الشيخ عبد العال هريدي.. سيرة مفتيٍ اجتمع له العلم والقضاء والمكانة العلمية
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
تستعرض دار الإفتاء المصرية واحدة من أبرز الشخصيات التي تركت أثرًا كبيرًا في تاريخ الفتوى والقضاء الشرعي في مصر، وهو فضيلة الشيخ أحمد محمد عبد العال هريدي، الذي جمع بين قوة العلم، ورسوخ الفقه، والخبرة القضائية التي امتدت لعقود، ليصبح واحدًا من أعلام الإفتاء في القرن العشرين.
النشأة والبدايات العلمية
وُلد الشيخ أحمد هريدي في بلدة الفقاعي التابعة لمركز ببا بمحافظة بني سويف يوم 15 مايو 1906م، ونشأ وسط بيئة ريفية متمسكة بالقرآن والعلوم الشرعية.
التحق بكلية الشريعة الأزهرية، وكان أول خريجيها، ثم نال الإجازة العالية، وأتبعها بالتخصص في القضاء الشرعي لمدة عامين، متفوقًا على أقرانه، ليكون أول المتخرجين عام 1936م.
مسيرة قضائية حافلة
بدأ الشيخ هريدي حياته العملية في القضاء الشرعي فور تخرجه، حيث تولّى معظم المناصب القضائية بالقاهرة. عمل موظفًا قضائيًا، وهو ما يعادل منصب وكيل نيابة في النظام المدني، ثم عُيِّن قاضيًا من الدرجة الثانية عام 1941م.
استمر تدرجه في السلك القضائي حتى نال درجة قاضٍ من الدرجة الأولى عام 1948م، ثم أصبح وكيلًا للمحكمة الكلية الشرعية سنة 1954م ورئيسًا لمحكمة المنصورة الشرعية.
وبعد إلغاء المحاكم الشرعية عام 1955م، تم تعيينه رئيسًا لنيابة محكمة النقض، وهو منصب رفيع يعكس خبرته وتقديره بين رجال القضاء.
مفتي الديار المصرية
في 2 محرم 1380هـ الموافق 26 يونيو 1960م، وقع الاختيار على الشيخ أحمد هريدي ليكون مفتيًا للديار المصرية. وظل في منصبه حتى بلوغه سن التقاعد عام 1966م، لكن نظرًا لعلمه وفضله، جددت الدولة له مدة العمل أربع مرات متتالية، ليبقى في منصب الإفتاء حتى 17 مايو 1970م.
وخلال عشر سنوات من العمل، أصدر فضيلته 8359 فتوى مسجلة في سجلات دار الإفتاء، ما يعكس حجم عطائه وعمق خبرته في مختلف القضايا الشرعية.
مكانته العلمية ومشاركاتهلم يقتصر عطاؤه على الإفتاء والقضاء، بل امتد إلى مؤسسات العلم داخل مصر وخارجها. فقد عُيِّن عضوًا في:
مجمع البحوث الإسلامية عام 1973م.
مجمع اللغة العربية في مارس 1979م.
المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.
هذه المناصب تؤكد مكانته العلمية وثقة المؤسسات الدينية في علمه وخبرته.
انتقل فضيلة الشيخ أحمد محمد عبد العال هريدي إلى رحمة الله تعالى في شهر جمادى الآخرة سنة 1404هـ، الموافق مارس 1984م، بعد رحلة عامرة بالعلم والقضاء وخدمة الإسلام والمسلمين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الافتاء المصرية الفتوى مصر أحمد هريدي الإفتاء توضح الشیخ أحمد
إقرأ أيضاً:
وزير الرياضة يبحث مع مفتي الجمهورية سبل تعزيز التعاون المشترك .. صور
التقي الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، لبحث أوجه تعزيز التعاون المشترك بين وزارة الشباب والرياضة ودار الإفتاء المصرية فيما يتعلق بقضايا الشباب وترسيخ الوعي ومواجهة الظواهر المجتمعية السلبية.
أعرب الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، عن تقديره البالغ لفضيلة مفتي الجمهورية، وللجهود الكبيرة التي تبذلها دار الإفتاء في خدمة قضايا الفكر والوعي، مشيرًا إلى حرص الوزارة على تعزيز التعاون المؤسسي مع دار الإفتاء لما تمتلكه من خبرة علمية واسعة وقدرة مؤثرة في مخاطبة الشباب، لافتًا إلى أن تعزيز الوعي يمثل هدفًا استراتيجيًا تتشارك فيه مؤسسات الدولة كافة.
