رئيس COP 28 يدعو دول العالم لاتخاذ مواقف إيجابية في قضايا المناخ
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
دعا الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف COP28 دول العالم لاتخاذ مواقف إيجابية في قضايا المناخ.
وقال خلال جلسة "مجلس صناع التغيير": "أريدكم أن تعلموا أننا نحرز تقدماً جيداً، ولكن كما سمعتموني في الاجتماع غير الرسمي، والذي دعوت إليه، ورغم يقيني أننا نحرز تقدماً، إلا أنني لا أعتقد أننا نحرز ذلك بالسرعة الكافية، أردت كسر الحواجز العازلة، وأردت أن أجمعكم جميعاً في غرفة واحدة تحت سقف واحد على طاولة مستديرة حيث يمكننا التحدث بصراحة وشفافية في حوار جماعي وجها لوجه".
وأضاف رئيس مؤتمر الأطراف COP28: "هذا بالضبط ما نفعله هنا في هذا البلد، أردت أن يأتي الجميع ومعهم حلول، أردت أن يأتي الجميع مستعدين للتحلي بالمرونة، وقبول الحلول الوسط، وطلبت من الجميع، عدم الحضور بأي تصريحات معدة سلفاً، ولا مواقف محددة مسبقاً، وأريدهم أن يعرفوا أن الفشل أو عدم إحراز تقدم أو التقليل من سقف طموحاتي ليس خياراً مطروحاً".
وتابع: "إنني أدعو جميع الأطراف مراراً وتكراراً إلى التوصل إلى توافق بشأن الصياغة المتعلقة بالوقود الأحفوري، وأنا متأكد أنكم ستتفقون معي، على أن هذه هي أول رئاسة على الإطلاق لمؤتمر الأطراف تفعل ذلك".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قمة المناخ
إقرأ أيضاً:
مآسي غزة توقظ الضمير الأوروبي.. والعربي في خبر كان
لن تسعفنا الكلمات في وصف هول المحرقة التي يتعرض لها أهلنا الصامدون المرابطون في قطاع غزة، كما لن يكون مجديا البحث عن عبارات تلخص واقعنا العربي المأساوي المزري الذي نحياه اليوم، صحيح قرأنا في كتب التاريخ عن مراحل بشعة يندى لها الجبين من انحطاط وتشرذم، لكن دون أن يدور في خلدنا أننا بدورنا سنعيش "أتعس" حقبة ونرى بأم العين كيف يزوّر التاريخ أمامنا ويتم التلاعب بالحقائق والعبث بها خدمة لأغراض فئة معينة، كما كتب المبدع عبد الرحمن منيف يوما ما وهو محق في كل ما صاغه: "التاريخ قصة طويلة وحزينة، تمتلئ بالأكاذيب، وقد كانت بهذا الشكل منذ البداية، وسوف تستمر هكذا".
وهي بالفعل باقية ومستمرة في التناسل، وبالتالي خلق "أبطال من ورق" وشخصيات كرتونية عاجزة عن إدخال علبة دواء وقطعة خبز لطفل يتضور جوعا على بعد أميال فقط. طوفان الأقصى والسابع من أكتوبر كشف عورات هذه الأمة الواهنة العاجزة التي تتنفس عشق الخيانة والطعن من الخلف، وتنصلت من كل قيم دينها الحنيف وحتى موروثات أبنائها المتناقلة لأجيال، والدليل أننا وبعد مرور كل هذه الأشهر من المجاوز الصهيونية بدأت حتى الدول الغربية التي قدمت فروض الطاعة والولاء للكيان اللقيط تخجل وتستحي لهول ما تشاهده في القطاع الأبي، وبدأت في البحث عن منافذ للتنصل من هؤلاء المجرمين والتضييق عليهم.
هبّة أوروبية:
أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا؛ هذا المثل يلخص حالة الغليان و"صحوة الضمير" المفاجئة للعديد من الدول الأوروبية التي تسعى للتكفير عن القليل من خطاياها التي لا تعد ولا تحصى، وهي المتيمة بالكيان الصهيوني لعدة أسباب معروفة لا داعي لسردها مجددا، لكنها على الأقل بدأت خطوات ملموسة للضغط على المجرم الصهيوني الذي لم يستسغ لحدود اللحظة كيف انتفض هؤلاء ضده وهو الذي غرف من الحنان الأوروبي مطولا.
