشف.
ألسنا مدعوُّون، نحن البلدان العربية، إلى إيلاء الأمن السيبراني قيمته وإدراك سهولة الاختراق عبر تكنولوجيا الاتصال الحديثة؟ الغالبية تحت الضوء والأقوياء فقط في الظلمة المختارة.
الشرق الأوسط