أوضح أن تطلع الوزارة إلى إطلاق برامج نوعية ومبادرات مشتركة تستفيد من جهود دار الإفتاء في تصحيح المفاهيم ومعالجة الظواهر السلبية وبناء شخصية شابة واعية وقادرة على الإسهام في نهضة الوطن، كما اتفق الجانبان على عقد ورش عمل واجتماعات تنسيقية لطرح برامج عمل مشتركة ووضع آليات تنفيذية للتعاون المشترك خلال الفترة المقبلة.
وأشار وزير الشباب والرياضة الى ان الوزارة تقدم العديد من الأنشطة والخدمات للشباب المصري، وان التعاون مع دار الإفتاء يؤثر بالإيجاب لصالح الشباب والمجتمع، موضحا ان هناك العديد من المشروعات التي سيتم العمل عليها معا في الفترة المقبلة.
ومن جانبه أكد فضيلة مفتي الجمهورية، أن هذا اللقاء يأتي في إطار حرص دار الإفتاء المصرية على بناء شراكات فعّالة مع المؤسسات الوطنية المعنية بصناعة الوعي وترسيخ قيم الانتماء، مشيرًا إلى أن الشباب هم الركيزة الأساسية لبناء الوطن وصناعة المستقبل، وقيادة قاطرة التنمية، والانفتاح الواعي على العصر، مبديًا الاستعداد التام لدار الإفتاء المصرية للتعاون مع الوزارة في تنفيذ برامج مشتركة وورش عمل ولقاءات موجهة للشباب.
وأشار فضيلة مفتي الجمهورية إلى أن دار الإفتاء تمتلك منظومة بحثية وعلمية واسعة تخدم هذا الهدف؛ مشيرًا إلى جهود مركز الإمام الليث بن سعد لفقه التعايش الذي يمثل ذراعًا مهمًا لدار الإفتاء في تعزيز مفهوم المواطنة وإبراز النماذج الراقية للتعايش التي شهدها التاريخ الإسلامي.
أكد المفتي أن المركز يعمل وفق رؤية منهجية عميقة تستند إلى قراءة واعية للتراث وتستهدف تقديم أنموذج معرفي قادر على مخاطبة تحديات العصر وصناعة وعي مشترك بين أتباع الديانات والثقافات، إضافة إلى وحدة “حوار” التي تقوم بدور محوري في تفكيك الشبهات الفكرية والرد على الانحرافات المتطرفة، من خلال إنتاج معرفي رصين يعتمد على دراسة دقيقة للسياقات الفكرية المعاصرة.
ويقدّم خطابًا علميًّا يعكس وسطية الإسلام ويُسهم في حماية الوعي العام وتعزيز القدرة على مواجهة الأفكار الهدّامة بخطاب متزن ومؤسسي، ثم مركز سلام لدراسات التطرف ومواجهة الإسلاموفوبيا، الذي يعالج ظاهرة التطرف من منظور بحثي وتحليلي شامل، ويقدّم مبادرات لبناء صورة صحيحة عن الإسلام في الداخل والخارج، إضافة إلى المؤشر العالمي للفتوى الذي يصدر عن دار الإفتاء، والذي يعد آلية دولية لرصد وتحليل اتجاهات الفتوى حول العالم، بما يسهم في تعزيز الفتوى الرشيدة ومواجهة فوضى الفتاوى.
وأوضح المفتي أن دار المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا بنشر المعرفة ومعالجة العديد من القضايا المجتمعية عبر إصدارات علمية رصينة مثل موسوعة الأسرة وكتاب فتاوى الشباب، الذي يقدم إجابات عن كافة الأسئلة التي تدور في أذهان الشباب، متطرقًا إلى الحديث عن إدارة التدريب وما تقدمه من برامج تأهيلية للمفتين والباحثين داخل مصر وخارجها.
أشار المفتي إلى أن الانتشار الواسع لدار الإفتاء على منصات التواصل الاجتماعي التي تجاوز متابعوها 14.5 مليونًا، وهو ما يعزز قدرتها على الوصول للشباب وتقديم محتوى هادف، فضلًا عن التوسع في إنشاء الفروع بالمحافظات لتقديم الفتوى الرشيدة للمواطنين.