حكم دفع الصدقات لخدمة ذوي الهمم
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
يسأل الكثير من الناس عن حكم دفع الصدقات لخدمة ذوي الهمم اجابت دار الافتاء المصرية وقالت صَدقةُ التطوع بابُها أوْسعُ مِنْ باب الزكاة؛ فيجوز إعطاؤها في مصارفِ الزكاة الثمانية وغيرها، سواء أكان آخذها غنيًّا أو فقيرًا، مسلمًا أو غير مسلم، بخلاف الزكاة؛ قال الإمام النووي الشافعي في "المجموع" (6/ 236، ط. مكتبة الإرشاد): [تحلُّ صَدقة التطوع للأغنياء بلا خلاف؛ فيجوز دفعها إليهم ويُثَاب دافعها عليها، ولكن المحتاج أفضل] اهـ.
وعليه وفي واقعة السؤال: فإنَّه يجوز شرعًا أنْ تُدفعَ الصدقة لذوي القدرات الخاصة باختلاف فئاتهم وقدراتهم المالية؛ وذلك للقيام بالمتطلبات المذكورة في السؤال، وهو أمرٌ مطلوبٌ شرعًا؛ حيث قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰ﴾ [المائدة: 2].
المقرر شرعًا أن على الإنسان أن يحقق الاتزان والاعتدال في شتى مناحي الحياة؛ فمع الأمر بالتصدق والإنفاق من الجميع في كل مصارف الخير -بما في ذلك الفقير-؛ إلا أن الإنسان مأمورٌ مع ذلك بأن يكون إنفاقه في تلك الوجوه على قدر من الوسطية والاعتدال؛ فلا يكون بخيلًا شحيحًا، وفي المقابل لا يبلغ في الإنفاق درجة السفه والإسراف مع حاجته وحاجة مَن يعول؛ قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ [البقرة: 143].
وقال تعالى: ﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا﴾ [الإسراء: 29].
قال الإمام الزمخشري في "الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل" (2/ 662، ط. دار الكتاب العربي): [هذا تمثيل لمنع الشحيح وإعطاء المسرف، وأمر بالاقتصاد الذي هو بين الإسراف والتقتير، ﴿فَتَقْعُدَ مَلُومًا﴾ فتصير ملومًا عند الله؛ لأن المسرف غير مرضي عنده وعند الناس، يقول المحتاج: أعطى فلانًا وحرمني] اهـ.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ» متفق عليه.
قال الحافظ ابن الجوزي الحنبلي في "شرح مشكل الصحيحين" (3/ 520، ط. دار الوطن): [اعلم أن الصدقة نافلة، وإغناء النفس والأهل واجب، فإذا أُغنوا حسنت الصدقة بعد ذلك، فهذا معنى قوله: «وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ». فإن قيل: فكيف الجمع بين هذا وبين قوله: «أفضل الصدقة جهد مقل»؟
فالجواب: من وجهين: أحدهما: أن يكون جهد المقل بعد إغناء من يلزم إغناؤه، فكأنه يستسلُّ من فواضل الغنى شيئًا فيتصدق به] اهـ.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
قصر العيني يطلق قافلتين طبيتين لخدمة المحاربين القدامى
عززت كلية طب قصر العيني دورها المجتمعي بتنفيذ قافلتين طبيتين علاجيتين موسّعتين؛ الأولى إلى جمعية المحاربين القدامى والوفاء والأمل بمدينة نصر، والثانية إلى قرية وردان بمركز منشأة القناطر بمحافظة الجيزة، تأكيدًا لالتزامها بإيصال الخدمة الطبية الجامعية إلى الفئات الأكثر احتياجًا في جمعية المحاربين القدامى والوفاء والأمل.
جاء ذلك تحت رعاية الدكتور حسام صلاح مراد، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة القاهرة، وبتوجيه وإشراف الدكتور عمر عزام، وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
قافلة طبية شاملةنظّمت الكلية قافلة طبية شاملة استجابة لدعوة الدكتورة نادية زخاري، وزيرة البحث العلمي الأسبق، وبمشاركة المعهد القومي للأورام، وكلية الصيدلة بجامعة القاهرة، وكلية التمريض بالجامعة البريطانية.شارك في القافلة خمسة من أساتذة قصر العيني في تخصصات طب الأسرة، الأمراض الجلدية، الأنف والأذن، الروماتيزم والتأهيل، وطب العيون، إلى جانب اثنين من أعضاء هيئة التدريس بكلية الصيدلة، واثنين من المعهد القومي للأورام، حيث تولوا الكشف الطبي وتقديم الاستشارات، بالتوازي مع صرف الأدوية والمستلزمات الطبية مجانًا وفقًا لاحتياجات كل حالة.
ووفّرت إدارة الجمعية، برئاسة اللواء أحمد أبو شرق، عيادات للكشف وصيدلية مستقلة وتسهيلات تنظيمية كاملة، ما مكّن القافلة من خدمة أكثر من 370 مستفيدًا، بينهم 212 مريضًا تم توقيع الكشف عليهم وصرف العلاج لهم دون مقابل، إلى جانب ندوة تثقيفية حول الأورام الشائعة – خاصة أورام الثدي والبروستاتا – ركزت على الوقاية والكشف المبكر والرعاية التمريضية السليمة.
أما في قرية وردان، فقد نظّمت الكلية قافلة طبية علاجية كبرى بالتعاون مع نادي روتاري طيبة، ونادي روتاري المقطم، وكلية الصيدلة بجامعة حلوان، دعمًا لوصول الخدمة الطبية المتخصصة إلى القرى والمناطق الأكثر احتياجًا.شارك في القافلة ثمانية من أعضاء هيئة التدريس بكلية الطب في تخصصات الباطنة، جراحة العظام، الأمراض الجلدية، طب الأطفال، الأنف والأذن، أمراض النساء والتوليد، الرمد، وأمراض القلب، إلى جانب عضوين من هيئة التدريس بكلية الصيدلة وخمسة عشر طالبًا من الكلية نفسها، حيث تولوا الكشف الطبي وكتابة الوصفات وصرف الأدوية من صيدلية مجهزة داخل مقر القافلة، مع توفير عيادة متنقلة لطب الفم والأسنان.
واعتمد تنظيم القافلة على تنسيق مسبق مع مسؤولي الوحدة الصحية بقرية وردان ومديرية الشؤون الصحية بمنشأة القناطر، ما أسهم في تعريف سكان القرية والقرى المجاورة بالخدمات المجانية وتشجيعهم على الاستفادة منها، ليصل عدد المترددين إلى 965 مريضًا تم توقيع الكشف عليهم وصرف العلاج لهم بالمجان، فضلًا عن تحويل 71 حالة إلى مستشفيات جامعة القاهرة لاستكمال الفحوصات أو التدخلات الجراحية اللازمة.
وتجسّد القافلتان، بما شهدتاه من مشاركة واسعة وتنسيق مؤسسي ودعم لوجستي من الشركاء، رؤية قصر العيني في أن يكون الطب الجامعي حاضرًا في قلب المجتمع، مساند للمحاربين القدامى وأهالي القرى على حد سواء، عبر خدمة طبية وإنسانية متكاملة ترفع عبئًا حقيقيًا عن كاهل الأسر الأكثر احتياجًا وتنسجم مع توجه الدولة نحو توسيع مظلة الرعاية الصحية المجانية.