الأسبوع:
2025-12-01@09:15:42 GMT

مسارات الحركة الجهادية في خضم طوفان الأقصي

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

مسارات الحركة الجهادية في خضم طوفان الأقصي

لا شك أن الحركة الجهادية بما في ذلك تنظيم القاعدة، وتنظيم الدولة الاسلامية، والجماعات المتحالفة معهم، من غير المرجح أن تشتبك مع مسار الصراع في غزة، ولا تتمتع بوضع جيد يسمح لها بدور بارز وايجابى في الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل، ولا أحد لديه تحالفات مع حماس نظرا للتقارب الشيعي الذي تنتهجه حماس مع إيران وحزب الله، ومع ذلك وعلى الرغم من أن تنظيم القاعدة، وتنظيم الدولة الاسلامية غير قادرين على التاثير المباشر على الحرب في غزة، إلا أن ذلك الصراع سيؤثر على الحركة الجهادية.

وفيما يلي أهم المسارات التي يجب مراقبتها للوقوف على ذلك التاثير

1- المنافسة على الصدارة

المسار الأول الذي يجب مراقبته هو كيف ستشكل الأزمة بين إسرائيل وحماس المنافسة على الصدارة داخل الحركة الجهادية، على مدار عقد من الزمن كان التنافس بين تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية على قيادة الحركة الجهادية هو الذي حدد هذه المنافسة، وفي الوقت الحالي فإن حالة التدهور التي تمر بها الحركة الجهادية لم تقض على تلك المنافسة، لأنهما تتباهيان بتحالفات تابعة قوية، وتعتمد تلك المنافسة على القيادة على شبكات التحالفات التابعة لكل منهما.

.. إلى ذلك تستغل تلك الكيانات ذلك الصراع بين حماس وإسرائيل باعتباره قضية محفزة لضم كوادر جديدة لدعم الحركة الجهادية بمكوناتها الاسلامية والتحالفات التابعه لها.

بالنسبه لتنظيم القاعدة تتوافق الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل مع سرديتها (العدو البعيد) الذي يشير الى مركزية الخصم الصهيوني الصليبي، وبالفعل أصدر تنظيم القاعدة عدة بيانات تسلط الضوء على ذلك المبدأ منذ هجوم 7 اكتوبر الماضي، في حين ركز تنظيم الدولة الاسلامة بشكل أكبر على الخصم الشيعي (العدو القريب) حيث أشار فى اصداراته المسموعة والمرئية على أهمية معارضة العدو القريب متمثلا في الخصم الشيعي، ورغم أن الصراع قد يمنح تنظيم القاعدة أفضلية، فإنه لن يكون قادرا على التفوق على تنظيم الدولة الاسلامية ما لم يتمكن من التحرك على أرض الواقع، حيث استهدف تنظيم القاعدة القوات الاسرائيلة في الماضي، وتم تصوير تلك الهجمات على أنها دعم للقضة الفلسطينية.

2- القيادة داخل الحركة

وتأتي الحرب الدائرة حاليا بين غزة وإسرائيل في وقت تخلو فيه الحركة الجهادية من قادة مقنعين، فقد انتهت فترة زعماء الحركة القادرين على تحفيز قواعدهم وأنصارهم ومجنديهم المحتملين.

فقد أسفرت خسائر الحركة الجهادية لقاداتهم عن بروز قادة جدد مجهولين، قد يؤدي ذلك الفراغ الى جانب الأزمة الحالية بين غزة وإسرائيل لانتاج قادة جدد، يستحوذون على أولئك الذين حشدتهم البيئة والصراع الحالي.

3- الجهاد في الشرق الأوسط

في رسالة أيمن الظواهري الى أبي مصعب الزرقاوي - أحد قادة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق - أوضح أهمية الشرق الأوسط داخل الحركة الجهادية، حيث أشار في تلك الرسالة ألى أن مركزية الحركة في منطقة الشرق الأوسط في حين كانت إفريقيا وجنوب أسيا هي المناطق البعيدة، إلا أن مركز الحركة الجهادية حاليا تتركز في المناطق البعيدة وتحديدا في محيط جغرافي آخر في منطقة الساحل الافريقي، إلا أنه من المستبعد حاليا عودة الحركة الجهادية للقيام بأية عمليات عدائية، تعبر بها عن تواجدها جغرافيا بالشرق الاوسط.

4- التيارات الأيدولوجية

ناقش المحللون منذ فتره طويلة عما إذا كانت تلك الجماعات تركز على القضايا العالمية أم المحلية، لكن هذا الانقسام غير كاف لفهم الاختلافات الأيدلوجية داخل الحركة.

