حل اللجنة الرباعية بشأن السودان.. هل تخسر كينيا دورها الإقليمي؟
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
نيروبي – اختتمت أعمال القمة الاستثنائية الـ41 لرؤساء دول وحكومات الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا (إيغاد) بشأن السودان، يوم الأحد 10 ديسمبر/كانون الأول الحالي، في جيبوتي بإعلان قرار حل اللجنة الرباعية بقيادة كينيا.
وكانت إيغاد شكلت اللجنة في يونيو/حزيران الماضي للبحث عن حلول لإنهاء الصراع المستمر في السودان، وكلفت كينيا برئاستها بمشاركة جنوب السودان وجيبوتي وإثيوبيا.
وأعلن البيان الختامي للقمة أن الرئيس الكيني وليام روتو قدم، بصفته رئيس اللجنة الرباعية، تقريرا حول الدور الذي لعبته اللجنة لإنهاء الصراع في السودان، مما يعني حلّها وعودة جهود فض النزاع الدائر في السودان إلى إيغاد.
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان قد رفض مرارا رئاسة روتو جهود الوساطة، رغم إصرار هذا الأخير، واتهمه بدعم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) وبأن علاقات شخصية تجمعهما، وطلب أن يقود العملية رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت.
كما كانت وزارة الخارجية السودانية قد هددت في وقت سابق بالانسحاب من منظمة إيغاد إذا لم يتم تغيير رئاسة كينيا.
وأيد بيان القمة الختامي مقترح الفريق أول عبد الفتاح البرهان القاضي بوقف غير مشروط لإطلاق النار. وأكد البيان قبول قائد قوات الدعم السريع مقترحات إيغاد لوقف إطلاق النار غير المشروط، وحل النزاع من خلال الحوار السياسي، وعقد لقاء ثنائي مع البرهان.
وفي هذا الصدد، أفاد رئيس قسم شرق أفريقيا في صحيفة "أفريكا إنتليجنس" أنطوان غاليندو -في تصريح للجزيرة نت- بأن أحد أهم أسباب فشل اللجنة تكمن في الخلافات والتنافس بين الرباعي المكون لها، إذ تحتفظ كل دولة من اللجنة بمصالح متباينة مع طرفي النزاع في السودان.
وأضاف أن منظمة إيغاد تيقّنت من أن فشل عمل اللجنة قد يفقدها دورها كلاعب رئيسي في حل الصراع السوداني لصالح جهات أخرى، لذا سعت إلى حلها قبل أن تخسر هذا الدور.
من جانبها، رحبت الولايات المتحدة بقرارات قمة إيغاد بما فيها حل اللجنة الرباعية، مؤكدة دعمها الكامل لما جاء في البيان الختامي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر "إننا نرحب بقيادة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية تجاه حل الصراع في السودان".
وأضاف ميلر أن بلاده ستواصل التعاون مع إيغاد والاتحاد الأفريقي ومنظمات أخرى لتحقيق الاستقرار السياسي في السودان.
"اللاعب الأبرز"
وشاركت الولايات المتحدة في اجتماع قمة إيغاد عبر مبعوثها الخاص لشؤون القرن الأفريقي مايك هامر، إلى جانب ممثلين عن الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والسعودية وقطر والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا.
وكان هامر قد أعلن سابقا توجهه إلى جيبوتي وقطر وإثيوبيا في الفترة من 7 إلى 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري للمشاركة -إضافة لقمة إيغاد في جيبوتي- في منتدى الدوحة في قطر. كما سيجتمع في إثيوبيا مع مسؤولي الاتحاد الأفريقي لتنسيق الجهود بشأن السودان، وسيناقش مع المسؤولين الإثيوبيين مواصلة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في شمال البلاد.
وفي إجابة على سؤال للجزيرة نت حول الدور الأميركي في الصراع السوداني، أشار أنطوان غاليندو إلى أن إصرار أميركا بزعامة مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية "ماري كاثرين في" على مواصلة إحياء محادثات جدة يدل على عزم واشنطن أن تكون اللاعب الأبرز في الوساطة في هذا النزاع.
يذكر أن الولايات المتحدة تشرف، رفقة السعودية، على محادثات بين طرفي القتال في السودان فيما يعرف بمنبر جدة.
