الأسبوع:
2025-06-30@06:32:20 GMT

كل أسبوع.. التربية السليمة تمنع خيانة الوطن

تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT

كل أسبوع.. التربية السليمة تمنع خيانة الوطن

لا شك أن التشكيل العصابي الذي تم القبض عليه مؤخرا في قضية الفساد الكبرى داخل وزارة التموين، يلفتنا إلى قضية التربية السليمة التي تمنع خيانة الوطن، لأن هؤلاء المقبوض عليهم من داخل وزارة التموين وغيرهم مازالوا طلقاء في هذه الوزارة وفي وزارات أخرى ومؤسسات عميقة وعريقة ليسوا إلا خونة لهذا الوطن، ولم يتربوا منذ نعومة أظفارهم على حب الوطن والدفاع عنه والوقوف بجانبه والتضحية من أجله، وليس التضحية به لأجل مصالح شخصية.

وفى كل مكان سنجد رأس أفعى تنفث سمومها خيانة لهذا الوطن، وإذا كانت أزمة السلع الغذائية وفى مقدمتها السكر والأرز استنهضت الجهات الرقابية لمنع التلاعب بقوت الشعب والتربح من صناعة الأزمات، فينبغي على تلك الجهات أن تكثف جهودها للوصول إلى رأس الأفعى هذه إذا كانت جادة في القضاء على الفساد، لأن بتر الأطراف لا يعنى القضاء على الرأس المدبرة التي تقود منظومة الفساد.

لابد إذن من تربية الأبناء على استشعار ما للوطن من أفضالٍ سابقة ولاحقة عليه - بعد فضل الله سبحانه وتعالى - ومن ثم ينبغي عليه رد الجميل، ومجازاة الإحسان بالإحسان، لاسيما أن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تحث على ذلك وترشد إليه كما في قوله تعالى: "هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ" (الرحمن:60).

وينبغي الحرص على مد جسور المحبة والمودة مع أبناء الوطن في أي مكانٍ منه، لإيجاد جو من التآلف والتآخي والتآزر بين أعضائه الذين يمثلون في مجموعهم جسداً واحدا متماسكا في مواجهة الظروف المختلفة، وغرس حب الانتماء الإيجابي للوطن، وتوضيح معنى ذلك الحب، وبيان كيفيته المثلى من خلال مختلف المؤسسات التربوية في المجتمع كالبيت، والمدرسة، والمسجد، والكنيسة، والنادي، ومكان العمل، وعبر وسائل الإعلام المقروءة أو المسموعة أو المرئية. وكذلك العمل على أن تكون حياة الإنسان بخاصة والمجتمع بعامة كريمة على أرض الوطن، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا عندما يدرك كل فرد فيه ما عليه من الواجبات فيقوم بها خير قيام، فالحب الصادق للأوطان واجبات ومسؤوليات يجب علينا أن نترجمها على أرض الواقع، وهذا مكلف به الجميع، كل حسب استطاعته ووسعه وما في مقدوره.

ولابد من تنشئة الأبناء على تقدير خيرات الوطن ومعطياته والمحافظة على مرافقه ومكتسباته التي من حق الجميع أن ينعم بها وأن يتمتع بحظه منها كاملا غير منقوص، والإسهام الفعال والإيجابي في كل ما من شأنه خدمة الوطن ورفعته سواء كان ذلك الإسهام قوليا أو عملياً أو فكرياً، وفي أي مجال أو ميدان، لأن ذلك واجب الجميع، وهو أمر يعود عليهم بالنفع والفائدة على مستوى الفرد والمجتمع، وينبغي عليهم التصدي لكل أمر يترتب عليه الإخلال بأمن وسلامة الوطن، والعمل على رد ذلك بمختلف الوسائل والإمكانات الممكنة والمتاحة، والدفاع عن الوطن عند الحاجة إلى ذلك، بالقول أو العمل، وجميل أن يموت الإنسان فداء لوطنه، ولكن الأجمل أن يحيا من أجل هذا الوطن الذي نعيش عليه وله الفضل علينا في جميع مجالات حياتنا الاقتصادية والصناعية والزراعية والتجارية والعلمية والتعليمية والصحية وغيرها.

وأختم بما رواه الترمذي وحسّنه، عن عبد الله بن عدي أنه سمع رسول الله صلى اللَّهُ عليه وسلم وهو واقف على راحلته بالحَزْوَرَة مِن مكة يقول: "وَالله إِنَّك لَخَيْرُ أَرضِ اللهِ وَأحَبُّ أرْضِ اللهِ إِلًى اللهِ، وَلَوْلاَ أنِّي أخْرِجْتُ مِنْكِ مَاَ خَرَجْتُ"، فما أروعَها من كلمات تنم عن حب عميق، وانتماء صادق، وتعلق كبير بالوطن.

