مأساة مستشفيات غزة أثناء علاج المرضى على لسان طبيب
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
يروي طبيب فلسطيني تجربته في علاج المرضى والجرحى في أحد مستشفيات غزة، في ظل انهيار نظام الرعاية الصحية جراء القصف الإسرائيلي العشوائي المستمر، الذي لم تسلم منه حتى المرافق الحيوية ومنشآت البنية التحتية في القطاع المنكوب.
وينقل الدكتور حافظ أبو خوصة، وهو جراح تجميل وترميم، تجربته هذه في مقال كتبه ونشرته مجلة تايم الأميركية.
ويقول الدكتور حافظ، إنه ظل يعمل ليل نهار في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث دأب على إجراء نحو 20 عملية جراحة ترميمية أحيانا كل يوم، تشمل إزالة الأنسجة الميتة من الحروق، وترقيع الجلد، وإغلاق الجذع لمبتوري الأطراف.
وأضاف أنه وزوجته وأطفالهما الثلاثة كانوا يعيشون قبل الحرب في حي الرمال بمدينة غزة، وكان يعمل في مستشفى صغير تديره منظمة أطباء بلا حدود. لكن عندما بدأ العدوان الإسرائيلي على القطاع تحوّل الحي إلى أنقاض، فاضطرت عائلته إلى الفرار من منزلها في 10 من الشهر نفسه، وظلت تنتقل من مكان إلى مكان.
وكانت العائلة تقضي ليلة في منزل شقيق زوجته، وأخرى في إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وثالثة في منزل شقيقه، قبل أن يفروا جنوبا إلى خان يونس في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وذكر أن نظام الرعاية الصحية في غزة انهار بشكل شبه كامل نتيجة للقصف الإسرائيلي المستمر، وتعرضت المستشفيات وسيارات الإسعاف لهجمات متكررة.
ووفقا لوزارة الصحة في غزة، فقد استشهد أكثر من 250 من العاملين في الحقل الطبي حتى الآن، من بينهم اثنان من زملائه في منظمة أطباء بلا حدود، اللذان توفيا أثناء أداء واجبهما في مستشفى العودة شمال غزة.
ومن بين 36 مستشفى في غزة، فإن 11 مستشفى لا تزال تعمل طبقا لمنظمة الصحة العالمية. أما مستشفيات شمال القطاع، مثل مستشفى الشفاء، فهي بالكاد تعمل أصلا بعد نفاد الأدوية الأساسية والوقود، كما ورد في مقال المجلة.
بتر بدون تخدير
ويقول الدكتور حافظ، إن زملاءه ظلوا يجرون عمليات بتر الأطراف تحت ضوء مصباح يدوي ودون تخدير، وعندما دهم الجنود الإسرائيليون مستشفى الشفاء قبل بضعة أسابيع، اضطر الأطباء والعاملون لترك المرضى أو الجرحى الأكثر معاناة لدرجة أنهم لم يتمكنوا من إجلائهم. وجرى اعتقال بعض الذين رفضوا المغادرة، من بينهم مدير المستشفى بالإضافة إلى عشرات آخرين.
وحسب كاتب المقال، فقد أجبر الجنود الإسرائيليون الكوادر العاملة في مستشفى النصر للأطفال بالتخلي عن المرضى، من بينهم 4 أطفال خُدَّج كانوا بحاجة إلى الأكسجين، عُثر عليهم لاحقا ميتين.
ووصف الوضع في مستشفى ناصر في خان يونس بأنه يعمل فوق طاقته بكثير بعد أن فاض بالجرحى. وأوضح أن المرضى يصطفون في الممرات، ويرقد العديد منهم على الأرض؛ لأنه ليس بالمستشفى أسرّة كافية.
وأوضح أن أصعب الحالات التي تمر عليهم هم المصابون الذين كانوا يتلقون علاجاتهم في مستشفيات شمال غزة، التي عاد إليها بالأمس لاستئناف عمله في مستشفى الأقصى "حيث تدعو الحاجة إلي وجودي هناك".
وتطرق إلى بيئة العمل في مستشفيات شمال غزة، حيث يعمل زملاؤه في ظروف تنعدم فيها الكهرباء، أو المضادات الحيوية وحتى المياه.
وقال، إن مرضى "جاءوا إلينا وهم يعانون من غرغرينا متقدمة أصابت أطرافهم، وكان من الممكن إنقاذهم، فكان لا بد من بترها. وكان أحد المرضى يعاني من حروق موبوءة بالديدان".
وسرد معاناة أسرته وهو بعيد عنهم، قائلا، إنه يحاول الاتصال بهم كل يوم "وأشعر بالارتياح عندما أعرف أنهم ما زالوا أحياء، لكن الأمور باتت أكثر رعبا".
