الثورة نت:
2025-05-28@01:45:55 GMT

موقف اليمن.. والكذب الأمريكي..!!

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

 

 

مؤسف أن نرى مسؤولي دولة عظمى- تزعم أنها تقود العالم ومسؤولة عن أمنه واستقراره- يمارسون سياسة الكذب السافر والوقح في تعاطيهم مع القضايا الدولية، بل ويوغلون في تسويق الأكاذيب عبر ماكينتهم الإعلامية التي سخروها لتسويق أكاذيبهم وتضليل الرأي العام الدولي.
تعامل بهذا السلوك الوقح يشعر المراقب وكأن هذه الدولة ومسؤوليها يسخرون من الرأي العام الدولي ومن المجتمع الدولي، هذا السلوك المتغطرس والمتعالي الذي تمارسه أمريكا يرتكز على سياسة الكذب فيما المستهدفين من أكاذيب إمبراطورية الشر بدورهم يقفون عاجزين عن فضح أكاذيب أمريكا نظرا لوقوع الماكينة الإعلامية الدولية تحت سيطرة الشركات العملاقة التي يرتكز عليها النظام الاستعماري الرأسمالي بقيمه الليبرالية المتوحشة، هذه الليبرالية التي زعموا أنها ملاذ الشعوب التواقة نحو الحرية والاستقلال، غير أنها أثبتت أنها نظرية الاستبداد والاستكبار والغطرسة والتعالي والوحشية والكذب السافر حد الوقاحة وازدراء الآخر المتلقي الذي يحسب حساباً لمواقف هذه الدولة العظمى غير أن هذه الدولة ومن خلال مواقفها وسلوكيات مسؤوليها تضع نفسها في الحضيض حين تعتمد الكذب منهجا وثقافة في خطابها السياسي وفي مواقفها حتى فيما يتعلق بالقضايا الاستراتيجية وبقضايا الشعوب الأخرى التي تعمل واشنطن جاهدة على ترتيبها وفق رؤيتها المستمدة من الأكاذيب وسياسة التضليل منهجا للتعامل مع هذه القضايا المتعلقة بمصير أوطان وشعوب كحال الشعب العربي في فلسطين وكيفية تعامل واشنطن مع قضيته التي يعترف العالم بعدالتها إلا واشنطن التي ترى الحق مع الاحتلال الصهيوني وترى العالم بكل قضاياه وتطلعاته وأحلامه بعيون الصهاينة، غير مكترثة حتي بمصالحها الجيوسياسية وبصورتها بنظر العالم.


