تتفاقم الأزمة داخل السودان الشقيق يوما بعد يوم، حيث شهدت الأيام القليلة الماضية، أعمال عنف وقتل غير مسبوق في عدد من الولايات السودانية.

ودعا آلالاف المواطنين السودانيين الفارين من أعمال القتال في المناطق داخل السودان، الأمم المتحدة والدوال العربية والاسلامية، للتدخل لإنقاذ السودان مما يحدث بعد اشتداد القتال بين الجيش السوداني الوطني وقوات الدعم السريع.

 

أكبر أزمة نزوح بالعالم

والأحوال تدهور يوما تلو الآخر بالسودان، والسودانيين ما بين نازح ولاجئ في دول الجوار والولايات، بالإضافة إلى نقص بعض المستلزمات الضرورية للحياة لديهم.

وهناك هجمات متواصلة من قبل ميليشيات الدعم السريع لترويع الأمنيين وترحيلهم وإجبارهم على إخلاء منازلهم من أجل احتلالها، كما أن هناك ممارسات سيئة تمارس بحق السودانيين وخاصة الفتيات، وتحتاج السودان إلى قرارات بالوقت الحالي وليست بيانات، بالإضافة إلى حاجتها إلى بصمات واضحة فيما يحدث بها، مشيدا بدور مصر تجاه القضية السودانية وما بذلته من مجهود.

ويشهد السودان حاليًا تأججًا جديدًا لنيران الصراع بين كلًا من الجيش وقوات الدعم السريع، وهو ما أدى إلى مأساة من نزوح المواطنين السودانيين حيث وصل معدل ذلك النزوح إلى أعلى معدل عالمي له وهو 7.1 مليون شخص نازح منذ بدلاية الأزمة وفق ما أعلنته الأمم المتحدة واصفة الأمر بأنه "أكبر أزمة نزوح في العالم".

وحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، منذ اندلاع الحرب فقد فرّ نحو 500 ألف نازح إلى ولاية الجزيرة وحدها، أغلبهم من سكان العاصمة الخرطوم التي كانت مركزًا للقتال، كما أكد المكتب الأممي إن مدينة ودّ مدني، التي تبعد نحو 100 كيلومتر جنوب شرقي الخرطوم، كانت قد استضافت أكثر من 86 ألف نازح.

ويعيش الملايين من السودانيين العالقين وسط كماشة القتال المستمر منذ منتصف أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع حالة من "التوهان" في ظل تدهور مريع في الأوضاع الإنسانية والصحية.

النازحين يعانون مشاكل صحية

ووفقا لنازك ابنعوف، رئيسة منظمة أطباء السودان لحقوق الإنسان (مكتب الخرطوم)، فإن الخطر الحقيقي يكمن في أن معظم النازحين يعانون من مشاكل صحية، وبعضهم انقطعت عنه خدمات طبية منقذة للحياة مثل غسيل الكلى والعناية المكثفة لمرضى القلب، بعد خروج كامل مستشفيات المناطق الوسطى الرئيسية مثل ود مدني والحصاحيصا عن الخدمة تماما بسبب الأوضاع الأمنية السائدة حاليا.

أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن قلقهم إزاء انتشار العنف وتدهور الوضع الإنساني في السودان، وأدانوا بشدة الهجمات ضد المدنيين، وتوسيع نطاق القتال في المناطق التي تستضيف أعدادا كبيرة من النازحين واللاجئين وطالبي اللجوء، خاصة في ولاية الجزيرة، حيث فر أكثر من 250 ألف شخص من مدينة ود مدني.

وأعرب أعضاء المجلس، في بيان صحفي، عن قلق خاص إزاء التقارير المستمرة عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي، واستمرار انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، وحثوا جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية وفقا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، خاصة القانون الإنساني الدولي.

سياسة النفس الطويل.. هل تقدم إثيوبيا حلولا بالجولة الجديدة لمفاوضات سد النهضة من ينقذ السودان.. الصراعات تمزق البلد الشقيق والمجتمع الدولي يصم أذنيه

وأشاد أعضاء مجلس الأمن بالجهود التي تبذلها الجهات الفاعلة الإنسانية داخل السودان وفي الدول المجاورة، بما فيها الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، وشركاء الأمم المتحدة المنفذون، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والشركاء الوطنيون.

ودعوا جميع الأطراف إلى السماح وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بسرعة وبأمان ودون عوائق إلى جميع أنحاء السودان، وفقا لأحكام القانون الدولي ذات الصلة، وبما يتماشى مع المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية، التي تشمل الإنسانية والحياد والاستقلال.

زيادة المساعدات الإنسانية للسودان 

ودعا أعضاء المجلس إلى زيادة المساعدات الإنسانية للسودان والدول المجاورة، كما دعوا جميع أطراف النزاع إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوفاء بالالتزامات التي قطعتها في جدة، والسعي إلى حل تفاوضي للصراع.

وفي هذا الإطار، يقول الدكتور صلاح حليمة، إن المنطقة ولاسيما السودان تشهد أزمات ملحة تحتاج تدخلا دوليا لوقف مسألة العنف والقتل في السودان يحدث على الهوية، مشيرة إلى أن مجلس الأمن ندد اليوم بالأحداث غير الإنسانية في السودان.

