الجمع الصحيح بين الأطعمة للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
ديسمبر 27, 2023آخر تحديث: ديسمبر 27, 2023
المستقلة/- يلعب النظام الغذائي دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، حيث يساعد على الهضم السليم وامتصاص العناصر الغذائية. ويمكن أن يؤدي الجمع الصحيح بين الأطعمة المختلفة إلى تحسين عملية الهضم ومنع الانتفاخ والشعور بالثقل في المعدة.
وتوصي الدكتورة جانا تيخانيتشيفا خبيرة التغذية الروسية، بضرورة اتباع نظام غذائي يعتمد على أطعمة سهلة الهضم، خاصة للأطفال وكبار السن والذين يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي.
وبالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي، يمكنهم الجمع بين اللحوم والحبوب عدة مرات في الأسبوع، مثل اللحم مع المعكرونة أو الحبوب. ويمكنهم أيضًا الجمع بين الأطعمة الثقيلة مرة واحدة في الأسبوع، مثل البقوليات واللحوم والدواجن والأسماك والبيض ومنتجات الألبان والمكسرات.
ولكن يجب أن يتم تناول منتجات الألبان وكذلك الفواكه الطازجة بشكل منفصل عن المنتجات الأخرى، حيث يمكن أن تؤدي إلى عسر الهضم إذا تم تناولها معًا.
كما توصي الخبيرة بضرورة الأخذ بالاعتبار موسمية الأطعمة وفصل السنة عند اتباع النظام الغذائي. ففي الشتاء مثلا لا ينصح بالإكثار من تناول الأطعمة النيئة، لأن الأطعمة المعالجة حراريا مناسبة أكثر في موسم البرد.
وتختتم حديثها وتقول: “عند اتباع هذه التوصيات سيشعر الشخص بعد 1-2 شهر بتحسن حالته الصحية وزوال المشكلات التي يعاني منها في الجهاز الهضمي”.
نصائح لجمع الأطعمة بشكل صحيح
فيما يلي بعض النصائح لجمع الأطعمة بشكل صحيح للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي:
ابدأ وجبتك بطبق من السلطة أو الحساء، حيث تساعد الألياف الموجودة في هذه الأطعمة على الهضم.تناول البروتين والدهون والكربوهيدرات في نفس الوجبة، حيث تساعد هذه العناصر الغذائية على الشعور بالشبع وامتصاص العناصر الغذائية بشكل أفضل.تجنب الجمع بين الأطعمة التي تؤدي إلى عسر الهضم، مثل منتجات الألبان والفواكه الطازجة.تناول الأطعمة المعالجة حراريا بدلاً من الأطعمة النيئة في فصل الشتاء.وإذا كنت تعاني من مشكلات في الجهاز الهضمي، فمن الأفضل استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية للحصول على نصائح غذائية محددة.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: فی الجهاز الهضمی بین الأطعمة
إقرأ أيضاً:
اللغة العربية في المخاطبات الرسمية.. قرار في الاتجاه الصحيح
حمد الناصري
في خطوة طال انتظارها، أثلجت صُدورنا توجيهات أمانة مجلس الوزراء الصادرة في الأول من يونيو 2025، والتي تنص على ضرورة الالتزام باستخدام اللغة العربية السليمة في جميع المُخاطبات الرسمية في القطاعين الحكومي والخاص.
يُمثل هذا القرار انتصارًا للهوية الثقافية واللغوية لسلطنة عُمان، وتأكيدًا على أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي وعاء للثقافة، وجذر راسخ في عُمق المجتمع العُماني الذي قامت حضارته وتاريخه على هذا اللسان العريق.
لقد لاحظنا في السنوات الأخيرة تزايد استخدام المصطلحات والمُسميات الدخيلة في تسمية المشاريع والمرافق والمُنشآت، وهو ما لا يتناسب مع روح الثقافة العُمانية، ولا مع مكانة اللغة العربية التي تمثل، منذ قرون، لغة الدولة والمُجتمع، ولغة التعليم والتشريع، بل ولغة الدين والقيم.. فاللغة العربية ليست كغيرها من اللغات؛ إنها لغة القرآن الكريم، اللغة التي اختارها الله سبحانه وتعالى لتكون وعاءً لِوَحْيه، ووسيلة بيَانِه إلى البشرية جمعاء. يقول تعالى: "إِنا أَنزَلْنَٰهُ قُرْءَانًا عَرَبِيا لعَلكُمْ تَعْقِلُونَ"، وفي ذلك دلالة جلية على تكريم اللغة العربية ورِفْعَة مكانتها، وارتباط العقل والفهم بها.