يوم أمس تابعت منسق الأمن القومي الأمريكي- وهو منصب خطير وسيادي ومتكفل من يشغل هذا المنصب برسم سياسة أمريكا وعلاقتها الدولية- أقول خلال مؤتمره الصحفي سرد منسق الأمن القومي سلسلة من الأكاذيب عن موقف اليمن من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، إذ ذهب الرجل يُقْوِّل اليمن ما لم تقوله عن مواقفها فيما يتصل بالملاحة البحرية، إذ أكدت اليمن عبر مختلف مسؤوليها وعلى لسان سيدها وقائدها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي _حفظه الله _ أن اليمن لا ولن ولم تستهدف أي سفينة تبحر بمياه البحرين المذكورين إلا سفن الكيان الصهيوني أو تلك التي تحمل بضائع إلى مؤانى الكيان، وربط هذا الإجراء برفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر وإدخال المواد الإغاثية إلى القطاع من غذاء وأدوية ومياه ووقود، يعني الموقف اليمني هو موقف أخلاقي ومبدئي وإنساني وليس فيه أي اعتداء على الملاحة الدولية، غير أن أمريكا التي تعتمد على سياسة الكذب لتمرير مخططاتها التآمرية ذات الأهداف الاستعمارية تسوق أكاذيبها، وزعم منسقها للأمن القومي خلال مؤتمره الصحفي أن اليمن تهدد الملاحة التجارية الدولية ورغم تساؤلات الصحفيين وإلحاحهم عن السفن التي تستهدفها البحرية اليمنية والى أين تتجه وكانت التساؤلات موجهة ومقصودة من قبل الصحفيين غير أن المسؤول الأمريكي تمسك بكذبه وتهرب عن الإجابة..!!
طبعا الكيان الصهيوني هو صاحب فكرة ( أن مشكلته في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب هي مشكلة دولية)، أمريكا أخذت الفكرة وراحت تسوقها من أجل حشد حلفاء ضد اليمن تحت ذريعة ( حماية التجارة والملاحة الدولية المهددة من أنصار الله)!!
فيما أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية لم يهددوا الملاحة الدولية بل كان موقفهم واضحاً وصريحاً وتناقلته كل وسائل الإعلام الدولية، وهو منع مرور ( السفن الصهيونية، أو المتعاملة مع الصهاينة) فيما كل سفن العالم تمر بحرية وسلام وستقدم اليمن لها كل المساعدات المطلوبة، أمريكا قلبت الحكاية وراحت تزعم كذبا بأن اليمن تهدد الملاحة الدولية وأن كل سفن العالم أصبحت هدفا للقوات البحرية اليمنية، ثم تغمز من قناة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتحملها كذبا ما لم يحتمل والهدف أن أمريكا سعت لإقناع المتحالفين معها بأن تجارتهم في خطر والحقيقة أن أمريكا تعمل على حماية الكيان الصهيوني وليس الملاحة الدولية..؟!
يوم أمس جدّد سيد اليمن وقائدها سماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الموقف اليمني وبعث برسالة واضحة وصريحة وصادقة لكل العالم، تضمنت موقف اليمن محذرا واشنطن من تسويق الأكاذيب وإجبار دول العالم تحت ضغطها للدفاع عن الصهاينة الذين يرتكبون أبشع المجازر بحق الشعب العربي في فلسطين وراح ضحيتها أطفال ونساء وشيوخ ومدنيون عزل، وصحفيون وأطباء وفرق الدفاع المدني وتهديم القطاع على رؤوس مواطنيه ورافق هذا العدوان الوحشي حصار وتجويع، وأعتقد أن لا دولة في هذا العالم تقبل بما تقوم به دولة الاحتلال إلا أمريكا التي تصر علي إبادة الشعب الفلسطيني ومنع أي جهة تقف مناصرة لهذا الشعب العربي المظلوم وهو صاحب الحق والأرض ويواجه احتلالاً استيطانياً مجرماً تشاركه واشنطن في كل جرائمه..!!
إن من العيب أن تعتمد دولة عظمى بحجم أمريكا الكذب لتمرير مخططاتها التآمرية، ومن العار مشاركة أي طرف دولي معها في قتل الشعب العربي في فلسطين وإبادة أطفاله ونسائه بقذائف وصواريخ أمريكا أو بحصارها للقطاع وتهديد كل من يحاول مساعدة سكان القطاع بالعضلات الأمريكية وحشوداتها، وهذا قد لا يكون مناسبا مع صنعاء وقد تدفع أمريكا ومن يحالفها ثمنا غير متوقع إذا ما حاولت التمادي بمواقفها تجاه صنعاء التي لديها الكثير مما قد يربك أمريكا، نعم لسنا ندا لأمريكا، لكنا نعتز بسيادتنا وندرك أين نضع أقدامنا، وكيف ندافع عن قراراتنا ومواقفنا.. والأيام بيننا.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هآرتس: لماذا لا تستطيع أمريكا وإسرائيل هزيمة الحوثيين في اليمن؟ (ترجمة خاصة)

"الجغرافيا، الخبرة، والعقلية: أصبح الحوثيون قوة يصعب إيقافها، رغم الغارات الجوية المتكررة التي تشنها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل. حتى الانسحاب الإسرائيلي من غزة من غير المرجح أن يدفع إلى نزع سلاحهم".. بهذه العبارات بدأت صحيفة "هارتس" العبرية تحليلها عن الضربات الجوية التي تنفذها كلا من واشنطن وتل أبيب ضد جماعة الحوثي في اليمن.