حيث تشير الدراسات إلى أن هناك خمس مسارات جهادية داخل الحركة:

أولا: التركيز على الجهادية الثورية، أي الإطاحة بالأنظمة السابقة التي تعتبرها لا تطبق الشريعة الاسلامية،

وقاد ذلك الاتجاه تنظيم الدولة الاسلامية في السابق في سوريا والعراق.

ثانيا: العدو القريب أي التركيز على الحرب الطائفية مع الشيعة.

ثالثا: تعزيز المطالبات الانفصالية الرامية إلى فصل الأراضي ذات الأغلبية المسلمة عن حكم غير المسلمين.

رابعا: الجهادية الكلاسيكية التي تنتهج فكرة ومبدا خروج القوات غير الاسلامية من بلاد المسلمين.

خامسا: العدو البعيد أي الإطاحة بالنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة وهو ما يطلق عليه الجهاد العالمي.

قد تتغير تلك الايدولوجيات المنوه عنها سلفا استجابة للاحداث في أعقاب احداث 11 سبتمبر على سبيل المثال كان الجهاد العالمي هو السائد خلال حرب الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، وكانت الجهادية الكلاسيكية بارزة وتنتهج فكرة الجهاد ضد القوات غير المسلمة لطردها من بلاد الاسلام.. أثناء الصراعات في العراق وسوريا كانت الطائفيه (العدو القريب) هي الفكر السائد.

في السنوات الاخيره كانت الجهادية الثورية هي السائدة وهدفها الأساسي الاطاحة بالأنظمة التي لا تطبق الشريعة الاسلامية.

.. إلى ذلك فان الجمع بين الحرب الدائرة حاليا بين غزة وإسرائيل، ودعم الولايات المتحدة لاسرائيل دون قيد أو شرط قد يؤدي ذلك الى معارضة التحالف الصليبي الصهيوني أي احياء فكرة الجهاد الاسلامي.

خاتمة

من السابق لأوانه استنتاج بأن الحركة الجهادية قد تنتشر من جديد بمنطقة الشرق الأوسط نتيجة الوضع الحالي بالمنطقة، ومن غير الواضح أنها قادرة على استغلال ذلك الواقع بشكل كامل، إلا أن الصراع الحالي قد يتفق مع أحد أهم أيدولوجيات تنظيم القاعدة ( العدو البعيد ).

……..

•باحث فى مجال الحركات الإسلامية والارهاب الالكترونى

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: تنظیم الدولة الاسلامیة الحرب الدائرة تنظیم القاعدة داخل الحرکة إلا أن

إقرأ أيضاً:

خرائط الطريق الأمريكية.. مسارات تقود إلى الأزمات لا إلى الحلول

 

على مدى العقود الماضية، اتخذت الولايات المتحدة من «خرائط الطريق» عنوانًا لسياساتها في مناطق الصراع، مقدّمة نفسها كوسيط يسعى إلى بناء الدول وتحقيق السلام وإنهاء النزاعات. غير أنّ تجربة الشعوب مع هذه الخرائط تشير إلى نتيجة مختلفة تمامًا؛ فكل خارطة طريق صاغتها واشنطن تحوّلت إلى بوابة لحرب طويلة أو أزمة ممتدة، وانتهت إلى خدمة المصالح الأمريكية أكثر من خدمة الشعوب التي وُعدت بالأمن والاستقرار.

بدأ هذا النمط بوضوح في أفغانستان عام 2001م، حين روّجت واشنطن لمشروع بناء دولة حديثة بعد إسقاط نظام طالبان. غير أنّ عشرين عامًا من الوجود العسكري لم يثمر مؤسسات قوية ولا تنمية حقيقية، بل ساهمت في صناعة نظام هشّ يتغذّى على الدعم الأجنبي ويغرق في الفساد، لينتهي الأمر بعودة طالبان إلى السلطة كما كانت قبل عقدين، تاركة خلفها دولة مدمّرة وشعبًا أنهكته الحرب.

وتكرر المشهد بطريقة مختلفة في فلسطين مع خريطة طريق حلّ الدولتين عام 2003م، التي قُدّمت كخطوة تاريخية لإنهاء الصراع. لكنّها في الواقع منحت الاحتلال الإسرائيلي الوقت والغطاء لتوسيع الاستيطان وفرض وقائع جديدة على الأرض، بينما حوصرت القيادة الفلسطينية بشروط أمنية وسياسية قاسية جعلت المسار التفاوضي عبثًا بلا نتائج. وكان المفترض أن تكون هذه الخريطة جسرًا للسلام، لكنها تحولت إلى أداة لتمديد السيطرة الإسرائيلية وتجميد الحل حتى اليوم.

