يمانيون – متابعات
بعمليتها الأخيرة ضدّ سفينة تابعة للنرويج كانت متجهة إلى كيان العدو الصهيوني أكملت القوات المسلحة اليمنية مسارات تأكيد استمرارها في منع مرور السفن المتجهة إلى الكيان الغاصب، من أي جنسية كانت، حتى إدخال احتياجات أبناء غزة من الغذاء والدواء والمشتقات النفطية، الأمر الذي يرسم بوضوح قواعد الاشتباك التي فرضتها المقاومة اليمنية في مواجهة قوى العدوان الصهيو-أمريكي.

وقد برهنت العملية الأخيرة على فصل جديد من نمو قدرات الردع وجاهزية المبادرة بتأكيد القدرة التي يعرف العدو مصداقية الإعلان عنها منذ أول عملية نفذتها القوات المسلحة اليمنية والتي باتت تمتلك تصورا دقيقا لإدارة مجريات المعركة، وفرضها أبعادً استراتيجية سيكون لها ارتداداً ميدانياً وسياسياً، سيساهم في وقف العدوان الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة.

وهنا لا بد من الإشارة إلى واحدة من أهم أوراق القوة التي يواجهها الكيان المؤقت، والمتعلقة بخطر “عبور السفن إلى الكيان الصهيوني” وهي المعادلة الجديدة التي أعلنتها وثبتتها المقاومة اليمنية كواحدة من استراتيجياتها العسكرية والجيوسياسية، التي باتت مرتبطة بشكل واضح بمعادلة وقف العدوان وكسر الحصار عن غزة.

رسائل بالغة الدلالات، تضمنتها عملية استهداف اليمن للسفينة النرويجية وهى أن الجبهة اليمنية وصلت لنقطة اللاعودة من حيث تثبيت معادلات الردع التي ستكون من عيار مختلف ستؤدي بالنتيجة إلى توسيع قاعدة المشاركة اليمنية ودعم استمرار العمليات وتصاعدها في حال استمر العدوان الأمريكي الصهيوني في ارتكاب المزيد من المجازر وجرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني.

ويتضح، من خلال العملية الأخيرة للقوات المسلحة اليمنية أن اليمن هي التي تمسك بزمام المبادرة، العسكرية والاقتصادية في المنطقة الممتدة من البحر العربي إلى البحر الأحمر وحتى ميناء أم الرشراش (إيلات) الفلسطيني المحتل، على خليج العقبة ما يعني أن العدو الصهيوني أصبح في حالة حصار بحري لن يستطيع تحمله.

وأمام هذا الواقع كشف موقع “غلوبس” الصهيوني المختص بالشؤون الاقتصادية، عن توقف ميناء أم الرشراش المحتل عن العمل بشكل كامل نتيجة التهديدات اليمنية.

ووفق الموقع الصهيوني فقد أوضحت سلطات الميناء أن تهديدات اليمن تؤثر على جميع السفن سواء تلك التي تمر إلى البحر الأبيض المتوسط أو التي تصل إلى أم الرشراش “إيلات”.

وأكد مسؤولون صهاينة في الميناء: أنه لا توجد أي سفن تقريبًا تزور الميناء.. مشيرين إلى أن الميناء ينوي إخراج العمال من العمل وإغلاق بوابات الميناء بسبب قلة العمل.

بدوره، علّق تساحي هنغبي، رئيس ما يُسمى بمجلس “الأمن القومي” الصهيوني على التهديدات التي أطلقها اليمن دعماً لغزة.. كاشفاً أنّ الكيان الغاصب يعيش حصاراً بحرياً.

وفي وقت سابق قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في كيان العدو “أمان”، تامير هايمن: إنّ تهديد اليمن هو “مشكلة للأمن القومي الصهيوني” وهو “تهديد خطير جداً على المستوى الاستراتيجي لحريّة الملاحة الصهيونية”.

وبالنظر إلى خريطة العمليات العسكرية اليمنية ومحيطها وارتباطها بالعدوان على غزة وإلى نتائجها الحالية، كل ذلك يؤكد أن الكفة ليست في صالح الكيان الغاصب وأمريكا، في باب المندب التي ليس أمامها إلا الخضوع لخيار الضرورة الحتمية التي فرضتها المقاومة اليمنية والقبول بوقف العدوان وكسر الحصار عن غزة في ظل تراكم الخسائر والتراجعات التي يتعرضان لهما.

