بوابة الوفد:
2025-07-04@17:55:30 GMT

مصر بين غزة وباب المندب

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

أحلام إيران التوسعية فى السيطرة على منطقة الخليج والشرق الأوسط لا تتوقف، والتحكم فى البحر الأحمر حلم إيرانى هدفه دول الخليج وأمريكا ومصر.. فالهدف الأول الخليج وصراع لا ينتهى منذ فترات طويلة، ومواجهة دامت سنوات على أرض اليمن، أما الثاني فيعتبر ورقة ضغط قوية على واشنطن التى تستغل كل الفرص للضغط على إيران وفرض العقوبات الاقتصادية والدولية عليها، والثالث مصر وهو ما سنتحدث بشأنه لاحقًا عبر هذه السطور.

بدأت إيران بالتخطيط لحلمها الجديد من خلال الحوثيين عبر محاولات فرض السيطرة على باب المندب وضرب السفن التى تحمل الأعلام الإسرائيلية متحججة بأنها تقاتل من أجل غزة، والهدف هو زعزعت استقرار عمليات الملاحة عبر هذا الشريان الدولى المهم.

الجرأة التى بدا عليها الحوثيون مرجعها فى المقام الأول أن لديهم قناعة أن أمريكا لا ترغب فى توسيع دائرة النزاع فى المنطقة عبر الخروج بعيدًا عن غزة، ولأن توسيع بؤر الصراع قد تهدد استقرار العالم أجمع.

ثانيًا: أن طبيعة الأراضى اليمنية تشبه تضاريس أفغانستان إلى حد كبير، وأمريكا لها تجربة سيئة هناك ستجعلها تفكر كثيرًا قبل الإقدام على هذه الخطوة.

ثالثًا: أن دول الخليج خاصة السعودية والإمارات لديهما تجربة مريرة فى اليمن تجعلهما يفكران ألف مرة قبل الإقدام على مواجهة جديدة مع الحوثيين.

ويبقى الأهم وهو أن تلك المناوشات ذات تأثير بالغ على مصر وخاصة على قناة السويس التى وصلت إيراداتها فى العام 2022-2023 إلى ما يقرب من 9 مليارات دولار بزيادة قدرها 25% عن العام الأسبق، والتى بلغت 7 مليارات دولار، وسجل إجمالى إيرادات مصر من قناة السويس خلال آخر 10 سنوات ارتفاعا قدره 63%.

الأرقام السابقة تعنى أننا نتحدث عن واحد من أهم موارد مصر، وما يحدث فى باب المندب يؤثر تأثيرًا مباشرًا على قناة السويس التى ستدفع ثمن قرصنة الحوثيين فى مياه البحر الأحمر.

الأمر امتد إلى شركات الشحن التى بدأت تتجنب المرور عبر الممر الملتهب، والأخطر أن شركات التأمين رفعت القيمة التأمينية على الناقلات فى البحر الأحمر لارتفاع نسبة المخاطر، والذى ينعكس بالطبع على ثمن الشحنة وزيادة التكلفة، مما دفع العديد من الشركات إلى اللجوء لطريق رأس الرجاء الصالح الأطول مسافة والأكثر تكلفة ما يؤدى إلى خسائر لقناة السويس، وكلما زادت الضربات ارتفعت الخسائر.

ومن جانبها كشفت مؤسسة «إس إس أمريكا»، أن السفن أصبحت تأخذ إجراءات أمنية كبيرة مما يؤدى إلى زيادة فى تكلفة الشحن.. وفى المقابل هذه المشكلات التى تحدث عند باب المندب تسببت فى ازدحام بقناة السويس بسبب تباطؤ السفن فى التحرك نظرًا للمخاوف الأمنية، وأنها تنتظر الوقت المناسب للتحرك مما يؤثر على حركة المرور فى القناة.

باختصار.. يبدو أن الحديث عن مضيق باب المندب سوف يكون حديث الأيام المقبلة، خاصة بعد استهداف الحوثيين لسفينتين متجهتين إلى الكيان الصهيونى بصاروخين بحريين، حيث تحركت عدة قوى دولية من أجل حماية السفن التى تمر فى المضيق وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا مما ينذر بحدوث تبعات دولية خطيرة خلال الفترة المقبلة.

تبقى كلمة.. الأرقام والإحصائيات تكشف أهمية الشريان الدولى المهم «باب المندب»، حيث أوضحت إدارة معلومات الطاقة أن 12% من إجمالى النفط المنقول بحرًا فى النصف الأول من العام الجارى، بالإضافة إلى 8% من تجارة الغاز الطبيعى المسال مرت من باب المندب وخط أنابيب سوميد وقناة السويس، كما أن 40% من التجارة العالمية تمر من هذا المضيق.

ويعد باب المندب امتدادا لقناة السويس وهنا تكمن أهميته إقليميًا ودوليًا، حيث يمر عبره نحو 6.2 مليون برميل من النفط الخام يوميًا، وحوالى 25 ألف سفينة سنويًا بمعدل 57 سفينة يوميًا.