أما العراق، فقد واجه واحدة من أكثر الخرائط دمارًا بعد اجتياح 2003م حين أعلنت واشنطن مشروعًا لإعادة الإعمار وبناء الديمقراطية. لكن ما حدث كان العكس تمامًا؛ تفكيك الجيش، وتفجير الصراع الطائفي، وانهيار مؤسسات الدولة، وتحوّل البلاد إلى ساحة صراع إقليمي ودولي. ورغم مليارات الدولارات التي أُنفقت باسم الإعمار، بقي العراق يعاني ضعفًا سياسيًا واقتصاديًا عميقًا، في واحدة من أكثر التجارب دلالة على أن خريطة الطريق الأمريكية كانت في حقيقتها وصفة للفوضى.

وفي سوريا، دخلت الولايات المتحدة عام 2012م بخارطة طريق للحل السياسي بدت في ظاهرها محاولة لتجنيب البلاد الانهيار، لكنها سرعان ما تحولت إلى إطار لإدارة الصراع لا إنهائه، مع تسليح أطراف، والتغاضي عن تدخلات دولية متعددة، وفتح الباب لتقسيم النفوذ بين القوى الكبرى. النتيجة كانت كارثة إنسانية وسياسية لا تزال تتفاقم حتى اليوم، فيما بقيت الخريطة الأمريكية ورقة ضغط، لا مسارًا للحل.

وفي اليمن، ظهرت خريطة طريق جديدة عام 2023م تحت شعار «السلام المستدام». لكنها جاءت مشوبة بحسابات إقليمية ودولية جعلتها أقرب إلى مشروع لتثبيت واقع معقّد بدل تفكيك جذوره. فقد تجاهلت الخريطة الأسباب الحقيقية للحرب، وتجنّبت معالجة قضايا السيادة والقرار الوطني، وتركت البلاد في وضع لا حرب ولا سلام، مع استمرار المعاناة الإنسانية وتفاقم الانقسام.

وعند مراجعة كل هذه التجارب، يبدو واضحًا أن خرائط الطريق الأمريكية لم تكن يومًا حلولًا خالصة بقدر ما كانت أدوات لإعادة ترتيب مناطق النفوذ. فهي تُصاغ في غرف السياسة وفق رؤية ترى في استمرار الصراعات وسيلة للضغط والتحكم، لا في إنهائها فرصة لبناء الاستقرار. ولذلك لم تؤدِّ أيٌّ من هذه الخرائط إلى سلام حقيقي أو بناء دولة قوية، بل إلى إطالة أمد الأزمات وتعميق اعتماد الدول على القوى الخارجية.

إنّ الشعوب التي عُلِّقت آمالها على هذه المسارات اكتشفت أن الطريق الذي ترسمه واشنطن يقود غالبًا إلى مزيد من التعقيد والاضطراب، لأن الغاية ليست وضع حدّ للمعاناة، بل إدارة الأزمات بطريقة تخدم الاستراتيجيات الأمريكية في المنطقة. وهكذا تصبح خريطة الطريق، بدل أن تكون جسرًا نحو المستقبل، دائرة مغلقة تعيد إنتاج المأساة.

ويبقى الدرس الأهم أن الدول لا تُبنى بـ«الخرائط المستوردة»، بل بالإرادة الوطنية الحرة والقرارات السيادية التي يشارك في صنعها أبناء البلد أنفسهم. فخارطة لا تُرسم داخل حدود الوطن لن تقود إلا إلى طريق يطيل من عمر الأزمات.

 

مقالات مشابهة

  • تدشين ورشة “طوفان الأقصى” لطالبات المعاهد في الجوف
  • تطبيق معايير "الأنسنة" في 13 موقعاً بالخبر.. وإدراج مسارات للدراجات بطول 26 كم
  • غارة أمريكية تقضي على قيادي بارز في تنظيم القاعدة بمارب
  • مقتل قيادي بارز في تنظيم القاعدة بغارة أميركية على مأرب
  • خرائط الطريق الأمريكية.. مسارات تقود إلى الأزمات لا إلى الحلول
  • اليمن.. مقتل قيادي في القاعدة بغارة أميركية
  • الجهاد الإسلامي تمنح وكالة سبأ درع “طوفان الأقصى” لدورها في دعم القضية الفلسطينية
  • تدشين دورة “طوفان الأقصى” لموظفي عدد من الوحدات التابعة لوزارة النفط
  • الجهاد الإسلامي في اليمن تكرّم تحالف الأحزاب المناهضة للعدوان بـ “درع طوفان الأقصى”
  • ميدان السبعين على موعد مع طوفان مليوني عصر الأحد القادم