القوات الأميركية تتدرب على الحرب في الغابات لمواجهة القوات الصينية
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
يقول تقرير نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية إن القوات الأميركية ستكون مجبرة على القتال في ظروف مماثلة لحرب فيتنام وليس أفغانستان أو العراق إذا حدثت مواجهة مباشرة بينها وبين القوات الصينية.
وأوضح كاتب التقرير فلاديمير سكوسيريف إن الجنرالات الأميركيين ينتابهم القلق إزاء ضعف استعداد جنودهم للقتال في المناطق الاستوائية المشابهة لمناطق فيتنام وتايوان والفلبين.
ونقل عن القائد العام للقوات البريّة الأميركيّة في المحيط الهادي تشارلز فلين قوله إن التدريب في المناطق الساخنة والمستنقعات ضروري في حالة اندلاع حرب حول تايوان وجزر بحر جنوب الصين.
وأضاف الكاتب أن تصريحات فلين تبدو مماثلة لتصريحات أدلى بها قائد الفرقة الأميركية في هاواي بعد الاجتماع الأخير بين زعماء الولايات المتحدة والصين في سان فرانسيسكو.
ولفت سكوسيريف الانتباه إلى ما قالته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية من أن المواجهة مع الصين والتعامل مع الشركاء في المنطقة، يقتضيان أن تصبح القوات البرية الأميركية أكثر كفاءة في معارك الغابات.
تدريب على حرب الغاباتوذكر التقرير أن قوات مشاة البحرية الأميركية في جزيرة أوكيناوا اليابانية يتدربون على التفاعل مع قوات الدفاع الذاتي اليابانية، لأن إتقان حرب الغابات سيكون أمرا ضروريا في حال اندلع القتال ضد الصين في الأدغال والجبال المحيطة بمدينة تايبيه، عاصمة تايوان، باعتبارها نقطة انطلاق محتملة جدا للقتال، وذلك وفقا للإستراتيجيين الأميركيين.
كما أورد الكاتب أن الفلبين التي تلتزم الولايات المتحدة بحمايتها بموجب معاهدة، تمثل أيضا نقطة انطلاق محتملة للصراع، وهي منطقة استوائية. ففي الأسبوع الماضي، أطلقت سفن خفر السواحل الصينية مدافعها ومنعت مرور السفن الفلبينية التي كانت تحاول إيصال الإمدادات إلى جنودها في المياه الضحلة المتنازع عليها. وعلى هذه الخلفية، تعمل الولايات المتحدة على توسيع شبكة قواعدها في الفلبين.
ووفقا لقائد قوات العمليات الخاصة الأميركية السابق الجنرال ماركوس إيفانز وقائد الفرقة 25 الأميركية في هاواي، فإن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة الأخرى لن تجدي نفعا في ظروف القتال في التضاريس الساخنة والرطبة حيث تكون هناك حاجة إلى توفير ذخيرة للمدفع الرشاش وأسلحة أخرى، فضلا عن التحلي بالروح المعنوية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
حرب 1812.. صراع ناري على الهوية والسيادة بين الولايات المتحدة وبريطانيا
في صيف عام 1812، وبينما كانت أوروبا مشتعلة بنيران الحروب النابليونية، اندلعت حرب جديدة على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، بين الولايات المتحدة الأمريكية والإمبراطورية البريطانية.
حرب قصيرة نسبياً، لكنها كانت مفصلية في رسم ملامح الهوية الأمريكية، وترسيخ استقلالها الناشئ.
جذور الصراع..سيادة مهددة ومصالح متشابكةبدأت الحرب نتيجة تراكم طويل من التوترات، أبرزها فرض البحرية البريطانية لحصار اقتصادي على فرنسا خلال الحروب النابليونية، ما أثّر على التجارة الأمريكية.
كما عمدت بريطانيا إلى تجنيد البحارة الأمريكيين قسرًا للخدمة في صفوفها، وهي سياسة أغضبت الإدارة الأمريكية واعتبرتها إهانة للسيادة الوطنية.
بالإضافة إلى ذلك، اتُهمت بريطانيا بدعم القبائل الهندية في الغرب الأمريكي بالسلاح، ما زاد من حدة الصراع في الداخل.
كل هذه الأسباب دفعت الرئيس الأمريكي جيمس ماديسون إلى إعلان الحرب في يونيو 1812.
حرب بلا نصر حاسمشهدت الحرب معارك متفرقة عبر الأراضي الأمريكية والكندية، من بينها محاولة فاشلة للولايات المتحدة لغزو كندا، ومعركة بحرية شهيرة بين السفينتين USS Constitution الأمريكية وHMS Guerriere البريطانية.
وفي عام 1814، أحرقت القوات البريطانية العاصمة الأمريكية واشنطن، بما في ذلك البيت الأبيض، ردًا على هجوم أمريكي على مدينة يورك.
ورغم ذلك، فشلت بريطانيا في كسر المقاومة الأمريكية في معركة بالتيمور.
سلام بلا منتصرانتهت الحرب رسميًا بتوقيع معاهدة غنت في ديسمبر 1814، والتي أعادت الأوضاع لما كانت عليه قبل الحرب، دون أن يحقق أي طرف انتصارًا صريحًا.
لكن المعاهدة لم تصل إلى أمريكا إلا بعد أسابيع، وخلال ذلك الوقت خاض الطرفان معركة نيو أورلينز في يناير 1815، حيث حقق الجنرال الأمريكي أندرو جاكسون نصرًا مدويًا زاد من شعبيته وأدى لاحقًا إلى انتخابه رئيسًا.
تُعد حرب 1812 نقطة تحول في التاريخ الأمريكي، فقد أثبتت قدرة الولايات المتحدة على الصمود أمام قوة عظمى.
كما تراجعت بعدها المقاومة الهندية في الغرب، وبدأت أمريكا عصر التوسع نحو الغرب