بيزنس البازارات.. ملتقى سيدات الطبقة الراقية
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
«البازار» لسنوات مضت كان مُعبراً عن المعارض المباع فيها منحوتات فرعونية مُقلدة، التى يرغب السياح فى اقتنائها عند زيارة مصر، والآن هي «سوق مفتوحة» لا وجود لتماثيل، يقف فيها الباعة متراصين بمنتجاتهم المختلفة يروجون للأحذية والإكسسوارات والملابس والبلاستيكات والشنط والذهب وحتى الأكل، فاختلف المعنى والمضمون بالنسبة للجيل الحالى، وصارت «إقامة بازار» مهنة عدد من المشاهير والفنانين والإعلاميين وغيرهم من السيدات، بكونهم الراعى لهذا المعرض المفتوح، بدءاً من الاتفاق على أرضه حتى التعاقد مع البائعين إلى التسويق له فيما يُعرف بـ«بيزنس البازارات».
لـ«البازارات» زبائن من مختلف الطبقات الاجتماعية، وعلى الراعى مخاطبة كل طبقة وفقاً لاهتماماتها، بداية من المنتجات التى يفضلونها وتناسب ذوقهم العام، وحتى اختيار المكان الذى ينعقد فيه، وكل راعٍ بما تيسر له من إمكانيات، فبدلاً من صرف مبلغ قد يبدأ من 25 ألف جنيه كتأجير للأرض فى اليوم أو أكثر، على حسب التعاقد، استغلت «إيمان سعد» حديقة منزلها فى مصر الجديدة، لإقامة بازارها الأول، وبين عشية وضحاها كانت اتفقت مع نساء منطقتها لتسويق منتجاتهن فى بازار.
وتحكى «إيمان» عن تجربتها: «بقالى 4 سنين ببيع كل منتجات البيت من خلال صفحة على فيس بوك، جات لى فكرة أعمل بازار عشان أفتح مجال جديد للشغل ده، لأنه بيكمل التسويق الأونلاين، عميل الأونلاين غير العميل اللى بيشوف ع الطبيعة»، ورغم خوف إيمان من عدم نجاح تجربتها الأولى إلا أن الواقع فاجأها بتفاعل العملاء والعارضين: «عرفت الناس عن طريق الفيس بوك ووزعت الفلايرز وكنت بنزل أوزع فى الشارع»، واعتمدت مبلغاً قليلاً فى «تأجير الترابيزة»، لتشجع العارضين على خوض التجربة.
تختلف أماكن البازارات بين الحدائق والمولات أو الأراضى الفارغة بالمدن الجديدة، وينتشر خصوصاً فى مناطق مصر الجديدة والتجمع الخامس بالقاهرة ومنطقتى أكتوبر والشيخ زايد بالجيزة، فهو الضامن للبعض لتسويق منتجاتهم أكثر من الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعى، ومن بينهم «سماح» السيدة الخمسينية التى وجدت فى البازارات فرصة جيدة لعرض منتجاتها: «بقالى سنة بعمل كروشيه ومش كل الناس عندى على الصفحة، ففرصة يشوفوا منتجاتى».
البازار يضم من 20 حتى 300 ترابيزة، على حسب المساحة التى يراها الراعى ومقدرته، وكلما زاد العدد كان فرصة للزبائن على المفاضلة بين المعروض، ويسمح أيضاً لعدد أكبر من العارضين بالمشاركة، فترى «راجية محمد»، عارضة، أنها عن طريق المشاركة تُكمل التسويق الإلكترونى: «أنا كده بعمل براند، عملاء الأونلاين مش شايفين المادة وهل يستاهل المبلغ المطلوب ولا لأ، ولأنى باشتغل فى الشيلان والحجاب والتربون والإكسسوارات والشنط، فهي منتات تحتاج إلى معاينة على الطبيعة أكثر.
خبرة «راجية» فى العمل بالموارد البشرية والتسويق فى المؤسسات، جعلتها تدرك أهمية البازارات، ورغم ذلك فهي لا تراها تُغنى عن وجود محل «ستور»: «فى ناس عندها محلات وبتيجى تعرض فى البازار لأنه ممكن يكون بعيد عن الناس فبييجى للبازار لأن هتلاقى من الإبرة للصاروخ».
تتبنى أميرة القصاص، عارضة فى البازارات، نفس الفكرة، فهي رغم انتعاش مبيعاتها الإلكترونية، ومع خبرتها فى تلك التجارة منذ 6 سنوات لم تكن بحاجة إلى المشاركة فى البازار، إلا أنها تحرص على الوجود: «مش محتاجة أبيع قد ما محتاجة أورِّى ناس جديدة الشغل والماتريال، وأكسب ناس جديدة وأشوف أذواقهم».
ليمنى أسامة باع كبير في «بيزنس البازارات»، وساعدها على ذلك دراستها للمحاسبة والتسويق بجامعة عين شمس: «اتجهت للفكرة كنوع من أنواع الدعم المجتمعي في إطار نعمل سوق أو معرض الحاجات اللي مش محتاجينها في بيوتنا كفكرة إعادة تدوير، بدأت تبع جمعية خيرية أجرت منهم مكان لأن الموضوع مكانش تجاري، احنا ستات عاملات مشتريين حاجات مش محتاجينها أو حاجة بنصنعها بس عاوزة أتعرف، ومن هنا ابتدينا ندخل في مجال المعارض، المعرض يدعم السيدات المنتجة من انتاجها المحلي في المنطقة اللي ساكنة فيها».
