ابتكار طبي لافت: لاصقة جديدة تُسرّع تعافي القلب بعد النوبات
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
أظهرت الدراسة أن خلايا عضلة القلب بدأت تتفاعل بشكل أفضل مع الإشارات القادمة من الخلايا التي تبطّن الأوعية الدموية.
طوّر باحثون في جامعة تكساس "إيه آند إم" لصاقة طبيةً جديدةً مزوّدة بإبر ميكروية، تُحقن مباشرةً في نسيج القلب التالف بعد النوبة القلبية، بهدف تحفيز الشفاء وتقليل تكوّن الندبات دون التأثير على باقي أعضاء الجسم.
وتتكوّن اللصاقة من شبكة إبر ميكروية قابلة للتحلل، تحمل داخلها جسيمات نانوية محملة بجزيء "إنترلوكين-4" (IL-4)، وهو بروتين مناعي يُعدّ منظماً رئيسياً للاستجابة الالتهابية.
وعند تثبيت اللصاقة على سطح القلب، تخترق الإبر الطبقة الخارجية للعضلة القلبية، ثم تذوب تدريجياً لتُطلِق إنترلوكين-4 مباشرةً في الموقع المتضرر، ما يخلق بيئة مواتية لإعادة بناء النسيج.
ويصف الدكتور كه هوانغ، الأستاذ المساعد في قسم العلوم الصيدلانية بجامعة تكساس "إيه آند إم"، آلية العمل قائلاً: "تعمل هذه اللصاقة بمثابة جسر. الإبر الميكروية تخترق الطبقة الخارجية للقلب وتمكن الدواء من الوصول إلى العضلة التالفة التي يصعب عادةً استهدافها"
إعادة برمجة الخلايا المناعية نحو الشفاءوأثبتت الاختبارات التي أجريت على نماذج حيوانية (من الفئران والخنازير) أن العلاج يُعيد برمجة الخلايا المناعية المعروفة باسم 'الضامة' (Macrophages)، محوّلاً دورها من تعزيز الالتهاب إلى دعم عمليات الإصلاح. وتُعدّ هذه الآلية جوهرية في تقليل تكوّن الأنسجة الندبية التي تفتقر إلى القدرة على الانقباض، مما يساعد على الحفاظ على وظيفة القلب على المدى الطويل."
ويوضح هوانغ قائلاً: "الضامة هي المفتاح. فهي قادرة إما على تفاقم الالتهاب أو دعم شفاء القلب. وإنترلوكين-4 هو العامل الذي يحثّها على أن تصبح مساعِدة".
وفي المحاولات السابقة، أدى حقن إنترلوكين-4 في مجرى الدم إلى آثار جانبية غير مرغوبة في أعضاء بعيدة عن القلب. لكن التصميم الجديد يضمن تركيز الدواء حصرياً في منطقة الإصابة، ما يقلل المخاطر ويزيد فعالية العلاج.
ويضيف هوانغ: "عندما يُعطى الدواء عبر مجرى الدم، يؤثر على الجسم بأكمله. أما طريقتنا، فتركّز العلاج على القلب وحده".
Related دراسة: الشباب المصابون بمشاكل صحية متعددة أكثر عرضة للوفاة بعد النوبة القلبيةمن القلب إلى المخ.. دراسة تكشف 5 فوائد لرقصة الخط الجماعيةفوائد غير متوقعة لمشروب شائع.. كيف يؤثر عصير البرتقال في صحة القلب؟ تحسّن مفاجئ في تواصل خلايا القلبوكشفت الدراسة عن تحوّل غير متوقع في سلوك خلايا عضلة القلب، التي أصبحت أكثر تجاوباً مع الإشارات الصادرة عن الخلايا البطانية المبطّنة للأوعية الدموية. ويشير الباحثون إلى أن هذا التحسّن في التواصل بين الخلايا يُساهم بشكل مباشر في دعم التعافي طويل الأمد.
ويشير هوانغ إلى هذا الاكتشاف قائلاً: "خلايا عضلة القلب لم تَعِش فحسب، بل بدأت تتفاعل مع الخلايا المحيطة بها بطرق تدعم الشفاء".
كما لاحظ الفريق انخفاضاً ملحوظاً في الإشارات الالتهابية الضارة المنطلقة من الخلايا البطانية، إلى جانب تنشيط مسار إشاري يُعرف باسم NPR1، المعروف بدوره في دعم صحة الأوعية الدموية وتحسين وظيفة القلب.
الخطوة التالية: توصيل غير جراحيرغم أن التطبيق الحالي للّصاقة يتطلب جراحة صدر مفتوح، يسعى الفريق بقيادة الدكتور كه هوانغ إلى تطوير نظام إيصال أقل تدخلاً، يمكن تنفيذه عبر قسطرة، ما سيُسهّل استخدامه سريرياً في المستقبل.
ويقول هوانغ: "نحن عند نقطة البداية فحسب. فالدراسة أثبتت المبدأ، والمرحلة التالية هي تحسين التصميم وآلية التوصيل."
وقد نُشرت النتائج في مجلة ("سيل بايوماتيريالز" Cell Biomaterials ) بتاريخ 23 يوليو 2025، بمشاركة باحثين من عدة مؤسسات أكاديمية وطبية، بدعم من المعاهد الوطنية للصحة (NIH) والجمعية الأمريكية للقلب (AHA).
