فنانة تشكيلية: حلمي أن أكون رسامة محترفة في جميع الفنون التشكيلية
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
حاورتها/ ندى علي:
الهوايات هي تفريغ لما تعتريه الروح من شحنات يمكن تفريغها بشكل سلوكي مُنضبط وموجّه، ومن جلّ هذه الهوايات موهبة الرّسم وتُوصف بالفنّ أو الموهبة، فالفنّ؛ لكونه إبداعًا من الصّعب خلقه ما لم تكن وفق دافعٍ قوي ورغبة شديدة ومَلَكة فطريّة، وهنا التّحليل لكونه موهبة تُوهب للإنسان من جهة وتطوّر بفعل الاكتساب والدربة والمزية في الممارسة، ورحم الله الشّاعر أحمد شوقي حين قال: "قِيلَ ما الفنّ قُلت كلّ جميل مَلأ النّفس حُسنه كان فنًّا".
فيما يلي نص الحوار مع الفنانة التشكيلية انتصار درويش الملقبة بنوني الشاعري، التي طورت موهبتها حتى أصبحت فنانة تشكيلية بارعة ومتميزة.
من هي نوني الشاعري؟
*اسمي انتصار درويش ومعروفة باسم الشهرة الفني نوني الشاعري، ابلغ من العمر(37)عام، خريجة من معهد أمديست للغة الإنجليزية عام 2008م، وخريجة بكالريوس تربية إنجليزي عام 2010م، عملت بمعاهد ومراكز عدة لتعليم اللغة الإنجليزية، واستمريت لفترة طويلة تتجاوز 13 سنة، وبعدها وقفت التدريس بشكل عام، وتوظفت بمؤسسة المياه المحلية- محافظة الضالع، ومحولة إداريا لهيئة الموارد المائية ـ عدن.
كيف كانت بدايتك مع الفن التشكيلي؟
*أحب الرسم منذُ الطفولة، وكنت أُريد أن أدرس جامعة تخصص فنون جميلة، ولكن للأسف مالقيت تشجيع من قبل عائلتي، وبعدها درست بمجال لست مُرغبًا فيه مثل الرسم وهو التخصص بتعليم اللغة الإنجليزية، ومع ذلك ظل حلم الطفولة يرافقني ولم ينتهي إلى الآن، فقررت اتعلم لنفسي، وأطور نفسي أكثر وأكثر في هذا المجال، وأقدر أقول إنني بدأت الرسم قبل سنتين بالضبط من الآن والسبب مروري بظروف خاصة من عزلة واكتئاب حاد استمر لمدة 3 أشهر، انعزلت فيها عن العالم كله من أهل وأصدقاء ومواقع التواصل، ولجأت للرسم عشان اخرج من جو العزلة اللي كنت فيه، ومن هُنا اكتشفت موهبتي بالرسم، وبدأت أفتح النت وأتابع اليوتيوب ورسامين محترفين من اليوتيوب، وأكثر شي كنت أتابع فيه هو كيفية الرسم بخامة الفحم والرصاص والأسلوب الواقعي، واخترت بالذات الفحم لأن وقتها كنت مكتئبة، وحسيت أن اللون الأسود هو مناسب لحالتي ووضعي بذاك الوقت.
من شجعك على تطوير موهبتك؟
*أقدر أقول إني حصلت على الدعم المعنوي من متابعيني واصدقائي بالفيسبوك ، وكذلك أهلي بالبداية ما كانوا متحمسين ولكن بعدما شاركت بمسابقة حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة لأول مرة، وحصلت فيها على المركز الثالث، بعدها بدأوا يشجعوني على الاستمرار لتطوير نفسي بهذا المجال، وكنت مستمرة بمتابعة اليوتيوب، وأطور من نفسي من خلاله، وبدأت أتعلم أساليب مختلفة وخامات مختلفة مثل الأكريليك وغيره، حاليًا سجلت دبلوم لمدة 3 سنوات بمعهد جميل غانم للفنون الجميلة بكريتر، وإن شاءالله بعدما أخلص الدراسة أكون قد طورت من نفسي أكثر وأكثر ، وأقدر أقول بأن سنة 2024م ستكون سنة كلها فن وجمال وإبداع.