من ست سنوات تقريبا، بدأ «البازار» أخذ شكله الحديث، وتحكي يمنى: «ابتدينا نخلي الموضوع شكله أحلى مش سوق زي الأسر المنتجة بتاع زمان ترابيزة والستات قاعدة، لكن بقى زي أرض المعارض نعمل شكل حلو للخيمة، مقاسه ثابت تخلي الموضوع شكله حلو»، وزاد عدد مرتادي البازارات والعارضين كذلك.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البازار الموارد البشرية جمعية خيرية
إقرأ أيضاً:
ميراث.. "البنات"
استغاثة عبر أحد المواقع ومقطع فيديو منتشر على السوشيال ميديا، لفتاة تدعى "الدكتورة هبة" تشكو فيها من التهديدات التى باتت تلاحقها من عائلة والدها الذين يطالبون بحقهم فى الميراث، على الرغم من أن كل الممتلكات نقلت بعقود رسمية لها فى حياة والدها.
الفتاة هى الابنة الوحيدة للمستشار الراحل يحيى عبد المجيد، محافظ الشرقية وأمين عام مجلس الدولة الأسبق، والتى أكدت، عبر صفحتها الشخصية على فيسبوك، تعرضها لمحاولات نزع ممتلكاتها من قبل بعض الأقارب الذين يستغلون نفوذهم.
وأوضحت أنها تواجه أحكامًا غيابية صدرت دون إخطارها، وقضايا كيدية تهدف إلى إجبارها على التنازل عن حقوقها.
وأعربت عن قلقها من التهديدات المباشرة والمراقبة والتتبع الذي تتعرض له، مما يهدد سلامتها الشخصية ومستقبلها، وأرفقت مستندات قانونية تؤكد ملكيتها الشرعية للممتلكات، وأن بعضها لم يكن ملك والدها الراحل، بل تم تسجيله باسمها مباشرة.
الفتاة الشابة قالت إنها غير متزوجة وهى تنفق من عوائد إيجار ممتلكاتها، وأضافت: "هذه الثروة جمعها أبي من سنوات عمله فى إحدى الدول العربية، ونقلها باسمي حتى لا أحتاج لأحد، وتساءلت لو أخذوها مني أترمي فى الشارع؟
الفتاة التى أبدت تخوفها من نفس مصير حفيد عائلة الدجوي، الذي لقي مصرعه في ظروف مأساوية مرتبطة بنزاع على الميراث، تفاعل معها الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ولكل حكي تجربته المماثلة والتى غالبا ما يعاني منها نسبة كبيرة من البنات فى مجتمعنا.
بالطبع الشرع والقانون يحدد الأنصبة فى الميراث عند وفاة الوالد، لكن غالبا ما يستحوذ الأخوة الذكور على كل الممتلكات ويماطلون فى إعطاء أخواتهم البنات نصيبهن من الميراث، بحجة أن ثروة العائلة يجب ألا تخرج لـ"الغريب" وهو زوج وأبناء الابنة، يحدث هذا فى القرى فاذا كان الميراث بيت أو قطعة أرض، فيتم فى أفضل الأحوال إعطاء البنت مبلغا زهيدا مقابل حقها، وهى ترضخ لذلك مراعاة لصلة الرحم، ولذلك تصر العائلات فى القرى والصعيد على تزويج البنات لأبناء عمومتها، حكت لى سيدة ريفية بأن والدها يصر على نقل ملكية قطعة أرض صغيرة إلى ابنه الذكر الوحيد، وحرمانها هى وأخواتها البنات الثلاثة من الميراث، بحجة أن الابن هو من يحمل اسمه وبالتالي ميراثه.
الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية الأسبق، كان له رأى حاسم فى هذا الأمر، حيث أكد أن تقسيم الميراث بحسب الشريعة الإسلامية مختلف عن تصرف المالك في ماله وأملاكه وهو على قيد الحياة. مؤكدا أيضا على عدم المساس بأحكام المواريث التى تدخل حيز التطبيق بعد الموت وليس قبله، حيث يتمتع المالك أثناء حياته بحق التصرف في أمواله كيفما يشاء دون عدوان أو إهدار، وأيّد قيام الأب بكتابة أملاكه لبناته لحماية حقوقهن وسترهن في الدنيا.
في 5 ديسمبر 2017 وافق مجلس النواب على تعديل قانون المواريث، حيث تم النص على معاقبة كل من امتنع عن تسليم الوارث نصيبه الشرعي بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة قد تصل إلى 100 ألف جنيه، كما تعاقب كل من حجب أو امتنع عن تسليم مستند يثبت ميراثاً بالحبس 3 أشهر وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه.
قصص كثيرة مليئة بالشجن فى قضية الميراث، فالقوانين لن تفلح فى تغيير صفات البشر الذين تربوا على معتقدات وعادات ينقصها الانصاف، ويعززها الظلم.