“بابا نويل” أنتقد إسرائيل ففقد عمله
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
نيويورك – عقب انتقاده الهجمات الإسرائيلية على غزة، أنهت غرفة تجارة في ولاية نيويورك الأمريكية تعاقدها مع مسن أمريكي يعمل سنويا في احتفالات عيد الميلاد لتجسيد شخصية “بابا نويل” أو ما يعرف بـ”سانتا كلوز”.
الأمريكي كين دورف (70 عاما)، يشارك سنويا في احتفالات أعياد الميلاد مرتديا زي “بابا نويل” لإسعاد الناس وبث البهجة في نفوس الأطفال ببلدة “ساغ هاربور” التابعة لمنطقة لونغ آيسلاند بولاية نيويورك.
وفي حديثه للأناضول، قال دورف إنه يتابع المستجدات في الشرق الأوسط والعالم “عن كثب”، مشيرا إلى تلقيه في وقت سابق من ديسمبر/ كانون الأول الجاري دعوة إلى جلسة نقاش بعنوان “أسئلة صعبة عن إسرائيل”.
وأشار دورف إلى اعتقاده في بادئ الأمر أنه دعي إلى جلسة النقاش بسبب إلمامه بالمجريات والأحداث بالمنطقة.
وأضاف: “لكن الأمر لم يكن كذلك، فقد كان الهدف من الاجتماع المنعقد من قبل اللجنة اليهودية الأمريكية، هو توجيه الناس بخصوص طريقة الرد على أسئلة صعبة تتعلق باحتلال (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لقطاع غزة، فيما لو وجه إليهم سؤال من هذا القبيل، أي أن الاجتماع لم يكن إلا دعاية”.
ولفت دورف إلى أن “المتحدثين طرحوا معلومات خاطئة للغاية بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال اللقاء”، وأنه رد على تلك الطروحات بطريقة “مهذبة جدا”.
وقال: “شعرت كما لو أنني دخلت جلسة دعائية لنتنياهو، وهذا لم يكن مفيدا، وكان من الواجب فعلا طرح الأسئلة الحقيقية، الأسئلة الصعبة”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى صباح الجمعة 20 ألفا و57 قتيلا فلسطينيا و53 ألفا و688 جريحا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا للسلطات في القطاع والأمم المتحدة.
وبعد يومين من مشاركة دورف في جلسة النقاش التي أقيمت داخل كنيس في البلدة، تلقى المسن الشغوف بأداء دور “بابا نويل”، رسالة عبر البريد الكتروني من غرفة تجارة المنطقة.
وقال دورف إن غرفة التجارة طلبت منه في البريد الإلكتروني عدم المشاركة في احتفالات عيد الميلاد بزي بابا نويل في البلدة بسبب “صراحته المبالغ بها”، وطالبته بإعادة الزي، دون تقديم تفاصيل أخرى.
وأوضح أنه فهم من البريد الإلكتروني أن الأمر متعلق بانتقاده السياسات الإسرائيلية، وقال: “شعرت بالأسف الشديد، وفكرت بأن ذلك كان خطأ كبيرا وأني لن أدع الأمر يمر هكذا، حيث يتم إسكاتي بسبب انتقادي لخطاب دعائي وإبداء رأيي بصراحة، ثم يتم منعي من أمر لا علاقة له بالموضوع إطلاقا، هذا فعلا خطأ فادح”.
وأبدى المسن الأمريكي خيبة أمله من تصرف غرفة التجارة، مشيرا أنه بعد إبعاده من أداء دور “سانتا كلوز”، تلقى العديد من الرسائل الداعمة من سكان البلدة الذين وقفوا إلى جانبه وأكد أن ما فعلته غرفة التجارة كان “خطأ”.
وأعرب دورف عن اعتقاده بأن ما دفع مسؤولي غرفة التجارة إلى إبعاده من دور سانتا كلوز هو “خوفهم من خسارة ارتباطاتهم التجارية”.
دورف أبدى انزعاجه من خشية الأمريكيين توجيه أصابع الاتهام وانتقاد إسرائيل، وقال إن “الأمريكيين يمتلكون حرية الحديث عن نظام الرعاية الصحية والجنس والهجرة وكل القضايا الأخرى، لكنهم لا يشعرون بالارتياح عندما يتعلق الأمر بإسرائيل لقلقهم من مغبة وصمهم بمعاداة السامية”.
