الأمم المتحدة تحذر من "انهيار" النظام المدني في قطاع غزة
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنّ الجوع واليأس يدفعان سكان قطاع غزة إلى الاستيلاء على المساعدات الإنسانية التي تدخله، محذّرة من "انهيار النظام المدني".
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، على هامش منتدى الأمم المتحدة العالمي للاجئين، "أينما ذهبنا، الناس يائسون وجائعون ومذعورون".
وأضاف "نحن على حافة انهيار محتمل" في قطاع غزة "لأن النظام المدني ينهار بشكل متزايد" بسبب الحرب.
وسمحت إسرائيل بإنشاء نقطة تفتيش إضافية للمساعدات الإنسانية عند معبر كرم أبو سالم قبل دخولها من مصر إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.
وتهدف هذه الخطوة إلى زيادة كميات المواد الداخلة إلى القطاع، في حين تعتبرها الأمم المتحدة غير كافية على الإطلاق.
ومعبر رفح هو الوحيد المفتوح أمام المساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة حيث يعاني السكان من ظروف معيشية كارثية.
وقال لازاريني "طالما بقيت المساعدات الإنسانية ضئيلة مقارنة بضخامة الاحتياجات، طالما استمر هذا التوتر، وطالما أصبح الوضع أكثر استحالة".
وروى مرة جديدة أنه رأى سكاناً في قطاع غزة يسلبون طعاماً من شاحنات تنقل مساعدات إنسانية داخل القطاع، ويأكلونه على الفور في الشوارع.
وقال رداً على سؤال "لم أسمع عن الاستيلاء على أي من شاحناتنا، التابعة للأمم المتحدة أو الأونروا" بعنف من قبل حماس.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن لازاريني قوله "مع هذا اليأس المتزايد، تزداد بيئة عملنا صعوبة. في هذه المرحلة، وفي ظل غياب وقف لإطلاق النار، إن الطريقة الوحيدة لمعالجة الأمر (...) هي في تقديم مساعدة على نطاق واسع".
وأكد أنّ "الجوع أمر لم يشهده سكان (قطاع غزة) من قبل، ولكنه ظهر في الأسابيع الأخيرة".
ولفت لازاريني إلى أنّ في قطاع غزة، "يشعر الناس بأن المجتمع الدولي قد تخلى عنهم"، وأكد أنه "مصدوم" من "انعدام التعاطف والإنسانية (...) في حين أن ما يحدث في الواقع يثير غضب أي شخص".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أونروا إسرائيل رفح لازاريني قطاع غزة إسرائيل وغزة حماس غزة أونروا إسرائيل رفح لازاريني قطاع غزة أخبار إسرائيل الأمم المتحدة فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
كيف يعرقل الاحتلال وصول المساعدات على الحدود إلى داخل قطاع غزة؟
ذكرت وكالة وكالة اسوشيتد برس، أن هناك عدة أسباب تمنع وصول المساعدات لغزة، منها الطرق غير الآمنة والبيروقراطية ومنع الوصول، فلاستعادة المساعدات على الحدود - أو التنقل في معظم قطاع غزة - يجب على شاحنات الأمم المتحدة دخول المناطق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال بعد الحصول على تصريحه.
وتقول دولة الاحتلال انها تسمح بدخول ما يكفي من المساعدات وتلقي باللوم على وكالات الامم المتحدة لعدم قيامها بما يكفي لاستعادتها وإيصالها الى المحتاجين. فيما تقول المنظمة الأممية أنها تعوقها القيود العسكرية الإسرائيلية على تحركاتها وحوادث النهب الإجرامي.
وقالت الأمم المتحدة والخبراء إن الفلسطينيين في غزة معرضون لخطر المجاعة، مع تقارير عن أعداد متزايدة من الأشخاص الذين يموتون لأسباب تتعلق بسوء التغذية.
وذكرت وكالة اسوشيتد برس، أن "إسرائيل تتحدث عن مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات تنتظر على الحدود حتى توزع الأمم المتحدة في غزة".
