عربي21:
2025-07-01@09:32:19 GMT

ما الذي يجب أن نتعلمه من المقاومة (1)

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT

قبل أيام وبعد صلاة الفجر وبعد أن قمت بتوصيل ابنتي إلى الجامعة قبل شروق الشمس والسماء تجود بخيرها وسط أجواء باردة وغائمة توحي بالتأمل والتفكير، خلوت بنفسي وخطر لي خاطر استوقفني على طريق العودة وثار في ذهني سؤال: ما الذي تعلمناه من المقاومة الصامدة والتي تؤلم الكيان الصهيوني أيّما إيلام؟ ثم أوقفت السيارة لبضع دقائق وقمت بفتح سجل الصوت في الهاتف لأسجل بعض النقاط وأنا على الطريق الجانبي.



ولكنني قمت بتعديل السؤال لأنني شعرت بأننا لم نتعلم بعد شيئا من المقاومة عبر عقود، وإلا فلماذا لم يتغير شيء في واقعنا المرير؟ وقلت يجدر بنا أن يكون السؤال هو ما الذي يجب أن نتعلمه من المقاومة، فربما ذلك أدعى للتفكير العميق والبحث الدقيق الذي قد يفضي بنا يوما ما إلى الاستفادة من هذه المقاومة التي تدك جيش الاحتلال وتقض مضاجع كبار قادته العسكريين والسياسيين الذين ظنوا أن الأمر مجرد نزهة عسكرية سريعة أو خاطفة سوف تنتهي باعتقال أو قتل كبار قادة المقاومة وتحرير الأسرى وتركيع المقاومة مرة واحدة وللأبد (خاب سهمهم وطاش سهمهم).

جلست لفترة أسجل بعض هذه الدروس التي قدمتها المقاومة بالدم والتضحية والفداء والجهاد والعطاء والتي يمكن أن تكون نبراسا للباحثين عن الانعتاق من نير الاحتلال والاستعباد اللذين خيما على عالمنا العربي. سجلت ما يزيد على العشرين درسا وأنا في السيارة وقد قاربت الشمس على الشروق.

عدت إلى البيت وقمت بكتابة ما سجلته من دروس يمكنني تعلمها كلها أو بعضها على المستوى الشخصي، وأخرى لعل الشعوب تتعلمها، وثالثة لعل القيادات تتفهمها، ورابعة لعل العالم يدرك معانيها، ثم قررت أن أبدأ بالجانب الشخصي لهذه الدروس، وهو ما سوف أتناوله في هذا المقال ضمن هذه السلسلة بعون من الله تعالى:

1- التفسير السليم والصحيح لقول الله تعالى لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فلطالما كان تفسيري لهذه الآية أنه ليس في الإمكان أفضل مما كان، وأننا لا ينبغي أن نلوم أنفسنا كثيرا بل بالعكس علينا الرضا بقضاء الله متمثلين القول الشائع "آدي الله وآدي حكمته"، لكنني وأنا أتابع يوميا وأقوم بتقديم حلقات عبر قناتي على اليوتيوب منذ طوفان الأقصى وبفضل الله وبدون انقطاع؛ أدركت أن فهمي كان قاصرا وأن ما لدي من طاقة وقوة (بفضل الله تعالى) أكبر بكثير مما كنت أبذله في خدمة القضايا العربية والإسلامية، أدركت والفضل لله ثم لصمود المقاومة أن القوة الكامنة (وسعها) هي قوة مضاعفة يمكن إطلاقها إن أراد الإنسان، ولكنه كسول فما زاده الكسل إلا تراجعا، وخامل فما زاده الخمول إلا انتكاسة جعلت المرء يبدو عاجزا عن القيام بأقل الواجبات من صلاة النوافل والسنن من ذكر وتسبيح ومن تلاوة للقرآن.

أدركت أن تفسيرنا (للوسع) هو تفسير قاصر وعاجز ومخل بالدور الذي خلق الله من أجله الإنسان ليكون خليفة في الأرض، فكيف يستوي الأمران تكليف بالخلافة وضعف وعدم القدرة على الفعل، لا بد أن تفسيرنا خاطئ وبشكل كبير.

2- عندما شاهدت المقاومين ومعظمهم لا يلبس حذاء عسكريا لامعا كعادة العسكريين العرب أو حتى الصهاينة، ولا يمتلك زيا عسكريا مدججا بالسلاح كما نشر الجنود الصهاينة، ولا خوذة تحمي رأسه ولا ملابس سوي تيشيرت يبدو باليا وسروالا أكل عليه الدهر وشرب، ويهرول نحو عدوه خفيفا رشيقا مقبلا غير مدبر، لا يتحجج بحجج واهية مثل قلة العتاد والزاد أدركت كم أفسدتنا الدنيا بمتعتها ومتاعها حتى ولو كان حلالا.