وأضاف: “الأمريكيون يجب أن يشعروا أنهم لن يعاقبوا على انتقادهم إسرائيل”.
وأوضح دورف أن وسائل الإعلام في الولايات المتحدة خلقت لسنوات طويلة تصورا أدى إلى النفور من العرب والمسلمين، وأكد أن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) تلعب دورا رئيسيا في توجيه الموقف الشعبي الأمريكي تجاه إسرائيل.
وشدد على أن “أيباك” تعد واحدة من جماعات الضغط (اللوبي) الأكثر فعالية التي تحدد العلاقات السياسية في البلاد.
وأضاف: “أعتقد أن أيباك لديها الكثير من المال والقوة والنفوذ”.
وتأسست “أيباك” عام 1953 بمبادرة من يشعيا كينن، عضو سابق في اللجنة الصهيونية الأمريكية للشؤون العامة، التي أنشئت بدورها عام 1951 في عهد الرئيس الأمريكي دوايت إيزنهاور، لكن تم تغيير اسمها لاحقا، وهي مسجلة رسميا بموجب القوانين الأمريكية كجماعة ضغط (لوبي) للقيام بمهمة الدعاية لدعم إسرائيل باسم الطائفة اليهودية الأمريكية.
وقال دورف: “رغم ذلك، مع الأحداث الأخيرة في غزة، بدأ الناس في انتقاد إسرائيل بعدما كان يخشون ذلك”.
وأوضح أن “الجيل الجديد، وخاصة ممن تقل أعمارهم عن 30 عاما، يشعرون بالاشمئزاز مما يحدث حاليا في غزة”.
وقدّم دورف في هذا الإطار ما يشبه الاستطلاع عن موقف شرائح المجتمع الأمريكي حيال إسرائيل، دون أن يكشف المصدر.
وبحسب دورف، فإن “هناك فجوة بين آراء الجيل الجديد والأجيال السابقة”، مبينا أن “80 بالمئة ممن تزيد أعمارهم عن 65 عاما يؤيدون ما يقوم به نتنياهو، بينما 20 بالمئة فقط ممن تقل أعمارهم عن 30 عاما يبدي ذات التأييد لنتنياهو”.
وبخلاف موضوع إسرائيل، لا يوجد هوة كبيرة بين آراء مختلف الأجيال في الولايات المتحدة، وفق دورف.
وعلل دورف ذلك بأن “الجيل الجديد يمتلك إمكانية الوصول إلى مزيد من المعلومات والمصادر حول المنطقة، بفضل تمكنه وإلمامه بكيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والاستفادة منها أكثر من كبار السن”.
ورغم أنه ليس يهوديا، إلا أن دورف بحسب قوله “نشأ وترعرع في حي تسكنه غالبية يهودية في بروكلين (بنيويورك)، وملم أيضا باللغة والثقافة العربية جيدا، نظرا لرحلاته المتكررة إلى الشرق الأوسط خلال حياته الدراسية والعملية.
وذكر أن “الأمريكيين لا يعرفون ماذا يعني أن تكون فلسطينيا”، موضحا أن “الناس هنا لا يعرفون مشكلة المستوطنين (غير الشرعيين) في الأراضي الفلسطينية، ولا يعرفون العوائق (عند نقاط التفتيش)، ولا يعرفون شيئا عن الجدار (المشيد على الحدود)، إنهم لا يعرفون ما هو الشعور الذي تشعر به عندما تكون فلسطينيا، ولا يعرفون ما هو التمييز”.
أثار توغل إسرائيل في قطاع غزة بعد هجوم “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس” في 7 أكتوبر، نقاشات كبيرة بشأن حرية الفكر في المجتمع الأمريكي.
وتبنت الإدارة الأمريكية سياسة دعم حكومة إسرائيل، وواجهت المظاهرات والمواقف المؤيدة للفلسطينيين باتهامات تتعلق بمعاداة السامية.