عملياً.. بات من الواضح أن اليمن وضعت الكيان الصهيوني في شباك معادلات الردع اليمنية، وهذا يعني أن القادم من الأيام سيكون هناك تغير في الخطاب الصهيوني تجاه العدوان على غزة وهو ما أكده رئيس الوفد الوطني المفاوض، محمد عبد السلام، أن دولًا فاعلة تتواصل مع الوفد المفاوض وتؤكد دعمها لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتزامها بالعمل لإدخال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.

وقال عبد السلام في منشور على منصة “إكس” أمس الأربعاء: “على خلفية العمليات في البحر الأحمر والبحر العربي نتلقى اتصالات ورسائل عدة من دول فاعلة تؤكد دعمها لوقف إطلاق النار في غزة والتزامها بالعمل على إدخال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني وأنهم ضد توسع الصراع”.

وأضاف عبد السلام: “ومع تشجيعنا لكل المواقف المطالبة بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات فإننا نؤكد على أهمية ترجمة هذه المواقف على أرض الواقع، وسيبقى موقف اليمن مستمرًا وثابتًا إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة”.

وعبر عن تشجيعه لكل المواقف المطالبة بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات.. مشدّدًا على أهمية ترجمة هذه المواقف على أرض الواقع.

وختم عبد السلام حديثه مؤكدًا أن موقف اليمن ثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.

وفي هذا الإطار، هناك جُزئية لابد من التركيز عليها، وهي أن استمرار الضربات اليمنية تدشين لمرحلة انتزاع المبادرة بمعادلات الردع لمستويات عُليا ووضع قواعد اشتباك نوعية لا تتعلق فقط بالعمليات العسكرية وإنما بالحرب الاقتصادية والسياسية.

وبالتالي فقد أثبتت القوات المسلحة اليمنية للجميع أنها تتقن قلب المعادلات في المنطقة في الوقت المناسب، وبأنها غير عابئة بالتهديدات الأمريكية أو الصهيونية فضلاً عن الرضوخ لها، بعدما تركت خيارات الرد مفتوحة، وأعطت قوى العدوان مؤشر جديد بأن قواعد الاشتباك انتقلت من مرحلة إلى مرحلة، لتنتقل بالبوصلة باتجاه فلسطين المحتلة ليقع العدو في فخ ضربات المقاومة اليمنية مرة أخرى، وليكون على علم بأن الصفعة المقبلة ستكون أقوى في حال استمر في عدوانه، ذلك أن فكّ الحصار مقابل الحصار، ووقف العدوان مقابل وقف العمليات العسكرية اليمنية.

وبالمحصّلة وأمام تلك المعطيات وزحمة مشاريع الممرات البرية والبحرية، وموضع ذلك كله في العدوان على غزة، يمكن القول: إن اليمن بات يملك مفاصل رفع العدوان والحصار عن غزة، وهو يؤكد ذلك مُجددا التزامه بقضية فلسطين وبانتمائه إلى معسكر المقاومة والتحرر في المنطقة.

المصدر : السياسية

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة المقاومة الیمنیة الحصار عن غزة وقف العدوان إطلاق النار عبد السلام

إقرأ أيضاً:

اليمن نموذج ناصع في مواجهة أطماع التوسع الاستعماري

عمير:الجبهة اليمنية وصراع الصمود ضد الهيمنة الضبيبي:صنعاء والضاحية.. وفاءٌ مؤصل وعهدٌ أبدي لا يسقطه التقادم التبعي:اليمن وصمود الأُمَّــة في مواجهة العدوان

 

اليمن نموذج ناصع نكس كل رايات المستكبرين على امتداد الأرض اليمنية وسيظل يمن الإيمان والحكمة والجهاد سندا للأشقاء في فلسطين ولبنان.. اليمن نموج حي نكس كل رايات المستكبرين على أمتداد الأرض اليمنية حتى تحرير الأرض العربية من التواجد العسكري الاستعماري وتطهير مسرى الرسول الكريم ..