ورغم كل تلك المعاناة بدا الدكتور حافظ أكثر إصرارا على مواصلة عمله حتى تحت الظروف القاسية التي حكاها في المقال.
وختم بقوله "أدعو الله أن تتوقف المذابح قريبا. وإلى أن يحدث ذلك، سأذهب إلى حيث تشتد الحاجة إليّ، وسأواصل خدمة شعبي وإنقاذ الأوراح".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الدکتور حافظ فی مستشفى
إقرأ أيضاً:
“إسرائيل تنشر الإرهاب!”.. سخرية من زلة لسان السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة / فيديو
#سواليف
أثارت #السفيرة_الأمريكية لدى الأمم المتحدة، #دوروثي_كميل_شيا، موجة عارمة من التعليقات والسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد انتشار فيديو لها وهي تُلقي باللوم على #إسرائيل في “نشر #الفوضى و #الرعب والمعاناة” في المنطقة قبل أن تُدرك خطأها وتُصحح كلامها بذكر #إيران، وسرعان ما انتشر المقطع بشكل فيروسي، مُسلّطًا الضوء على ما اعتبره كثيرون “زلة لسان فرويدية” تكشف عن حقيقة دفينة وتعبر عما يدور في خاطر متحدثها.
تفاصيل الزلة
خلال خطابها أمام اجتماع لمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة، قالت السفيرة شيا: “حكومة إسرائيل نشرت أيضًا الفوضى والرعب والمعاناة في جميع أنحاء المنطقة”، وتوقفت لدقيقة، ثم أدركت خطأها وصححت قائلة: “حكومة إيران نشرت أيضًا الفوضى والرعب والمعاناة في جميع أنحاء المنطقة”، بحسب قناة “إن تي دي في” الهندية.
مع تأكيدها عدم تورط الولايات المتحدة في الغارات الإسرائيلية على إيران، قالت الدبلوماسية الأمريكية: “لا شك أن الولايات المتحدة لا تزال تقف إلى جانب إسرائيل وتدعم إجراءاتها ضد طموحات إيران النووية”.
وأوضحت الدبلوماسية الأمريكية أن قادة إيران كان بإمكانهم تجنب الحرب الحالية لو قبلوا اتفاقًا يمنعهم من امتلاك سلاح نووي.
US representative to the UN Dorothy Shea:
"Israel's government has also spread chaos, terror and suffering throughout the region…"
Awkward pause.
"Iran's government has also spread chaos, terror and suffering throughout the region…"
It's always foreign policy that brings… pic.twitter.com/W5UMV52rVn
حملة السخرية على زلة شيا
لم يمر المقطع دون أن يلاحظه أحد، حيث انتشر بسرعة البرق على منصات التواصل الاجتماعي، وأرفقه المستخدمون بالتعليقات الساخرة والمُنتقدة.
علقت الصحفية مارجريتا سيمونيان على المقطع بقولها: “دائمًا ما تُظهر السياسة الخارجية زلات لسان فرويدية لدى المسؤولين الأمريكيين، أمر مثير للفضول”.
كما شارك الخبير الاقتصادي آدم إسماعيل الفيديو، مُعلقًا: “يا للروعة! هذه يجب أن تكون أم الزلات الفرويدية كلها، ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي تُطلق على إسرائيل دولة إرهابية”.
فيما كتب الكاتب الباكستاني منصور أحمد قريشي: “أوبس، القناع انزلق، حتى الولايات المتحدة لم تستطع إخفاء هذه المرة أن إسرائيل نشرت الفوضى والرعب والمعاناة”.
بينما علق المغرد الهندي مهراج عمر قائلًا: “اللسان دائما ينتزع ما في القلب عندما يكون هناك ظلم، تطهير الإنسان”.
زلات لسان سابقة بحق إسرائيل
هذه ليست المرة الأولى التي يُدلي فيها مسؤول أمريكي بتعليق “غير مقصود” ضد إسرائيل، ففي عام 2024، واجه المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، انتقادات شديدة بعد أن قال إن إسرائيل لها الحق في استهداف المدنيين بدلًا من مقاتلي حماس.
تأتي هذه الزلة في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تصعيدًا مستمرًا بين إسرائيل وإيران.
ففي يوم السبت، واصل الطرفان هجماتهما الجوية المتبادلة، في حين أعلنت طهران أنها لن تتفاوض بشأن برنامجها النووي وهي تواجه تهديدات. ويأتي هذا التصعيد بعد أن أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أنه قد يدعم وقف إطلاق النار بين “الخصمين اللدودين في المنطقة” “حسب الظروف”.
Whoops!
This must be the mother of all Freudian slips.
The US representative of the UN Security Council calls Israel a terrorist state:
"Israel's government has also spread chaos, terror, and suffering throughout the region" pic.twitter.com/c54wkPuqMw