وعدت لأشاهد الفيديوهات التي تصدرها المقاومة وحاولت تفحص أجسام المقاومين فرأيتها قوية صلبة رغم أنها محرومة من لذة العيش ومن رفاهية نعيشها ليل نهار، رأيت رشاقتهم وأحدهم يقفز في الهواء فرحا وقد أصاب من المسافة صفر إحدى دبابات العدو وهو يهتف "ولعت".. لقد أعجزني هذا المشهد وأتعبني، وسألت نفسي: ما عذرك يا هذا أمام ما يقوم به هذا المقاوم البسيط في مواجهة أعتى الجيوش وأكثر وحشية ودموية في العالم؟

3- نظرت في الوقت الذي يضيع من شهور وأيام وساعات وقارنت بيني وبين ذاك المقاتل الذي لا يضيع ثانية واحدة وهو يتعقب دبابات العدو وحاملات جنوده، فينطلق كالسهم وفي غمضة عين ليصل إلى تلك الدبابة أو تلك المدرعة، وفي لمح البصر يضع فيها المتفجرات ثم يعود ليشاهد بعيني رأسه مصير الدبابة والجنود بداخلها وهو يهتف الله أكبر، وقلت لنفسي كم من التحديات التي واجهتنا وعدزنا عن التعامل معها وسقطنا في اختبار الكفاءة على مدار أيام وأسابيع وشهور وربما سنين طوال بينما هذا المقاتل يعبر ويتجاوز اختبار الموت والحياة في بضع ثوان وبثقة وكفاءة عاليين.

4- عندما بدأ جيش الاحتلال في قصفه الجنوني الذي لم يستثنِ فيه مستشفى ولا مدرسة ولا مصنعا ولا مجمعا تجاريا، وقتلت قنابله الأمريكية الصنع كل متحرك من طفل رضيع أو شيخ عجوز وامرأة حامل، ثم شاهدت رؤساء الغرب ووزراء خارجيتهم يتسابقون لإعلان التضامن مع الكيان الصهيوني والوقوف معه لدرجة أنهم كانوا يشاركون في اجتماعات الحرب، ولدرجة إعلان ست دولة عن دعمها العسكري للكيان فيما أسموه الدفاع عن نفسه، وهم يعلمون أن الاحتلال نفسه عمل مجرم ومحرم وأن حق الدفاع عن النفس مسموح به لمن اغتصبت أرضه وليس لمن أغتصب الأرض، وحين شاهدت الصمت والتواطؤ العربي المفضوح وأدركت أن الناس قد جمعوا لأهلنا الجمع وأعدوا العدة من أجل إبادتهم، وأخذتني الرهبة وانتباتني رجفة، ثم حين استمعت إلى بيانات المتحدث باسم المقاومة فوجدت ثباتا انفعاليا رفيع المستوى ورأيت نبرة التحدي العالية الواثقة، فقلت في نفسي خوفا عليهم: ما لهؤلاء لا يدركون حجم المصائب والمتاعب التي سيواجهونها؟ ثم اكتشفت أنني الذي لم أكن أدري بحجم ثقتهم ولا مدى استعدادهم لخوض معركة الكرامة نيابة عن الأمة، وأدركت كم كنت ساذجا وأنا لا أقدر هؤلاء حق التقدير وربما خوفي عليهم هو السبب، وتعلمت ساعتها أنه لا ينبغي التعجل في إصدار الأحكام حتى ولو كانت المعطيات على النحو الذي شاهده العالم من تحالف قوى الشر ضد شعب أعزل، ولعلي تعملت حكمة مفادها "ليس كل كبير قوي وليس كل صغير ضعيف".

5- تأكدت وبكل يقين أن كلمة الصدق تبقى وترسخ في ضمير الشعوب وأن الزيف والباطل والبروباجندة السوداء هي غثاء كغثاء السيل يجرف تيار الماء فلا يبقى منه شيء، وأدركت أن رجلا مجهولا لا يملك لا صحيفة ولا قناة تلفزيونية ولا حسابات على السوشيال ميديا ولا قناة على يوتيوب استطاع أن يجذب عقول الناس ومشاعرهم ويستأثر بالأفهام حتى أن الناس تنتظر بياناته وتصدقه دون أن تعرف من يكون، والعجيب أنه لا أحد سأل نفسه من هذا وما هي مؤهلاته؟ ولعلي لم أسمع من يجادل في صحة البيانات التي تصدرها المقاومة ويصدقه الناس وينتظرونه، وهذه درجة عجيبة من درجات التصديق.

