موقع النيلين:
2025-06-26@18:26:37 GMT

الراحل محمد ميرغني… (وتبقي سيرتك هي الكلام)

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT


الراحل محمد ميرغني… (وتبقي سيرتك هي الكلام)…
(1)
(جرثومة الحنين) إلى صوت الأستاذ محمد ميرغني ظلت تسكنني وتطاردني، أعبّئ منه الأوردة (عاطفة وحنان)، أغنياته استوطنت المسام، حيث ظللت (أنا والأشواق) منذ أن صادفني صوته ممتلئاَ بالوعي والحلاوة والطلاوة والتطريب.. وكلما تدفق إرهافاً وسال شهداً من حنجرة (ابنعوف) حملته وداً وحباً وإخلاصاً لـ(حالة إدمان) ظلت تتملكني إنصاتا وتأسرني استماعا عندما اهفو إلى نغم يحملني لبراحات الامتاع، يغادر بي واقع الأحزان ويقلني على جناح الأفراح.


(2)
ظل محمد ميرغني هالة ضوء تتسع بهرتها كلما جن ليل الذكريات وحملنا أسى الواقع إلى بوابات البحث عن راحة النفس وبهاء الأمنيات، جمّل حياتنا بأروع الأغنيات ومنحنا القدرة على الاستمتاع في زمن تسيدته الرتابة وسكنه الملل وأوجعه التكرار.
(3)
نحن من جيل أوسعته مفردات محمد ميرغني شجناً وهو يسكب على أسماعنا رحيق الألحان الخالدة، غنى لصاحب (البحر القديم) مصطفى سند في نسخته الدارجة: (زمان غنينا لي عينيك غناوي تحنن القاسين هدينالك معزتنا ومشينا وراك سنين وسنين.. بنينالك قصور بالشوق فرشنا دروبا بالياسمين وقلنا عساك تزوريها ترشي البهجة في ساحتا وبي عينيك تضويها حلاتك وانت ماشة براك شايلة الدنيا بي أشواقا وبالفيها).
(4)
الغناء عند محمد ميرغني وثيقة تأمين ضد شيخوخة الكلمات وهبوط المفردة و(الألحان المسيخة)، حملت صوته زاداً من الذكريات، وهرباً من رمضاء الأسى التي لا ترحم، أحببناه وألفناه ونصّبناه سيداً للنغم وناطقاً باسم مشاعر تربت في كنفه وذائقة طوّعها لحنه حتى باتت (تستمسخ) ما عداه، وأذن هوت كل ما دلقه على المسامع من (حلو الكلام).
(5)
كان ميرغني قاسما مشتركا فى كل افراحنا ، تفتحت ذائقنا على جرس صوته الطروب وتفتقت اسماعنا والرجل يسكب فيها من عسل اسماعين فى ( اشتقت ليك) ، وانا والاشواق ل( السر دوليب).. ولصلاح حاج سعيد ( شوف كم زمن ما شلنا هم ولا عشت يا قلبي العذاب، الحب طريق محفوف صعاب وانت لسة فى اولو، وما قلنا ليك الحب طريق قاسي وصعيب من اولو وما رضيت كلامنا وجيت براك اهو دة العذاب اتحملو)..
وداعا ايها الصوت الذى رسخ فى الروح والذاكرة واصبح جزء من المزاج السوداني الجميل بموهبته ووسطيته واتحاديته، واستاذيته، مازالت ترن فى اذني وانا اكتب ( لاهماك وعيد لاخشيت الزمن ، يا شعبا غناهو نفديك ياوطن تسلم ياوطن)، رحلت والوطن نازف وتركتنا وتركته للاحزان التى سنكون عليها الى ان نلتقيك، انا لله وانا اليه راجعون تغمدك الله بواسع الرحمة والمغفرة ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.. والي ان نلقاك..
ح(تبقي سيرتك هي الكلام
ويبقي اسمك هو الغنا ..
هو البخفف لي عذابات الضنا..
الشفت منك يامنى الروح يا انا…
وصفوا بيصعب ياجميل..
وبعدت عنك..
ولما طال بي النوى..
بقى لي اسيبك مستحيل) …

محمد عبدالقادر

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: محمد میرغنی

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلاده.. تعرف على أبرز المحطات الفنية لـ حسن مصطفى

يحل اليوم الخميس الموافق 26 يونيو ذكرى ميلاد الفنان الراحل حسن مصطفى، حيث ولد في مثل هذا اليوم من عام 1933، ورحل عن عالمنا في 19 مايو 2015، رحل وترك خلفه تاريخ حافل من الأعمال الناجحة والخالدة في أذهان جمهوره ومحبيه حتى الآن، ويعرض لكم "الفجر الفني" خلال السطور التالية أبرز المحطات الفنية للراحل حسن مصطفى.

 

 

نشأة حسن مصطفى



ولد الفنان حسن مصطفى عام 26 يونيو 1933 فى حى الظاهر، وتخرج من معهد الفنون المسرحية عام 1957، ثم التحق بفرقة الفنان إسماعيل ياسين، ليبهر الجميع بموهبته الفذة.

 

أبرز المحطات الفنية لـ حسن مصطفى


نجح الفنان الراحل حسن مصطفى في تكوين ثروة فنية ما يقرب من 400 عمل فنى، وأبدع فى المسرح حتى أصبح أيقونة مسرحية لن تتكرر، ومن أبرز أعماله: "مدرسة المشاغبين"، العيال كبرت، سيدتى الجميلة، حواء الساعة 12، دو رى مى فاصوليا، الدبابير، رأفت الهجان، العميل 1001، إمام الدعاة، من الذى لا يحب فاطمة، ضمير أبلة حكمت عباس الأبيض فى اليوم الأسود، شيخ العرب همام وغيرها.

مقالات مشابهة

  • محمد عاكف العدوان … مبروك قدوم ( عدوان )
  • في ذكرى ميلاده.. تعرف على أبرز المحطات الفنية لـ حسن مصطفى
  • برلمانية: الاعتماد على مواردنا الدولارية يعيد الروح للصناعة
  • محاضرتان تعبوية ودينية للرفع من الروح المعنوية لقوات الكتيبة 21 مشاة
  • الفنان شريف الفحيل وامتحان الروح – دفاع عن موهبة سودانية في وجه العاصفة
  • شيخ العقل: لضرورة بثّ الروح الإيجابية في مجتمعاتنا لمواجهة التحديات
  • رانيا يوسف: انت عرفتني وانا لابسة الشورت يبقى ماتقولش البسي طويل.. فيديو
  • ترامب يرفع صوته على نتنياهو قبل دقائق من قصف إيران
  • «الروح الإيجابية» في شرطة دبي يحتفي باليوم العالمي للأب
  • د. غنوة محمد الموجي لـ الفجر: "سنصدر كتابا عن سيرة والدي الراحل في يوليو المقبل"