 

تقول الصحيفة في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول بقليل، عندما بدأ الحوثيون في اليمن إطلاق الصواريخ على إسرائيل دعماً لغزة، سخر منهم الكثيرون واصفين إياهم بوكلاء حربيين ساذجين لإيران. لكن بعد أكثر من عام ونصف، لم يعد أحد يعتبرهم مجرد عرض جانبي.

 

وأضافت "على عكس الجهات الفاعلة الأخرى في المنطقة، واصل الحوثيون إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وتعطيل الحياة اليومية، والحد بشكل كبير من حركة الطيران الأجنبية في مطار بن غوريون مع تعهدهم بحصار إسرائيل. والأهم من ذلك، أنهم ما زالوا غير راضين عن الغارات الجوية الإسرائيلية".

 

تقول إنبال نسيم-لوفتون، الخبيرة في الشؤون اليمنية والباحثة المشاركة في كل من منتدى التفكير الإقليمي ومركز موشيه ديان للدراسات الشرق أوسطية والأفريقية بجامعة تل أبيب، إن الجمهور بدأ يدرك قدرة الحوثيين على الصمود. لكن خبراء مثلها درسوا منذ فترة طويلة قدرة الجماعة الاستثنائية على البقاء والتكيف. فما الذي يُمكّن قوة متمردة صغيرة نسبيًا، ذات دعم شعبي محدود داخل اليمن، من تحمل الاضطرابات الإقليمية، ومقاومة القوى العسكرية الكبرى - وتصعيد هجماتها على إسرائيل؟

 

وفقًا لإليزابيث كيندال، المتخصصة في الشؤون اليمنية ورئيسة كلية جيرتون بجامعة كامبريدج، يتمتع الحوثيون "بثلاث مزايا رئيسية: الجغرافيا، والخبرة، والعقلية". فمعاقلهم في شمال اليمن الجبلي، وخاصة محافظة صعدة، مهد الحركة، توفر لهم حماية طبيعية ومكانًا للاختباء للقيادة والأسلحة. وتقول كيندال: "يكفي النظر إلى خريطة اليمن لإدراك أنهم يسيطرون على مناطق يصعب الوصول إليها".

 

وإضافةً إلى ذلك، تشير كيندال إلى أن الحوثيين "لديهم خبرة تزيد عن عقدين في خوض حروب متقطعة ضد بعضٍ من أكثر جيوش المنطقة تسليحًا، وقد صمدوا في وجه عشرات الآلاف من الغارات الجوية التي شنها عليهم التحالف بقيادة السعودية".

 

وتصف الحوثيين بأنهم "يتحملون الخسائر، ولا يكترثون بأعدائهم، وقد شهدوا الانسحاب الأمريكي المشين من العراق وأفغانستان، ويؤمنون إيمانًا راسخًا بأن الله في صفهم".

 

وتشير إلى أن هذه العقلية الحربية نفسها "تُروّج لها آلة دعائية متطورة وناجحة، تشمل كل شيء من البث التلفزيوني والبث المكثف على وسائل التواصل الاجتماعي إلى معسكرات تلقين الأطفال".

 

وتضيف لوفتون أنه من المستحيل المبالغة في تقدير البعد الديني والأيديولوجي لصراع الحوثيين. وتقول: "هؤلاء أناس مدفوعون بشعور عميق بالعدالة". في جوهرها، تستمد الجماعة شرعيتها من المذهب الشيعي الزيدي، وهو فرع من المذهب الشيعي الزيدي، وهو فرع يدعو تاريخيًا إلى اتخاذ إجراءات ضد الحكام الظالمين - سواء كانوا قوى غير مسلمة أو أنظمة إسلامية فاسدة.

 

كما أن الحوثيين يستمدون ثقتهم من دولة الإمامة الشرعية، التي حكمت أجزاءً من البلاد لما يقرب من ألف عام. "إنهم يتحدثون عن ذلك الماضي المجيد، عن الكيان الديني الزيدي بقيادة إمام، والذي استمر بشكل متقطع حتى عام 1962"، توضح لوفتون. إن الإشارة إلى هذا التراث تمنح الحركة شرعية ومكانة تاريخية بين اليمنيين، مما يعزز صورتهم كمدافعين عن مصالح الزيدية والسيادة الوطنية.