هل شاركتِ بمعارض وفعاليات؟
*شاركت بمسابقة حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة برعاية المجلس التنسيقي الأعلى للمجتمع المدني، وحصلت فيها على المركز الثالث، وأول مشاركة كانت لي بمعرض الملتقى الإبداعي الثاني بعدن، حيث تم إختياري الرسامة الوحيدة من عدن، عشان أشارك ببرنامج الشباب الوطني للمحافظ بمسار معرض المخترعين والمبدعين، وكذلك شاركت بمسابقة المحافظ ببرنامج الشباب الوطني بمسار الفنون، وترشحت للتدريبات، وشاركت بالمسابقة، شاركت كذلك برسم جداريات تحت إشراف مبادرة بصمة إنسانية وبدعم من منظمة أجيال بلا قات للتوعية والتنمية بمدينة الشعب بأسم مشروع هي تستطيع، وشاركت بمعرض أقيم بالمصحة النفسية( للدعم النفسي ) كدعم مننا للمرضى، وشاركت ببازار عدن الإبداعي، وشاركت ببازار اليوم العالمي للشباب، وشاركت برسمة تعبر عن السلام باليوم العالمي للسلام تبع مبادرة سهام الخير، وشاركت بمعرض عدن 23 بفريق مجتمع الرسم والذي كان يتبع مؤسسة مظلة للفن، وشاركت بمعرض معالم عدن التاريخية الذي أقيم بمطار عدن الدولي، وأستمر 5 أيام متتالية تحت إشراف مؤسسة لغد أجمل بقيادة الأستاذة رندا عكبور وبدعم من منظمة الأمين، وشاركت بلوحتين بأسلوب فن الكولاج بمعرض بعنوان التغيرات المناخية وتأثيرها البيئي على المرأة والطفل.
ماهي أفكارك الجديدة في المستقبل؟
عندي حلم وأُريد أن أحققه بعونٍ من الله، وهو أرسم بكل الاساليب والخامات، وأرسم لوحات كثيرة متنوعة الأحجام والمقاسات، وأعراضها مستقبلا بمعرضي الخاص، ونصيحتي للكل بدون إستثناء إذا كانت عندك موهبة حاول تستغلها، وتخرجها لنفسك أولا، وبعدها للناس، لا تخجل لا من عمرك ولا من وضعك المادي ولا من ظروفك ، فقط أبدأ ولا تتردد.
ماهي الرسمة التي أخذت منك وقت أطول؟
*الرسمة إللي أخذت مني وقت طويل كانت بورترية لأحد المتابعين عندي بالفيسبوك، وهي كانت أول بورترية لي لشخص حقيقي وتحديت نفسي فيها أطبقها نفس الأصل، وكنت أرسمها بكل هدوء وتأني واخذ وقتي فيها وبتفاصيلها الكثيرة والمتنوعة، وأخذت من وقتي أسبوعًا كاملًا بضبط، وبالنهاية كانت النتيجة جبارة وانصدموا متابعيني من الواقعية المفرطة بالرسمة، ومن تطوري بهذه السرعة.
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
«الاستوديو المتنقل».. تجربة رائدة لترسيخ الفن للجميع
خولة علي (أبوظبي)
في تجربة نوعية تجمع بين الابتكار الفني والمشاركة المجتمعية، يبرز «استوديو كناز للفنون» كأول استوديو متنقل من نوعه على مستوى الإمارات، أطلقته الفنانة التشكيلية غالية سعيد المنصوري، بهدف إيصال الفنون البصرية إلى مختلف فئات المجتمع، خصوصاً في المناطق البعيدة عن مراكز المدن، وتحقيق مبدأ الفن للجميع بوصفه أداة للتنمية الثقافية، وبوابة لتعزيز الهوية الوطنية.
ويمثل «استوديو كناز للفنون» نموذجاً معاصراً لممارسة الفن خارج الأطر التقليدية، حيث يجوب الإمارات السبع مقدماً برامج تعليمية وورشاً فنية تدمج بين التراث المحلي والممارسات المعاصرة، في تجربة تسهم في إعادة تشكيل العلاقة بين الفرد والمجال الثقافي من منظور عملي ومتاح.