طبعا هذه "الهبة الرسمية " تأتي رضوخا لحالة الصخب العارم المستمر منذ أشهر في الشوارع الأوروبية، وبلغ مراحل متقدمة في الأيام الماضية نتيجة مقاطع الفيديو المخزية التي تصل من غزة وأهلها المحاطين بآلات القتل الشرسة وجحيم الجوع والحصار الخانق الظالم المستمر.
ويمكن استنتاج الخسارة الفادحة للصهاينة في حرب السردية المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، من خلال إلقاء جولة سريعة على فعاليات مهرجان "كان" السينمائي العريق، قِبلة أهل الفن في شتى بقاع العالم، حيث تصدرت المشهد قصة المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة التي استشهدت بنيران العدو، وخصتها رئيسة لجنة التحكيم "جولييت بينوش" بالتحية، كما أن فيلمها الذي يحمل عنوان "ضع روحك على يدك وامش" عُرض دون أن تتمكن من رؤيته؛ بعد أن روت حكايتها وغادرت وهي تقاوم بآلة تصويرها لفضح ممارسات الكيان المجرم.
ومن المشاهد المثيرة للانتباه في المهرجان، إصرار مؤسس "ويكيليكس" جوليان أسانج على ارتداء قميص يحمل أسماء 5000 طفل فلسطيني شهيد، ليوجه رسالة واضحة وصريحة حول ما يتعرض له هؤلاء وسط صمت عالمي مخز.
صمت عربي مشين:
مقابل التحركات الأوروبية والغربية عموما المتصاعدة والتي تخنق رئيس حكومة العدو الصهيوني، ما زال الواقع العربي مثيرا للاشمئزاز وحالة الصمت المشينة تتمدد، والأدهى والأمرّ "العنجهية" التي باتت تميز الأصوات الدخيلة على الفضاء وصارت تتمتع بمساحات إعلامية واسعة للتعبير عن ميولها "الشاذة"، وأصبحنا نرى في المغرب مثلا وسوما تكتسح الفضاء والهواء، على غرار "تازة قبل غزة"، هذا الشعار المخزي الذي كان يحاول أن يجد موطأ قدم له على استحياء قبل سنوات لكنه عاد اليوم وزادته تفشيا جهات مشتبه فيها تحمل عنوانا مقززا هو "كلنا إسرائيليون".
الحال لا يختلف في وسائل الإعلام الاماراتية والسعودية والمصرية التي تصب كلها في خانة واحدة معروفة.
وبما أننا ذكرنا نموذج مهرجان "كان" السينمائي، نتساءل في نفس السياق: أين الفنانون العرب مما يحدث في غزة؟ وأين الإنتاج العربي الذي تصرف عليه أرقام فلكية في التفاهة والسخافة لمواكبة مآسي أشقائهم؟
الجواب يمكن اختصاره في واقعة الفنان المصري الشاب محمد سلام الذي ما زال يعاقَب ويحاصَر لحدود اللحظة، بعد مقطع الفيديو الشهير الذي اعتذر فيه عن المشاركة في مهرجان الرياض، ويبدو أن الرسالة وصلت للجميع وبالتالي لا أحد يريد المجازفة وتحمل العواقب.
الخلاصة المريرة:
المؤكد أنه لو ظل الرهان على "ضمير عربي" ميت، فإن النتيجة معلومة سلفا ولنا في الماضي دروس ما زلنا نكتوي بنيرانها، وحتى الكيان الصهيوني يدرك ذلك جيدا، والدليل هذا التصريح الصادم الصادر عن مستوطن وعضو الكنيست من اليمين المتطرف ويدعى "تسفي سوكوت"، قال فيه بمنتهى الخسة "هذه الحرب أثبتت أننا نستطيع قتل 100 فلسطيني في ليلة واحدة دون أن يكترث العالم لذلك".
نتمنى أن يتواصل الغضب الغربي والضغوط العملية على المجرم نتنياهو، مع الملاحم الأسطورية التي يسطرها أبناء القطاع الأبي لإفشال كل الخطط الخبيثة التي تستهدفهم، والباقي يختصره الشاعر العراقي الكبير أحمد مطر في إحدى قصائده النارية كالعادة حين كتب: "قلت: إذن حكام العرب سيشعرون يوما بالخجل؟ قال: ابصق على وجهي إذا هذا حصل"..