والخميس الماضي، نقل جيش الاحتلال الإسرائيلي الصحفيين إلى الجانب الغزي من معبر كرم أبو سالم حيث كانت مئات صناديق المساعدات على منصات نقالة تملأ الكثير منها.
الطرق غير الآمنة
بمجرد تحميل المساعدات ، يجب أن تصل الشاحنات بأمان إلى السكان، وهذه الرحلة تستغرق ربما 20 ساعة وفق الأمم المتحدة.
وأضافت الوكالة، أن "حشودا كبيرة من اليائسين ، وكذلك العصابات الإجرامية ، تطغى على الشاحنات عند دخولها وتجريدها من الإمدادات".
ويقول شهود عيان إن القوات الإسرائيلية تفتح النار بانتظام على الحشود، مما يتسبب في سقوط شهداء وجرحى.
وقالت أولغا تشيريفكو، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، "إن هذه العوامل مجتمعة عرضت الناس والعاملين في المجال الإنساني لخطر جسيم وأجبرت وكالات الإغاثة في العديد من المناسبات على وقف جمع البضائع من المعابر التي تسيطر عليها السلطات الإسرائيلية".
واستشهد ما لا يقل عن 79 فلسطينيا أثناء محاولتهم إدخال المساعدات إلى غزة هذا الأسبوع، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وقال مسؤول بالأمم المتحدة لم يصرح له بمناقشة القضية علنا وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن القوات الإسرائيلية فتحت النار على حشود حاولت أخذ طعام من قافلة شاحنات دخلت.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية على موقعه على الإنترنت إن هناك انهيارا في القانون والنظام يرجع جزئيا إلى انهيار قوة الشرطة المدنية التي تديرها حماس في غزة مما أدى إلى انعدام الأمن في المعابر والقوافل التي تتحرك داخل غزة. وقالت إن هذا يتفاقم بسبب زيادة العصابات المسلحة.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن الجيش الإسرائيلي كثيرا ما يحدد طرقا للشاحنات لاستخدامها "غير مناسبة، إما غير سالكة لقوافل الشاحنات الطويلة، أو مرورها بأسواق مزدحمة، أو تسيطر عليها عصابات خطرة". وقالت إنه عندما تعترض الأمم المتحدة على طريق ما ، فإن الجيش يوفر بدائل قليلة.
وبينت الأمم المتحدة أن أكثر من نصف طلبات الحركة التي تقدمها 506 من أصل 894 طلبها رفضها الجيش أو عرقلها في مايو أيار ويونيو حزيران ويوليو تموز.
عرقلة الاحتلال المتعمدة
وهناك أيضا تأخيرات منتظمة من جانب القوات الإسرائيلية في التنسيق، كما قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن التأخيرات تؤدي إلى ضياع الوقت وصعوبة التخطيط وإهدار الموارد حيث تقضي القوافل ساعات في انتظار "الضوء الأخضر لتحرك ليتم رفضها".
وتشير الأمم المتحدة إلى إن السماح بدخول مساعدات كافية يوميا سيحل المشكلة.
وخلال معظم فترات الحرب، تمكنت وكالات الأمم المتحدة من إيصال المساعدات بأمان إلى من يحتاجون إليها، على الرغم من القيود الإسرائيلية والهجمات والنهب في بعض الأحيان.
ووفرت الشرطة التي تديرها حماس الأمن العام، ولكن نظرا لأن الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت قوة الشرطة ، فقد لم تتمكن من العمل, بحسب التقرير.
وتقول الأمم المتحدة إن مرافقة الجيش الإسرائيلي قد تلحق الضرر بالمدنيين مشيرة إلى إطلاق النار والقتل من قبل القوات الإسرائيلية المحيطة بعمليات الإغاثة.
وتؤكد الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة أيضا أن نهب الشاحنات يقلل أو يتوقف تماما عندما يسمح بدخول مساعدات كافية إلى غزة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك. "أفضل حماية لنا هي مشاركة المجتمع،
وللحصول على هذا التأييد المجتمعي ، يجب على المجتمعات أن تفهم أن الشاحنات ستأتي كل يوم ، وأن الطعام سيأتي كل يوم"، مضيفا أن "هذا ما نطلبه".