6- عايشت الانتفاضات المتتالية ورأيت كيف أن شيخا مقعدا أسس منظمة وتحدى العالم بفتية صغار صاروا اليوم كبارا، وسألت نفسي: لماذا فعل الشيخ المقعد أحمد ياسين ما فعل، وربما لا يعيش للحظة التي نرى فيها المقاومة التي يقودها شباب كانوا أطفالا وهم يحيطون بالشيخ الشهيد في انتفاضة الأقصى عام 2000؟ ونظرت إلى نفسي وقلت لقد مر عمر طويل فأين الغرس الذي غرسته وأنت تملك الكثير والكثير؟

هل سنتعلم ونواصل رحلة التعلم من هؤلاء؟ فما تأخر من بدأ ولو بدأ متأخرا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة الاحتلال الدروس غزة الاحتلال المقاومة دروس مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من المقاومة

إقرأ أيضاً:

ما الذي يحدث في اتحاد كتاب مصر؟

أصبح من المعتاد تغيير الموعد القانوني، لانعقاد الجمعية العمومية لاتحاد الكتاب، الذي يقرره القانون فى شهر مارس كل عام، ولا يقف الأمر عند ذلك، فالتساؤلات القانونية لا تتوقف حول مشروعية استصدار رئيس الاتحاد قرارا من الجمعية بتأجيل الانتخابات حتى عام 2026 بزعم أن نصف أعضاء المجلس الذين تم انتخابهم في مارس 2022، لم يستكملوا مدتهم.

وتنص المادة 35 على: "مدة العضوية لأعضاء مجلس إدارة الاتحاد 4 سنوات ويقترع على إسقاط عضوية نصف عدد الأعضاء كل سنتين"، لكن ما حدث أن نصف الأعضاء الذين تم انتخابهم فى 2020 بحلول 31 ديسمبر 2025 يكونون قد بقوا فى مقاعدهم 5سنوات، والنصف الذى تم انتخابه فى 2022 يتم 4 سنوات فى مارس2026، دون تجديد نصفى، ولم يدع عبد الهادى إلى تجديد نصفى فى انتخابات 2020 بسبب كورونا، واضطر الى إجراء الانتخابات فى 31 ديسمبر من عام 2021بسبب جنحة العزل والحبس التى رفعت بسبب عدم تنفيذه الحكم القضائى الصادر فى أغسطس2021، وكان من المنطقى أن تجرى الانتخابات الجديدة على كافة المقاعد فى موعدها الأصلى مارس 2022! وبدلا من ذلك تم تجاهل الانتخابات ولم يتم أخذ فتوى من مجلس الدولة أو الرجوع لأى جهة لتحديد الإجراء اللازم، والأغرب أن استصدار قرار الجمعية العمومية بالتأجيل لـ2026 تم بعد مرور شهر (مارس).

اللائحة والقانون:

تضمنت دعوة حضور الجمعية العمومية العادية فى أبريل الماضى دعوة لجمعية عمومية غير عادية فى 6 يونيو 2025، ثم تغير الموعد إلى 11 يوليو 2025 وتضمنت الدعوة بندا واحدا هو: "تعديل بنود اللائحة" دون تحديد البنود، أو ذكر النصوص لإتاحة الفرصة لدراستها قبل الجلسة وهو ما ينص عليه القانون، ويعرض التعديل للطعن عليه، ومن المرجح أن يطرح للتعديل بند: "الإشراف القضائى على الانتخابات"!

وإذا حدث ذلك فستكون مخالفة قانونية أخرى، ففى المذكرة الإيضاحية لمشروع القانون رقم 19 لسنة 1978:

"لما كان اتحاد الكتاب يعتبر نقابة مهنية طبقا لنص المادة الأولى من قانونه" وهو ما يجعل الاتحاد يخضع لقوانين النقابات المهنية، وتنص المادة السادسة من قانون ضمانات ديمقراطية التنظيمات النقابية المهنية: (تجرى الانتخابات لجميع المستويات النقابية عن طريق الانتخاب بالاقتراع المباشر السري، ويشرف على الانتخاب بجميع مستوياتها لجنة قضائية برئاسة رئيس المحكمة الابتدائية التي يقع في دائرتها الانتخاب وعضوية أقدم أربعة من الرؤساء بالمحكمة ذاتها).

وتنص لائحة اتحاد الكتاب على:" تشكل لجنة الإشراف على الانتخاب برئاسة مستشار من مجلس الدولة ويعاونه خمسة من الموظفين العاملين بالحكومة من غير أعضاء الاتحاد يختارهم رئيس اللجنة"

وهو ما يجعل إلغاء الإشراف القضائى غير ممكن لأن أى لائحة لا يمكن أن تتعارض بنودها مع القانون.

ويمكن اللجوء لجهات قضائية أخرى للإشراف على الانتخابات بدلا من الغائه بمبرر اعتراض مجلس الدولة على الإشراف لاستشعاره الحرج لأنه هو من يفصل فى طعون الانتخابات، ولا يجوز أن يكون خصما وحكما، ومن الجهات الأخرى (هيئة قضايا الدولة) التى استعان بها الأستاذ رجائى عطية فى انتخابات المحامين للسبب نفسه.

مخاوف:

ويوضح فاروق عبد الله مخاوفه من تعديلات اللائحة، بعد أن حكمت محكمة القضاء الإدارى لصالحه بتاريخ 29/12/2024 فى القضية المرفوعة منه ضد علاء عبد الهادى، وقضت المحكمة بإلغاء القرار الصادر من مجلس اتحاد الكتاب فى جلسته فى 16/4/2022 باستبعاد عبد الله من رئاسة شعبة الترجمة وإسنادها للدكتور علاء عبد الهادى.

ويشير الحكم إلى عدم مشروعية سحب مجلس إدارة الاتحاد لقراره بتعيين فاروق عبد الله رئيسا لشعبة الترجمة دون مبرر أو سبب قانونى وإصدار قرار آخر بتعيين عبد الهادى مكانه، وهى سابقة، ويؤكد فاروق عبد الله أنه ليس من حق رئيس الاتحاد وضع قانونه الخاص أو التصرف بسلطة مطلقة لأن قانون الاتحاد يحدد طريقة تعيين رؤساء الشعب حيث نصت المادة 42/3 من القانون رقم 65/1975على: (ويصدر "المجلس" قراراته بأغلبية الأعضاء الحاضرين، وعند تساوى الأصوات يرجح الجانب الذى منه الرئيس).

وأكدت المادة 85 من اللائحة هذا:( يباشر مجلس الاتحاد اختصاصاته مجتمعا كوحدة واحدة ) ويوضح عبد الله أن رئيس المجلس يعين أيضا بنص المادة 42/3 من القانون، ومن لا يملك التعيين لا يملك إلغاءه. وفى جميع الحالات يكون القرار الصادر ـ سواء بالتعيين أو الانتخاب ـ هو فى حقيقته قرارا إداريا بما يستلزم صدوره مستوفيا شروطه الشكلية والموضوعية، خاضعا فى رقابته لمحاكم مجلس الدولة.

وبالإشارة إلى الفقرة رقم 4 من المادة رقم 38 من القانون التى تحدد اختصاصات رئيس الاتحاد وتنص على: (مباشرة الأعمال التي يفوضه فيها مجلس الاتحاد).

يؤكد «عبد الله» أن هذا التفويض محدد بعدم مخالفة القانون، فهل يمكن أن يتم عرض تعديل لبنود اللائحة فى إطار إعطاء رئيس الاتحاد سلطة كاملة فى عزل واستبدال من يشاء من رؤساء الشعب واللجان؟

ويؤكد فاروق عبد الله أن كثرة التعديلات فى لوائح اتحاد الكتاب مع تعارض بعضها، وعدم إصدارها بموافقة وزير الثقافة، بالمخالفة للمادة رقم 73 من قانون اتحاد الكتاب، ونصها: (يصدر مجلس إدارة اتحاد الكتاب القرارات واللوائح اللازمة لتنفيذ هذا القانون على ألا تكون نافذة إلا بعد موافقة وزير الثقافة). التعديلات غير نافذة لمخالفتها نص المادة 73 مما يستوجب إيقاف العمل بما جاء بها لحين استيفائها للشكل الذى استلزمه القانون فى إصدارها.

القانون الجديد:

لا تتوقف الأزمات عند حد التعامل مع القانون الحالى وانما يواجه أعضاء الاتحاد تعديلات للقانون فى مجلس الشعب تحمل الكثير من المفاجآت، أولها توسيع صلاحيات الدكتور علاء عبد الهادى بإعطائه حق التوقيع على الشيكات وأذون الصرف"توقيع أول" بدلا من نائب رئيس الاتحاد، كما تم تمكين رئيس الاتحاد بإعطائه رئاسة اللجنة التأديبية بينما يحدد القانون الحالى أن من يقوم بالتحقيق مع العضو لجنة برئاسة نائب رئيس مجلس الاتحاد، وعضوية المستشار القانوني لوزارة الثقافة وسكرتير عام الاتحاد.