حفظ الله مصر من كل خائن، ووهبنا حبها، والعمل على رفعتها، والدفاع عنها، والتضحية في سبيلها، والعيش من أجلها، والموت في سبيل الحفاظ على أرضها. [email protected]

اقرأ أيضاًمصنع مخالف وأصحاب مطاحن.. الرقابة الإدارية تواصل التصدي للمتاجرين بقوت المواطنين

الرقابة الإدارية تتابع استعداد المدارس للعام الدراسى الجديد بالبحر الأحمر

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التموين الرقابة الإدارية قضايا فساد وزارة التموين

إقرأ أيضاً:

خطيب الجامع الأزهر: بقاء الوطن يتحقق بوحدة الصف ويد الله مع الجماعة

ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والتي دار موضوعها حول "حب الأوطان درس عظيم من دروس الهجرة". 

وقال خطيب الجامع الأزهر، إن الهجرة النبوية حدث متجدد ونهر فياض لا يتوقف عطاؤه ولا ينقطع مداه، فهي سجل حافل بالدروس والمعاني التي متى أعاد المسلمون قراءة أوراقها وتأملوا أحداثها ومواقفها، استطاعوا أن يصححوا المسار مع ربهم ومع رسولهم ومع أنفسهم، وبين أنه لو اجتمع كتاب الأرض ومفكروها منذ أن وقعت الهجرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ما استطاعوا الوصول إلى نهاية ما فيها من الدروس والعبر لأنها إرادة إلهية.

خطيب الجامع الأزهر يحذر من الانسياق وراء الشائعات المغرضةخطيب الجامع الأزهر: الإيمان الصادق والوحدة سبيل عزة الأمة الإسلامية وريادتهاخطيب الجامع الأزهر: العصبية القبلية وعادات الجاهلية من أسباب القتل في مجتمعناخطيب الجامع الأزهر: النبي أكد على حرمة الدماء في حجة الوداع ثلاث مرات.. فيديو

وأوضح خطيب الجامع الأزهر، أنه بعد أن تنكرت مكة لدعوة الإسلام وأصبحت بيئة تأباه ويُضطهد أهلها الذين آمنوا، بحث المسلمون عن وطن جديد، لا فراراً من وطنهم الذي يحبهم ويحبونه، ولا هروباً من بطش أعدائهم، وإنما يبحثون عن وطن جديد لرعاية الرسالة التي كلف الله بها نبيهم أسعد الخلق محمدا ﷺ، وطن يصلح لانطلاقة دعوية تعم أرجاء العالمين لأن الرسالة الخاتمة دعوة عالمية للإنس والجن، وللأبيض والأسود من بني آدم، يقول تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾. 

وأضاف أن الأنبياء السابقين كان الواحد منهم يبعث إلى قومه خاصة، لكن النبي ﷺ بُعث إلى الناس كافة، يقول ﷺ: (بعثت إلى الثقلين الإنسان والجن)، هذا هو الهدف الذي من أجله أذن الله وأراد لنبيه أن يترك وطنه وبلده المحبب إلى فؤاده، والمتعمق حبه في قلبه، لكنه لم يبق أرضاً صالحه لأن يبلغ فيها رسول الله دعوة التوحيد.

وبيَّن خطيب الجامع الأزهر أن من أهم الدروس التي نتعلمها من الهجرة النبوية حب الأوطان، ذلك لأن حب الأوطان أمر غريزي لا يحتاج إلى تكلف أو تصنع أو دعوة كاذبة، فهو ليس مجرد كلمة تلوكها الألسنة، وليس لها أثر في القلوب. 

وضرب الرسول ﷺ أروع الأمثلة في حب وطنه الذي نشأ فيه، بين لنا الرسول المهاجر من أجل دعوة ربه أن حب الوطن لا يساويه حب لأنه دين وجزء من العقيدة، وكيف يكون ذلك والعقيدة لا تستقر والشريعة لا تطبق، ومقاصد الشرع لا تقام إلا بوجود وطن يعبد الله فيه، فإذا فقد الوطن، كيف لأمة ومجتمع أن يطبق مقاصد الشرع وأن يحافظ على العقل والدين، والنفس، والعرض، والمال؟!". 