وخسر العديد من الناس، منهم شخصيات بارزة في مجال العرض والنشر والأوساط الأكاديمية، وظائفهم بسبب إبداء رأي علني معارض لما تقوم به إسرائيل في غزة.
واستدعت لجنة التعليم والقوى العاملة بالكونغرس في 5 ديسمبر الجاري، كلا من رئيسة جامعة بنسلفانيا إليزابيث ماغيل، ورئيسة جامعة هارفارد كلوديا غاي، ورئيسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) سالي كورنبلوث إلى جلسة “محاسبة رؤساء الجامعات ومكافحة معاداة السامية”.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: غرفة التجارة بابا نویل لا یعرفون
إقرأ أيضاً:
مشاهير بريطانيون يطالبون بإقالة مسؤول في “بي بي سي” لدعمه “إسرائيل”
الثورة نت /..
طالبت رسالة تحمل توقيعات أكثر من 400 شخصية شهيرة في مجالات الثقافة والفنون والإعلام في بريطانيا بإقالة عضو مجلس إدارة هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” روبي جيب، بتهمة الانحياز لـ”إسرائيل”.
وأشار الموقعون على الرسالة التي نشرت يوم الأربعاء الماضي، إلى عدم شفافية القرارات التحريرية في تغطية “بي بي سي” لأخبارها المتعلقة بـ”إسرائيل” وفلسطين، معربين عن قلقهم من أن تضر صلات جيب في السابق مع صحيفة “جويش كرونيكل” الصادرة في لندن، بمصداقية المؤسسة الإعلامية،حسب وكالة صفا الفلسطينية.
ووقّعت على الرسالة شخصيات بارزة، من بينها الممثلة ميريام مارغوليس، والكاتب أليكسي سايل، والمخرج مايك لي، بالإضافة إلى 111 موظفاً في “بي بي سي”.
وأكد هؤلاء أن وجود جيب في مجلس إدارة “بي بي سي” ولجنة المعايير التحريرية “يُضعف مبدأ الحياد” في التغطيات المتعلقة بـ”إسرائيل”.
وذكرت الرسالة أن جيب أدار اتحاداً استحوذ على “جويش كرونيكل” عام 2020 وظل في مجلس إدارتها حتى أغسطس2024، وأن هذه الصلات قد تؤثر على صنع القرار داخل “بي بي سي”.
كما انتقدت ازدواجية المعايير في طريقة تعامل “بي بي سي”، على خلفية توبيخها صحفيين انتقدوا حكومة الاحتلال على وسائل التواصل الاجتماعي، وسماحها في المقابل لشخص مثل جيب، المعروف بانحيازه، بالبقاء في منصب مؤثر.
وشدد الموقعون على ضرورة عدم استمرار جيب في منصبه تحت هذه الظروف، مشيرين إلى أن قرار “بي بي سي” عدم بث فيلم وثائقي بعنوان “غزة: أطباء تحت الهجوم” دليل إضافي على عدم حياد المؤسسة الإعلامية.
كما لفتت الرسالة إلى أن “بي بي سي” لم تغط الجوانب القانونية لمبيعات الأسلحة إلى “إسرائيل”.
وفضّل 111 موظفاً في “بي بي سي” عدم الكشف عن هوياتهم خشية التعرض لعقوبات محتملة من المؤسسة.
وتواجه “بي بي سي” انتقادات حادة بسبب سياساتها التحريرية في تغطية الحرب على غزة، بما في ذلك قرارات حذف المحتوى من منصاتها الرقمية أو عدم بث أفلام وثائقية متعلقة بالحرب.
وأعلنت المؤسسة في يونيو المنصرم إلغاء بث الفيلم الوثائقي “غزة: أطباء تحت الهجوم” بسبب “مخاوف تتعلق بمبدأ الحياد”، ما دفع قناة “تشانيل 4” إلى عرضه بدلاً عنها، الأربعاء.
كما قدمت “بي بي سي” اعتذارا في فبراير الماضي بسبب بثها لفيلم وثائقي آخر بعنوان “غزة: كيف تنجو في منطقة حرب”، الذي يتناول تأثير الحرب على الأطفال الفلسطينيين.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يرتكب العدو الصهيوني بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.