تحركات مفاجئة للبرهان
وكان عبد الفتاح البرهان قد استبق القمة بزيارة مفاجئة لكينيا يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. واستقبل الرئيس الكيني وليام روتو البرهان بالقصر الرئاسي في نيروبي. وتم الإعلان إثر ذلك الاجتماع عن الدعوة إلى عقد القمة الاستثنائية في جيبوتي.
كما زار البرهان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا، ثم التقى برئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله، وتم الاتفاق على عقد القمة.
لكن الصحيفة الكينية "إيست أفريكان" ذكرت في تقرير لها أن رئيس مجلس السيادة السوداني نجح، أثناء زيارته نيروبي، في إقناع روتو بتخلي كينيا عن قيادة جهود الوساطة لحل الأزمة في السودان، وإقناع بقية أعضاء لجنة إيغاد بفسح المجال أمام منبر جدة ليكون المسار الوحيد لإيجاد حل للأزمة السودانية.
في حين يرى رئيس قسم شرق أفريقيا في صحيفة "أفريكا إنتليجنس" أنطوان غاليندو أن استقبال روتو للبرهان في نيروبي كان طبيعيا باعتبار أن الرئيس الكيني هو رئيس اللجنة الرباعية.
ويقول المتحدث ذاته إنه بالنظر إلى الشكوك حول التحيز والتحفظات التي أبداها البرهان، يمكن النظر إلى هذه الزيارة أيضا على أنها رغبة من جانب روتو في إعادة التوازن لصورته ولمكانة كينيا كإحدى أهم القوى في المنطقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: اللجنة الرباعیة فی السودان
إقرأ أيضاً:
بيان مشترك لأعضاء اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بشأن التطورات في قطاع غزة
عقد أعضاء اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بشأن التطورات في قطاع غزة، اليوم الأحد ٢٥ مايو ٢٠٢٥، برئاسة صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير خارجية المملكة العربية السعودية، وبحضور معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في دولة قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، ودولة رئيس وزراء فلسطين وزير الخارجية الدكتور محمد مصطفى، ومعالي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية السيد أيمن الصفدي، ومعالي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج في جمهورية مصر العربية الدكتور بدر عبد العاطى، ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط، ومعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي السيد حسين إبراهيم طه، ونائب وزير خارجية جمهورية تركيا الدكتور نوح يلماز، اجتماعًا موسعًا مع مجموعة مدريد، وعددٍ من الدول الأوروبية، وذلك في العاصمة الإسبانية مدريد.
وبحث الاجتماع، تطورات الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية، والجهود الدولية الرامية إلى إيقاف الحرب وإنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع، كما ناقش الاجتماع التحضيرات الجارية للمؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين الذي سيُعقد في مقر الأمم المتحدة خلال شهر يونيو المقبل بمدينة نيويورك، برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية.
وأكد أعضاء اللجنة الوزارية على أهمية التعاون المشترك لإنجاح المؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، وذلك عبر تقديم التزامات واضحة وخطوات ودعم ملموس سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الأمني.
وشدد أعضاء اللجنة على أهمية تنفيذ حل الدولتين على أساس القرارات الدولية ذات الصلة وبما يكفل الحق الأصيل للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) لعام ١٩٦٧م وعاصمتها القدس الشرقية، مثمنين في ذات السياق جهود مجموعة مدريد والدول الأوروبية في دعم هذه المساعي الهادفة إلى تحقيق السلام العادل والدائم.
وأعرب أعضاء اللجنة عن تطلعهم لنجاح جهود الوساطة القطرية المصرية الأمريكية لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، مؤكدين على أهمية إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، وفتح جميع المعابر بشكل فوري ودون شروط، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية لتلبية احتياجات سكان القطاع.
وأعرب أعضاء اللجنة الوزارية عن إدانتهم للانتهاكات المتكررة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة، مؤكدين على أهمية التصدي لكافة التعديات الإسرائيلية علو القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وجدد أعضاء اللجنة دعمهم لجهود التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة وفقًا للخطة العربية لإعادة الإعمار التي تم اعتمادها في القمة العربية غير العادية بالقاهرة، ودعمهم للمؤتمر الدولي الذي تعتزم مصر استضافته في القاهرة بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة حول إعادة إعمار قطاع غزة.
ونوّه أعضاء اللجنة بالإصلاحات التي أطلقتها الحكومة الفلسطينية، مجددةً دعمها الثابت لجميع مايحقق مصالح وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وكل مايضمن أمنه واستقراره وازدهاره.