ومن خلال هذه المبادرة، تسعى المنصوري إلى تفعيل دور الفن كمحفز اجتماعي ومصدر إلهام للاكتشاف والتعبير، في إطار يتماشى مع التوجهات الوطنية للدولة في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية.
الفن للجميع
غالية المنصوري فنانة تشكيلية إماراتية، حاصلة على درجة البكالوريوس في الفنون التشكيلية من جامعة زايد، نالت جائزة أفضل عرض لمشروع التخرج، ودرجة الماجستير في تعليم الفنون من معهد شيكاغو للفنون. استطاعت أن توظف خبرتها الأكاديمية والميدانية في خدمة مشروع وطني هادف، يعكس شغفها بالفن، ويعبر عن التزامها بتقديم تجربة فنية متكاملة لفئات المجتمع. تقول: استلهمت فكرة الاستوديو المتنقل من قناعتي بأن الفن يجب أن يكون متاحاً للجميع، من دون أن يقيد بالحواجز الجغرافية أو الوقتية.
رؤية فنية
وتشير المنصوري إلى أن فكرة الاستوديو تقوم على تقديم ورش عمل وبرامج فنية في مواقع مختلفة داخل الدولة، تشمل المدارس والحدائق والفعاليات المجتمعية والمهرجانات التراثية. ويعنى الاستوديو بتقديم محتوى فني متنوع يجمع بين الفنون المعاصرة والحرف التقليدية، في بيئة تعليمية تفاعلية، لافتة إلى أن الاستوديو لا يختار وجهاته عشوائياً، بل يستجيب لطلبات واستفسارات الجهات الراغبة في استضافته، مع مراعاة خصوصية كل موقع واحتياجاته. وقد قطع الاستديو المتنقل منذ انطلاقه أكثر من 10.000 كيلومتر.
وتوضح المنصوري، أن هناك فارقاً ملحوظاً بين ما قبل الورش وما بعدها، حيث يتخلص المشاركون من الشكوك حول قدراتهم، ويكتسبون الثقة، ويظهرون حماساً وتفاعلاً أكبر. وتوضح أنه من أبرز المواقف المؤثرة التي شهدها الاستوديو، ما حدث في إمارة الفجيرة، حين أبدى طفل يدعى حميد رغبة في المشاركة بالرغم من عدم إدراجه ضمن جدول الورش، حيث عرض على فريق العمل أن يساعد في التنظيم مقابل فرصة المشاركة، وهو ما تم بالفعل، ليمنح لاحقاً تكريماً من مدرسته، تقديراً لمبادرته. وهذا ما يؤكد هدف الاستديو بأنه لا يمنح فقط أدوات فنية، بل يزرع الثقة، ويفتح نوافذ جديدة للتعبير، ويمنح المشاركين مساحة ليكونوا جزءاً من التجربة.
مؤسسة مستدامة
وتضيف المنصوري: أتطلع إلى أن يكون «كناز» منارة للتعبير الفني الإماراتي، ومركزاً للحوار الثقافي بين الأجيال، ومنصة تعنى بالحفاظ على الفنون التراثية، وتدعم التجريب والابتكار. وتطمح إلى أن يتحول الاستوديو في المستقبل إلى مؤسسة ثقافية متكاملة، تؤدي دوراً محورياً في دعم المشهد الفني الإماراتي، وتوفر بيئة حاضنة للفنانين من مختلف الأعمار.
ريادة
حصلت المنصوري على المركز الثاني في منتدى القوز لريادة الأعمال الإبداعية، تقديراً لتميزها في تقديم محتوى فني يعكس الأصالة والتجديد. ويدعم الاستوديو الاستراتيجية الوطنية للصناعات الإبداعية، ورؤية الإمارات 2030، ويسهم في تحقيق مستهدفات مئوية الإمارات 2071 عبر تعزيز الهوية الوطنية، وتطوير المهارات الفنية للشباب، وتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعية في الثقافة والفنون.