وأضاف حليمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن تحدث جرائم في السودان بشعة ويتم حرق أشخاص أحياء كمسألة للانتقام في السودان، مؤكدة أن ما يحدث في السودان من انتقام قبلي شيء غير مسبوق.

القاهرة تفضح مخططات أديس أبابا.. سد النهضة بني لأهداف سياسية وليست تنموية سياسة النفس الطويل.. هل تقدم إثيوبيا حلولا بالجولة الجديدة لمفاوضات سد النهضة

وأشار حليمة، إلى أن مصر تسعى إلى حل الأزمة في السودان بشكل سلمي وأن يكون الحل سوداني سوداني، كما تسعى إلى تجنيب السودان ويلات الحرب وحل الأزمة بين كافة الأطراف السودانية بشكل سياسي سلمي.

والجدير بالذكر، أن أدى اتساع القتال إلى تحول أكثر من 60 في المئة من مدن وولايات السودان إلى مناطق حرب، مما فاقم من الأوضاع الإنسانية بشكل كبير، وسط تقارير تشير إلى حاجة أكثر من 25 مليون من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة لمساعدات غذائية عاجلة.

ويعتبر الأطفال أكثر الفئات تضررا من القتال الحالي، ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، فقد أجبر تصاعد القتال في ولاية الجزيرة أكثر من 150 ألف طفل على ترك منازلهم خلال أسبوع واحد فقط، ويعيش ما يقدر بنحو 5.9 مليون شخص في الولاية نصفهم تقريبا من الأطفال.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السودان الأزمة السودانية السودانيين مجلس الأمن المساعدات الانسانية منظمة الامم المتحدة للطفولة المساعدات الإنسانیة الأمم المتحدة الدعم السریع فی السودان أکثر من

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تحذر: فيضانات وشيكة بالسودان تهدد جهود الإغاثة

 دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، محذرة من تداعيات وخيمة لموسم الأمطار والفيضانات المتوقع أن يبدأ قريبًا ويستمر حتى أكتوبر.

الخرطوم ــ التغيير

وفي ظل استمرار الصراع والعنف الذي يجبر المدنيين على النزوح المستمر، تخشى المنظمة الدولية من أن تؤدي الفيضانات إلى شل حركة وصول المساعدات الإنسانية وزيادة مخاطر انتشار الأوبئة.

و أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه البالغ، مشيراً إلى أن الفيضانات قد تعرقل بشكل كبير الوصول البري للمناطق المتضررة، مما يزيد من صعوبة إيصال الإمدادات الضرورية للمحتاجين. وتأتي هذه التحذيرات في وقت يشهد فيه السودان نقصًا حادًا في التمويل الإنساني، مما يحد من قدرة المنظمات على تخزين الإمدادات الحيوية مسبقًا، وهو ما يزيد من تفاقم الوضع، خاصة وأن ما يقرب من نصف مليون شخص تأثروا بالفيضانات في العام الماضي.

جهود دبلوماسية

في محاولة لتخفيف الأزمة، أجرى وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، محادثات مكثفة هذا الأسبوع مع كبار المسؤولين في القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. ركزت هذه المحادثات على الضغط من أجل هدنة إنسانية تتيح وصول المساعدات الضرورية إلى آلاف المحاصرين في مدينة الفاشر، حيث واجهت الأمم المتحدة وشركاؤها صعوبات بالغة في الوصول للمدنيين منذ أبريل الماضي.

كما عبر المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن قلق المنظمة إزاء تصاعد النزوح والاحتياجات في منطقة كردفان جراء القتال المستمر. وفي سياق متصل، يكثف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، رمطان لعمامرة، مساعيه الدبلوماسية لدعم جهود خفض التصعيد والدفع نحو حل سياسي شامل ينهي الحرب المستمرة في البلاد.

الوسومتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان توم فليتشر جهود دبلوماسية دقت الأمم المتحدة سيول فيضانات ناقوس الخطر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحذر: فيضانات وشيكة بالسودان تهدد جهود الإغاثة
  • الأمم المتحدة: 613 شهيدًا قرب قوافل المساعدات الإنسانية ومراكز توزيع المساعدات بغزة
  • لكنها الحرب !!
  • غوتيريش مصدوم ومستاء بشدة إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية بغزة
  • وزير الخارجية: توجت جهودنا برفع العقوبات ورفع علم سوريا في مقر الأمم المتحدة، سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري، والرمزية السورية اليوم أكثر انفتاحاً ترمز إلى الإنسان السوري وثقافته وأرضه
  • الأمم المتحدة : مؤسسة غزة الإنسانية فخ موت مصمم للقتـ ل أو التهجير
  • الخرطوم .. أكثر من 800 ألف سوداني عادوا إلى البلاد
  • مكتب مؤسسة غزة الإنسانية المشبوهة في سويسرا يواجه الإغلاق
  • الحكومة السويسرية تأمر بحل مؤسسة غزة الإنسانية
  • الأمم المتحدة: تضاؤل ​​المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية يحرم سكان غزة من سبل العيش