ويعمل هوانغ حالياً مع الدكتورة شياوتشينغ (جايد) وانغ، الأستاذة المساعدة في الإحصاء بكلية الآداب والعلوم، على تطوير نموذج ذكاء اصطناعي قادر على رسم خرائط دقيقة للاستجابات المناعية، بهدف تحسين توصيل العلاجات المناعية المُعدَّلة مستقبلاً.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب سوريا الصحة حروب فنزويلا إسرائيل دونالد ترامب سوريا الصحة حروب فنزويلا سكتة قلبية أدوية علاج دراسة أمراض القلب إسرائيل دونالد ترامب سوريا الصحة حروب فنزويلا الذكاء الاصطناعي غزة نيكولاس مادورو تغير المناخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا
إقرأ أيضاً:
موقع إيطالي: ابتكار صيني مثير يحوّل المقاتلة إلى شبح
سلط تقرير نشره موقع "شيناري إيكونومتشي" الإيطالي الضوء على تقنية جديدة ابتكرها باحثون صينيون تهدف إلى خفض البصمة الرادارية للطائرات المقاتلة بهدف مساعدتها على التخفي، فلا تكشفها الرادارات.
وقال كاتب التقرير فابيو لوغانو إن هذا الابتكار الذي طوّره باحثون من الجيش الصيني والشركة الصينية للعلوم والتقنيات الجوفضائية، يعتمد على دمج نبتة الليف مع جسيمات نانوية من أكسيد النيكل والكوبالت، لصنع مركّب فائق الدقة قادر على امتصاص الموجات الكهرومغناطيسية، وجعل الطائرات غير مرئية للرادارات.
اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3كاتب إيطالي: صاروخ لدى فنزويلا يضع أميركا تحت ضغط مستمرlist 2 of 3سلاح جديد يحل محل المسيرات.. قنابل روسية تطلق كالصواريخlist 3 of 3أكبر 20 شركة أسلحة تحقيقا للإيرادات عام 2024end of listوحسب الكاتب، يكشف الابتكار عن طفرة غير مسبوقة في تقنيات التخفي، حيث تستطيع الصين من خلال هذا الطلاء منخفض التكلفة أن تحل مشكلة معقدة للغاية ردا على آخر التقنيات التي ابتكرها الغرب في مجال المراقبة الجوية.
وذكر الكاتب أن الباحثين الصينيين طوروا عملية هندسية مثيرة لتحويل نبتة الليف إلى مادة شديدة الامتصاص للموجات الراديوية.
وتقوم المرحلة الأولى من هذه العملية على تجفيف الليف ثم تحويلها إلى بنية قائمة على الكربون عبر عمليات كربنة في درجات حرارة عالية، ما ينتج بنية مسامية ثلاثية الأبعاد.
وفي المرحلة الثانية، يتم دمج البنية المكربنة مع جسيمات نانوية مغناطيسية من أكسيد النيكل-كوبالت، للحصول على مركّب يستفيد إلى أقصى حد من الخصائص الطبيعية الأصيلة لنبتة الليف.
وأوضح الكاتب أن دمج النيكل-كوبالت مع البنية المكربنة يُنتج مادة تمتص موجات الرادار بدل أن تعكسها، وخصوصا ضمن نطاق "كي يو" (أي الترددات ما بين 12 و18 غيغاهرتز)، وهي الترددات التي تستخدمها الرادارات المكلّفة برصد الطائرات الحربية.
وأضاف أن سُمك الطلاء لا يتجاوز 4 مليمترات، ما يجعله خفيفا للغاية وسهل التنفيذ على هيكل الطائرات، وهو يتمتع بقدرة امتصاص للموجات تفوق 99.99%، ويستطيع خفض الإشارة المنعكسة من جسم الطائرة بما يصل إلى 700 مرة، ما يزيد صعوبة رصدها.
هذا الابتكار يعتمد على دمج نبتة الليف مع جسيمات نانوية من أكسيد النيكل والكوبالت، لصنع مركّب فائق الدقة قادر على امتصاص الموجات الكهرومغناطيسية، وجعل الطائرات غير مرئية للرادارات.
مواصفاتكما أن حجم المقطع الراداري العمودي ينخفض من 50 مترا مربعا إلى أقل من 1 متر مربّع عند طلاء الطائرة بهذه المادة، ما يجعل المقاتلة الكبيرة تبدو على شاشات الرادار بحجم طائرة مسيّرة صغيرة.
إعلانيؤكد الكاتب أن سرّ فعالية هذا الطلاء تكمن في البنية الطبيعية لنبتة الليف، وهي بنية تحافظ على هيكلها بعد عملية الكربنة، حيث إنها عبارة عن شبكة مترابطة ثلاثية الأبعاد من ألياف السليلوز، أشبه بـ"غابة مجهرية".
ويرى الكاتب أن هذا الابتكار يمنح الصين ميزة إستراتيجية مهمة للغاية، حيث تستثمر الدول الغربية مليارات الدولارات في تطوير الرادارات والأقمار الصناعية، في حين ترد بكين بتقنية منخفضة التكلفة مشتقة من مادة طبيعية قادرة على تحييد التفوق الغربي في مجال المراقبة الفضائية إذا نجح الابتكار.