لقد قدَّس العرب لغتهم منذ القدم، واتخذوها مجالًا للبيان والفصاحة، وميدانًا للشعر والخِطابة، وسجلوا عبرها تاريخهم وأدبهم وفكرهم. كما أنها نالت التقديس الأسمى من المُسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، لكونها لغة الوَحْي، ولسان الصلاة، ومفتاح فهْم الدين. وهذا ما أكسبها الخلود، وأبقاها لغة حية، مُتجددة، لا تندثر..
وإذا كانت اللغة في جوهرها انعكاسًا لهوية الأمة، فإن اللغة العربية مثلت العمود الفقري للهوية الإسلامية والحضارة العربية. فهي التي حملت الفلسفة والفكر، واحتضنت التراث الإنساني المُتنوع، ووسعت من آفاق المعرفة حين استوعبت الحضارات الفارسية واليونانية والهندية، وترجمت علومها إلى العربية، فازدهر بها العقل الإنساني قرونًا طويلة.
إن هذا البُعد الحضاري والديني للغة العربية يستوجب أن نحافظ عليها، لا في الكتب فقط، بل في حياتنا اليومية، ومؤسساتنا، ومراسلاتنا، وخطابنا الرسمي. فليس من المنطقي أن تنشأ مؤسسة أو مشروع في قلب المجتمع العُماني، يحمل اسمًا أعجميًا أو مُصطلحًا بعيدًا عن الفهم الشعبي والهوية الوطنية، في الوقت الذي تزخر فيه لُغتنا بمفردات ثرية ودلالات دقيقة.. وقد أدركتْ الدول العربية، ومنها سلطنة عُمان، هذه القيمة الاستراتيجية للغتها الأم، فسعتْ إلى تعزيز استخدامها في التعليم والإدارة، وحرصت على تعليمها لغير الناطقين بها، من المُسلمين وغيرهم، إدراكًا لأهميتها في ربط الشعوب بالثقافة العربية والإسلامية.
لم يكن العرب الأوائل بحاجة إلى تفسير معاني القرآن، لأنهم كانوا يتخاطبون بالعربية الفصيحة، وكانوا يُدركون تمامًا بلاغته وإعجازه، حتى أن كِبار فُصحائهم كأمثال الوليد بن المغيرة اعترفوا بعجزهم عن الإتْيان بمثله، رغم تمرسهم في فنون اللغة والبيان.. وتتجلى فلسفة هذه اللغة في كونها أكثر من مجرد وسيلة للتخاطب؛ فهي نظام معرفي عميق يُعبر عن رُؤى الإنسان للعالم، ويُشكل وعيه ويدفعه للتأمل والفهم. اللغة العربية، بما تحمله من مُفردات دقيقة وتراكيب مرنة، تُتيح للمتكلم التعبير عن أدق المشاعر وأعْقد الأفكار، وهو ما جعلها لغة للفلسفة، والدين، والأدب، والعلم عبر قرون طويلة.
ولأن اللغة مرآة للفكر، فقد أسهمت اللغة العربية في بناء الوعي الثقافي الجمعي لدى العرب والمسلمين، واحتضنت عبر تاريخها ِسجالات فكرية وثقافية واسعة، من الشعر الجاهلي إلى الفقه الإسلامي والفلسفة العقلية. وهي ما تزال اليوم تشكل أساس الهوية الثقافية والحضارية، وتُحَفز العقل على التفكير والتحليل والتذوق الجمالي، مما يجعلها ليست فقط لغة للأدب، بل أداة للفهم والتأويل والتفاعل مع العالم.
خلاصة القول.. إن اللغة العربية هي لغة الأُمَّة، ولسان الدين، وجسر الحضارة.. وهي ليست مجرد أداة للتواصل، بل أداة لصياغة الفكر وتشكيل الهوية، وبناء الوعي.. وإن الحفاظ على اللغة العربية في الخطاب الرسمي ليس خيارًا ثقافيًا فحسب، بل هو واجب وطني وديني، يليق بمكانتها، ويُؤكد انتماءنا إلى هذه الأمة العريقة.
والتوجيه الأخير من مجلس الوزراء يُمثل لُبنة مُهمة في هذا البناء الحضاري، وعلينا جميعًا- مؤسسات وأفرادًا- أن نكون على قدْر المسؤولية، في احترام لُغتنا، وتعزيز استخدامها، وصَونها من التهميش والتراجع.. فاللغة العربية، باختصار، باقية خالدة.. ما بقي القرآن بيننا.