 

بالإضافة إلى ذلك، تصف لوفتون كيف يتلاعب الحوثيون بمهارة بما تسميه "ترسانة من الهويات".

 

أحيانًا، يتحدثون عن قضايا تتعلق باقتلاع السكان الزيديين وكيف أضرّ بهم مشروع الدولة. وفي أحيان أخرى، ينتقدون تبعية النظام للولايات المتحدة، وهي ادعاءات تلقى صدى لدى اليمنيين السنة. أحيانًا يتحدثون عن التحالف مع إيران بنبرة، وفقًا للوفتون، "أكثر شيعية - لا تقتصر على الشيعة الزيدية، وهي طائفة صغيرة نسبيًا". وتوضح أن هذا الإطار الأوسع "يفتح الباب أمام علاقات مع لبنان والعراق، وبالطبع، يعزز تحالفهم مع إيران".

 

ثم تضيف لوفتون: "وسّع الحوثيون روايتهم أكثر بضم غزة إلى الصورة". أصبحت إسرائيل رمزًا آخر في هويتهم المصطنعة: يُصوَّر الصراع ضد إسرائيل، التي يعتبرونها "وكيلًا للولايات المتحدة"، كجزء من معركة أوسع ضد الاستعمار الغربي.

 

ومع ذلك، فإن مرونتهم الاستراتيجية واستخدامهم العملي لسياسات الهوية لا يعكسان سيطرة واسعة النطاق داخل اليمن، أو حتى شعبية واسعة. تقول لوفتون: "نميل إلى نسيان أن الحوثيين أقلية. إنهم يُحدثون ضجة كبيرة ويتسببون في أضرار جسيمة، لكنهم يظلون أقلية".

 

يهدف هذا الخطاب الهوياتي الأناني، المدعوم بجهاز دعائي قوي، في المقام الأول إلى تحقيق مكاسب سياسية داخل اليمن، بالإضافة إلى استغلال النفوذ الإقليمي ضد قوى مثل المملكة العربية السعودية وإيران تقول لوفتون: "هناك استخدام ذكي ومعقد للغاية لجميع هذه الهويات وهذه المجموعة الشاملة من الأدوات، وكل منها مُصمم خصيصًا لجمهور مختلف".

 

حل يمني داخلي؟

 

كان أحد أسباب توقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في النهاية عن العمليات الهجومية في اليمن هو التكلفة الباهظة - التي قُدرت بحوالي مليار دولار في الشهر الأول وحده، وفقًا لمسؤولي دفاع أمريكيين نقلاً عن شبكة CNN. الغارات الجوية الإسرائيلية في اليمن باهظة التكلفة أيضًا. فبدون حاملات الطائرات المتمركزة في الخليج، تنطوي كل عملية إسرائيلية على مهام بعيدة المدى تتطلب وقودًا ودعمًا جويًا ولوجستيًا وذخائر، بتكلفة ملايين الشواقل لكل غارة.

 

تقول لوفتون: "إن استخدام إسرائيل للطائرات المقاتلة بدلاً من الصواريخ أو الطائرات المسيرة يجعل هذه العمليات أكثر تكلفة بكثير". وتضيف أن الغارات الجوية الإسرائيلية تخدم غرضًا نفسيًا أيضًا: "إنها تهدف إلى إثبات قدرتنا على الوصول فعليًا إلى الحوثيين مرارًا وتكرارًا. وفي هذا الصدد، لدينا ميزة واضحة"، خاصة وأن الحوثيين لا يمتلكون قوة جوية خاصة بهم.

 

وفقًا للوفتون، لاحظت وسائل الإعلام العربية بالفعل نمطًا متبعًا: إطلاق الصواريخ الحوثية يتبعه ردود إسرائيلية تستهدف نفس المواقع التي تم استهدافها في الجولات السابقة.

