لماذا تفشل خطط إسرائيل في تحرير رهائنها عسكريا؟
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
بغداد اليوم – متابعة
"محاولة تحرير الأسرى بالقوة العسكرية تزيد احتمالات قتلهم"، بهذا العرف العسكري يفسر خبراء السبب وراء تزايد أعداد قتلى الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، بعد الإصرار على تحريرهم بالسلاح لا المفاوضات.
ومنذ انتهاء هدنة الـ 7 أيام بين إسرائيل وحركة حماس، خلال الفترة من 24 نوفمبر/ تعشرين الثاني حتى صباح 1 ديسمبر/ كانون الأول، التي تضمنت تنفيذ اتفاق لتبادل الأسرى، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن هدفها في المرحلة المقبلة تحرير بقية الرهائن بتوسيع العملية البرية إلى جنوب قطاع غزة، إضافة لتدمير قدرات حماس.
وحتى اللحظة، قتل أكثر من 6 أسرى إسرائيليين داخل غزة في أثناء محاولة تحريرهم.
وأحدث هؤلاء، 3 رهائن أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، أن قواته قتلتهم "عن طريق الخطأ" في غزة، بعدما اعتقدت أنهم يشكلون "تهديدا".
وقال الجيش في بيان: "خلال القتال في الشجاعية، حدد الجيش عن طريق الخطأ 3 رهائن إسرائيليين على أنهم يشكلون تهديدا، نتيجة لذلك، أطلقت القوات النار عليهم وقتلوا"، معربا عن "الندم العميق على الحادث المأساوي".
ولم تكن هذه العملية الأولى التي يقتل فيها رهائن لدى "حماس"، إذ حاولت قوة إسرائيلية تحرير أسرى مستخدمة سيارة إسعاف لكن العملية فشلت، وقتل حينها أفراد من القوة الإسرائيلية والأسرى، حسب رواية "حماس".
وبعد انتهاء الهدنة، ذكرت إسرائيل أن ما لا يقل عن 137 محتجزا يعتقد أنهم لا يزالون في غزة.
ووصف الخبير العسكري جمال الرفاعي الأسرى بأنهم "دائما أوراق رابحة في المفاوضات" بين الأطراف المتحاربة، وفي حرب غزة هي ورقة مهمة جدا في يد حركة حماس، تعوض بها فارق القوة العسكرية بينها وبين إسرائيل على مائدة المفاوضات.
وعن سبب توالي قتل الرهائن في غزة، يقول الرفاعي : بعد الهدنة، يبدو أن إسرائيل جمعت معلومات عن مكان وجود أسراها، وبدأت في تنفيذ خطط لتحريرهم حتى لا تضطر لتقديم تنازلات أخرى لحماس، كتلك التي قدمتها حين وافقت على إطلاق سراح 240 من الفلسطينيين السجناء لديها، مقابل تحرير 105 من الرهائن.
وأضاف: لكن في كل مرة، تفشل عمليتها العسكرية في تحرير رهائن، وتعود القوة المكلفة بالتحرير ومعها قتلى من الجنود بجانب جثث للرهائن.
وتابع: "فشل هذه العمليات وقتل الرهائن من أسبابهما أن الأسير حال التأكد من وجود قوة قادمة لتحريره، يصبح هدفا مشروعا لمحتجزيه، وعند تبادل إطلاق النار يبقى الأسير في مرمى اشتباك الطرفين، وعرضة للقتل بنيران أيهما".
في الأعراف العسكرية أيضًا، يكون الأسير مصدر خطر كبير إذا نجحت القوة في تحريره، فنتيجة المدة التي قضاها مع محتجزيه حصل على معلومات عنهم أو اطلع بالخطأ على هويتهم، لذلك يفضل تحرير الأسرى عن طريق هدنة أو اتفاق، يعطي كل طرف وقتا للتمويه، تفاديا لإدلاء الأسرى بمعلومات مهمة.
في تقدير المحلل السياسي الفلسطيني نذار جبر، فإن حركة حماس "نبهت مقاتليها ورفعت مستوى الاستعداد بأنه لن يتم تحرير رهينة واحدة بعملية عسكرية"، وذلك لأنها متمسكة بالأسرى "كورقة رابحة" في المفاوضات.
ويتوقع جبر، في ضوء عدم نجاح العمل العسكري في تحرير الرهائن، أن إسرائيل "ستلجأ لا محالة للمفاوضات، خاصة أن الجبهة الداخلية مشتعلة للغاية بسبب هذا الملف، ومعظم من تبقوا في غزة من العسكريين، مما يزيد أوجاع إسرائيل".
وعلى هذا الأساس، يرجح المحلل الفلسطيني، أن "يتم الإعلان عن هدنة جديدة خلال أسبوع أو أسبوعين"، خاصة بعد أنباء عن أن إسرائيل طلبت وساطة من مصر وقطر لبدء مفاوضات جديدة بخصوص الرهائن، وقد ترفع "حماس" سقف المطالب إلى وقف دائم لإطلاق النار.
المصدر: سكاي نيوز
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
دبلوماسي يعلن استئناف مفاوضات الدوحة بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة
(CNN)-- قال دبلوماسي مطلع على المحادثات لشبكة CNN، الاثنين، إن المفاوضات غير المباشرة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن بين حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية، استُؤنفت، الأحد.
وأضاف الدبلوماسي أن المحادثات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق بشأن النقاط العالقة الأخيرة في مفاوضات وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.
ووافقت إسرائيل الأسبوع الماضي على مقترح مدعوم من الولايات المتحدة يهدف إلى إطلاق سراح عدد من الرهائن الأحياء ورفات بعض القتلى خلال فترة هدنة مؤقتة مدتها 60 يوما. وقالت حماس إنها قدمت "ردا إيجابيا" وإنها مستعدة "للدخول على الفور" في مفاوضات بشأن الخطة.
وقال بشارة بحبح، المسؤول الفلسطيني- الأمريكي المشارك في المفاوضات، إن حماس قدمت بعض "التعديلات"، لكنه أكد أنها لن تحول دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ولم تكشف حماس علنا عن التعديلات التي طلبتها، لكن الحركة المسلحة سعت منذ فترة طويلة إلى الحصول على ضمانات أقوى بشأن إنهاء شامل للحرب. كما سعت حماس إلى الحصول على تأكيدات بشأن دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مطالبة بدخولها عبر آلية الأمم المتحدة التقليدية، وليس عبر مؤسسة غزة الإنسانية المثيرة للجدل المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
ومن جانبه، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو التغييرات التي تسعى حماس إلى تطبيقها "غير مقبولة".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، قبل مغادرته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث سيلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "نعمل على التوصل إلى الاتفاق الذي تمت مناقشته، بموجب الشروط التي اتفقنا عليها. لقد أرسلت فريقا تفاوضيا بتعليمات واضحة".