الثورة  / أمين رزق

البداية مع الأخ / رهيب التبعي الذي تحدث قائلا: في قلب الجزيرة العربية، يقف اليمن اليوم نموذجًا حيًّا للصمود والتحدي، حَيثُ تواجه الجبهة الوطنية مشروعًا توسعيًّا يفرضه تحالف واسع يضم السعوديّة والإمارات، مدعومًا من أمريكا وكَيان الاحتلال، مع المنافقين الذين عملوا على نشر الفرقة وتقويض الإرادَة الوطنية ومع كُـلّ هذه الضغوط، ظل الشعب اليمني ثابتًا، يثبت يومًا بعد يوم أن القوة الحقيقية لا تُقاس بالسلاح أَو المال، بل بالإيمان العميق بالقضية، وبالتمسك بالحق الوطني والديني في مواجهة كُـلّ محاولات الهيمنة.

لقد أثبت اليمنيون أن الصمود يمكن أن يكون استراتيجية ناجحة عندما يتحد الناس حول مشروع واضح وهدف سامٍ وفي قلب هذا الصمود، يقف السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله، الذي أسّس قيادة مبنية على رؤية واضحة ودروس مستمدة من القرآن الكريم، تربط بين الصمود والإيمان، وتحوِّل المعاناة إلى طاقة دافعة للعمل والوعي فقد أكّـد منذ البداية أن مواجهة العدوان ليست معركة على السلطة أَو النفوذ، بل هي صراع للحفاظ على سيادة اليمن وحماية كرامة شعبه، وأن أي نصر حقيقي يبدأ بالوعي الجماعي وبالثقة في النفس قبل أية حسابات ميدانية.

وقد أثبتت السنوات أن هذه الرؤية كانت حجر الأَسَاس في بناء جبهة وطنية متماسكة، قادرة على مواجهة أصعب التحديات ومع تزامن احتفال الشعب اليمني بعيد الجلاء الذي شهد طرد آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن، يواصل الشعب اليمني اليوم نضاله المُستمرّ ضد الاحتلال السعوديّ والإماراتي والأمريكي، ولن يهدأ حتى استكمال تحرير الجمهورية اليمنية من هذا الاحتلال، وتحقيق أهداف الثورة اليمنية التي انطلقت في 21 سبتمبر 2014 ضد الوصاية الأمريكية والسعوديّة والإماراتية والصهيونية وأدواتهم العميلة في اليمن وفي هذا السياق، يحتفل الشعب اليمني اليوم أَيْـضًا بذكرى ثورة 30 نوفمبر، ليجسد رابطًا بين الماضي الوطني العريق والحاضر المقاوم، مؤكّـدًا أن إرادَة الشعب اليمني لم تنكسر وأن الكرامة الوطنية أسمى من كُـلّ محاولات الهيمنة لم يكن العدوان على اليمن مُجَـرّد حرب تقليدية، بل حملة شاملة استهدفت تفكيك البنية الاجتماعية والاقتصادية، ومحاولة إخضاع الإرادَة الوطنية، وتمويل صراعات داخلية عبر أدوات محلية وخارجية ولكن قدرة القيادة اليمنية على قراءة المشهد بوعي، وتحويل الضغوط إلى أدوات تعزيز للوحدة الداخلية، أكسبت الجبهة صلابة غير متوقعة، وجعلت أي محاولة لكسر إرادتها أشبه بمحاولة هدم جبل صخر وهنا يظهر بوضوح الفرق بين قوة الموارد المادية وقوة الإرادَة الحقيقية، حَيثُ أثبت اليمنيون أن الإيمان بالقضية والالتزام بالحق يكسبان الأُمَّــة عزيمة لا يمكن لأي حصار أَو تهديد أن يضعفها.

كما أن اليمنيين لم ينسوا دورهم في دعم الشعوب المظلومة، فقد كانت مواقفهم تجاه فلسطين نموذجًا للتلاحم بين الواجب الإنساني والقيم الوطنية، فقد وقفت الجبهة اليمنية إلى جانب المظلومين في غزة ولبنان وغيرها، مردّدة صوت الحق في وجه الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، مؤكّـدين أن التضحية ليست خيارًا، بل مسؤولية أخلاقية ووطنية تتجاوز الحدود.

وهكذا أصبح اليمن رمزًا للمقاومة الحرة، وأضحى نموذجًا في المنطقة على أن الشعوب لا تُهزم عندما تكون على حق، مهما عظمت القوى التي تحاول استلاب إرادتها وما يميز التجربة اليمنية اليوم هو أن القيادة لم تكتفِ بمواجهة الخارج، بل نجحت في تعزيز الوعي الداخلي، وتوحيد المجتمع حول مشروع مشترك يحمي الوطن ويصون القيم، ويحوِّل الصراع من معركة عسكرية إلى مشروع ثقافي وسياسي شامل فالجبهة اليمنية، بقيادة السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله، استطاعت أن تبني استراتيجية متكاملة تجمع بين القوة، الوعي، والإيمان، وتثبت أن الأُمَّــة التي تؤمن بقضيتها لا يمكن أن تنكسر مهما اجتمع عليها الأعداء وفي خضم هذا الصراع الطويل، يظل الدرس اليمني حاضرًا لكل الشعوب الحرة:

إن الانتصار الحقيقي يبدأ بإيمان الناس بحقهم، وبقيادة صادقة تعرف طبيعة المعركة، وتربط بين الأرض والسماء، والميدان بالقيم ولذلك فَــإنَّ اليمن اليوم ليس مُجَـرّد صمود، بل رسالة واضحة للعالم بأن الجبهة التي تؤمن بقيمتها وبإرادَة شعبها، وتتمسك بالحق، قادرة على مواجهة أي تحالف من القوى الظالمة، وأن الاستسلام ليس خيارًا أبدًا للشعب الذي يعرف قدره ويثق بقيادته

وفي نفس السياق يقول الأخ / أحمد الضبيبي إن في لحظة تاريخية فارقة، حَيثُ تتهاوى أبنيةُ التبعية تحت وطأة الخِذلان المريع، وتتعالى صيحاتُ الاستكبار الكوني لتحيل خارطة الأُمَّــة إلى حطام، تبرز ظاهرة قدسية تكسر حاجز الصمت والتخاذل إنها فكرة، وعقيدة، وخط دفاع أخير يُعرَف بـ”محور المقاومة” لم يعد الأمر مُجَـرّد تجمع عسكري أَو تكتل سياسي عابر؛ بل هو اندماج قدري، بين إرادات صلبة، تتجلى فيه أواصر لا ترهبها طائرات العدوّ الأمريكي والصهيوني ولا تذيبها رمال النسيان.

إن ما يربط صنعاء العصية بضاحية بيروت المقاومة ليس مُجَـرّد تنسيق جغرافي، بل هو قسم علوي مهيب، محفور بأبجدية الدم المنجز لقد كانت المقاومة الإسلامية، سيف الأُمَّــة وغمد عزتها، أول من أدركت ببصيرتها الثاقبة أن العدوان على اليمن والمأساة اليمنية لم تكن حدثًا منعزلًا، بل هي محور استئصال واختبار مصير يستهدف قلب المحور الاستراتيجي وكسر العمود الفقري للمقاومة، مدركة أن العدوان لم يكن على الجغرافيا اليمنية وحسب، بل على شريان العقيدة الواحدة منذ اليوم الأول للعدوان الغاشم على اليمن، انبثق صوت سيد شهداء الأُمَّــة والإنسانية، السيد الأسمى حسن نصر الله -رضوان الله عليه-، مدويًا كالجلجلة، لا يخطئه صمت المتخاذلين ولم تكن خطاباته مُجَـرّد بيان سياسي، بل كانت مظلة سيادة وصيحة حق نافذة، نسفت أوهام شرعية العدوان المزعومة وكشفت عري المشروع التآمري وفضحت زيف ادِّعاءاته، مصنفة إياه نكسة أخلاقية وتاريخية بامتيَاز، هذا الموقف شكّل درعًا إعلاميًّا ومعنويًّا حمى الصمودَ اليمني من الانهيار في عصف التضليل الدولي.

إن ارتقاءَ الترسانة اليمانية الباسلة، من الصواريخ الباليستية وفوق الصوتية إلى المسيرات الكاسرة للهيمنة، التي باتت تخرق عمق دول العدوان وتخنقُ كَيان الاحتلال الصهيوني في البحر الأحمر والعربي، هو ثمرة جهادية مشتركة تعلن ميلاد مفهوم جديد للأمن الإقليمي تحت سلطة الإرادَة الجماعية للمقاومة، إن الموقف اليمني اليوم تجاه حزب الله في لبنان، في غمرة المعركة الوجودية، ليس وليد استجابة ظرفية، بل هو وفاء مؤصل لأهل الوفاء، وفرض عين قدري ووفاء سرمدي لفضل لا يُمحى، ودين كرامة مستحق ومؤبد لا يسقطه التقادم لأهل العزة الذين لم يتزلزلوا حين ارتعشت الأقدام، واعتراف بفضل سابق حفرته المقاومة بأظافرها الفولاذية في جسد المعركة اليمنية القدسية الموقف اليمني اليوم، بإعلانه الصارم واللا متناهى، بأن أي عدوان على لبنان وحزب الله سيجد اليمن بكامل قوته في قلب المعركة، هو تأكيد لدين الكرامة والوفاء المنقوش في ذاكرة الأحرار وعهد الشرف الذي لا يسقط بالتقادم، وأن اليمن لا ينصر أخاه وحسب، بل يشاركه المصير والفتح، فبينَ صمود اليمن الشامخ ووعي لبنان الثابت، تُعاد صياغة المعايير ليشرق فجرُ السيادة الحقيقية كطود أشم لا تبلغه سهام التخاذل هذا الميثاق هو إعلان بليغ يعيد تشكيل وجه التاريخ بمطرقة الحق، ويرسم خطًا أحمر جديدًا للعزة لا يمكن تجاوزه، مؤكّـدًا أن تجزئة المصير هي استحالة عقائدية في قاموس الأحرار هذه الملحمة اليمنية بصمودها الأُسطوري هي دليل دامغ على أن عقيدة المقاومة لا تعرف الجغرافيا، بل تتحد في وجه الاستكبار الكوني وهذا التلاحم يرسل برقية مشفرة إلى كُـلّ من يراهن على تجزئة المحور وعزله، لن يُفرد أي جزء من محورنا بالاستئصال، فالعدوان على طرف هو عدوان على الكل إن النصرَ الحقيقي لليمن وهزيمة المعتدين فيه، هو الذي يعيد للأُمَّـة مجدها وعنوانها الأقدس، وهو الطريق الذي يمر حتمًا بفك قيد المسجد الأقصى وقد علمنا موقف حزب الله أن المبادئ تُصان بالتضحية لا بالمساومة، وأن الأخوة الإيمانية تتجلى في أصعب الظروف وأخطر الثغور.

أما الأخ /شاهر أحمد عمير فيقول :إنَّ جبهةً معها الله لا تنكسر ولو كان ضدَّها الوجود كلُّه، وهذه الحقيقة تتجلى اليوم في المشهد اليمني بكل وضوح، حَيثُ يقف الشعب اليمني في جبهة متماسكة تقودها إرادَة الإيمان والوعي، ويقودها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله بثباتٍ ورؤيةٍ استراتيجية جعلت من هذه الجبهة رقمًا صعبًا في معادلات المنطقة فالمعركة التي يخوضها اليمن ليست معركة حدود أَو نفوذ فحسب، بل معركة وجو في مواجهة مشروع واسع تتشارك فيه أمريكا وكَيان الاحتلال والسعوديّة والإمارات، ومعهم المنافقون الذين باعوا مواقفهم وتحولوا إلى أدوات في آلة الهيمنة الخارجية.. لقد حاولت هذه القوى أن تكسر إرادَة اليمنيين عبر الحرب الاقتصادية والعسكرية والإعلامية، لكنَّ كُـلّ تلك المحاولات اصطدمت بجدار الوعي الشعبي الذي أدرك أنَّ الهجمة ليست على طرفٍ سياسي أَو جغرافي، بل على هُوية اليمن واستقلال قراره وهنا يبرز دور القيادة التي نجحت في تحويل الحصار إلى فرصة للاعتماد على الذات، وتحويل الاستهداف إلى سببٍ إضافي لتعزيز وحدة الجبهة الوطنية في مواجهة العدوان ويمكن القول إنَّ الجبهة اليمنية اليوم تشكِّل حالة نادرة في المنطقة من حَيثُ قدرتها على الجمع بين الصمود الشعبي والقيادة الواعية والرؤية الواضحة لطبيعة الصراع، فالسعوديّة والإمارات، رغم ثرواتهما الضخمة ودعم واشنطن وتل أبيب لهما، لم تستطيعا تحقيق أهدافهما، بل تحوَّلتا إلى طرف مأزوم يسعى إلى الخروج من الحرب بأقل الخسائر الممكنة أما أمريكا وكَيان الاحتلال فقد وجدا في اليمن قوَّة ترفض الخضوع، وتستطيع أن تغيِّر موازين الصراع في البحر الأحمر والممرات الدولية رغم كُـلّ الضغوط.

إن ما يميز الجبهة اليمنية هو أنها لا تقاتل بالوكالة عن أحد، ولا تنفِّذ مشاريع خارجية، بل تدافع عن سيادتها وكرامة شعبها ولهذا استطاعت أن تفضح مشروع التطبيع الإقليمي، وأن تكشف حقيقة المتواطئين الذين يبرّرون العدوان ويهاجمون المقاومة اليمنية إعلاميًّا وسياسيًّا خدمةً للمحتلّ الصهيوني والأمريكي وفي الوقت نفسه، فَــإنَّ هذه الجبهة أثبتت أنَّ القوة ليست في حجم الترسانة العسكرية، بل في روح الصمود والإيمان بعدالة القضية ويأتي ذكر السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي هنا؛ باعتبَاره حجر الزاوية في هذا الصمود، فقد استطاع بخطابه الواعي وقراءته العميقة للمشهد أن يحافظ على اتّجاه البوصلة نحو العدوّ الحقيقي، وأن يجنِّب اليمن الانزلاق إلى الصراعات الداخلية التي حاولت أطراف العدوان إشعالها منذ اليوم الأول، كما نجح في تعزيز مفهوم الجبهة الجامعة التي تضم كُـلّ من يؤمن بأن اليمن لا يجب أن يكون تابعًا ولا ساحة نفوذ للمحتلّإن صمود الجبهة اليمنية اليوم ليس إنجازا عسكريًّا فحسب، بل هو إنجاز سياسي وأخلاقي يعيد الاعتبار لفكرة التحرّر الوطني في زمنٍ حاولت فيه القوى الكبرى أن تفرض منطق الاستسلام على الشعوب ومع استمرار اليمن في الدفاع عن قضيته، ومع تزايد الوعي الشعبي في مواجهة التضليل الإعلامي، بات واضحًا أنَّ مشروع الهيمنة يواجه مأزقًا حقيقيًّا، وأن الجبهة اليمنية أصبحت نموذجًا يُدرَّس في الإرادَة والقدرة على تحويل المعاناة إلى قوة وهكذا، فَــإنَّ الجبهة اليمنية في صراعها الواسع ضد السعوديّة والإمارات وأمريكا وكَيان الاحتلال ومن دار في فلكهم من المنافقين، تقدم اليوم درسًا في أن الشعوب الحرة، مهما كانت الظروف، تستطيع أن تصنع مستقبلها عندما تمتلك القيادة الواعية والإرادَة الصلبة والوعي الجمعي بأن الكرامة لا تُشترى ولا تُباع.

مقالات مشابهة

  • حصيلة العدوان الصهيوني على غزة منذ بداية العدوان 70,663 شهيدًا و171,139 إصابة
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بفلسطين تزيد من موجة العنف
  • الخارجية اليمنية: عيدروس الزبيدي لا يمكنه إعلان الإنفصال وما حدث شرق اليمن كان مفاجئًا
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: أطفال غزة يواجهون خطرًا حقيقيًا مع البرد وجرف آلاف الخيام
  • سنابل الصمود .. كيف حول الشعب اليمني ’’الزراعة’’ إلى سلاح لمواجهة العدوان والحصار
  • الجيش الروسي يستهدف مواقع للصناعة العسكرية والطاقة في أوكرانيا
  • اليمن.. القوات المسلحة الجنوبية تطلق "عملية الحسم" في أبين
  • جامعة أسيوط التكنولوجية تُنظم زيارات ميدانية للمناطق العسكرية لتعزيز قيم الولاء والانتماء لدى الطلاب
  • القوات الروسية تنفذ 6 هجمات ضد المؤسسات العسكرية الأوكرانية
  • اليمن نموذج ناصع في مواجهة أطماع التوسع الاستعماري