 

مع ذلك، يقول كيندال، مشيرًا إلى المسافة الجغرافية الشاسعة بين إسرائيل واليمن: "من الصعب تصور كيف يمكن لإسرائيل أن تنجح في هزيمة الحوثيين، في حين فشلت جيوش أخرى ذات تمويل جيد، مثل السعودية والولايات المتحدة، واضطرت إلى التراجع إلى أسلوب عقد الصفقات".

 

ويضيف لوفتون أن الضربات على ميناء الحديدة اليمني - شريان الحياة التجاري الرئيسي للبلاد - من غير المرجح أن تُجبر الحوثيين على الاستسلام. ونظرًا لأهمية الميناء للسكان المدنيين، فمن المرجح أن تكون أي حملة لإغلاقه محدودة النطاق والمدة.

 

في ظاهر الأمر، يبدو إغلاق الميناء بمثابة "تكرار لما حدث". في أعقاب الهجمات الأمريكية واسعة النطاق على اليمن في مارس/آذار، أفاد زفي باريل من صحيفة هآرتس أن الحوثيين "تكيفوا، مستخدمين قوارب الصيد لسحب ناقلات نفط بدائية الصنع إلى البحر، وتفريغ النفط من السفن الراسية، وسحبه إلى الشاطئ...".

 

ومع أن إنهاء الحرب في غزة لا يزال أحد المطالب الرئيسية للحوثيين، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان الانسحاب الإسرائيلي كافيًا لوقف حملتهم. ويحذر لوفتون من أن الجماعة تُمهّد الطريق بالفعل لمواصلة مهاجمة أولئك الذين يسعون إلى التطبيع مع إسرائيل - مثل المملكة العربية السعودية - وقد تُواصل العمليات العسكرية حتى بعد الانسحاب الإسرائيلي. إضافةً إلى ذلك، فإن اتفاق وقف إطلاق النار بين الحوثيين والولايات المتحدة قد يُعزز روايتهم كمدافعين عن الفلسطينيين. ويقول لوفتون، وهو يردد صدى رسائل الحوثيين بشأن الاتفاق مع الولايات المتحدة: "لم نطلب أي شيء؛ بل كان الأميركيون هم من لجأوا إلى العمانيين وقالوا: ساعدونا". ويضيف: "منذ البداية، قالوا إن حربهم مع إسرائيل لا تعني أميركا".

 

يُحذّر كلٌّ من لوفتون وكيندال من أن التكتيك المُفضّل لدى إسرائيل - الاغتيالات المُستهدفة للقادة العسكريين - سيفشل على الأرجح في اليمن. لا يقتصر الأمر على أن الجغرافيا تُصعّب مثل هذه المهام بشكل كبير، بل إن الهيكل التنظيمي للحوثيين "أكثر لامركزية... وحدات صغيرة تعمل بشكل مُستقلّ إلى حدّ ما على الأرض"، كما تُوضّح لوفتون.

 

وتُشير إلى أن الاغتيالات السابقة التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لم تُؤثّر سلبًا على المدى الطويل. "سيكون من الصعب القضاء على هذه الظاهرة... ويعود ذلك جزئيًا إلى استيلائهم على مؤسسات البلاد وبنائهم لوجودهم بشكل مُمنهج لأكثر من عقد من الزمان". وتُضيف كيندال أن خطر وقوع خسائر "ظرفية" في صفوف المدنيين "قد يأتي بنتائج عكسية ويُولّد تعاطفًا أوسع مع الحوثيين".

 

ومن المُحتمل، إذًا، أن يكون السبيل الوحيد المُجدي لإقناع الحوثيين بإلقاء أسلحتهم يكمن في حلٍّ يمني داخلي - حلٍّ يُنهي الحرب الأهلية في البلاد نفسها. وفقًا للوفتون، من المرجح أن يسعى الحوثيون إلى تحويل وضعهم الحالي إلى مكاسب سياسية داخلية و"تطبيع السلطة السياسية". لذا، فإن أي حل يجب ألا يقتصر على معالجة توزيع السلطة فحسب، بل أيضًا مسائل أكثر حساسية، مثل الوصول إلى البحر.