وتابع "الوطن غال لا يفرط فيه إلا جاحد أو مكابر، من غُسل عقله بأحداث غريبة. الحبيب محمد ﷺ قبل أن تتوارى بيوت مكة ينظر إليها نظرة المودع وعيونه تذرف بالدمع وقلبه يتقطع أسى وكمدا على الفراق، فيناديها ويقول: (والله إنك لأحب البلاد إلى الله، وأحب البلاد إلىَّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت)".

وأكد أن رب العالمين يعرف حال نبيه، فأراد أن يطمئنه بأنه سيعود إلى بلده ويدخلها منتصرا. فأنزل عليه الوحي قبل أن تتوارى بيوت مكة، قال تعالى: ﴿إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد﴾، مشيرًا إلى أن الوطن قيمة غالية، وحب الإنسان لوطنه دليل وبرهان على صدق إيمانه، لذا فالمحافظة على الأوطان درس عظيم من دروس الهجرة، وتتطلب تلك المحافظة من المسلم أمورا يحيياها بقلبه وبروحه كي يتحقق هذا الحب له. فحب الإنسان للوطن عهد وميثاق أخذه الله عليه لأنه جعله غريزة فطرية أودعها الله في قلبه، فمن هجر وطنه أو قصر في حقه، أصبح منتكس الفطرة والله سوف يحاسبه على ذلك. 

ودعا خطيب الجامع الأزهر إلى وحدة الصف، وهي أمر يتحقق بالمواطنة وحب الوطن، فلا فرقة ولا تنازع ولا شتات لأن كل هذه العوامل تؤدي إلى تقويض بنيان الوطن وانهيار قواعده وسقوط أركانه، وأمَّا الذي يحقق البقاء للوطن هو وحدة الصف، فيد الله مع الجماعة والشيطان مع من فارق الجماعة يركض. 

ونوه بأن وحدة الصف لابد أن تتحقق بين أفراد المجتمع في الوطن، حتى يطمئن كل فرد يعيش فيه أن جميع أفراد الوطن يد واحدة مترابطون، ومتعاونون، وأقوياء لا يمكن أن يؤثر فيهم رأي أو فكر يريد أن يخلخل نظام هذا الوطن. 

خطيب الجامع الأزهر يحذر من الانسياق خلف الشائعات

وحذر من الانسياق خلف الشائعات التي تأكل الحرث والنسل، فهي حرب يقودها أعداء الوطن لأجل التشكيك فيه وهدمه، والعمل على تخريبه. ولابد أن يكون المواطنون صادقين ممتثلين لأوامر الشرع الذي حث على الصدق وعدم الركض وراء الشائعات المغرضة يقول تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾. 

وألمح إلى أن حب الوطن من الإيمان، والمسلم الصادق هو الذي يحقق هذا الحب، وهو لا يكون أقوالا بلا أفعال، بل هو أفعال ترى بالعين المجردة، وذلك أمر لا ينطق به إلا من آمن بالله حق الإيمان وتأسى بالرسول الكريم ﷺ، واتبع هديه والتزم سنته فمتى تحقق الإيمان في قلوب المؤمنين وتأسوا بنبيهم ﷺ حق التأسي، تحقق حب الإيمان. 

وأوضح أن أثر ذلك يتجلى في إخلاص كل مواطن للوطن، والعمل ليل نهار من أجل رفعة هذا الوطن وإعلاء شأنه ليكون الجميع يدا واحدة مترابطين ومتعاونين ويصبحوا جنودا أشاوس يقفون مدافعين عن الوطن لا يفرطون في ذرة من ترابه، بل يفدونه بأرواحهم وأنفسهم.

طباعة شارك خطبة الجمعة الجامع الأزهر الأزهر الدكتور عبد الفتاح العواري حب الأوطان خطيب الجامع الأزهر الجمعة

مقالات مشابهة

  • حرص عليه النبي 9 أعوام| هل صيام يوم عاشوراء فرض؟.. علي جمعة يجيب
  • أفضل عمل عند الله بعد الصلاة المكتوبة.. تعرف عليه
  • معنى الظلم في دعاء سيدنا يونس إني كنت من الظالمين.. تعرف عليه
  • هل صلاة الجماعة فرض وتركها عليه إثم؟.. الإفتاء تحسم الجدل
  • لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار
  • الحسين (عليه السلام) صرخة المظلومين من كربلاء إلى غزة .. الثورة التي لا تموت
  • هل يحصل نتنياهو على عفو رئاسي من تهم الفساد التي تلاحقه؟
  • خيانة غروسي.. إيران تواجه صدمة ما بعد ضرب التخصيب
  • خطيب الجامع الأزهر: بقاء الوطن يتحقق بوحدة الصف ويد الله مع الجماعة
  • أنوار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم