لا ينبغى الاستهانة بما يحدث من توترات وقلاقل فى منطقة البحر الأحمر من قبل الجماعات الحوثية، فالواضح والثابت والمؤكد هو أن مصر تتأثر بشكل كبير ومباشر بكل هذه الأفعال الصبيانية التى لا تفيد القضية الفلسطينية من قريب أو بعيد.
وهكذا، فقد نظرت بعين الاعتبار لتصريحات الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس قبل أيام، والتى أشار فيها إلى أن الهيئة تدرس بعناية الأنباء الواردة عن تحول 55 سفينة منذ 19 نوفمبر وحتى الآن عن طريقها المعتاد عبر قناة السويس، إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
صحيح أن الرقم ليس كبيرًا بالمقارنة بأكثر من ألفى سفينة عبرت قناة السويس خلال الفترة نفسها، لكن من يمكنه التنبؤ بتغيرات المشهد وتصاعد توتر الشركات العالمية من المرور بالبحر الأحمر؟ إننا يجب أن نضع احتمالات لمثل هذه الآثار، ونُعد خططًا للتعامل معها، خاصة أن أوضاعنا الاقتصادية فى الوقت الراهن شديدة الحساسية.
إننا ندرك جيدًا أن قناة السويس مازالت واحدة من أهم المصادر الرئيسية لدخول العملة الصعبة إلى البلاد، ووفقا لإحصائيات شهر نوفمبر الماضي، فإن عائدات القناة تجاوزت 850 مليون دولار خلال الشهر، وهو أعلى رقم تحقق فى تاريخ القناة. ولا شك أن ذلك كان مؤشرًا لأن تتجاوز العائدات السنوية عشرة مليارات دولار.
وينبغى التنبه إلى أن مصر تأثرت بقوة نتيجة العدوان الإسرائيلى الآثم على غزة، ويكفى أن نشير إلى أن قطاع السياحة كان من القطاعات الواعدة قبل شهور قليلة، وكانت العائدات المقدرة مبشرة بالخير، غير أن اندلاع الحرب فجأة دون سابق إنذار، واتساع مداها نتيجة الغطرسة الصهيونية، وتطرف حكومة اليمين الإسرائيلي، أجج من الآثار السلبية على السياحة فى مصر. وكان ظهور بعض الأجسام المسيرة فى المجال الجوى المصرى سببًا لدفع كثير من الشركات العالمية إلى إلغاء حجوزاتها فى مصر والأردن.
لقد أدى تآكل عائدات السياحة على مدى الشهرين الماضيين إلى تصاعد أزمة العملة الصعبة فى ظل اتساع لحجم المديونيات، وتراجع كبير فى الاستثمارات الأجنبية بشكل عام، وهو ما يزيد من صعوبة الأزمة.
ولم يكن غريبًا أن يُقر صندوق النقد الدولى إتاحة المزيد من القروض الإضافية لمصر، باعتبارها أكثر البلدان تأثرًا بالحرب الدائرة فى غزة.
وهُنا، فإننا نؤكد أنه ليس مقبولًا أن تدفع مصر دائما فواتير تصرفات غير مسئولة من هنا أو هناك، وأنه آن الأوان للتعامل بحزم مع كل ما يُهدد مصالح مصر، خاصة فى قناة السويس.
لقد كان قدر مصر ـ بحكم موقعها ومكانتها التاريخية ـ أن تتحمل دائما وأبدا مسئولية كثير من الاضطرابات فى المنطقة، وأن تكون طرفًا رئيسيًا فى إقرار تسويات تُمهد للسلام فيما يخص النزاع الإسرائيلى الفلسطيني، غير أن استمرار استنزاف مصر اقتصاديًا يحتاج لوقفة، وتشاور، وتحرك دبلوماسى وسياسى على المستويين العربى والدولى.
فالتحديات التى تواجه الشعب المصرى فاقت كل حد، وما يواجهونه من صعوبات يستلزم يقظة وتحركًا فعالًا. وسلامٌ على الأمة المصرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د هاني سري الدين الإستهانة قناة السويس قناة السویس
إقرأ أيضاً:
أكثر من 100 ألف يتظاهرون في هولندا ضد مجازر الاحتلال بقطاع غزة (شاهد)
تظاهر نحو 100 ألف شخص، الأحد، في مدينة لاهاي الهولندية احتجاجًا على سياسة الحكومة الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، وسط دعوات بوقف الدعم العسكري والسياسي لتل أبيب وفرض عقوبات عليها.
وجرى تنظيم المظاهرة في ميدان "مالييفلد" تحت شعار "ارسموا خطًا أحمر من أجل غزة"، بمشاركة أكثر من 80 منظمة محلية ودولية، بينها "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" وفروع محلية لمجموعات داعمة لفلسطين وجمعيات إنسانية تُعنى بالنساء والأطفال.
وارتدى المتظاهرون ملابس حمراء رمزية، في إشارة إلى "الخط الأحمر" الذي يطالبون الحكومة برسمه تجاه أفعال إسرائيل في قطاع غزة.
ووفق البيانات الرسمية، بلغ عدد المشاركين أكثر من 70 ألفًا، فيما أعلنت منظمة "أوكسفام نوفِيب" (Oxfam Novib) المشاركة في التنظيم أن العدد تجاوز 100 ألف متظاهر.
وفي كلمات ألقيت خلال المظاهرة، أشار المتحدثون إلى أن مئات الأشخاص في غزة قضوا جوعًا منذ آذار/مارس الماضي، منتقدين صمت الحكومة الهولندية تجاه "الانتهاكات الإسرائيلية".
وطالب المتظاهرون حكومة رئيس الوزراء ديك شوف، باتخاذ موقف أكثر حزمًا، ووقف كافة أشكال الدعم لإسرائيل، بما في ذلك الدعم العسكري، وفرض عقوبات حقيقية.
كما أعربوا عن خيبة أملهم من عدم إحراز تقدم في لقاءات نيسان/أبريل الماضي، بين الحكومة وبعض المنظمات الحقوقية.
وأفاد بيان نشرته "العفو الدولية" على موقعها بأن حكومة شوف، "لا تزال ترفض رسم خط أحمر رغم انتهاكات إسرائيل المتكررة لقوانين الحرب، وترفض اتخاذ إجراءات لإنهاء سياسة الإفلات من العقاب".
وسار المتظاهرون خلف لافتة كُتب عليها "ارسموا خطًا أحمر من أجل غزة"، ورددوا شعارات من قبيل "حكومة شوف لا تسمع"، و"يا حكومة العار، أيديكم ملطخة بالدماء"، و"هولندا تدفع، إسرائيل تقصف"، و"فلسطين حرة"، و"لا سلام تحت الاحتلال"، و"أوقفوا الإبادة الجماعية"، و"أوقفوا قتل الأطفال".
وشملت مسيرة المتظاهرين المرور من أمام "قصر السلام"، حيث مقر محكمة العدل الدولية، وكذلك البرلمان الهولندي، قبل أن تعود إلى نقطة الانطلاق.
ويُعد هذا الحدث أكبر مظاهرة داعمة لفلسطين في هولندا خلال السنوات الأخيرة، بحسب ما أفادت منظمات حقوقية محلية.
So called ‘leaders’ are turning a blind eye to the genocide in Gaza ????????
But all over the world people are rising.
Over 100,000 people outside The Hague demanding:
Expel ???????? from the UN
Sanctions now
The Hague now
Recognise Palestine ???????? today.
pic.twitter.com/aOmPxXnJ4v