 

يقول لوفتون: "سيجد الحوثيون صعوبة في التخلي عن موقعهم القيادي وموطئ قدمهم الاستراتيجي في البحر الأحمر وباب المندب. وهنا قد يحتاجون إلى ابتكار أساليب جديدة للحفاظ على تلك السيطرة".

 

على الرغم من إنجازاتهم الحالية، يقول لوفتون: "قد تصبح لحظة تألق الحوثيين نقطة ضعفهم". قد تواجه الجماعة قريبًا معضلات معقدة، لا سيما فيما يتعلق بـ"كيفية التصرف في اليوم التالي لانسحاب إسرائيل من غزة".

 

يتفق كيندال مع هذا الرأي، مشيرًا إلى أنه "من غير المرجح أن يوقف الحوثيون هجماتهم. لديهم أسبابهم الخاصة لمواصلة عدوانهم على إسرائيل، سواءً بوجود إيران أو بدونها. محليًا، يُصب هذا في مصلحة قاعدتهم الشعبية. إقليميًا، يُصوّرهم كأبطال فلسطين. دوليًا، يُولّد لهم اهتمامًا إعلاميًا واسعًا".

 

من جانبها، من غير المرجح أيضًا أن تُوقف إسرائيل ضرباتها العسكرية. قد يتطلب كسر ما يبدو وكأنه حلقة عنف مسدودة نهجًا مختلفًا - ربما نهجًا مستنيرًا بالماضي. ومع ذلك، كما يقول لوفتون، "لا يمكن للتاريخ أن يُعطينا إجابة، مع أنه غالبًا ما يُخبرنا ما لم يُجدِ نفعًا".

 

هل الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة ضد الحوثيين عديمة الجدوى تمامًا؟ يُجيب لوفتون: "نعم ولا". "من ناحية، تُلحق الغارات أضرارًا، وهذا له قيمة تراكمية. من ناحية أخرى، فإن الاضطراب الذي تُسببه قصير الأمد، وقد يُعزز دافع الحوثيين للرد على إسرائيل".

 

عسكريًا، من المُشكك أن هذه الغارات وحدها ستُحقق الهدف. يُوضح لوفتون: "يجب أن تُدعم هذه الغارات بجهود مُستمرة وواسعة النطاق للحد من تهريب الأسلحة إلى الحوثيين بحرًا وبرًا". ولا يقل أهمية عن ذلك دعم قوات المعارضة داخل اليمن، لأن هذه في جوهرها حرب أهلية داخلية".

 

وفي النهاية، تستنتج أن "هذا الصراع لن يُحل بالوسائل العسكرية وحدها. يجب أن يُعرض على معارضي الحوثيين تسوية سياسية يمكنهم قبولها، تسوية تشجعهم على التحرك بنشاط ضد الحوثيين".

 

 


مقالات مشابهة

  • هذا كل ما تغير في موقف العالم من حرب إسرائيل
  • وزير الدفاع: الحوثيون حولوا اليمن إلى منصة إطلاق وتجريب للصواريخ الإيرانية
  • هآرتس: لماذا لا تستطيع أمريكا وإسرائيل هزيمة الحوثيين في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • روسيا تجلي طاقم ناقلة نفط تعرضت لأضرار كبيرة أثر قصف شنته أمريكا على اليمن
  • من التصعيد إلى التهدئة.. ماذا وراء الانسحاب الأمريكي من اليمن؟
  • ذا هيل: هروب ترامب من اليمن أزعج إسرائيل والدول العربية المعتمدة على أمريكا
  • مدحت شلبي: الأهلي في موقف صعب بسبب وسام أبو علي
  • أمين عام حزب الله: اليمن قدم نموذجا في الصمود أمام العدوان الأمريكي والاسرائيلي
  • وزير الخارجية: استقرار البحر الأحمر مفتاح لتعافي الاقتصاد العالمي وأمن الملاحة الدولية
  • توقف الملاحة بمطار بن غوريون وهروب واسع نحو الملاجئ إثر صاروخ من اليمن