ويأتى استبعاد المستشار القانونى لوزارة الثقافة فى التعديل نظرا لطلب استبعاد إشراف الدولة والتدخل فى شؤون الاتحاد لأنه جهة مستقلة، ويمنحه التعديل أيضا رئاسة صندوق المعاشات والإعانات بينما فى القانون الحالى كان يدير الصندوق أيضا مجلس إدارة خاص به مكون من نائب رئيس مجلس الاتحاد وعضوية أمين الصندوق وثلاثة ينتخبهم مجلس الاتحاد سنويا من بين أعضائه، وتضع تعديلات القانون السلطة والماليات مجمعة فى يد رئيس مجلس الإدارة، بما يمنحه سلطة مطلقة ويجعله خصما وحكما فى كثير من الأحيان، وتخفض التعديلات عدد أعضاء مجلس الإدارة إلى 19 عضوا وتجعل الانتخابات على منصب رئيس الاتحاد مستقلة عن انتخابات الأعضاء فيكون عدد الأعضاء مع الرئيس عشرين عضوا، وتجعل مدة العضوية 4 سنوات كاملة بدون تجديد نصفى ولا يجوز أن يظل العضو أكثر من مدتين متتاليتين.

وفى تعديل المادة 49 من القانون الحالى يتم تغيير جملة "أموال الاتحاد أموال عامة"، لتصبح "مجلس الإدارة هو المهيمن على أموال النقابة"؟! وكأنه يخرج صفة المال العام عن أموال النقابة، ويفرق فى أحكامه بين الخاص والعام، ففى حالة حدوث اختلاس أو اهدار أو استيلاء على المال العام تكون العقوبة بالسجن المشدد وتصل إلى المؤبد فى حالات حددها القانون.

بدأت تعديلات القانون منذ عهد الكاتب الكبير ثروت أباظة الا أنها لم تتم، واستمرت المحاولات فى عهد الشاعر فاروق شوشة2001، ثم الكاتب محمد السيد عيد 2002، وفى عام 2003 انتخب فاروق عبد الله عضوا بمجلس الإدارة ورئيسا للجنة الاتحاد القانونية وتم الاتفاق مع حمدى الكنيسي وكيل لجنة الإعلام بمجلس الشعب على عرض التعديلات، لكنها خالفت ما تم الاتفاق عليه، وتم حذف مواد مهمة منه واستبدالها بمواد أخرى، وكان من أعضاء اللجنة المشكلة للمناقشة المستشار حسن مهران والكاتب قاسم مسعد عليوة والدكتور مدحت الجيار والدكتور علاء عبد الهادي والأستاذ عادل سركيس، انسحبوا تباعا من مناقشات مجلس الشعب ولم يتبق سوى اثنين.

وعلم عبد الله بمناقشة التعديلات فى مجلس الشعب منذ بضعة أيام حاول الدخول بوصفه هو من وضع التعديلات الأصلية، لكنه فشل فقام بتسجيل شكوى وأرسل دراسة اللجنة القانونية إلى رئيسة الجلسة د.درية شرف الدين.

نقيب كتاب مصر: نقابة اتحاد الكتاب تشهد عصرًا ذهبيًا في تاريخها الثقافي

«مصر القديمة والعمارة القبطية» على مائدة الحوار في نقابة اتحاد الكتاب

الأمين العام لـ«اتحاد الكتاب العرب» يترأس القمة الأدبية العربية الإفريقية في موريتانيا

مقالات مشابهة

  • ما الذي يحدث في اتحاد كتاب مصر؟
  • و أمرت النيابة العامة بحبس مالك السيارة المتسببة في حادث الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية لتمكينه المتهم من قيادتها رغم علمه بعدم حيازته رخصة تجيز له قيادة تلك المركبة. جاء ذلك في إطار التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في الحادث المروري المروع الذي وقع
  • مسؤول في حزب الله: المقاومة ليست من تعطى مهلاً بل العدو ومن يرعاه
  • رسالة قرآنية من محرقة غزة
  • سباق التحريربين المقاومة والاستيطان والاحتلال
  • محللون وخبراء: المهلة الزمنية التي حددها ترامب لوقف إطلاق النار بغزة غير واقعية
  • الشيخ نعيم قاسم يحذر الصهاينة: لن نبقى ساكتين إزاء الاعتداءات وقادرون على المواجهة وسننتصر
  • نعيم قاسم: خيار المقاومة في لبنان ليس محل مساومة
  • (فؤادنا) الذي رحل
  • الحسين (عليه السلام) صرخة المظلومين من كربلاء إلى غزة .. الثورة التي لا تموت