تسعى واشنطن إلى تشكيل قوة دولية كبيرة لحماية حركة التجارة المارة فى المضيق، من أجل التصدى للهجمات التى يشنها الحوثيون على السفن وتهدد بتصاعد التوترات فى المنطقة.

ويبقى الله مع مصر التى تقف شامخة وصامدة على أطراف حدود ملتهبة تنذر بالانفجار بين عشية وضحاها.. حفظ الله مصر وجيشها وشعبها فى رباط إلى يوم الدين.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار السيطرة باب المندب

إقرأ أيضاً:

عمرها أكثر من 2500 عام.. صناعة السفن في أرواد تستعيد ألقها

طرطوس-سانا

عادت صناعة السفن البحرية والقوارب في جزيرة أرواد للازدهار مجدداً، مستفيدةً من زوال الكثير من العقبات والصعوبات التي واجهتها خلال سنوات حكم النظام البائد.

وتوارث أهالي الجزيرة هذه المهنة عن أجدادهم، وعملوا على تطويرها بالفطرة والممارسة والتجريب، وأدخلوا عليها التقنيات الحديثة بعد أن كانت صناعة يدوية بحتة.

يقول خالد بهلوان أحد أبناء الجزيرة العامل بهذه المهنة منذ 25 عاماً: ورثت المهنة عن أبي وسأنقلها لأبنائي، وخاصة بعد زوال الإجراءات المجحفة بحق العاملين بها من قبل مديرية الموانئ، ومنها صعوبة تأمين الخشب اللازم للصناعة ومنع التعامل بغير الليرة السورية، وأكد أن مديرية الموانئ اليوم تتعامل معنا بشكل جيد، وتقدم لنا كل التسهيلات اللازمة لعملنا.

بدوره، أوضح محمد بهلوان من سكان الجزيرة والمتخصص بصناعة السفن، أن مهنة صناعة السفن شهدت تطوراً كبيراً بعد استخدام الآلات بالعمل، مبيناً أن هذه الصناعة تؤمن فرص عمل لعدد كبير من أصحاب المهن، منهم النجار والدّهان والحداد والخياط، فصناعة سفينة واحدة تستغرق شهرين إلى ستة أشهر بحسب حجمها.

وتعود صناعة السفن والمراكب الخشبية في أرواد إلى العهد الفينيقي، ويزيد عمرها على 2500 عام، وتعرضت للكثير من المخاطر التي هددت استمرارها حتى إن الكثيرين من سكان الجزيرة توقفوا عن العمل بها، وتوقعوا اندثارها بسبب قلة المردود المادي وعدم قدرة العاملين فيها على تصدير إنتاجهم خلال سنوات حكم النظام البائد.

صناعة السفن البحرية 2025-07-03hadeilسابق السكك الحديدية السورية تعمل على تحسين الكفاءة التشغيلية رغم التحدياتآخر الأخبار 2025-07-03عمرها أكثر من 2500 عام.. صناعة السفن في أرواد تستعيد ألقها 2025-07-03السكك الحديدية السورية تعمل على تحسين الكفاءة التشغيلية رغم التحديات 2025-07-03انطلاق أعمال مجلس الأعمال السوري الكندي في دمشق 2025-07-03إخماد أكثر من 13 حريقاً خلال الـ 24 ساعة الماضية بريف اللاذقية 2025-07-03غرام الذهب يرتفع 10 آلاف ليرة في السوق السورية 2025-07-03تعاون إعلامي جديد بين دمشق والتحالف السوري الأمريكي 2025-07-03شراكة سورية أوروبية لتسريع التحول الرقمي وتعزيز الاقتصاد 2025-07-03النرويج تخفف العقوبات على سوريا وتُبقي القيود على شخصيات بارزة بالنظام البائد 2025-07-03مباحثات سورية سعودية لتعزيز التعاون الصحي وإعادة تأهيل المشافي 2025-07-03نشاط علمي حول الهندسة الرقمية بتقنية الـ BIM بجامعة حمص

صور من سورية منوعات فريق بحثي ياباني ينجح بإنشاء عضيات عظم الفك من الخلايا الجذعية 2025-07-03 دراسة حديثة: القيلولة الطويلة قد تزيد خطر الوفاة 2025-07-02
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • “وحش بوهاي”!.. سفينة صينية طائرة عملاقة قيد البناء
  • تحرير 145 مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق
  • د.حماد عبدالله يكتب: مصر التى فى خاطري !!
  • عمرها أكثر من 2500 عام.. صناعة السفن في أرواد تستعيد ألقها
  • مع توسّع أسطولها.. الصين تخطط لمزيد من المهام البحرية الخارجية
  • حاملة الطائرات الصينية شاندونغ تصل هونغ كونغ بعد مناورات قتالية
  • سلطنة عُمان تحتفل باليوم العالمي للبحّارة وتؤكد دورهم في الاقتصاد الوطني
  • الفريق أسامة ربيع: حادث غرق الحفار لا يؤثر على حركة السفن بقناة السويس
  • الهيروين.. سم قاتل ينهش جسد الشباب والداخلية تتصدى له بلا هوادة
  • صنع في دمياط .. معرض للأثاث بأرض المعارض بالقاهرة